خطورة استخدام المواقع الطبية في تشخيص الأمراض

Dr Zahraa Abd El-Hamid

أخصائي طب الأسرة
خطورة-تشخيص-الأمراض-على-النت.jpg

إذا شعرت بأي عرض مرضي لا تقم بفتح الشبكة الإلكترونية وكتابة الأعراض التي تعاني منها لمحاولة معرفة تشخيص لهذه الأعراض، فقد لاحظت ذلك بين الكثير من المرضي وهو البحث مسبقاً عن مرض يتوافق مع طبيعة شكواهم ثم بعد ذلك يلجأ المريض إلى استشارة الطبيب ومحاولة توجيه الطبيب إلى المرض الذي قام بالبحث عنه.

تتشابه كثير من الأعراض ولكن يختلف التشخيص فمثلا شكوي مثل الصداع قد يكون لها اسباب عديدة مثل ارتفاع ضغط الدم أو إلتهاب في الجيوب الأنفية أو أمراض خاصة بالعين مثل المياة الزرقاء كما يمكن أن يرجع الصداع إلى سوء التغذية أو الإجهاد الشديد مع عدم اخذ قسط وافر من الراحة.

ولكن إذا دخل المريض علي الشبكة الإلكترونية وبحث عن سبب الصداع قد يجد مرض مثل سرطان المخ فيتوهم أنه يعاني من هذا المرض الخطير ويصيبه الشعور بالخوف والقلق وهذا الشعور بالقلق الزائد قد يدفعه إلى الإصابة بحالة نفسية تسمي التوهم المرضي وهي حالة يصاب فيها الشخص بأفكار وسواسية متكررة كما يمكن أن يشعر بأعراض جسدية توهمية فعلاً مصاحبة للشكوى الرئيسية التي يعاني منها وذلك ليؤكد للطبيب أنه يعاني من هذا المرض الخطير وقد يلجأ إلى عمل العديد من التحاليل والأشعة المكلفة رغم عدم احتياجه الحقيقي لفعل ذلك، وعندما يستشير الطبيب فإنه يحاول توجيه الطبيب إلى هذا المرض الخطير، وهذا مثال واحد يوضح مدي اختلاف الأسباب التي قد تكون لنفس الشكوى.

لذلك نصيحتي للمرضى ورواد المواقع الإلكترونية بعدم محاولة تشخيص الأمراض عند طريق الشبكات الإلكترونية و إذا شعرتم بأي شكوى طبية عليكم باستشارة الطبيب لأن الطبيب قد درس طبيعة المرض وعلي دراية كافية بالتشخيص المناسب وفقاً لباقي الأعراض والتاريخ المرضي والفئة العمرية.

ومثال على ذلك إذا تعطلت سيارتك فإنك ستذهب إلى الميكانيكي لإصلاحها لأنك تعلم أنه اكثر دراية منك لتحديد سبب العطل وسوف يقوم باصلاحه بكفاءة.

وبالتالي، ألا تستحق صحتك وسلامتك باستشارة من هم أكثر خبرة ومعرفة وممارسة أن يقدموا لك النصيحة الطبية الموثوقة.

مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية