زائر
ثلث حالات المياه البيضاء لا يصلح معها الموجات فوق الصوتية والليزر
يعتبر مرض المياه البيضاء في العين من أكثر أسباب الإصابة بضعف الإبصار في مصر خاصة فوق سن الخمسين، ويتطلب هؤلاء المرضى عمليات جراحية خاصة للتخلص من عتامة العين، ويعتبر هذا المرض هو الوحيد الذي يمكن إعادة البصر تماماً بعد إجراء عملية إزالة المياه البيضاء وزرع العدسات، وفي السنوات الأخيرة تعددت أساليب العمليات فمنها ما يجري بالطريقة التقليدية ومنها ما يجري بالموجات فوق الصوتية والليزر، وهناك أسلوب بسيط جديد يجمع بين مميزات الطريقة التقليدية والموجات فوق الصوتية.. ومع توفر هذه الأساليب يجب الالتزام بالاختيار السليم بالأسلوب المناسب لكل حالة، حيث أن ثلث الحالات في مصر يجب ألا يتم التدخل فيها بالليزر أو الموجات فوق الصوتية لمخاطرهم على أنسجة العين الداخلية عندما تكون العدسة متصلبة، كما أن الأسلوبين مرتفعا التكاليف.
وحول هذه القضية يقول الدكتور علي سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب عين شمس إن الطريقة التقليدية سهلة ويقوم بها الأطباء في معظم الأماكن بمصر وهي تتطلب فتح أكثر من 7مم ليتم إزالة نواة العدسة ثم شفط وري بقية مكوناتها وزرع عدسة صلبة بقطر يتراوح ما بين 6 إلى 7 ملليمترات، وتطورت الجراحة إلى استخدام الموجات فوق الصوتية في تفتيت النواة وإزالتها من فتحة تزيد قليلاً عن 3مم، وإذا تم زرع عدسة تقليدية يتم زيادة الفتحة الجراحية، وفي حالة زرع العدسة القابلة للطي لا يتم زيادة الفتحة ولا تتطلب خياطة عند انتهاء العملية وتكلفة العملية بما فيها العدسة المرنة مرتفعة نسبياً.
ويقول الدكتور شريف جمال الدين أستاذ طب العيون المساعد بقصر العيني أن كثيراً من الناس يعتقدون أن جراحة المياه البيضاء بالليزر هي أحدث وأفضل طريقة لإزالة المياه البيضاء لدرجة أن بعض المرضى يرفضون الجراحة بأي وسيلة أخرى، ويرى أن جراحة المياه البيضاء بالطريقة الحديثة من فتحة صغيرة بقطر 3 ملليمترات لإزالة المياه البيضاء المتحجرة والمعتمة ثم زرع عدسة لينة وتتم هذه الجراحة بالموجات فوق الصوتية وهي آمنة ولا تستغرق وقت سوى عدة دقائق وتتم بتخدير سطحي للعين ولا يتم إجراء غرز وتستغرق حوالي 10 دقائق ويرى أنه يمكن إزالة جميع المياه البيضاء بسيطة أو متقدمة بالموجات الصوتية، أما بالنسبة لإزالة المياه البيضاء بالليزر فبالرغم من حداثتها إلا أن هذه التكنولوجيا لم تصل حتى الآن إلى مستوى عالي من التقنية، فباستخدام الليزر تعتبر جراحة صعبة تستغرق حوالي 40 دقيقة ولا تصلح للحالات المتقدمة من المياه البيضاء.
وينبه الدكتور شريف إلى أن الاكسيمر ليزر هو نوع آخر من الليزر مختلف عن المستخدم في المياه البيضاء، حيث أنه يدخل في علاج قصر النظر ولا يجب الخلط بين علاج المياه البيضاء وقصر النظر بالليزر.
لكن يرى الدكتور علي سعد إنه لا يمكن إجراء جميع حالات المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية والليزر خاصة التي تتحجر فيها نواة العدسة أو عند وجود تلف بخلايا القرنية وهنا يجب العودة إلى الطريقة التقليدية، وسبب تصلب نواة العدسة هو وصول المريض في وقت متأخر وهذه الحالات تمثل 25% على الأقل، أما حالات تلف خلايا القرنية عادة ما تكون في كبار السن وحالات ارتفاع ضغط العين أو الالتهابات الداخلية المزمنة، وتمثل حوالي 10% ويتم فحص القرنية لهذه الحالات مع إجراء عد للخلايا المبطنة لها بمجهر خاص متصل بالمصباح الشقي، وبناءً على ذلك إذا كان عدد الخلايا أقل من 400 خلية في الملليمتر المربع يتم إجراء العملية بطرق أخرى غير الموجات فوق الصوتية.
