زائر
ظهر علاج جديد لمرض السرطان نتائج مذهلة في تجارب أجريت على الحيوانات. فمن خلال استخدام حزمة ضوئية من الأشعة فوق البنفسجية أمكن تنشيط الأجسام المضادة داخل الورم السرطاني. وهذا ما توصل إليه فريق من الباحثين في جامعة نيوكاسل البريطانية حيث ابتكروا رصاصات سحرية يمكن أن تستخدم في الجهاز المناعي للجسد من أجل تدمير الأورام من دون أن تؤثر في الأنسجة السليمة.
استخدم العلماء الأجسام المضادة والتي تمثل الدفاعات الطبيعية للجسم حيث قاموا بحقنها داخل الورم. ولكن قبل حقن تلك الأجسام يتم تغطيتها عن طريق إضافة زيت عضوي إليها يجعلها غير فعالة. وبمجرد وصولها لمكانها تقوم حزمة الأشعة فوق البنفسجية بتكسير المادة الكيماوية التي تغطي تلك الأجسام وتعيد النشاط إلى الأجسام المضادة. ويقوم الجسم المضاد بعد ذلك بالارتباط بخلاياT وهي خلايا الجهاز المناعي للجسم وتحثها من أجل أن تحيط بالنسيج المتورم.
ويعد استخدام الأجسام المضادة في علاج مرض السرطان من أكثر المجالات تطورا. وقد أظهرت عقاقير Avastin وHeeptin نتائج جيدة في تقليص الأورام. وهناك 20 دواء مرخصاً لمرض السرطان تستخدم الأجسام المضادة مع وجود العديد من ذلك النوع من الأدوية تحت التجربة. ولكن التركيز على استخدام تلك الأدوية وإهمال الضرر الذي قد تحدثه في الأنسجة السليمة المحيطة بالورم يشكل عثرة في طريقها.
ويعتقد فريق البحث الذي قاده البروفيسور كولين سيلف استاذ الكيمياء الحيوية السريرية في جامعة نيوكاسل بأن طريقتهم في العلاج من الممكن أن تقلل أو تزيل تلك العقبات.
وجاء في بحثين نشرا في دورية “الطب الحيوي”(hemMedhem) العلمية أنه خلال التجربة على حيوان صغير نجحت تلك الطريقة من العلاج في القضاء على سرطان المبيض لدى خمسة فئران من مجموع ستة منهم وقللت بشكل كبير حجم الورم في الفأر السادس.
والمعروف أن الجسم لا يستخدم دفاعاته الطبيعية بكفاءة لمواجهة مرض السرطان، وقد يرجع ذلك إلى أنه يفشل في التعرف على الأورام السرطانية كعامل مهدد للجسم. ولذلك فان الهدف من تلك الطريقة في العلاج هو تنشيط خلاياT التي تهاجم وتقتل الخلايا السرطانية وتدمرها تماماً.
وهناك مخاطر من تنشيط الخلاياT كما أثبتت ذلك التجربة البشرية التي أجريت العام الماضي في مستشفى “نورثويك بارك” في منطقة “هارو” ففي تلك التجربة تم استخدام علاج الأجسام المضادة المسمى TGN1412 والذي يسبب تلك الاستجابة السريعة للأجسام المضادة مما أدى إلى أن ستة من المتطوعين لإجراء التجربة عليهم قد عانوا من إصابات خطيرة نتيجة تنشيط خلايا الأجسام المضادةT حيث هجمت على معظم أعضاء أجسامهم.
وأظهرت التجربة فقط مدى القدرة التي يمكن تنشيطها في الخلايا T. وأن طريقة العلاج التي تستخدم في جامعة “نيوكاسل” الآن يجب عليها أن تتجنب مثل تلك المخاطر لأن استجابة الخلايا T سوف تكون داخلية من داخل الورم السرطاني وليست عامة. ومع ذلك فإن تلك الطريقة تحتاج إلى اختبارات مكثفة على الحيوانات والبشر قبل أن يتم تعميمها في عيادات علاج مرض السرطان. ويقول ديفيد غلوفر، وهو خبير في تكنولوجيا الأجسام المضادة والتجارب الدوائية إنه حتى لو سارت التجارب على ما يرام فلن يمكن طرح ذلك المنتج في الأسواق قبل عشر سنوات.
لقد حققت طرق العلاج القائمة على استثارة الأجسام المضادة بالأشعة بعض النجاح ضد أمراض السرطان وخاصة سرطانات الجلد ولكنها كانت تستخدم من قبل لتنشيط أدوية العلاج الكيميائي وليس لتنشيط خلاياT المناعية. وهناك بعض القيود حيث إن الضوء لا يمكن أن يصل دائما إلى الأورام الداخلية بسهولة.
