انفلونزا الطيور (سؤال وجواب)

زائر


ما هو مرض أنفلونزا الطيور و ما أعراضه على الطيور و الإنسان

إن مرض إنفلونزا الطيور هو مرض معروف من فترة طويلة منذ 1870 م وموجود في مناطق مختلفة من العالم ومنها مصر وكان يعرف باسم طاعون الطيور ولم يكن يسمى مرض الأنفلونزا في هذا الوقت وتواجد في مصر منذ الأربعينات والخمسينات ولم تكن هناك أي حالة صابة للبشر على مستوى العالم بأسره.
وكانت معامل الأمصال البيطرية تنتج لقاح لهذا المرض باسم لقاح طاعون الطيور واختفى المرض من مصر ومن العالم العربي في أوائل الستينات ولم يظهر مرة أخرى.
ومع تقدم علم الفيروسات عرف أن الفيروس المسبب للمرض ينتمي لمجموعة فيروسات الأنفلونزا ومن المعروف أن فيروسات الأنفلونزا تنقسم إلى 3 أنواع "ab" النوع b خاصين بالأدميين أما النوع a فيصيب البشر والطيور أيضا والخنازير والحيتان وحيوان المنك.
جميع هذه الأنواع مكون من جزئين أنتيجينات وهما H و N 15 نوعا من الجزيء "H"، و9 أنواع من الجزيء "N"، وهناك 3 أنواع فقط من الـ 15 نوعا من H خاصة بالإنسان H1,H2&H3، ونوعان من الـ9 أنواع للـN كذلك.
وكل فيروس لابد أن يحتوي على الاثنين معا لتكوين الفيروس وهناك تباديل وتوافيق بين هذه الأنواع ال 15 وال 9 وهذا يوضح مدى تعدد الأنواع المختلفة من الفيروسات.
بالإضافة إلى هذا فإن فيروس الأنفلونزا يتميز بحدوث طفرات وراثية فيه وقد تكون طفرات خفيفة ويطلق عليها antigeni dis وهو نوع من التغيرات الوراثية البسيطة في إما الجزء h أو الجزء n وهناك طفرات أخرى كبيرة تحدث في فيروس الأنفلونزا ويطلق عليها antegeni shift مما ينتج عنه فيروس جديد ذو صفات وراثية مختلفة.
وهذا يوضح أيضا تعدد الفيروسات المختلفة لفيروس الإنفلونزا بل إن الفيروس نفسه يتحور ليعطي فيروسات ذات صفات وراثية جديدة.
وبالنسبة للأعراض فهناك تفاوت كبير في الأعراض بالنسبة للطيور تعتمد على نوع الطيور (دجاج أم أوز أم بط..) وعمر الطيور وكذلك عترة الفيروس نفسه وشدة ضراوته.
إذا كانت العدوى بعترات ضعيفة و متوسطة الضراوة فتكةن عبارة عن التهابات في الجهاز التنفسي على شكل زكام وعطس وكحة والتهاب في الجيوب الأنفية وبصفة تشريحية فنلاحظ وجود التهابات مائية في الغشاء البلوري وغشاء التمور للقلب (الغشاء المغلف للقلب).
والموت في هذه الحالات يصل ما بين 3 15%
أما إذا كانت من العترات شديدة الضراوة فالنفوق فيها قد يصل إلى 100% ويتميز بأعراض تنفسية شديدة واحتقانات شديدة مع سواد في العرف والجلد الغير مكسو بالريش والأرجل مع تورم في الرأس وإسهال وأعراض عصبية يعقبها الوفاة.



