تثدي الرجال ورم سرطاني أم زيادة دهون مع تضخم قنوات الغدد داخله؟

زائر
ثمة أسباب لتثدي الرجال أغلبها حميدة وبعضها خبيثة تستوجب التشخيص العاجل والمعالجة الفورية. وقد نشرت حديثاً في مجلة نيوإنغلند الطبية الأمريكية مقالة مفصلة حول هذا الموضوع الهام والذي يجهله معظم الأطباء

وأبرز كاتب تلك المقالة الدكتور برونستين مختلف ميزاتها السريرية وشدد على أهمية التشخيص الدقيق لتلك الحالات. وقد عالجت شخصياً بعض الحالات الحميدة والخبيثة التي لم يعيرها بعض الأطباء أي اهتمام واعتبروها نتيجة فيزيولوجية للتقدم في السن. فإلى قرائنا الأعزاء موجزاً لأبرز ميزات تلك الحالة وأسبابها ووسائل تشخيصها ومعالجتها.
إن تثدي الرجال غير المؤلم الذي ينتج عن تضخم الغدد داخل الثدي حالة شائعة عند المسنين تحصل بنسبة حوالي 30% إلى 75% منهم وقد تستمر لبضعة أشهر أو سنوات قبل أن تكتشف أثناء الفحص السريري. وتعود حسب الفحص النسيجي إلى تضخم قنوات الغدد مع حصول تليف حولها وزيادة الدهن تحت الهالة مع تنكس زجاجي في سدى الثدي.

مع الألم

وأما في حال التثدي مع الألم والإيلام فيظهر الفحص النسيجي في تلك الحالة تواجد فرط التنسج في الخلايا الظهارية مع ظهور عدد وفير من الخلايا الالتهابية حول القنوات وزيادة الدهن تحت الهالة. وأما بالنسبة إلى الفيزيولوجية المرضية فهي ترتكز على اختلال التوازن بين تأثير الهرمون الذكري الحر والهرمون الأنثوي الحر على أنسجة الثدي نتيجة عدة عوامل أبرزها زيادة إفراز الهرمونات الأنثوية من الخصية، كما قد يحصل أحياناً أثناء البلوغ عند بعض الشبان الذين يشكون من تلك الحالة أو في حال وجود ورم حميد لغدد سرتولي داخل الخصية أو نتيجة الإصابة بأورام خبيثة في الرئة أو المعدة أو الكلية التي قد تفرز أيضاً هذا الهرمون الذي قد يحث الخصية إلى فرط إفراز الهرمون الأنثوي. وفي بعض الأحيان تكون الأسباب نقص انتاج الهرمون الذكري عند المسنين من الرجال حيث ان حوالي 50% من الرجال الذين تجاوزوا 70سنة من العمر قد يصابون بهذا النقص أو نتيجة زيادة إفراز بعض الهرمونات الذكرية من الكظر مع تحويلها إلى هرمونات انثوية في الأنسجة أو زيادة نشاط انزيم اروماتيز Amatase المسؤول طبيعياً عن تحويل الهرمون الذكري إلى الهرمون الأنثوي وذلك بسبب بعض الأمراض كالانسمام الدرقي وتناذر "كلينفيلتير" وأورام الخصية والكظر أو تقدم السن وزيادة الدهون في الجسم خصوصاً في الثدي. وفي بعض الحالات كفرط الدرقية وبعض أمراض الكبد يزيد معدل SHBG الهرمون المربوط بالغلوبلين الذي يقيد الهرمون الذكري في الدم ويقلل نسبة التستوستيرون الحر الفعال على الأنسجة مما يزيد من معدل الهرمون الأنثوي مقابل الهرمون الذكري نفسه. علاوة على ذلك فإن أي خلل يطرق على مستقبلات الهرمونات الذكرية نتيجة عقاقير أو أعشاب أو عوامل بيئوية قد يسبب أيضاً تثدي الرجال.