ولكن البروفيسور سيلف قال إنه في حالة اجراء جراحة لإزالة ورم البروستاتا مثلا، فان طريقته يمكن ان تستخدم في نهاية العملية من أجل القضاء على أية خلايا سرطانية متبقية والتي لم يتمكن الجراحون من إزالتها، ومن ثم يمكن تجنب عودة المرض مرة أخرى.
وتقدم الطريقة الجديدة من العلاج ميزة اخرى حيث يتم ربط جسم مضاد مستتر بآخر مباشر يوجهان معاً إلى الورم بطريقة مزدوجة، فبعد ان يقوم الجسم المضاد الاول بعملة يقوم الثاني المستتر بحثّ خلاياT كي تهاجم الورم مرة اخرى في الوقت نفسه للقضاء على الورم.
ويقول البروفيسور سيلف إن لدى فريقه نتائج جديدة مثيرة جدا تؤكد النتائج التي وصلوا إليها، وإنه رفع قيمة التمويل من أجل دعم محاولة تجريب الدواء على البشر. وسوف يستخدم ذلك في علاج سرطانات الجلد الثانوية في المرضى الذين يعانون في الوقت نفسه من أمراض سرطانية في أعضائهم الداخلية. إن الهدف لن يكون تحقيق شفائهم ولكن معرفة ما إذا كان من الممكن السيطرة على سرطانات الجلد كدليل على أن تلك الطريقة من العلاج يمكن استخدامها مع البشر. وأضاف قائلاً “سوف أصف هذا التطور على أنه طريقة موازية لطريقة الرصاصات الضوئية السحرية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية. وهو ما قد يعني أن المريض الذي يأتي للعلاج من سرطان في المثانة سوف يتم حقنه بالأجسام المضادة المستترة، وسوف يجلس في غرفة الانتظار لمدة ساعة ثم يعود للعلاج باستخدام الأشعة، مشيراً إلى أن توجيه الأشعة لعدة دقائق قليلة إلى منطقة الورم يمكنها أن تنشط خلاياT التي تحفز الجهاز المناعي للجسد على مهاجمة الورم. وقال “بينما يشير عملنا إلى أن ضوء الشمس لا ينشط تلك الأجسام المضادة، فإننا ننصح المرضى بتجنب أشعة الشمس المباشرة ولو لمدة قصيرة”. ومن جانبها تأمل الشركة التي أنشأها البروفيسور سيلف من أجل تطوير تلك التكنولوجيا في أن تبدأ تجاربها العلاجية على أمراض الجلد السرطانية الثانوية مع بداية العام المقبل.
المصدر : صحيفة التايمز اللندنية نقلا عن جريدة الخليج
استخدم العلماء الأجسام المضادة والتي تمثل الدفاعات الطبيعية للجسم حيث قاموا بحقنها داخل الورم. ولكن قبل حقن تلك الأجسام يتم تغطيتها عن طريق إضافة زيت عضوي إليها يجعلها غير فعالة. وبمجرد وصولها لمكانها تقوم حزمة الأشعة فوق البنفسجية بتكسير المادة الكيماوية التي تغطي تلك الأجسام وتعيد النشاط إلى الأجسام المضادة. ويقوم الجسم المضاد بعد ذلك بالارتباط بخلاياT وهي خلايا الجهاز المناعي للجسم وتحثها من أجل أن تحيط بالنسيج المتورم.
ويعد استخدام الأجسام المضادة في علاج مرض السرطان من أكثر المجالات تطورا. وقد أظهرت عقاقير Avastin وHeeptin نتائج جيدة في تقليص الأورام. وهناك 20 دواء مرخصاً لمرض السرطان تستخدم الأجسام المضادة مع وجود العديد من ذلك النوع من الأدوية تحت التجربة. ولكن التركيز على استخدام تلك الأدوية وإهمال الضرر الذي قد تحدثه في الأنسجة السليمة المحيطة بالورم يشكل عثرة في طريقها.
ويعتقد فريق البحث الذي قاده البروفيسور كولين سيلف استاذ الكيمياء الحيوية السريرية في جامعة نيوكاسل بأن طريقتهم في العلاج من الممكن أن تقلل أو تزيل تلك العقبات.
وجاء في بحثين نشرا في دورية “الطب الحيوي”(hemMedhem) العلمية أنه خلال التجربة على حيوان صغير نجحت تلك الطريقة من العلاج في القضاء على سرطان المبيض لدى خمسة فئران من مجموع ستة منهم وقللت بشكل كبير حجم الورم في الفأر السادس.
