خذوا حذركم من الحرب النفسية_الجزء الثالث

زائر

ألوان الحرب النفسية


من المفيد أن نعرف أن جهد الحرب النفسية أو الدعاية يوجه في ثلاثة الوان جرى الحديث على تسميتها بحسب مصدرها بالأسماء التالية:

الدعاية البيضاء:

وهي النشاط الدعاية العلني والصريح,الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه مثل:الاذاعة ووكالات الانباء والتصريحات الرسمية,ولذلك تسمى احيانا بالدعاية الصريحة الرسمية,ولذلك تسمى احيانا بالدعاية الصريحة أو الرسمية.

الدعاية الرمادية:

وهي الدعاية الواضحة المصدر,ولكن تخفي اتجاهاتها ونواياها وأهدافها,اي التي تعمل وتدعوالى ماتريد بطريق غيرمباشر,كالكتاب الذي يحتوي على قصة أو رواية عادية,لكنها يدعو-بين السطور-وبطريق غير مباشرالى اعتناق مذهب سياسي معين او التعاطف معه.

الدعاية السوداء:

وهي الدعاية التي لاتكشف عن مصدرها مطلقا,فهي عملية سرية تماما,ومن امثلتها الصحف والاذاعات والمنشورات السرية والخطابات التي ترسل الى المسؤلين غفلا من التوقيع أوبأسم أشخاص او منظمات وهمية أو سرية.

الرمادية أخطرالالوان:

وبالمقارنة بين تلك الالوان الثلاثة للدعاية,يتضح لنا الدعاية الرمادية وهي اخطرها على الاطلاق,فالانسان بقليل من الوعي والفطنة يستطيع ان يكشف بسرعة ماوراء الدعاية البيضاء والسوداء,أما الدعاية الرمادية فهو يتجرعها قبل ان يكتشف أهدافها,ويتعرض لتأثيرها دون أن يشعر,لأنها"تتسلل"الى عقله ووجدانه مستقرة وراء شيء ظاهري لاغبار عليه ...أي انه "يتناول السم في العسل"...والمعروف ان حملات الدعاية تضم عادة الالوان الثلاثة,ولاتكتفي بلون واحد منها,لكننا لانجافي الحقيقة اذا قلنا ان الدعاية الرمادية تحظى بالنسبة الاكبر,وانها الاكثر استعمالاوالاوسع انتشارا,وذلك تأكيدا لكونها أقوى أثرا.



فعلى الامة الاسلامية أن تنتبه الى تلك الحقائق بكل الوعي والفطنة,وخاصة في هذا العصر الذي تقدمت وسائل الاعلام والنشر والاتصال الى الحد الذي انعدمت فيه الفواصل والمسافات بين اجزاء العالم...واذا كانت الدولة تستطيع ان تغلق حدودها وتسد المنافذ التي تؤدي الى داخلها,واذا كان الفرد يستطيع ان يغلق على نفسه باب داره ونوافذه,فلا الدولة ولا المواطنون باستطاعتهم ان يمنعوا أجواءهم من حمل ونشر متبثه موجات الاثير والنت من صور الدعاية المختلفة التي تتسلل الى وجداننا.
قد نشاهد "حلقة"تلفزيونية"من المسلسلات الاجنبية تحكي قصة "بوليسية"لعملية سطو على احد البنوك ,تتلوها مطاردة الشرطة لعصابة اللصوص حتى يتم القبض عليهم والقصاص منهم...أنها لأول وهلة قصة عادية في الظاهر,لكنها تنطوي على عدة سموم تنفثها في النفوس كما يلي على سبيل المثال:
*التشجيع على الجريمة والاشاد الى وسائلها,ولعلنا سمعنا كثيرا عن الشباب الذين يقترفون الجرائم بعد مشاهدتهم لمثل تلك الحلقات أو الافلام.
*تعميق الشعور بالاحباط وغرس الاحساس بالتدني وتنمية عقدة النقص في قلوب ابناء امتنا في مواجهة تفوق الدول الاجنبية العلمي او التكنلوجي,وذلك من خلال مايشاهده المتفرج من صور التقدم والتطور في اجراء الاتصالات وفي شبكة الطرق والاسعاف والحاسبات الالكترونية الى غير ذلك مما ساعد على القبض على المجرمين بسرعة فائقة .