تأثير السمنة على البروستات

لم يعد سرا من الأسرار أن البدانة والسمنة تمثلان مشكلتين كبيرتين في الولايات المتحدة، إذ يحتاج نحو ثلثي الأميركيين اليوم إلى خفض أوزانهم، بينما تزداد أعداد الأطفال والبالغين البدينين بوتيرةمخيفة.

وليس سرا أن السمنة سيئة لصحة الفرد، فزيادة الدهون في الجسم تزيد من مستويات الكولسترول المنخفض الكثافة (D) «الضار»، ومن مستويات الدهون الثلاثية، وتقلل في الوقت نفسه من مستويات الكولسترول العالي الكثافة (HD) «الحميد». كما تؤدي السمنة إلى الإخلال بقدرة الجسم الطبيعية للاستجابة للأنسولين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستويات السكر، والأنسولين، في الدم.

كما أن السمنة تقود إلى أكثر من زيادة هذه الأرقام، إذ إنها تؤدي إلى تدهور الصحة عموما، فهي تزيد من مخاطر النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والإصابة بضغط الدم المرتفع، والسكري، وحصى المرارة، والسرطان، والتهاب المفصل العظمي، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وتشحم الكبد، والكآبة.

وإجمالا فإن السمنة حالة قاتلة. وفي الواقع فإن السمنة والخمول مسؤولان عن نحو 1000 وفاة بين الأميركيين يوميا. وإن استمرت الأحوال بهذا الشكل، فإنها ستتخطى التدخين بوصفها من المسببات الرئيسية، التي يمكن تفاديها، للوفاة في الولايات المتحدة.

وتؤثر السمنة على الرجال والنساء بنفس القدر، إلا أن ما يثير الدهشة هو أن الرجال يتحملون جهدا أكبر بسببها، لأن السمنة تلقي بظلالها الكثيفة على الهرمونات الذكرية، وعلى صحة البروستاتا.

السمنة وهرمون الذكورة

* «التيستوستيرون» (teststene) هو هرمون الذكورة الرئيسي. وبصفته هذه فإنه مسؤول عن ظهور الصوت العميق، والعضلات الكبيرة، والعظام القوية التي هي من خصائص الذكور، وعن نمو الأعضاء التناسلية الذكرية وإنتاج الحيوانات المنوية (الحيامن)، ومسؤول أيضا عن نمو شعر اللحية. وبعد تحوله إلى «ديهيدروتيستوستيرون» (dihydteststene)، فإن هذا الهرمون يحفز على نمو البروستاتا وهي حالة غير مرحب بها للرجال في الأعمار المتقدمة.

وترتفع مستويات «التيستوستيرون» عند مرحلة البلوغ ثم تأخذ في الاستقرار في السنين التالية لها، ثم تبدأ في التناقص عند بدايات أواسط العمر. ولأن الهبوط في مستوى «التيستوستيرون» يكون في المتوسط في حدود 1% سنويا، فإن غالبية الرجال الكبار يحافظون على مستوياته الطبيعية. إلا أن أي أمر يسرع في تدهور هذه المستويات يمكن أن يصيب الرجال بحالة «نقص أو عوز التيستوستيرون» (teststene defiieny).

السمنة تؤدي إلى تقليل مستويات «التيستوستيرون»، فقد وجدت دراسة نشرت عام 2007 أجريت على 1667 رجلا من عمر 40 فأكثر، أن كل زيادة بدرجة واحدة فقط في مقدار مؤشر كتلة الجسم ارتبطت بتدهور بنسبة 2% في مستويات «التيستوستيرون». وإضافة إلى ذلك فقد وجدت دراسة نشرت عام 2008 أجريت على 1802 من الرجال من عمر 30 سنة فأكثر، أن زيادة محيط الخصر كان مؤشرا أقوى للتنبؤ بتدني مستويات «التيستوستيرون» مقارنة بمؤشر كتلة الجسم. إذ ظهر أن زيادة طول الخصر بـ4 بوصات (10 سم تقريبا) أدت إلى زيادة بنسبة 75% من احتمال تعرض الإنسان إلى انخفاض مستويات «التيستوستيرون»، بينما لا تزد فترة 10 سنوات من الهرم من هذا الاحتمال إلا بنسبة 36%.

وإجمالا فإن طول محيط الخصر كان أقوى مؤشر لمفرده في التنبؤ بظهور حالة نقص «التيستوستيرون».

