زائر
تشهد وسائل التشخيص والفحص لأجزاء العين تطورا كبيرا والتي تتيح للطبيب المعالج المزيد من الإمكانيات للتشخيص الدقيق، ويحرص مركز ابن رشد التخصصي على متابعة ذلك التطور في أجهزة التشخيص حيث أدخل مؤخرا جهاز التصوير الطبقي الضوئي والذي يعرف اختصارا باسم t، حول هذه التقنية واستخداماتها يقول الدكتور عبد الرحمن الشريف استشاري العيون والماء الأبيض والليزك في المركز «مجال التصوير الضوئي» والذي يجري تطويره وتحسينه بشكل سريع عبارة عن عدة تكنولوجيات جديدة لتشخيص ومتابعة التغيرات التشريحية في أمراض العيون.
ويضيف الدكتور الشريف قائلا: «التصوير الضوئي الطبقي تقنية مشابهة لموجات فوق الصوتية إلا أنها تستخدم ضوء الأشعة القريبة تحت من الحمراء، بدلا من الموجات الصوتية حيث يتم قياس المسافات عن طريق تسليط شعاع من الضوء على العين دون ملامستها وبدون الحاجة لصبغات، ثم تسجيل صدى تأخير الوقت للضوء. ومن الممكن قياس صدى تأخير الضوء».
أول ظهور للتقنية
وعن أول ظهور لهذه التقنية ومراحل تطويرها يقول الدكتور الشريف في عام 1995م وفي عام 2001م تم تطوير التقنية لتكون أكثر سهولة في الاستعمال. وحول مجالات استخدام تلك التقنية أفاد الدكتور عبد الرحمن الشريف تفسح هذه التقنية المجال لدراسة أجزاء متعددة في العين: (إنه التصوير الضوئي وهو الآن أسرع وأكثر دقة) وقد أدى التقدم الذي حدث مؤخرا في تقنيات التصوير الضوئي البصري ثلاثي الأبعاد إلى تحقيق الدقة العالية وفي التشخيص ومن ثم في العلاج كما أدى هذا التقدم السريع في مجال التصوير الضوئي الطبقي لتغيرات في طرق التشخيص ومتابعة تطور الحالات وتوقيت التدخل العلاجي.
التشخيص المبكر
وحسب الدكتور الشريف فإن التقنية الجديدة تسهم في المساعدة في التشخيص المبكر وفي الكشف عن التقدم، وعن الجزء الأمامي في التصوير والجراحة الانكسارية وقياسات أنسجة القرنية، الغرفة الأمامية. وتشمل التطبيقات الماء الأزرق لتقييم الزوايا الضيقة وبعد العمليات الجراحية في جراحة تغيير زاوية. تقييم زاوية للمساعدة في تحديد المرضى المعرضين للخطر من أجل إغلاق زاوية، حيث يمكّن قياس أكتوبر من سمك طبقة الألياف العصبية في الشبكية (nf) توفر وسيلة لتقييم وتشخيص الزرق.
تطور يفوق كل التوقعات
وحول أهمية هذه التقنية يقول الدكتور عبد الرحمن: يمكننا القول إن التطورات التي حدثت في طب وجراحة العيون تشخيصا ومعالجة خلال العشرين سنة الماضية يفوق كل التوقعات حتى من المختصين أنفسهم بل فاق الإنجازات في نفس المجال على مدى عشرات السنوات الماضية حيث يستخدم يوميا في تشخيص حالات العيون المختلفة ومتابعة استجابتها للمعالجة. وكان صنع الجيل الأول من أجهزة ال t عام 1995م ثم أنتج الجيل الثاني من أجهزة (t) ومنذ ذلك الوقت حدثت تطورات كثيرة في الجهاز جعلته أكثر سهولة في الاستخدام وأسرع من حيث وقت الفحص وأكثر دقة ونوعية في النتائج وأكثر سهولة في التعامل مع الصور التي تظهر بعد الفحص وإمكانية المتابعة المستقبلية لنفس النقطة في العين لاحقا.
تستخدم أجهزة التصوير الضوئي الطبقي لتشخيص أجزاء العين الأمامية وأجزاء العين الخلفية على حد سواء وتعطي صورة تشبه الشكل التشريحي المجهري لخلايا طبقات العين كأنها تحت المجهر، كما تعطي قياسات دقيقة جدا بالمايكرون.