والمعروف أن الجسم لا يستخدم دفاعاته الطبيعية بكفاءة لمواجهة مرض السرطان، وقد يرجع ذلك إلى أنه يفشل في التعرف على الأورام السرطانية كعامل مهدد للجسم. ولذلك فان الهدف من تلك الطريقة في العلاج هو تنشيط خلاياT التي تهاجم وتقتل الخلايا السرطانية وتدمرها تماماً.
وهناك مخاطر من تنشيط الخلاياT كما أثبتت ذلك التجربة البشرية التي أجريت العام الماضي في مستشفى “نورثويك بارك” في منطقة “هارو” ففي تلك التجربة تم استخدام علاج الأجسام المضادة المسمى TGN1412 والذي يسبب تلك الاستجابة السريعة للأجسام المضادة مما أدى إلى أن ستة من المتطوعين لإجراء التجربة عليهم قد عانوا من إصابات خطيرة نتيجة تنشيط خلايا الأجسام المضادةT حيث هجمت على معظم أعضاء أجسامهم.
وأظهرت التجربة فقط مدى القدرة التي يمكن تنشيطها في الخلايا T. وأن طريقة العلاج التي تستخدم في جامعة “نيوكاسل” الآن يجب عليها أن تتجنب مثل تلك المخاطر لأن استجابة الخلايا T سوف تكون داخلية من داخل الورم السرطاني وليست عامة. ومع ذلك فإن تلك الطريقة تحتاج إلى اختبارات مكثفة على الحيوانات والبشر قبل أن يتم تعميمها في عيادات علاج مرض السرطان. ويقول ديفيد غلوفر، وهو خبير في تكنولوجيا الأجسام المضادة والتجارب الدوائية إنه حتى لو سارت التجارب على ما يرام فلن يمكن طرح ذلك المنتج في الأسواق قبل عشر سنوات.
لقد حققت طرق العلاج القائمة على استثارة الأجسام المضادة بالأشعة بعض النجاح ضد أمراض السرطان وخاصة سرطانات الجلد ولكنها كانت تستخدم من قبل لتنشيط أدوية العلاج الكيميائي وليس لتنشيط خلاياT المناعية. وهناك بعض القيود حيث إن الضوء لا يمكن أن يصل دائما إلى الأورام الداخلية بسهولة.
ولكن البروفيسور سيلف قال إنه في حالة اجراء جراحة لإزالة ورم البروستاتا مثلا، فان طريقته يمكن ان تستخدم في نهاية العملية من أجل القضاء على أية خلايا سرطانية متبقية والتي لم يتمكن الجراحون من إزالتها، ومن ثم يمكن تجنب عودة المرض مرة أخرى.
وتقدم الطريقة الجديدة من العلاج ميزة اخرى حيث يتم ربط جسم مضاد مستتر بآخر مباشر يوجهان معاً إلى الورم بطريقة مزدوجة، فبعد ان يقوم الجسم المضاد الاول بعملة يقوم الثاني المستتر بحثّ خلاياT كي تهاجم الورم مرة اخرى في الوقت نفسه للقضاء على الورم.
ويقول البروفيسور سيلف إن لدى فريقه نتائج جديدة مثيرة جدا تؤكد النتائج التي وصلوا إليها، وإنه رفع قيمة التمويل من أجل دعم محاولة تجريب الدواء على البشر. وسوف يستخدم ذلك في علاج سرطانات الجلد الثانوية في المرضى الذين يعانون في الوقت نفسه من أمراض سرطانية في أعضائهم الداخلية. إن الهدف لن يكون تحقيق شفائهم ولكن معرفة ما إذا كان من الممكن السيطرة على سرطانات الجلد كدليل على أن تلك الطريقة من العلاج يمكن استخدامها مع البشر. وأضاف قائلاً “سوف أصف هذا التطور على أنه طريقة موازية لطريقة الرصاصات الضوئية السحرية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية. وهو ما قد يعني أن المريض الذي يأتي للعلاج من سرطان في المثانة سوف يتم حقنه بالأجسام المضادة المستترة، وسوف يجلس في غرفة الانتظار لمدة ساعة ثم يعود للعلاج باستخدام الأشعة، مشيراً إلى أن توجيه الأشعة لعدة دقائق قليلة إلى منطقة الورم يمكنها أن تنشط خلاياT التي تحفز الجهاز المناعي للجسد على مهاجمة الورم. وقال “بينما يشير عملنا إلى أن ضوء الشمس لا ينشط تلك الأجسام المضادة، فإننا ننصح المرضى بتجنب أشعة الشمس المباشرة ولو لمدة قصيرة”. ومن جانبها تأمل الشركة التي أنشأها البروفيسور سيلف من أجل تطوير تلك التكنولوجيا في أن تبدأ تجاربها العلاجية على أمراض الجلد السرطانية الثانوية مع بداية العام المقبل.
المصدر : صحيفة التايمز اللندنية نقلا عن جريدة الخليج