وإن كنت لا تزال متشككا في نتائج هاتين الدراستين الأميركيتين فعليك التأمل في ما أوردته دراسة أسترالية وجدت أن واحدا من كل سبعة من المعانين من السمنة يمكنهم الاستفادة من العلاج التعويضي بـ«التيستوستيرون»، وهذا المعدل أعلى بأربع مرات من المعدل المماثل لدى الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة.

الوظيفة التناسلية

* وتلقي السمنة بظلالها الداكنة على الحالة الجنسية، كما قد تؤدي إلى إضعاف الخصوبة. فقد ربط بحث أميركي بين السمنة وتناقص أعداد «الحيامن»، وكذلك قلة حركيتها. وتوصل علماء ألمان إلى نتائج مماثلة لدى رجال بين أعمار 20 و30 سنة.

حصى الكلى

إن حصى الكلى لا تمثل مشكلة شخصية بقدر ما تقود إلى المعاناة من آلام بدنية. وتظهر حصى الكلى لدى الرجال أكثر بمرتين من النساء، وتزيد السمنة من أخطار حدوثها.

وقد وجدت دراسة لجامعة هارفارد لـ45 ألفا و988 من الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين 40 و75 سنة، أن قيم مؤشر كتلة الجسد الكبيرة وزيادة طول محيط الخصر ترتبط كل منهما بزيادة خطر ظهور حصى الكلى.

وقد ظهر أن الرجال الذين يزيد وزنهم بأكثر من 39 رطلا (16 كلغم تقريبا) بعد سن الـ20، تزداد لديهم على الأكثر حالات حصى الكلى بنسبة 39% عن غيرهم من الآخرين الرشيقين. أما الرجال الذين يصل وزنهم إلى أكثر من 220 رطلا (100 كلغم تقريبا)، ففقد زادت نسبة احتمال تعرضهم لحدوث حصى الكلى 44% أكثر من الذين يصل وزنهم إلى 150 رطلا (68 كلغم).

وعلى الرغم من أن هذه النتائج الأميركية لم تقدم تفسيرات لأسباب وجود هذه الصلة، فإن دراسات من أوروبا وآسيا أظهرت أن الأشخاص البدينين يعانون من تراكم كميات فائضة من الكالسيوم ومواد كيميائية أخرى في البول، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين تلك المواد للحصى.

تضخم البروستاتا الحميد

* يشيع ظهور حالة «تضخم البروستاتا الحميد» Benign pstati hypepasia (BPH) مع تقدم عمر الرجال. كما تزداد هذه الحالة مع السمنة.

وقد وجدت دراسة لجامعة هارفارد على 25 ألفا و892 رجلا أن طول محيط الخصر يرتبط بقوة مع خطر ظهور أعراض تضخم البروستاتا الحميد لدى الرجال. فالرجال الذين يبلغ طول خصرهم 43 بوصة (109.2 سم) أو أكثر، كانوا يحتاجون بمعدل 2.4 مرة إلى الخضوع إلى عملية جراحية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، مقارنة بالرجال الذين كان محيط خصرهم يقل عن 35 بوصة (88.9 سم). ولم توظف دراسة هارفارد هذه مؤشر كتلة الجسم كعامل خطر مستقل، وذلك عكس دراسة أخرى أجريت في بالتمور. وقد قدم باحثون من بالتيمور وآخرون من الصين تفسيرات لهذه الصلة، فقد استخدموا تقنيات التصوير بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لقياس غدة البروستاتا ووجدوا ازديادا في حجم هذه الغدة لدى الأشخاص المصابين بسمنة البطن.

ألغاز البروستاتا

* تشتهر غدة البروستاتا بألغازها وتناقضاتها العلمية. وإليكم واحدا إضافيا منها، إذ تزداد مستويات مولد المضادات الخاص بالبروستاتا pstate-speifi antigen (PSA) مع تضخم غدة البروستاتا، وعلى الرغم من أن السمنة تبدو وكأنها تدفع البروستاتا إلى التضخم، فإنها تخفض في الوقت نفسه من مولد المضادات الخاص بالبروستاتا (PSA) هذا.

ووفقا لـ«تقييم الصحة والتغذية الوطني 2001 - 2004» للرجال المتحدرين من أصول قوقازية الذين كانت أعمارهم تبلغ 40 سنة فأكثر، فإن زيادة بمقدار 5 بوصات (12.5 سم تقريبا) في طول محيط الخصر أدت إلى تدهور بنسبة 6.6% في تركيز مولد المضادات الخاص بالبروستاتا (PSA) في الدم.

