زائر
يبدو أن (لغة العيون) تتسع يوما بعد يوم ، ولم يعد التغني بجمالها فقط هو ما يميزها.
قالوا قديماً : إن نظرة عينيك تكشف عما يدور في داخلك ، واليوم نظرة عينيك ربما تكشف عنك أكثر مما تريد ، وتتسبب أحياناً في ذهابك إلى ما وراء القضبان .
فالعالم الآن يتجه إلى استخدام (بصمة الحدقة) في جميع مؤسساته ؛ من بنوك ووزارات ومطارات ، بل والسجون أيضاً.
(نظرة) حاذقة إلى حدقتك
(الحدقة) هي : الجزء الدائري الملون من العين ، والذي عادة ما يكون لونه أزرق أو بنيا ، ويحيط ببؤبؤ العين .
يتحكم هذا الجزء الدائري في نسبة الضوء التي تدخل إلى العين ، عن طريق فتح الحدقة وضمها ، بواسطة عضلة قابضة تتحكم في حجم حدقة العين ؛ فتسمح لمزيد من الضوء بالدخول للعين عندما يكون المكان مظلما ، وتسمح لكمية أقل من الضوء عندما يكون المكان منيرا .
أما (المسح الحدقي) iis san ، فهو عملية تستجلى فيها المميزات الخاصة بحدقة كل إنسان ؛ من أجل التعرف على شخصيته .
وتبدأ الخطوات : بتصوير العين بالفيديو ، ثم تحويل ما يقرب من 266 ميزة خاصة بالحدقة ؛ من بقع وهالات ودوائر وتجاويف وغيرها إلى شفرة رقمية ، بقوة 512 بايت (باستخدام علم اللوغاريتمات).
ويستخدم في التصوير كاميرا متخصصة ، يقف أمامها الشخص على بعد 8 إلى 30 قدما - بحسب قوة الإضاءة ونوع العدسة - وترسم هذه الكاميرا خريطة واضحة للحدقة ؛ بدايةً من الحروف الخارجية للحدقة- والتي تفصلها عن البؤبؤ - ثم تنتقل تدريجيا إلى المميزات الداخلية .
إن الرسم المعقد للحدقة ، جعلها أكثر عضو مميز في جسم الإنسان على الإطلاق ، وجعل (البصمة الحدقية) أكثر تفوقا في دقتها على كل الأنواع الأخرى التي تستخدم ما يسمى بـ (القياسات الحيوية) Bimety ؛ مثل : بصمات الأصابع ، بصمة الكف ، الرسم الهندسي لليد ، التعرف الوجهي ، بصمة الصوت ، أو حتى بصمة الوريد ، حتى قيل إنها أكثر دقة من البصمة الوراثية نفسها .
ورغم أنها تفوق (المسح الشبكي) etina san دقة وأمنا ، فإن (المسح الشبكي) يأتي مباشرة بعدها من حيث الدقة والتميز .
فـ (المسح الحدقي) يتميز عن غيره من الوسائل بـ :
- عدم وجود حدقتين متشابهتين في حدق البشر، حتى في التوائم المتماثلة، بل إن الحدقة اليمنى ذاتها مختلفة عن اليسرى في الشخص الواحد .
- بالإضافة إلى أن رسم الحدقة ثابت طوال العمر؛ حيث يتكون رسمه بعد 6 أشهر من الولادة ، ويثبت بعد سنة من العمر ، ويستمر في ثباته حتى الوفاة ، إلا في بعض العمليات الجراحية أو الحوادث النادرة ، وعلى الشخص وقتها أن يعيد تسجيل بيانات حدقته .
- كما أن التعرف على (البصمة الحدقية) للشخص لا يستغرق أكثر من ثوان معدودة ، كما أن تسجيل البصمة لأول مرة لا يأخذ أكثر من ثلاث دقائق ، بل أقل .
- والنظارات والعدسات اللاصقة - حتى الملونة منها - لا تؤثر على المسح.
- كما أنه لا ينبغي أن توسع العين من جفونها لالتقاط الصورة .
- وهذه العملية لا تحتاج إلى التصاق مباشر بالكاميرا ؛ فلا تحتاج سوى بعض التعاون من الشخص ، فالإحصائيات تقول : " إنه يوجد 1 من كل 8 أشخاص شعر ببعض القلق البسيط عندما تعامل مع الجهاز لأول مرة فقط " .
