حساسية الأنف

زائر
حساسية الأنف





عندما يشعر المريض بألم ما في أي موضع من جسده يتوجه إلى الطبيب فيصف له الدواء الشافي ـ بإذن الله ـ إلا مريض الحساسية وبخاصة حساسية الصدر والأنف فتجد الطبيب يحار في وصف الدواء لأنه يعرف أن العلاج الذي سيقدمه للمريض إنما هو علاج موقت يستجيب له المريض لكن سرعان ما تعاود المريض الأعراض نفسها بعد فترة قصيرة من توقف العلاج نتيجة تعرضه للمادة المسببة للحساسية عنده·
فما حساسية الأنف إذن؟ وما أعراضها؟ وكيفية الوقاية منها؟ وما علاجها؟
حساسية الأنف هي شعور المريض بحرقة مفاجئة في الأنف يصحبه عطاس شديد مع رشح عند تعرضه للبرد أو تعرضه لشيء ما مثل الغبار أو رائحة معينة، وتستمر هذه النوبة من دقائق إلى ساعات وقد يشفى منها ثم تعاوده الكرَّة كلما تعرض للمسبب نفسه وقد تكون حساسية فصلية أي تأتي مثلاً في فصل الشتاء فقط عند تعرضه لشيء ما بينما إذا تعرض للمسبب نفسه في الصيف فربما لا يحدث أي حساسية دائمة أما لـ>قرادة< أتربة المنازل (شكل1) أو للحيوانات الأليفة أو لغبار العمل مثل نشارة الخشب عند النجاريين والطباشير عند المدرسين·
إن >قرادة< المنزل عادة ما تتغذى على قشور الجلد المنسلخة، والذي يسبب الحساسية هو براز هذه >القرادة<، و>القرادة< تنشط في درجة حرارة من 15 ـ 20، ورطوبة من 60 ـ 70%، وعادة ما تكون ملتصقة بالمراتب والمساند والسجاد والستائر والأغطية (شكل 2)، وعند الكنس يتطاير براز هذه >القرادة< مما يسبب الحساسية·
وحساسية الأنف تصيب 10% من البشر وفي معظم الحالات تكون مصحوبة بحساسية في الصدر وحساسية في العيون، وعادة ما تصيب الأفراد في سن الشباب ما بين الخامسة عشرة والخامسة والأربعين، مما يؤثر على إنتاج الدول، ولقد اتضح من الأبحاث أن الحساسية بعامة أكثر انتشاراً عند أسر معينة لارتباطها بجينات معينة وخصوصاً الكروموسوم رقم (11)·
ولقد وجد أن سبب حدوث الحساسية هو أن الجسم عند بعض المرضى له قابلية شديدة لتكوين أجسام مضادة عند تعرضه لشيء ما، وتكون هذه الأجسام المضادة مخصصة لهذا الشيء فقط، فإذا ما تكرر تعرض المريض للشيء نفسه فإن تفاعلاً كيمياوياً يحدث بين هذا الشيء والأجسام المضادة الخاصة له مما ينتج منه تكون مواد كيمياوية تحدث تفاعلات تؤدي إلى العطاس والرشح الشديد والإحساس بالحكة داخل الأنف، وهذا الشيء قد يكون شيئاً نشمه مثل الروائح المختلفة أو الأتربة أو شيئاً نأكله مثل البيض أو السمك أو اللبن أو شيئاً نلبسه أو عند تعرضنا لتغيرات في رطوبة الجو أو التعرض لحرارة الشمس اللاذعة أو عند تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين·
وعند الكشف على المريض يجد الطبيب الأغشية المبطنة للأنف منتفخة ولونها مائل للزرقة (شكل 3) أو لحمرة (شكل 4) والرشح نظيف مثل ماء الصنوبر·
أما العلاج فيكون كما يلي:
1 ـ تجنب الأشياء المسببة للحساسية قدر الإمكان وتختلف هذه الأشياء باختلاف الأسباب التي يتحسس منها المريض، فهذا عنده حساسية لصابون ما وذاك لرائحة ما وآخر لأكلة ما·
2 ـ بعد معرفة المادة المسببة للحساسية يمكن علاج المريض بتعرضه لهذه المادة بكمية أقل من تلك التي تسبب له الحساسية حتى تتكون لديه أجسام مضادة للأجسام المضادة التي تكونت من قبل وبتفاعلهما معاً لاتحدث للمريض مشكلات تسبب الحساسية·
3 ـ إعطاء المريض في أثناء النوبة أدوية ضد الحساسية مثل نقط قابضة لأغشية الأنف·
4 ـ في حال عدم استجابة المريض لهذه للأدوية المعطاة ضد الحساسية، يعطى المريض >كوريتيزون< موضعي على شكل بخاخة·
5 ـ عند فشل البخاخة في علاج هذه الحال يعطى المريض أقراص >كورتيزون< أو يحقن بـ>الكورتيزون< على فترات في الأنف·
6 ـ إذا نتج من الحساسية تضخم غير مرتجى للزوائد الأنفية يتم استئصال هذا التضخم بعملية جراحية أو بالكي·
7 ـ إذا فشلت الجراحة في السيطرة على حساسية الأنف يتم قطع العصب المغذي للأنف كآخر حل لها·