ويضيف الدكتور علي سعد أن تفتيت النواة بالليزر مستحدثة وتتم من فتحة 2مم يتم توسيعها بعد ذلك إلى أكثر من 3مم لإدخال العدسة المرنة المنطبقة، ويعيب هذا الأسلوب طول الوقت المطلوب بالمقارنة بالموجات فوق الصوتية، كما أنها مثل الموجات الصوتية لا تصلح في حالات تصلب وتحجر نواة العدسة أو مشكلات القرنية، وتكلفة الجهاز أعلى بكثير، كذلك مستهلكات الجراحة عالية الثمن، وخطورة استخدام الليزر والموجات في الحالات الصلبة أنهما يؤثران على الخلايا المبطنة للقرنية وأنسجة العين الداخلية، كذلك فإن إطالة مدة الجراحة لا يتناسب مع التخدير الموضعي ويمثل خطورة على المريض إذا كان تحت التخدير الكلي، خاصة وأن هذه الحالات من كبار السن. وفي النهاية يؤكد الدكتور علي سعد أنه تم استحداث طريقة جديدة ورخيصة نسبياً للتخلص من المياه البيضاء بالتفتيت الميكانيكي لعدسة العين بقطعها إلى 3 أو 4 قطع صغييرة بواسطة آلة ميكانيكية تشبه الملقاط، ويتم إدخالها من فتحة صغيرة في العين لا تتعدى 5 ملليمترات وتجمع ما بين الطريقة الحديثة في صغر الجرح وسهولة ورخص العملية، حيث يتم إدخال عدسة صلبة صغيرة قطرها لا يزيد عن 5 ملليمترات ولا تتم خياطة الجرح سوى بغرزة واحدة، وهذه الطريقة تحتاج لمهارة من الطبيب، ولا يتطلب الجرح وقتاً طويلاً لالتئامه، فهو يأخذ نفس وقت الموجات فوق الصوتية، لكن بتكلفة أقل من النصف، وإذا تم تعميم هذه الطريقة البسيطة الجديدة في الدول النامية مثل مصر فإنها ستكون مفيدة جداً من حيث التكاليف والجودة ولا يتعرض المريض لتلف أي أنسجة داخلية بالعين، وهي تصلح لقطاع أعرض من المرضى خاصة الحالات الصلبة التي لا تصلح لها الموجات الصوتية أو الليزر .. ومن هنا تتضح الصورة حول علاج المياه البيضاء والاختيار المناسب للأسلوب الذي يلائم الحالة دون تعريض المريض لمضاعفات أو تحمله أعباء مالية ليس لها لزوم.
( محمود القنواتي- الأهرام)
يعتبر مرض المياه البيضاء في العين من أكثر أسباب الإصابة بضعف الإبصار في مصر خاصة فوق سن الخمسين، ويتطلب هؤلاء المرضى عمليات جراحية خاصة للتخلص من عتامة العين، ويعتبر هذا المرض هو الوحيد الذي يمكن إعادة البصر تماماً بعد إجراء عملية إزالة المياه البيضاء وزرع العدسات، وفي السنوات الأخيرة تعددت أساليب العمليات فمنها ما يجري بالطريقة التقليدية ومنها ما يجري بالموجات فوق الصوتية والليزر، وهناك أسلوب بسيط جديد يجمع بين مميزات الطريقة التقليدية والموجات فوق الصوتية.. ومع توفر هذه الأساليب يجب الالتزام بالاختيار السليم بالأسلوب المناسب لكل حالة، حيث أن ثلث الحالات في مصر يجب ألا يتم التدخل فيها بالليزر أو الموجات فوق الصوتية لمخاطرهم على أنسجة العين الداخلية عندما تكون العدسة متصلبة، كما أن الأسلوبين مرتفعا التكاليف.
وحول هذه القضية يقول الدكتور علي سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب عين شمس إن الطريقة التقليدية سهلة ويقوم بها الأطباء في معظم الأماكن بمصر وهي تتطلب فتح أكثر من 7مم ليتم إزالة نواة العدسة ثم شفط وري بقية مكوناتها وزرع عدسة صلبة بقطر يتراوح ما بين 6 إلى 7 ملليمترات، وتطورت الجراحة إلى استخدام الموجات فوق الصوتية في تفتيت النواة وإزالتها من فتحة تزيد قليلاً عن 3مم، وإذا تم زرع عدسة تقليدية يتم زيادة الفتحة الجراحية، وفي حالة زرع العدسة القابلة للطي لا يتم زيادة الفتحة ولا تتطلب خياطة عند انتهاء العملية وتكلفة العملية بما فيها العدسة المرنة مرتفعة نسبياً.