ولكن، وبخلاف الكثير من ألغاز البروستاتا، فقد أمكن تفسير هذا اللغز، فقد توصلت دراسة على 13 ألفا و634 من المصابين بسرطان البروستاتا إلى أن الرجال الذين يمتلكون مؤشرا أكبر لكتلة الجسم تقل لديهم مستويات مولد المضادات الخاص بالبروستاتا، وهذا لا يحدث لأن البروستاتا تفرز كميات أقل من مولد المضادات هذا، بل لأن السمنة تزيد من حجم الدم، ولذلك فإن تركيز مولد المضادات يقل في الدم.

سرطان البروستاتا

* ولأن السمنة تقلل من تركيز مولد المضادات الخاص بالبروستاتا (PSA)، فإن الأطباء يجدون صعوبة أكبر في توظيف قياسات هذا المؤشر، أي (PSA)، في رصد سرطان البروستاتا لدى الرجال البدينين.

وتؤثر السمنة على الجوانب البيولوجية الممهدة لسرطان البروستاتا، فقد أشارت أبحاث أجريت في مناطق مختلفة من العالم إلى أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر تعرض الرجال لسرطان البروستاتا. وأظهرت دراسة لجمعية السرطان الأميركية على 404 آلاف و576 رجلا هذه الصلة، إذ تبين أن البدانة تزيد من الخطر على الرجال بنسبة 8%، بينما تزيد السمنة من ذلك الخطر بنسبة 20%، وأخيرا فإن الخطر يزداد بسبب السمنة الفائقة إلى 34%.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ظهر أن السمنة تزيد من احتمال انتشار سرطان البروستاتا إلى خارج هذه الغدة، وأنها تزيد من احتمال عودة السرطان بعد معالجته. وإضافة إلى هذا فإن السمنة تزيد أيضا من حالات سلس البول بعد إجراء عمليات جراحية لإزالة سرطان البروستاتا.

لماذا تعتبر السمنة مهددة بهذه الدرجة لخطر سرطان البروستاتا؟ لأن الأشخاص البدينين لا يأبهون لطلب المشورة الطبية لامتلاكهم مستويات أقل من مولد المضادات الخاص بالبروستاتا (PSA)، ولذلك فإن تأخر التشخيص هو أحد تلك التفسيرات لأخطارها. كما أن السمنة تغير أيضا من عملية التمثيل الغذائي (الأيض) للهرمونات الجنسية، الأمر الذي يؤثر على نمو أورام سرطان البروستاتا. ولكن الأهم من كل ذلك، ربما، هو أن السمنة تزيد من إنتاج الجسم لعوامل النمو مثل الأنسولين، وعامل النمو الشبيه بالأنسولين insin-ike gwth fat 1 (IGF-1). ويزيد كلا هذين العاملين من معدل تكاثر الخلايا، كما أن ازدياد مستويات IGF-1)) في الدم يرتبط بزيادة خطر سرطان البروستاتا، وسرطان القولون، والأورام الخبيثة الأخرى.

قد تبدو السمنة من علامات العصر إلا أنها ظاهرة غير طبيعية، تؤدي إلى حدوث مختلف الأمراض. ولذا؛ فعليك البدء في خفض وزنك اليوم قبل الغد.
 

نشكر الطبيب محمد على هذة المعلومات القيمة
عن السمنة ومدى تأثيرها على البروستات والنشاط الجنسي

واحببت ان اشير :

الى مدى خطورة السمنة على الصحة والحياة بوجة عام


واعطاء نصائح عملية لخفض الوزن:

تعتبر وطأة السمنة على الصحة أكثر خطورة من تلك التي تنتج عن التدخين، خصوصاً أن البدانة ترتبط بمجموعة كبيرة من الأمراض والمشكلات الصحية التي لا يستهان بها وهي:

أمراض القلب
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع مستويات الشحوم والكوليسترول
ارتفاع خطر تصلّب الشرايين
التكلّس
السكري
العقم والضعف الجنسي
عدم انتظام الدورة الشهرية
زيادة احتمال الإصابة بأنواع معينة من السرطان
سوء الهضم ومشكلات المعدة
السرطان
التوتر والقلق والاكتئاب والانزواء
مشاكل النوم
انخفاض متوسط العمر بسبب الأمراض المزمنة الناتجة عن البدانة

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن البدء بالاستفادة من الفوائد الصحية الناتجة عن خفض الوزن بمجرد خفض نسبة 5 أو 10 في المئة من الوزن في ما يتعلّق بالأشخاص الذين يعانون بدانة مفرطة. أما الفوائد الصحية لشخص بدين خفض وزنه بنسبة 10 في المئة فهي:
يقل خطر التعرّض إلى مشكلات صحية كالسكري في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو بالالتهاب العظمي steathitis أو السكري، من المتوقع أن تتحسّن حالة المريض بعد خفض وزنه. حتى أنه في حال اتباع علاج لهذه الأمراض، يمكن يكون ممكناً تخفيف جرعة الدواء.
يخف خطر الوفاة في أي سن بنسبة 20 في المئة إذ يخف خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة والسكري وأنواع السرطان المرتبة بالسمنة.