هل أنفلونزا الطيور مرض معد مثله مثل الأنفلونزا العادية عند أي شخص وهل علاجه أمر سهل؟

إن الصورة المرضية في الإنسان كانت سنة 1997 في هونج كونج حيث ظهرت 18 حالة و6 منهم توفوا وهذا ما أدى إلى حدوث ضجة كبيرة..
وأعراضها كانت عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة (حمى) والتهابات في الجزء النفسي العلوي وزكام وعطس وحرقان في الحلق مع بعض الأعراض المعوية من إسهال وقيء وألم.
والصفة التشريحية للأشخاص الذين توفوا كانت على شكل التهاب رئوي في الرئتين وقد تكون هناك مضاعفات على شكل فشل كبدي وكلوي في هؤلاء الأفراد.. هذا ما تم تسجيله بالفعل وقتها.
ولم يثبت حتى الآن أن العدوى تنتقل من إنسان لإنسان آخر فلو حدث هذا لكان انتشار المرض كانتشار النار في الهشيم، ويمكننا هنا أن نقول بأن الخنزير يعمل كوسيط حيث يتم في أنسجته تحول فيروس أنفلونزا الطيور إلى عترات ضارة للإنسان ولذلك نجده انتشر بين الأشخاص في المناطق التي بها مزارع الخنازير تجاور مزارع الدجاج.
ولكن حتى الآن لم يثبت أن المصاب بأنفلونزا الطيور يمكن أن يصيب شخصا سليما، ونجد منظمة الصحة العالمية تتابع هي ومنظمة d (مركز مقاومة الأمراض) هذا الأمر بشدة فإن ثبت هذا سيكون وباء عالميا.. فنحمد الله على هذا.
وبالنسبة للعلاج فإن علاجها مثل علاج الأنفلونزا العادية تماما وتشمل الراحة ومجموعة فيتامينات أهمها فيتامين سي وشرب السوائل الدافئة، فقد ظهر في مصر مثلا حالات الأنفلونزا الآسيوية ومرض بها الكثيرون وكانت في الخمسينيات وأحدثت ضجة كبيرة وبالرغم من ذلك كان علاجها يقتصر على علاج الأنفلونزا العادية، أما حالات الوفاة التي ظهرت مؤخرا فإنها ترجع إلى أن الجسم غير معتاد عليها فيسهل بذلك مهاجمة مناعة الجسم وحدوث المضاعفات بسهولة ثم الوفاة وهذا بالطبع نتيجة إهمال العلاج في بدايته.
أما عن علاج الطيور فتعتمد المقاومة في المقام الأول على وأد المرض وذلك بالتخلص من الدجاج وحرق مزارع الدجاج بالكامل بمحتوياتها من أجهزة ومبان وتعويض صاحب المزرعة عن هذا، وهذا ما فعلته أمريكا في ولاية بنسلفانيا عام 1984.
ثم يأتي بعد ذلك تطبيق الأمن الحيوي البيطري بحذافيره وهي إجراءات يقوم بها الطبيب البيطري لمنع دخول أي ميكروب للمزارع.
ثم بعض ذلك إجراء عملية تحصينات للطيور وليس هناك لقاحات حية لمصل الأنفلونزا ولكن هناك لقاحات ميتة.
ولا يسمح باستعمال التحصينات ضد هذا المرض إلا في البلاد التي يثبت أن بها العترات شديدة الضراوة.
كذلك لا يمكن استعمال التحصين العشوائي قبل ظهور المرض وتحديد العترة المسببة له في المنطقة، حيث أن اللقاح يعطي مناعة فقط للعترة التي حضر منها.
وإذا بدأ التحصين في إحدى الدول بعد ثبوت وجود العترة شديدة الضراوة يجب أن يتم عمل مسح فيروسي كل سنة لمعرفة هل حدث تغير في التركيب الأنتيجيني للعترة المسببة للأنفلونزا أم لا، وإن حدث فيحضر اللقاح المناسب لها.

أحب أن أعرف مخاطر هذا المرض ؟

مخاطر هذا المرض تنقسم إلى:
مخاطر اقتصادية: حيث تسبب خسائر اقتصادية فادحة قد تصل إلى 100% في نفوق الدواجن بالمزرعة الواحدة، وبالتالي تعويض أصحاب هذه المزارع.
مخاطر صحية على البشر: حيث سجلت حالات وفاة وإصابة للبشر منذ ظهوره وهذا ما استدعى الانتباه بشدة.