ويقول الدكتور شريف جمال الدين أستاذ طب العيون المساعد بقصر العيني أن كثيراً من الناس يعتقدون أن جراحة المياه البيضاء بالليزر هي أحدث وأفضل طريقة لإزالة المياه البيضاء لدرجة أن بعض المرضى يرفضون الجراحة بأي وسيلة أخرى، ويرى أن جراحة المياه البيضاء بالطريقة الحديثة من فتحة صغيرة بقطر 3 ملليمترات لإزالة المياه البيضاء المتحجرة والمعتمة ثم زرع عدسة لينة وتتم هذه الجراحة بالموجات فوق الصوتية وهي آمنة ولا تستغرق وقت سوى عدة دقائق وتتم بتخدير سطحي للعين ولا يتم إجراء غرز وتستغرق حوالي 10 دقائق ويرى أنه يمكن إزالة جميع المياه البيضاء بسيطة أو متقدمة بالموجات الصوتية، أما بالنسبة لإزالة المياه البيضاء بالليزر فبالرغم من حداثتها إلا أن هذه التكنولوجيا لم تصل حتى الآن إلى مستوى عالي من التقنية، فباستخدام الليزر تعتبر جراحة صعبة تستغرق حوالي 40 دقيقة ولا تصلح للحالات المتقدمة من المياه البيضاء.
وينبه الدكتور شريف إلى أن الاكسيمر ليزر هو نوع آخر من الليزر مختلف عن المستخدم في المياه البيضاء، حيث أنه يدخل في علاج قصر النظر ولا يجب الخلط بين علاج المياه البيضاء وقصر النظر بالليزر.
لكن يرى الدكتور علي سعد إنه لا يمكن إجراء جميع حالات المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية والليزر خاصة التي تتحجر فيها نواة العدسة أو عند وجود تلف بخلايا القرنية وهنا يجب العودة إلى الطريقة التقليدية، وسبب تصلب نواة العدسة هو وصول المريض في وقت متأخر وهذه الحالات تمثل 25% على الأقل، أما حالات تلف خلايا القرنية عادة ما تكون في كبار السن وحالات ارتفاع ضغط العين أو الالتهابات الداخلية المزمنة، وتمثل حوالي 10% ويتم فحص القرنية لهذه الحالات مع إجراء عد للخلايا المبطنة لها بمجهر خاص متصل بالمصباح الشقي، وبناءً على ذلك إذا كان عدد الخلايا أقل من 400 خلية في الملليمتر المربع يتم إجراء العملية بطرق أخرى غير الموجات فوق الصوتية.
ويضيف الدكتور علي سعد أن تفتيت النواة بالليزر مستحدثة وتتم من فتحة 2مم يتم توسيعها بعد ذلك إلى أكثر من 3مم لإدخال العدسة المرنة المنطبقة، ويعيب هذا الأسلوب طول الوقت المطلوب بالمقارنة بالموجات فوق الصوتية، كما أنها مثل الموجات الصوتية لا تصلح في حالات تصلب وتحجر نواة العدسة أو مشكلات القرنية، وتكلفة الجهاز أعلى بكثير، كذلك مستهلكات الجراحة عالية الثمن، وخطورة استخدام الليزر والموجات في الحالات الصلبة أنهما يؤثران على الخلايا المبطنة للقرنية وأنسجة العين الداخلية، كذلك فإن إطالة مدة الجراحة لا يتناسب مع التخدير الموضعي ويمثل خطورة على المريض إذا كان تحت التخدير الكلي، خاصة وأن هذه الحالات من كبار السن. وفي النهاية يؤكد الدكتور علي سعد أنه تم استحداث طريقة جديدة ورخيصة نسبياً للتخلص من المياه البيضاء بالتفتيت الميكانيكي لعدسة العين بقطعها إلى 3 أو 4 قطع صغييرة بواسطة آلة ميكانيكية تشبه الملقاط، ويتم إدخالها من فتحة صغيرة في العين لا تتعدى 5 ملليمترات وتجمع ما بين الطريقة الحديثة في صغر الجرح وسهولة ورخص العملية، حيث يتم إدخال عدسة صلبة صغيرة قطرها لا يزيد عن 5 ملليمترات ولا تتم خياطة الجرح سوى بغرزة واحدة، وهذه الطريقة تحتاج لمهارة من الطبيب، ولا يتطلب الجرح وقتاً طويلاً لالتئامه، فهو يأخذ نفس وقت الموجات فوق الصوتية، لكن بتكلفة أقل من النصف، وإذا تم تعميم هذه الطريقة البسيطة الجديدة في الدول النامية مثل مصر فإنها ستكون مفيدة جداً من حيث التكاليف والجودة ولا يتعرض المريض لتلف أي أنسجة داخلية بالعين، وهي تصلح لقطاع أعرض من المرضى خاصة الحالات الصلبة التي لا تصلح لها الموجات الصوتية أو الليزر .. ومن هنا تتضح الصورة حول علاج المياه البيضاء والاختيار المناسب للأسلوب الذي يلائم الحالة دون تعريض المريض لمضاعفات أو تحمله أعباء مالية ليس لها لزوم.
( محمود القنواتي- الأهرام)