تقدم البحوث في مجال تعزيز الذاكرة ومعالجة النسيان

زائر
[TABE]
[T]
[TD="ass: AtieTite"][TABE]
[T]
[TD="ass: AtieTite"]تقدم البحوث في مجال تعزيز الذاكرة ومعالجة النسيان
[TD]
[T]
[TABE]




أوضحت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر - Nate» العلمية ان شبكة الاعصاب في ادمغة من هم في مقتبل العمر او المسنين، تتسم بروابط ضعيفة، وتتفاعل بنشاط أقل مقارنة مع فترة الشباب والصغر، ويشير الباحثون الى ان الامر الواعد هو ان هذا البحث يثبت أن هذه الحالة يمكن علاجها.
وتقول ايمي ارنستين استاذة علم النفس والاعصاب وعضو معهد كالفي لعلم الاعصاب «إن جوانب القصور الإدراكي ذات الصلة بتقدم العمر، لديها تأثير خطير على حياتنا في عصر المعلومات الذي نعيشه، حيث إن المرء غالبا ما يحتاج الى وظائف ادراكية افضل تلائم حتى احتياجاته الاساسية مثل سداد الفواتير او الحصول على الرعاية الصحية المناسبة. فتلك القدرات تعد ذات اهمية حيوية لأداء مهام وظائفنا، والقدرة على الحياة من دون الحاجة إلى الاعتماد على مساعدة الآخرين اثناء تقدمنا في السن».
ومع تقدم الانسان في العمر تجده يميل الى نسيان بعض الامور او يسهل تشتت ذهنه اكثر من ذي قبل، ويجد صعوبة بالغة في اداء الوظائف العملية. واوجه النقص هذه ذات الصلة بالتقدم في العمر ظلت معروفة لسنوات، بيد ان الاساس الخليوي (نسبة للخلايا) لتلك المصاعب الادراكية الشائعة لم يكن معروفا. وقد فحصت هذه الدراسة الجديدة ولأول مرة التغييرات ذات الصلة بالتقدم في السن في نشاط الخلايا العصبية في القشرة الأمامية، اي المنطقة في الدماغ التي تسيطر على الوظائف العملية والادراكية المتطورة.
وشبكة الاعصاب في منطقة القشرة الامامية تتسم بنشاط مستمر لإبقاء المعلومات في «الذهن»، وذلك حتى في غياب اي معلومات مصدرها البيئة المحيطة. ويطلق على هذه العملية صفة «الذاكرة العاملة»، وهي تتيح لنا تذكّر المعلومات مثل مكان ترك مفاتيح السيارة، حتى وان كان هناك داع لتجديد تلك المعلومات باستمرار. وهذه القدرة تعد اساس التفكير التجريدي والمنطق، وغالبا ما يطلق عليها صفة «كتيب الاسكتشات الذهنية». وهي مهمة ايضا بالنسبة للوظائف العملية، مثل اداء اكثر من مهمة في الوقت ذاته، والتنظيم، والترتيب، وكبح الافكار والافعال غير المناسبة.
وقد فحص فريق البحث الاعصاب النشطة في منطقة القشرة الامامية للدماغ لدى الحيوانات الصغيرة السن وتلك التي في منتصف العمر، ومن بلغت مرحلة الشيخوخة اثناء أدائها لبعض الأعمال المتعلقة بالذاكرة. وقد تمكنت الأعصاب في منطقة القشرة الأمامية لدى صغار الحيوانات من الحفاظ على نشاطها بوتيرة عالية خلال عمل الذاكرة، الأعصاب لدى الحيوانات الأكبر سناً فقد بدت أكثر بطئا في وتيرة النشاط. ولكن عندما قام الباحثون بتعديل البيئة العصبية - الكيماوية المحيطة بالأعصاب لكي تكون متشابهة أكثر بتلك التي لدى الأصغر سناً، ثم استعادة وتيرة نشاط الأعصاب الى مستوى أقرب الى مستويات الشباب.
وتقول البروفيسورة ارنستين يبدو أن القشرة الأمامية المتأثرة بالتقدم في السن تراكم مستويات مرتفعة من جزئي لبث الاشارات يطلق عليه اسم سي-ايه-ام-بي AMP الذي يستطيع فتح قنوات الايون، واضعاف النشاط العصبي في القشرة الأمامية. والمواد التي تستطيع اما كبح واما منع قنوات الايون التي تتأثر بالجزئي سي-ايه-ام-بي AMP يمكنها استعادة انساق النشاط الأكثر شباباً في الأعصاب المتأثرة بالتقدم في السن. واحدى المركّبات التي تعزز النشاط العصبي عقار غوانفاسين، وهو دواء أثبت نجاعته مسبقاً في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الراشدين، ومشكلات القشرة الأمامية لدى الأطفال مما يشير الى انه قد يكون مفيداً في حالة كبار السن أيضاً وفقاً لملاحظات الباحثين.
وقد بدأت النتائج التي توصل اليها فريق ارنستين في الانتقال الى مرحلة التطبيق الاكلينيكي. فقد سجلت كلية الطب في جامعة ييل مجموعة من الأشخاص في تجربة اكلينيكية لاختبار تأثير عقار غوانفاسين في تحسين أداء الذاكرة والوظائف العملية لدى المسنين ممن لا يعانون مرض الزهايمر أو أي حالة من حالات الخرف.

مجلة: دي - آند - آر للبحوث والتطوير
[TD]
[T]
[TABE]