والأنظمة الخاصة بـ (المسح الحدقي) يمكن أن تطبق 1.5 مليون من المقارنات في الدقيقة الواحدة مع الحدقة المراد التعرف عليها ، وهي بذلك أسرع 20 مرة من أي أسلوب آخر .
معدل عدم التعرف
مستوى الدقة الأمني
المسح الحدقي
1 1.200.000
عالي
بصمة الأصابع
1.0001
متوسط
بصمة الكف
7001
ضعيف
التعرف الوجهي
1001
ضعيف
بصمة الصوت
301
ضعيف
يتضح لنا من الجدول السابق : أن (المسح الحدقي) هو الأكثر دقة وبساطة وخصوصية ؛ فيستحيل فيه أي نوع من التقليد .
وإذن : فأي مؤسسة تتعامل باستخدام : المفاتيح ، الكروت بأنواعها ، الوثائق، الكلمات والأرقام السرية ، يمكن أن تستخدم هذا النوع من التكنولوجيا .
الحدقة.. تاريخ ومستقبل
فكرة استخدام رسومات الحدقة للتعرف الشخصي ، سجلت بوضوح في كتاب لـ (جيمس دوجارت) عام 1949، بل ربما تكون قد ذكرت عام 1936 بواسطة طبيب العيون فرانك بورخ .
وبحلول الثمانينيات ، ظهرت الفكرة مجددا في أفلام جيمس بوند السينمائية ، ولكنها ظلت في نطاق الخيال العلمي ، وذلك حتى عام 1987 ، حينما سجلت الفكرة رسميا من قبل طبيبي العيون الأمريكيين : آران سافير ، ولينارد فلوم ، واللذان طلبا من جون دوجمان - العالم الإنجليزي ، والمدرس بجامعة هارفارد - محاولة ابتكار لوغاريتمات خاصة لـ (المسح الحدقي) ، وبالفعل ، بعد عدة سنوات تمكن دوجمان من تسجيل ابتكاره عام 1994 .
وأسس العلماء الثلاثة مؤسسة (آيريسكان) “Iisan" عام 1995 ؛ للعناية بهذه التكنولوجيا الوليدة ، وقد تفرعت منها مؤسسة (التكنولوجيا الحدقية) Iidian Te. 2000 ، وهي الشركة الرائدة الآن في التطوير والأبحاث والتسويق الخاص بـ (المسح الحدقي) ؛ فهي تطور كل جديد دائما ؛ بما أنه لا يوجد لها منافس في الأصل.
ومن أشهر وأدق الأجهزة في هذا المجال ، تلك التي تخص شركتي : (باناسونيك) ، و(إل جي) ، آخرها كانت كاميرا G- 3000 الخاصة بالمطارات والحدود الدولية .
وقد طبقت هذه التكنولوجيا في البنوك منذ عام 97 في : إنجلترا ، اليابان، أمريكا، وألمانيا، وبدأت المطارات أيضا في تطبيقها على موظفيها ومسافريها الدائمين منذ ذلك الحين .
وهناك تجارب أولية في استخدامها في صفقات تجارية ، وفي التصويب، وفي الطب الشرعي ، ومعامل البحوث ، وغيرها.
كما أن هناك برامج وليدة طبقت بالفعل في عدة دول ، مثل : أمستردام وأيسلندا وباكستان وسنغافورة .
حتى الآن ، تعد تكنولوجيا (المسح الحدقي) باهظة الأثمان ، إلا أنها تقل في أسعار أجهزتها وأحجامها يوماً بعد يوم .
كما أنه من المتوقع أن يرتفع سوقها من 1602 مليون دولار في 2002 إلى 210.2 مليون دولار في 2007 عامة ، ومن المتوقع مساهمتها في سوق القياسات الحيوية بنسبة 5%.
أما الدول العربية ، فما زالت بعيدة عن مجال (المسح الحدقي) ، باستثناء الإمارات العربية المتحدة ، والتي تعد من أكثر الدول استخداما له ؛ حيث تطبقه في17 مطارا جويا وبريا وبحريا ، ويستخدم هذا النظام مع 7 آلاف مسافر يوميا .
وفي هذا العالم المتسارع اللاهث وراء أمنه ، كم نتمنى أن يكون للتكنولوجيا العربية مكان وسط هذه المنافسات التكنولوجية !