نصائح عملية لخفض الوزن::

وجود النية والإرادة شرط أساسي

لا يمكن أن ينجح برنامج غذائي أو حمية إلا في حال وجود رغبة حقيقية في خفض الوزن. قد لا تشكل السمنة مشكلة بالنسبة إلى البعض فلا تكون لديهم رغبة حقيقية في خفض الوزن. لكن في كل الحالات من الضروري أن يدركوا تماماً المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن البدانة وآثارها على الصحة.

معرفة كمية الطعام التي يتم تناولها

من الضروري أن تدركي حجم الوجبات التي تتناولها وكمية الأطعمة. على سبيل المثال يمكن تدوين كل ما تتناولة من طعام أو شراب خلال أسبوع ثم تناقش ذلك مع اختصاصي تغذية. بشكل عام يمكن خفض الوزن بمجرد تقليص الكمية التي يتم تناولها.

اتباع نظام غذائي متوازن

من الضروري اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية أي بمعدل خمس حصص من الفاكهة والخضر على الأقل يومياً، مع أهمية التركيز على النشويات في معظم الوجبات كالخبز الكامل الغذاء والبطاطا والأرز والمعكرونة والتقليل من الدهون كاللحوم الغنية بالدهون والحليب الكامل الدسم والمقليات والزبدة. ينصح بتناول الأطعمة القليلة الدهون.
كما ينصح بتناول حصتين أو ثلاث من السمك في الأسبوع على أن تكون إحداها على الأقل غنية بالزيت كالسردين والسلمون والتونا الطازجة.

في حال تناول اللحوم من الأفضل اختيار تلك القليلة الدهون أو الدجاج.
في حال القلي من الأفضل استعمال زيت نباتي كزيت الزيتون أو زيت دوّار الشمس.
يجب عدم إضافة الملح إلى الطعام وتجنب الأطعمة المالحة.
يجب تناول ثلاث وجبات في اليوم بما فيها وجبة الفطور الأساسية. علماً انه من الضروري الأكل ببطء وعدم إهمال وجبة من الوجبات الأساسية لتجنب الشعور بالشراهة والإفراط في الأكل في وقت لاحق.

ممارسة الرياضة

ينصح بممارسة الرياضة بمعدل ساعة إلى ساعة ونصف الساعة خمس مرات في الأسبوع.أما الرياضة المعتدلة فتشمل الهرولة والرقص والتنس والسباحة ...كما ينصح بالحركة في مختلف النشاطات الروتينية كصعود السلالم أو الذهاب إلى العمل مشياً على الأقدام إذا كانت المسافة تسمح بذلك.

الواقعية ضرورية

لا تضع هدفاً لا يمكن تحقيقه حتى لا تشعر باليأس من بطء التقدم في خفض الوزن.

اخفض وزنك ببطء
لا ينصح بخفض الوزن بسرعة لأنه عند خفض أكثر من كيلوغرام واحد في الأسبوع تخسر من العضلات أكثر من الدهون. لذلك ينصح بخسارة نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام واحد في الأسبوع لا أكثر. لتحقيق ذلك يجب الحصول على 500 وحدة حرارية إلى 1000 يومياً أقل من السابق. بهذه الطريقة يمكن خسارة 6 كيلوغرامات إلى 12 خلال ثلاثة أشهر.

الاكتئاب والمشكلات النفسية
قد تدفعك المشكلات النفسية إلى الأكل حتى تشعري بالارتياح أو للتغلّب على حالة الاكتئاب التي تعانيها وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة وزنك مما يشعرك أكثر بالاكتئاب. لذلك من المهم أن تلجأ إلى الطبيب لمعالجة حالة الاكتئاب التي تعانيها أو المشكلات النفسية.

التشجيع ضروري
تسهل خسارة الكيلوغرام الأول لأن الجسم يخسر الماء في البداية مع الدهون. لكن قد تشعر بعد فترة بأن برنامجك الغذائي فشل عندما تبطؤ عملية خفض الوزن. في هذه الحالة كل ما تحتاجة هو التشجيع والدعم حتى تتغلّب على الشعور باليأس.
 
التعديل الأخير:

زائر
يسلموووو
يعطيكم الف عافية دكاترتنا الافاضل