توظيف نظريات التعلم والنظريات المعرفية في ميدان الاعاقة العقلية..

زائر
بســـم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــم

( توظيف نظريات التعلم والنظريات المعرفية في ميدان الإعاقة العقلية)

• مقدمة :
يعتبر موضوع التعلم من الموضوعات الرئيسة في ميدان علم النفس التربوي ، كما تعتبر تطبيقات نظريات التعلم من الموضوعات العملية في ميادين التربية الخاصة ، وعلى ذلكـ الأساس يمكن توظيف تلكـ النظريات وقوانينها في تعديل سلوكـ الأطفال غير العاديين وعلى وجه التحديد ( المعاقين عقليا ) بالإضافة إلى تعليمهم المهارات اللازمة لحياتهم اليومية والمهارات الأكاديمية والانفعالية وغيرها ،،،
وسوف أتناول في هذا البحث نظرية التعلم الشرطية الكلاسيكية للعالم ايفان بافلوف وتوظيف هذه النظرية في ضوء الإعاقة العقلية .

• نظرية التعلم الشرطية الكلاسيكية
يعتبر ايفان بافلوف عالم النفس والفيزيولوجيا الروسي من الرواد الأوائل في ميدان علم النفس التجريبي وله إسهامات عظيمة حدثت عن طريق الصدفة والمحاولة والتجربة وأصبح لبحوثه تأثيرا كبيرا على نظريات التعلم ، ونتيجة لذلكـ أطلق مسمى ( الإشراط البافلوفي ) اعترافا لفضله في ذلكـ المجال .
وتنص نظرية بافلوف في التعلم على ( ارتباط استجابة ما بمثير ما لا تربطهما علاقة طبيعية نتيجة لحدوث اقتران وارتباط شرطي بين مثيرين حيث حل أحدهما مكان الآخر في إحداث استجابة ليست له في الأصل ) ، وليس للكائن العضوي أن يختار الاستجابة فهي ( لا إرادية ) ولا أن يختار المنبه فهو يقدم له في ظل سياق تجريبي معين .

ويوضح الشكل التالي ترتيب المثيرات والاستجابات في نظرية بافلوف وهي =>
1- مرحلة ما قبل الارتباط ( الإشراط ) .
مثير طبيعي (م1) ========> استجابة طبيعية (س1)
مثير طبيعي (م2) ========> استجابة طبيعية (س2)
2- مرحلة أثناء عملية الارتباط ( الإشراط ) .
مثير طبيعي (م1) ===== التكرار ( عدد من المرات ) =====> مثير طبيعي (م2)
3- مرحلة ما بعد عملية الارتباط ( الإشراط ) .
مثير شرطي (م2) ==========> استجابة شرطية (س1)

ويفسر بافلوف حدوث التعلم حين يرتبط المثير الشرطي بالاستجابة الطبيعية لمثير آخر ، وتزداد قوة المثير الشرطي كلما اقترن بالمثير الطبيعي أكبر عدد ممكن من المرات ، إلى أن يصل الفرد إلى مرحلة يحل فيها المثير الشرطي مكان المثير الطبيعي في إحداث الاستجابة الشرطية ، وتضعف قوة المثير الشرطي إذا قل ارتباط أو تزامن حدوث المثير الطبيعي والشرطي معا ، وتسمى هذه الحالة بـ ( حالة الانطفاء ) أو ( المحو ) في التعلم الشرطي كما تحدث حالة الكف الشرطي حين يظهر المثير الشرطي ولا تظهر الاستجابة الشرطية المصاحبة له بسبب ضعف العلاقة بين المثير الطبيعي والمثير الشرطي .
ويشير بافلوف إلى أن الكثير من أشكال التعلم المعروفة متعلمة بالطريقة الشرطية الاقترانية ومن أمثلة ذلكـ تعلم معنى الإشارات الضوئية ، وتعلم الطفل المعاق عقليا الاستيقاظ في الوقت المناسب قبل تبليل الفراش وغيرها ،،،