وأضاف: التصوير الضوئي الطبقي مشابه للموجات الصوتية المعروفة إلا أنه يختلف عنها كونه يستخدم ضوء الأشعة القريبة من درجة ما دون الحمراء بدل من الموجات الصوتية يتم قياس المسافات عن طريق تسليط الضوء على العين دون الحاجة لملامستها ودون الحاجة لأي صبغات ومن ثم تحسب نتائج الضوء للأشعة سابقة الذكر وتتم معالجتها إلكترونيا وتظهر النتائج فورا لاستخدامها في التشخيص وتقرير المعالجة كما تستخدم لمتابعة نتائج المعالجة مستقبلا.
آلية عمل التقنية
وفي رد عن سؤال حول آلية عمل التقنية الجديدة يقول الدكتور عبدالرحمن «يمكن تقسيم العين التي يستخدم لها التصوير الضوئي الطبقي إلى قسمين رئيسيين: الأجزاء الأمامية من العين وتشمل: القرنية، الحجرة الأمامية، زاوية العين، القزحية، العدسة.
أما الأجزاء الخلفية من العين وتشمل: الجسم الزجاجي، الشبكية، عنبية العين، العصب البصري.
ولذا فإن استخدامات التصوير الضوئي الطبقي في الجزء الأمامي من العين تشمل قياس سماكة القرنية، سماكة قشرة الليزك، سماكة الطبقة ما بعد الليزك وهذا يساعد على معرفة ما يحدث للقرنية بعد عمليات تصحيح النظر كما يمكن استخدام الجهاز لرؤية أي مادة تزرع داخل القرنية مثل الحلقات وغيرها.أما في الحجرة الأمامية يعطي الجهاز قياسا لعمق هذا الجزء مما يساعد على معرفة إمكانية زرع العدسات داخل العين مثل عدسة (i) يستخدم الجهاز لقياس زاوية العين بين القرنية والقزحية وتشخيص حالات ضيق الزاوية ومنع حدوث الجلوكوما لسبب ضيق الزاوية.
? استخدامات أجهزة التصوير الضوئي الطبقي للأجزاء الداخلية للعين:
الجسم الزجاجي يمكن رؤية التغييرات التي تحدث وعلاقتها بالشبكية وتشخيص حالات الشد مثل (vmt).
تصوير الشبكية بأجزائها وطبقاتها المختلفة ففي مركز الإبصار يقوم الجهاز بحساب السماكة وكشف الرشح إن وجد في حالات مثل تأثير السكري على الشبكية كما يمكن استخدام الجهاز لمتابعة مدى التحسن بعد المعالجة بالليزر والإبر.
تصوير ومتابعة حالات ثقوب مركز الإبصار بكافة أنواعها ودرجاتها.
تصوير حالات ال(sme) لمتابعة وتوثيق التحسن من عدمه ومعرفة وقت الحاجة للتدخل العلاجي.
تصوير حالات (nvm) لتشخيصها ومتابعة مدى استجابتها للمعالجة بالإبر والليزر.
تصوير حالات انسداد الأوردة الرئيسية في الشبكية وما يصاحبها من رشح شديد في الشبكية ومتابعة مدى التحسن بعد المعالجة.
العصب البصري: يعطي هذا النوع من الأجهزة أفق جديد في تشخيص حالات تقعر العصب البصري وزيادة التقعر المرضي من عدمه مع الوقت كما يعطي صورة عن سماكة الألياف العصبية حول العصب البصري (nf) ومدى تأثرها بالماء الأزرق (الجلوكوما). ويعتبر هذا الجهاز أداة ذات دقة عالية للتشخيص والمتابعة لحماية الإبصار بإذن الله.
ويختتم الدكتور عبدالرحمن الشريف استشاري العيون والماء الأبيض الليزك حديثه مؤكدا أن هذا الجهاز يعتبر من أهم الأجهزة التشخيصية في طب وجراحة العيون منذ اكتشاف تصوير الشبكية بصبغة الفلوريسين حتى الآن وهو جهاز يعطي الفحص الكمي والنوعي لأمراض العين مما يساعد على التشخيص والمعالجة الدقيقة في الوقت المناسب.
كل الآماني لكم بدوام الصحة و العافية ...
قسم التثقيف الصحي بمركز ابن رشد التخصصي لطب وجراحة العيون