جراحة بصرية تخلصك من النظارات

زائر


جراحة بصرية تخلصك من النظارات
يتوجه ملايين الأميركيين إلى جرّاحي العيون لتحسين درجة الرؤية لديهم وذلك بواسطة تقنية الليزر
بقلم: سالي فرحات
أبريل 2005
منذ سنوات وديفيد ستيت يراوده حلم التخلص من النظارات والتمتع بالرؤية السليمة دون الحاجة إليها أو إلى العدسات اللاصقة.
كانت رغبة ستيت الكبرى حين تخرجه من المدرسة الثانوية هي أن يصبح طيّارا، لكنه لم يستطع تحقيق تلك الأمنية جراء إصابته بانحراف وقصر النظر. وهكذا انتهى به المطاف ليصبح مديرا لمدرسة ابتدائية في مدينة سياتل بولاية واشنطن الواقعة على المحيط الهادئ.
وعلى الرغم من عدم قدرة ستيت على تحقيق حلم الطيران إلا أنه نجح في تحقيق حلمه الآخر وهو التخلص من تلك النظارات البغيضة. فبعد انتظار لأمد طويل على أمل أن تتطور تقنيات جراحية آمنة خضع لجراحة الليزر المعروفة باسم "لايسك".
يقول ستيت: "لقد كان الأمر رائعا، فبعد العملية مباشرة طلب مني الطبيب أن أنظر إلى الخارج وسألني 'ماذا ترى؟' لقد كان بوسعي أن أقرأ أرقام لوحات السيارات المتوقفة أسفل المبنى من على ارتفاع طابقين، ما أثار دهشتي. وفي تلك الليلة، استطعتُ أن أرى النجوم بوضوح للمرة الأولى في حياتي".
عملية بسيطة
ستيت واحد من بين ما يزيد على 4.5 مليون أميركي خضعوا لجراحة "اللايسك" بعد ما أجازت الحكومة الأميركية استخدامها عام 1996. واللايسك هي عملية يتم فيها تسليط أشعة الإكزيمر ليزر على طبقات القرنية الداخلية، وهي أكثر الطرق المتاحة شيوعا في مجال تصحيح الرؤية. ويقوم الطبيب بقص سديلة (شريحة) في العين على شكل حرف "يو" ثم يقوم باستخدام ليزر بارد ذي طاقة عالية لإعادة تشكيل سطح القرنية وتغيير قوتها الانكسارية للتخلص من قصر النظر أو بعده أو من انحراف الرؤية. ثم يتم إعادة السديلة (الشريحة) إلى موضعها الطبيعي فتشفى دون غِِرز. ولا تستغرق العملية كلها أكثر من 15 دقيقة للعين الواحدة.
لقد أنفق الأميركيون 2.5 مليار دولار على عمليات اللايسك في السنة الماضية.
ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم مع تطور التقنيات المستخدمة في مجال تصحيح النظر. ولشركة "أل سي أيه-فيجن" 44 مركزا في الولايات المتحدة وكندا، وتخطط لافتتاح 12 مركزا آخر هذه السنة.
ولهذه المراكز، بما فيها مراكز أخرى مثل مركز "يالدو للعيون" في مدينة ديترويت بولاية مشيغان الذي يملكه عراقي، مشاهير يتحدثون باسمها.
وخضع عدد كبير من المشاهير لعمليات اللايسك مثل عارضة الأزياء العالمية سيندي كروفورد ولاعب الغولف تايغر وودز والممثلة كورتني كوكس.
وتتراوح تكلفة جراحة اللايسك التقليدية ما بين 1,000 و3,000 دولار للعينين معا. ولا تغطي بوليصات التأمين، عادة، تكاليف هذا النوع من العمليات. وتتناسب التكاليف مع موقع العيادة، وإذا ما كانت تستخدم طاقما من الفنيين لإجراء الفحوص الأولية على المرضى أم لا، وكذلك على ما تقدمه العيادة من المتابعة والرعاية في فترة ما بعد العملية. وتكثر الإعلانات عن عيادات تقوم بإجراء العملية مقابل مبالغ لا تتجاوز الـ600 دولار. غير أن مثل هذه العيادات قد لا تقوم بإجراء التعديلات الإضافية إلا بمقابل إضافي.
نجاحات ومخاطر
وتعتبر عملية اللايسك فعّالة لكنها غير مثالية. ففي حين أن نجاح العملية التي أُجريت لستيت يمثل الحالة النموذجية، فإن 1% من الأميركيين يعانون من مضاعفات جادة ودائمة جراء اللايسك مثل: فقدان طفيف في الإبصار والتهابات السديلة وانتفاخ العينين. ويعاني ما بين 3% و4% من مشكلات جفاف العين وضعف الرؤية الليلية.