• توظيف نظرية التعلم الشرطية الكلاسيكية في ميدان الإعاقة العقلية
تبدوا قيمة هذه النظرية في تفسير بعض أشكال التعلم البسيطة ، وخاصة لدى الأطفال العاديين والمعاقين عقليا ، والتي لا تتطلب الكثير من العمليات العقلية ، إذ يكفي لحدوث مثل هذا النوع من التعلم وجود مثيرات محددة ترتبط باستجابات محددة أيضا ، ومن ثم حدوث عملية الارتباط بين تلكـ المثيرات ، حتى تكتسب تلكـ المثيرات وبعد عملية الارتباط استمرار استجابات ليست لها في الأصل ، وهذا ما يحدث للأطفال العاديين وخاصة في الطفولة المبكرة ، وكذلكـ لدى الأطفال المعاقين عقليا .
وتبدو تطبيقات نظرية الاشراط الكلاسيكي في تعلم الأطفال المعاقين عقليا الكثير من أشكال السلوكـ ، مثل مهارات الحياة اليومية ، أو مهارات القراءة ومهارات الأرقام الحسابية ، وكذلكـ تعلم كف الاستجابات الغير مرغوب فيها مثل النشاط الزائد ومص الأصابع والتبول اللاإرادي .

ويذكر كازدين وهلهان وكوفمان عددا من الأمثلة التي توضح كيفية حدوث التعلم بالطريقة الشرطية لدى الأطفال العاديين والمعاقين عقليا ، وتعتمد هذه التطبيقات على توظيف النظرية الشرطية الكلاسيكية في ميدان تعلم الأطفال المعاقين عقليا وخاصة حين يكون الارتباط واضحا بين مثير ما واستجابة ما ويمكن إشراط تلكـ الاستجابة بمثير جديد يسمى المثير الشرطي .

ومن أمثلة تطبيقات نظرية بافلوف في ميدان الإعاقة العقلية ما يلي :-

• كفّ سلوكـ العدوانية الغير مرغوب فيه لدى الطفل المعاق عقليا .
- الإجراء المتبع :
القيام بربط سلوكـ العدوانية باستجابة غير مرغوب فيها عدد من المرات وبشكل مستمر ( دون انقطاع ) لدى الطفل المعاق عقليا ومثال ذلكـ
إصدار صوت مزعج عند ممارسة الطفل للسلوكـ العدواني عددا مرات حتى يصبح مثيرا شرطيا ويعمل على إحداث استجابة شرطية مرغوب فيها وهي ( التخلص من السلوكـ العدواني للطفل المعاق عقليا ) .

• تعليم الطفل المعاق عقليا مهارة لبس الحذاء .
الإجراء المتبع :
القيام بربط الاستجابات المرغوب فيها بمعززات محببة عدد من المرات وبشكل مستمر ( دون انقطاع ) كلما لبس الطفل المعاق عقليا الحذاء بشكل سليم ومثال ذلكـ
تعزيز ( تدعيم ) الطفل المعاق عقليا بمعزز رمزي كالطعام والشراب كلما لبس الحذاء بشكل سليم وذلكـ بعد السلوكـ مباشرة وبصورة متكررة ومستمرة حتى يقوى السلوكـ وتزيد فرص ظهوره لدى الطفل المعاق عقليا .
منقول للفائدة
 

المرفقات

  • الأعاقة العقلية .....jpg
    الأعاقة العقلية .....jpg
    21.1 KB · المشاهدات: 15

زائر
موضوع رائع
جزاك الله كل خير
 

زائر


مرورك الاروع الف شكر...
 

زائر
السلام عليكم
شكراً عــ الموضوع
بس لوسمحتو أخواني ممكن سؤال ؟؟
هل أصلح بأن أكون طبيبة نفسية؟؟
 

زائر



شكرا على المرور وانشاء الله تصيرى طبيبه نفسية نفخر بها....
 

زائر
مشكوووووور