قالوا قديماً : إن نظرة عينيك تكشف عما يدور في داخلك ، واليوم نظرة عينيك ربما تكشف عنك أكثر مما تريد ، وتتسبب أحياناً في ذهابك إلى ما وراء القضبان .
فالعالم الآن يتجه إلى استخدام (بصمة الحدقة) في جميع مؤسساته ؛ من بنوك ووزارات ومطارات ، بل والسجون أيضاً.
(نظرة) حاذقة إلى حدقتك
(الحدقة) هي : الجزء الدائري الملون من العين ، والذي عادة ما يكون لونه أزرق أو بنيا ، ويحيط ببؤبؤ العين .
يتحكم هذا الجزء الدائري في نسبة الضوء التي تدخل إلى العين ، عن طريق فتح الحدقة وضمها ، بواسطة عضلة قابضة تتحكم في حجم حدقة العين ؛ فتسمح لمزيد من الضوء بالدخول للعين عندما يكون المكان مظلما ، وتسمح لكمية أقل من الضوء عندما يكون المكان منيرا .
أما (المسح الحدقي) iis san ، فهو عملية تستجلى فيها المميزات الخاصة بحدقة كل إنسان ؛ من أجل التعرف على شخصيته .
وتبدأ الخطوات : بتصوير العين بالفيديو ، ثم تحويل ما يقرب من 266 ميزة خاصة بالحدقة ؛ من بقع وهالات ودوائر وتجاويف وغيرها إلى شفرة رقمية ، بقوة 512 بايت (باستخدام علم اللوغاريتمات).
ويستخدم في التصوير كاميرا متخصصة ، يقف أمامها الشخص على بعد 8 إلى 30 قدما - بحسب قوة الإضاءة ونوع العدسة - وترسم هذه الكاميرا خريطة واضحة للحدقة ؛ بدايةً من الحروف الخارجية للحدقة- والتي تفصلها عن البؤبؤ - ثم تنتقل تدريجيا إلى المميزات الداخلية .
إن الرسم المعقد للحدقة ، جعلها أكثر عضو مميز في جسم الإنسان على الإطلاق ، وجعل (البصمة الحدقية) أكثر تفوقا في دقتها على كل الأنواع الأخرى التي تستخدم ما يسمى بـ (القياسات الحيوية) Bimety ؛ مثل : بصمات الأصابع ، بصمة الكف ، الرسم الهندسي لليد ، التعرف الوجهي ، بصمة الصوت ، أو حتى بصمة الوريد ، حتى قيل إنها أكثر دقة من البصمة الوراثية نفسها .
ورغم أنها تفوق (المسح الشبكي) etina san دقة وأمنا ، فإن (المسح الشبكي) يأتي مباشرة بعدها من حيث الدقة والتميز .
فـ (المسح الحدقي) يتميز عن غيره من الوسائل بـ :
- عدم وجود حدقتين متشابهتين في حدق البشر، حتى في التوائم المتماثلة، بل إن الحدقة اليمنى ذاتها مختلفة عن اليسرى في الشخص الواحد .
- بالإضافة إلى أن رسم الحدقة ثابت طوال العمر؛ حيث يتكون رسمه بعد 6 أشهر من الولادة ، ويثبت بعد سنة من العمر ، ويستمر في ثباته حتى الوفاة ، إلا في بعض العمليات الجراحية أو الحوادث النادرة ، وعلى الشخص وقتها أن يعيد تسجيل بيانات حدقته .
- كما أن التعرف على (البصمة الحدقية) للشخص لا يستغرق أكثر من ثوان معدودة ، كما أن تسجيل البصمة لأول مرة لا يأخذ أكثر من ثلاث دقائق ، بل أقل .
- والنظارات والعدسات اللاصقة - حتى الملونة منها - لا تؤثر على المسح.
- كما أنه لا ينبغي أن توسع العين من جفونها لالتقاط الصورة .
- وهذه العملية لا تحتاج إلى التصاق مباشر بالكاميرا ؛ فلا تحتاج سوى بعض التعاون من الشخص ، فالإحصائيات تقول : " إنه يوجد 1 من كل 8 أشخاص شعر ببعض القلق البسيط عندما تعامل مع الجهاز لأول مرة فقط " .
