خذوا حذركم من الحرب النفسية_الجزء الرابع والاخير

زائر

كيف نواجه الدعاية والحرب النفسيىة ؟

والحق ان الاسلام يسد منافذ الحرب النفسية ويرشد الى اساليب تحصين المسلمين ضدها على نحو لاتتسامى أليه أفضل النظم الوضعية وهو مانوضحه فيمايلي :
1- كشف اساليب واهداف الحرب النفسية المعادية : لقد عنى القرآن الكريم أشد العناية بكشف اعداء الاسلام من الكفار والمنافقين لكي يكون المسلمون واعين ومستعدين استعدادا نفسيا لموجهتهم وعدم الاستجابة لها أوالتاثربها :(أفمن يمشي مكبا على وجهه امن يمشي سويا على صراط مستقيم)الملك22
ومن أمثلة ذلك: *كشف محاولات التفرقة : (يايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعدايمانكم كافرين)آل عمران100 ثم ارشد الله المسلمين الى طريق مواجهة تلك المحاولات فقال جل شأنه:(وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم )آل عمران101

*كشف محاولات التخذيل وتثبيط العزائم:
يقرر القران الكريم ان الدور الذي يلعبه اعداء الدين في التخذيل وتثبيط العزائم له خطورته اذا أنساق في تياره ابناء الامة,ويوضح انه كلما لقيت دعواتهم اذانا صاغية ,فانهم يفرحون بلك و يستبشرون وهذا شأنهم في كل عصر,ومن امثلة ذلك محاولات المنافقين لدفع المسلمين الى التخلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج معه الى غزوة تبوك,قال تعالى:(فرح المخلفون بمقاعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله وقالوا لاتنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لوكانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون .فأن رجعك الله الى طائفة منهم أستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبد ولن تقاتلوا معي عدوا انكم رضيتم بالقعود اول مرة فاقعودوا مع الخالفين )التوبة81-83 فالقرآن الكريم هنا لايكشف محاولات تثبيط العزائم ولايحذر المسلمين من الاجابة لها فحسب , بل يقرر ايضا ضرورة تطهير الجيش من امثال هؤلاء المنافقين لشدة خطرهم عليه.

*كشف محاولات زعزعة الثقة في النصر:
في غزوة الخندق اراد المنافقون تشكيك اهل المدينة في وعد الله ورسوله بالنصر والفتح المبين,فركزوا على جانب التوهين والتخويف واضعاف العزائم لدى المسلمين ليتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحده مع نفر قليل وليرجعوا الى بيوتهم متعللين بأنها غير محصنة "وكان الخندق خارج المدينة"قال تعالى (واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا اهل يثرب لامقام لكم اليوم ارجعوا ويسأذن فريق منهم النبي يقولون بيوتنا عورة وماهي بعورة أن يريدون الا فرارا)الاحزاب12-13

2- ردع القوى المضادة :
وبعد ان يوضح الاسلام ان المعرفة بأهداف واساليب الحرب النفسية هي العصم من الوقوع في براثنها ,يرشدنا الى اتخاذ اقوى الاجراءات الايجابية الفعالة في مواجهة اعداء الامة من القوى المضادة التي تعمل ضدها في الخفاء والتي يكون خطرها –اذا غفلت عنها الامة ولم تتصدى لها-أفدح بكثيرمن خطر العدو الظاهر,وهذا مايفهم بوضوح من نص الاية الكريمة:(وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين لاتعلمونهم الله يعلمهم)الانفال60
ان"عدوالله "واضح ,و"عدوكم"واضح ايضا ,اما الفئة الثالثة وهي المعبر عنها بقوله تعالى :(وآخرين لاتعلمونهم الله يعلموهم) فقد فسرها السابقون بالمنافقين الذين يلبسون ثوبا ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ,الا انها تنطوي بلغة العصر على كل القوى المضادة التي تنفث سمومها في الخفاء وتثير الفتن وتروج الشائعات وتغري بالسلبية وتقتل الارادة الايجابية ...ومن هذه الفئة من يكون داخل البلاد الاسلامية وبين صفوف ابناءها ,ومنهم من يكون خارجها يدبر ويخطط ويسعى بكل الاساليب العلمية للحرب النفسية والغزو الفكري الهدام .
تلك هي اخطرفئة ,وقد كشف عنها الرسول صلى الله عليه وسلم :"تجدون شر الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه"متفق عليه. وقد حذرنا الله جل شأنه منهم فقال في سورة المنافقين 4(يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون).
انتهى والحمدلله رب العالمين.