التشخيص

وبالنسبة إلى التشخيص فإن أول وأهم خطوة هي تحديد هوية تضخم الثدي: هل هو ناتج عن ورم أو زيادة الدهن مع تضخم قنوات الغدد داخله؟ ويعتمد ذلك على الفحص السريري للثدي باستعمال الإبهام والسبابة لليد. ففي التثدي الحميد تكون الأنسجة لينة أو مطاطة وغير صلبة وتكون متركزة تحت الحلمة والهالة وموجودة في الثديين في حوالي 50% من الحالات بينما يتواجد السرطان بعيداً عن موقع الحلمة والهالة ويكون صلباً وموجوداً في ثدي واحد مع رصعة في الجلد فوقه وانكماش الحلمة. وأحياناً وبنسبة حوالي 10% من الحالات يحصل إخراج أو نزيف دموي من الحلمة نفسها. واما اذا تعذر تشخيص التثدي سريرياً فيمكن استعمال أشعة الثدي Mammgaphy لإثبات التشخيص بنسبة حوالي 90%.

بعد تشخيص التثدي الحميد يجب على الطبيب التحري حول بعض الأعشاب أو العقاقير التي قد يتناولها المريض والتي قد تكون مسؤولة عن تلك الحالة ومن أهمها مضادات الهرمونات الذكرية المستعملة في معالجة سرطان البروستاتا


النقيلي والهرمونات الأنثوية والعقاقير الكيماوية للسرطان أو لنقص المناعة المكتسب أو الايدز وغيرها. اما عند اليافعين فقد يحصل التثدي المؤقت عند سن 13أو 14سنة. وأما اذا استمر فعلى الطبيب استثناء بعض الأمراض كفرد نشاط انزيم "أروماتيز" أو عدم حساسية الأنسجة للهرمون الذكري أو تناذر "كلنفيلتير" بإجراء التحاليل المخبرية على الكروموزومات والهرمونات النخامية والهرمون الذكري والأنثوي الذين قد يساعدون على تشخيص تلك الحالات ومعالجتها الدقيقة وخصوصاً اذا ما كان سبب التثدي نقصاً في هرمون الذكورة أو التستوستيرون أو ورم في الغدة النخامية.

المعالجة

واما المعالجة فإنها تعتمد على السبب المشخص وهوية التثدي ومدته ومضايقته للمريض. فإذا كان ناتجاً عن استعمال بعض الأعشاب أو العقاقير فإن التوقف عن استعمالها أو استبدالها قد ينفع في بعض حالات التثدي غير المزمن. واما اذا كان هذا التثدي موجوداً لأكثر من سنة فإن تواجد التليّف في الثدي يعوق إزالته مما قد يستدعي القيام بعملية جراحية لمعالجته إما بطريقة الشفط أو استئصال الدهون تحت الجلد. واما في الحالات الحديثة المنشأ فإن العلاج قد يشمل الهرمون الذكري أو استعمال عقار تاموكيسفين Tamxifen المعدل لمستقبلات الأنثوية في الأنسجة والذي يساعد على تراجع التثدي في حوالي 60% إلى 80% من تلك الحالات. ومن العقاقير الأخرى الدانازول Danaz والديهيدرو تستوستيرون والكلوميفين والتستولاكتون ولكن مع نجاح معتدل أو ضئيل. وتتم معالجة الأمراض الأخرى التي قد تكون مسؤولة عن التثدي كفرط الدرقية وأمراض الكبد والكلى وفرط نشاط انزيم أروماتيز على يد الأخصائيين في تلك الأمراض.

واما بالنسبة إلى الأورام الخصيوية أو الكظرية فيتم استئصالها جراحياً كما قد يستدعى نادراً وجود سرطان في الثدي إلى استئصاله جذرياً وأحياناً استعمال المعالجة الكيماوية أو الإشعاعية في حال امتداده أو انتشاره.


منقول
المصدر:



* <H4 ass=detaintentTeasetext di=t aign=jstify minmax_bnd="te">جريدة الرياض
<H4>
 

زائر
ودمت بكل خير وصحه وسلام

واشكرك اشكرك اشكرك على طيب حضورك
 

زائر
يعطيكي العافية يارب

شكرا ع المعلومات والموضوع

تحياتي