والأنظمة الخاصة بـ (المسح الحدقي) يمكن أن تطبق 1.5 مليون من المقارنات في الدقيقة الواحدة مع الحدقة المراد التعرف عليها ، وهي بذلك أسرع 20 مرة من أي أسلوب آخر .
معدل عدم التعرف
مستوى الدقة الأمني
المسح الحدقي
1 1.200.000
عالي
بصمة الأصابع
1.0001
متوسط
بصمة الكف
7001
ضعيف
التعرف الوجهي
1001
ضعيف
بصمة الصوت
301
ضعيف
يتضح لنا من الجدول السابق : أن (المسح الحدقي) هو الأكثر دقة وبساطة وخصوصية ؛ فيستحيل فيه أي نوع من التقليد .
وإذن : فأي مؤسسة تتعامل باستخدام : المفاتيح ، الكروت بأنواعها ، الوثائق، الكلمات والأرقام السرية ، يمكن أن تستخدم هذا النوع من التكنولوجيا .
الحدقة.. تاريخ ومستقبل
فكرة استخدام رسومات الحدقة للتعرف الشخصي ، سجلت بوضوح في كتاب لـ (جيمس دوجارت) عام 1949، بل ربما تكون قد ذكرت عام 1936 بواسطة طبيب العيون فرانك بورخ .
وبحلول الثمانينيات ، ظهرت الفكرة مجددا في أفلام جيمس بوند السينمائية ، ولكنها ظلت في نطاق الخيال العلمي ، وذلك حتى عام 1987 ، حينما سجلت الفكرة رسميا من قبل طبيبي العيون الأمريكيين : آران سافير ، ولينارد فلوم ، واللذان طلبا من جون دوجمان - العالم الإنجليزي ، والمدرس بجامعة هارفارد - محاولة ابتكار لوغاريتمات خاصة لـ (المسح الحدقي) ، وبالفعل ، بعد عدة سنوات تمكن دوجمان من تسجيل ابتكاره عام 1994 .
وأسس العلماء الثلاثة مؤسسة (آيريسكان) “Iisan" عام 1995 ؛ للعناية بهذه التكنولوجيا الوليدة ، وقد تفرعت منها مؤسسة (التكنولوجيا الحدقية) Iidian Te. 2000 ، وهي الشركة الرائدة الآن في التطوير والأبحاث والتسويق الخاص بـ (المسح الحدقي) ؛ فهي تطور كل جديد دائما ؛ بما أنه لا يوجد لها منافس في الأصل.
ومن أشهر وأدق الأجهزة في هذا المجال ، تلك التي تخص شركتي : (باناسونيك) ، و(إل جي) ، آخرها كانت كاميرا G- 3000 الخاصة بالمطارات والحدود الدولية .
وقد طبقت هذه التكنولوجيا في البنوك منذ عام 97 في : إنجلترا ، اليابان، أمريكا، وألمانيا، وبدأت المطارات أيضا في تطبيقها على موظفيها ومسافريها الدائمين منذ ذلك الحين .
وهناك تجارب أولية في استخدامها في صفقات تجارية ، وفي التصويب، وفي الطب الشرعي ، ومعامل البحوث ، وغيرها.
كما أن هناك برامج وليدة طبقت بالفعل في عدة دول ، مثل : أمستردام وأيسلندا وباكستان وسنغافورة .
حتى الآن ، تعد تكنولوجيا (المسح الحدقي) باهظة الأثمان ، إلا أنها تقل في أسعار أجهزتها وأحجامها يوماً بعد يوم .
كما أنه من المتوقع أن يرتفع سوقها من 1602 مليون دولار في 2002 إلى 210.2 مليون دولار في 2007 عامة ، ومن المتوقع مساهمتها في سوق القياسات الحيوية بنسبة 5%.
أما الدول العربية ، فما زالت بعيدة عن مجال (المسح الحدقي) ، باستثناء الإمارات العربية المتحدة ، والتي تعد من أكثر الدول استخداما له ؛ حيث تطبقه في17 مطارا جويا وبريا وبحريا ، ويستخدم هذا النظام مع 7 آلاف مسافر يوميا .
وفي هذا العالم المتسارع اللاهث وراء أمنه ، كم نتمنى أن يكون للتكنولوجيا العربية مكان وسط هذه المنافسات التكنولوجية !