تقول باربرا بيرني وهي مصممة غرافيك من ولاية إلينوي إن الجراحة التي أجريت لها في تموزيوليو 2001 جعلتها غير قادرة على الرؤية في دور السينما وفي النشاطات التي تقام داخل القاعات المغلقة.
وتقول بيرني التي كانت تعاني من آلام النخاع العظمي وغيره من المشكلات الصحية ما جعل منها شخصا غير ملائم لإجراء جراحة اللايسك: "ليس هناك من حل لإصلاح ما حدث لي، فأنا أرى إشعاعات وتوهجات وخيالات وصوراً متعددة. كما أعاني من تراجع في عمق الرؤية ومن فقدان القدرة على التمييز بين الدرجات المختلفة ومن صداع مزمن ومن آلام عرضية حادة في عينيّ".
وتعمل بيرني الآن مع "المؤسسة الجراحية للعيون"
www.sgiaeyes.g وهي تجمّع على شبكة الإنترنت للأشخاص الذين عانوا من مضاعفات جراء جراحة اللايسك. وبلغ عدد المسجلين في المؤسسة في آخر إحصاء 8,300 مشترك. وتمتلئ نشرات الموقع بقصص عن الآلام والحزن العميق. هذا ويوجد عدد كبير ممن يعانون من مشكلات ناجمة عن اللايسك لدرجة أن جمعية المحامين الأميركيين أنشأت لجنة للتعامل فقط مع الدعاوى المرفوعة ضد أطباء اللايسك. وتشمل هذه القضايا حالة في ولاية كنتاكي حيث منحت هيئة المحلفين امرأة تبلغ من العمر 38 عاما مبلغا قياسيا قيمته 1.7 مليون دولار تعويضا لها عن الأضرار التي لحقت بها بعد أربع عمليات لايسك، إذ إنها أصبحت فاقدة للبصر، عمليا، في عينها اليسرى.
وما دام معظم الأميركيين راضين، على أية حال، عن النتائج، فإن الناس سيستمرون في اللجوء إلى جراحة اللايسك لتصحيح الرؤية. فالعامل الرئيسي في نجاح هذه العمليات هو الطبيب الماهر الذي يقوم بإجراء تقييم شامل لصحة المريض قبل إجراء العملية، كما يقول الخبراء. وعلى المرء أن يدرك أنه لا يعتبر مرشحا مثاليا لإجراء مثل هذه العملية إن كان يعاني من جفاف في العينين أو من حدقتين كبيرتين أو إن كانت معدلات الإبصار لديه ما زالت تتغير.
يقول الدكتور ديفيد بوغوراد مدير عيادة "أم سي جي" للعيون في مدينة أغسطا بولاية جورجيا: "سأكون آخر من يقلل من شأن تصحيح النظر باستخدام الليزر. لكن ينبغي على المرضى أن يقوموا بدورهم المساعد في تقييم الخيارات المتاحة لهم. ومع ذلك، فبوسعي القول إننا حققنا تقدما كبيرا في هذا المضمار".
والدكتور بوغوراد الذي أجرى أكثر من 3 آلاف عملية لايسك، يقوم الآن بإجراء عمليات اللايسك المعروفة باسم "ويف فرونت"، وهي تقنية جديدة أكثر دقة تقوم بمسح القرنية قبل أن يُعاد تشكيلها بالليزر. وتسمح هذه التقنية بقياس عيوب العين والجفون بقدر أعلى من الدقة وتؤدي إلى تصحيح النظر بشكل أدق من أي وقت مضى. كما أنه من الضروري أن يدرك المرء أنه يتم قياس العين في جراحات اللايسك التقليدية باستخدام نفس القياسات التي يستخدمها الأطباء لوصف النظارات.
وتفوق تكلفة جراحة "ويف فرونت" جراحات اللايسك التقليدية بمبلغ يتراوح بين 600 دولار و1,200 دولار.
وبالنسبة لستيت فقد كانت العملية كلّفته مبلغ 3,000 دولار الذي دفعه دونما تردد.
يقول ستيت: "إنه لأمر رائع أن تنهض من فراشك دون أن تكون بحاجة لقضاء 10 دقائق في تنظيف العدسات اللاصقة وما إلى ذلك. وتوقفت معاناتي من العشى حين أستيقظ ليلا. وبوسعي أن أمارس رياضة ركوب الأمواج دون القلق بشأن دخول الرمال إلى عينيّ. كما أنني أستطيع رؤية وجه ابني وهو نائم في سريره في ظلام الغرفة".
 

زائر
شكرا لمرورك الطيب
 

زائر
شكرا لموضوعك.
 

زائر
شكرا للمرور الطيب