السؤال: في ظل ما يجري في العالم من متابعات حثيثة لقضية انفلونزا الطيور يلحظ ان الرد العربي ما زال مقتصرا على منع استيراد الطيور وهو امر بالمناسبة مشكوك به، وتحديدا في حالة دول تعتمد بشكل كبير على استيراد الللحوم
السؤال: هل نمتلك كعرب وكمؤسسات طبيعة ادوات للكشف عن المرض، سواء عند الطيور او عند المواطنين؟
وكيف ينتقل المرض الى المواطنين، فهل هي عدوى ام نتاج لاكل اللحوم؟
وكيف يمكننا ان معالجة المرض في حال حدوثه؟

من ناحية الإمكانيات المعملية في الوطن العربي فهي متاحة للكشف عن حالة أي أنفلونزا تظهر للطيور.. وهذا يحدث بين حين وآخر فهناك مشاريع علمية خاصة بمتابعة الموقف في الدول العربية.
ومن ناحية الإستيراد فإنه لايتم الاستيراد إلا من الدول التي يثبت أنها خالية من فيروسات أنفلونزا الطيور وأي دولة يظهر فيها الفيروس فإنه لابد أن تبلغ هيئة IE وهي هيئة الأوبئة العالمية.
كذلك أريد أن أوضح أن العدوى لاتنتقل عن طريق أكل لحوم الطيور المصابة أو حتى بيضها فهو ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي وذلك بمخالطة الدجاج المصاب وكذلك الخنازير في المقام الأول.



كيف نقي أنفسنا من هذا المرض؟ هل نتوقف عن أكل الطيور؟ هل طهي الطيور يقتل الفيروس؟

إن ثبت أن البلد انتشر بها الفيروس بين الطيور فبطبيعة الأمر أن ريش الطيور يمكن وحده أن ينقل المرض أما أكل اللحوم نفسها فلا ينقل المرض بأي حال من الأحوال.

ما هي احتمالات وصول مثل هذا المرض الينا؟ و كيف يمكن اكتشاف ان الطيور مصابه به؟ و كيف يمكن الوقايه منه؟

إن احتمالات وصول المرض إلينا فإنه يكون عن طريق الطيور المهاجرة
ولذلك يتم متابعتها بفحص عينات دورية منها كل موسم وهذا تقوم به وزراة الزراعة.
ومن الجائز جدا أن تتم العدوى من استيراد بعض الطيور من مناطق موبؤة واحتياطه هو كما ذكرنا يكون بعدم استيراد الطيور من المناطق الموبؤة.
وقد ذكرت أن لدينا إمكانية الكشف والفحص المعملي عن الفيروس وأي اشتباه تتصدى له مباشرة الجهات المعنية.
والوقاية تأتي بالمتابعة التي ذكرناها سابقا وفي حالة لاقدر الله ظهور المرض فإنه يتم الإجراءات التي سبق وذكرناها واستخدام التحصينات للطيور المناسبة للعترة المعزولة.

هل هناك مبالغه في ان هذاالمرض قد يسبب موت البشر بمئات الملايين؟

إني أتوقع إن لم نعطي الموضوع اهتماما خاصا من وزارة الزراعة ووزارة الصحة فإن الموضوع قد يشكل أمرا خطيرا .
وأوضح أن السيطرة على المرض عندما يصيب البشر هو في أيدينا تماما

مامدى امكانية انتشار مرض "انفلونزا الطيور" من خلال هجرة الطيور الموسمية؟

بالنسبة لانتقال المرض عن طريق الطيور المهاجرة فهو احتمال كبير فدخول هذه الطيور يكون بدون أي حواجز أو تأشيرات دخول بخلاف الاستيراد أو حتى دخول الأشخاص المصابة، وخبراء البيئة يمكنهم معرفة خريطة هجرة الطيور وخط سيرها بمواسمها

 

زائر
بارك الله فيك يادكتور على هذا التوضيح الجميل, شرحك للمرض كان بطريقة جيدة ومستساغة .

تقديري واحترامي لك