سبق علمى لعلماء مصريين فى التوصل إلى ميكانيكية تأثير عسل النحل الجبلى على القلب والأوعية الدموية

زائر
سبق علمى لعلماء مصريين فى التوصل إلى ميكانيكية تأثير عسل النحل الجبلى على القلب والأوعية الدموية

د. ميران خليل رخا
صورة لخلية نحل بري

فسيولوجيا القلب و الأوعية الدموية

عسل النحل فى القرآن الكريم:
قال تعالى فى كتابه العزيز:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾-”سورة النحل (من الآية 68-69)“.
لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه الكريم أيَّما تكريم، وبلغ هذا التكريم منتهاه حين خصص الله عز وجل سورة من سور القرآن الكريم عُرفت باسم سورة النحل.وقارئ سورة النحل يجدها تبسط للعقل والقلب معاً أنواراً باهرة من المعرفة والحكمة الإلهية.ففي كل أية من آياتها دليل واضح على نعمة وأخرى من نعم الله التي لا تُعد ولا تحصى.
وإذا تفكرنا فى هذه الآيات الكريمة فسنجد أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو هل هناك فائدة من الترتيب في أن الله عز و جل أمر النحل ببناء بيوتها أولاً في الجبال ثم الشجر ثم العرائش التي يصنعها الناس؟ وبطريقةٍ أخرى ماذا يوحي لنا هذا الترتيب وعلى ماذا يدل؟ فلابد أن يكون لكل حرف من حروف القرآن الكريم حكمة ومعنى، ولترتيب الأحرف والآيات معانى وحكم، علمناها أو لم نعلمها.و عموماً عملية ترتيب اتخاذ بيوت النحل هى حكمة ربانية كبيرة.لذا فإني أحاول مجتهده أن أتفهم معكم الحكمة من هذا الترتيب القرآني لهذه الأماكن التي يسكنها النحل.فأقول وبالله التوفيق:قدَّم الله عز و جل الجبال على الشجر، والشجر على البيوت التي يصنعها الناس للنحل، للتنبيه على تفاوت درجات العسل الذي يخرج منها باختلاف سكنها.فأفضل أنواع العسل:العسل الجبلي، ثم عسل المزارع الطبيعية البعيدة عن تواجد الناس، ثم عسل النحل المربَّي في أماكن أعدت له، حيث قد لا يتوفر له الغذاء في كل أوقات السنة، نظراً لكثرته بسبب التربية، مما يضطر أصحاب النحل إلى وضع السكر والغذاء للنحل، فلا يكون عسله حينئذٍ في درجة العسل المتولِّد من الأزهار والثمار، وقد ثبت ذلك علمياً.وللتنبيه أيضاً على قدرة الله تعالى على تذليل الطرق والصعاب لهذه الحشرة الضعيفة، فإنها تعيش في الجبال الأصعب مناخاً، كما تعيش في وسط الأشجار، وفيما يُعد لها من المساكن الخاصة بها، أو في البيوت التي تتخذها وسط بيوت الناس.وقد تكون هناك حكماً أخرى، الله يعلمها وسيكشف العلم لنا ما في القرآن الكريم من أسرار.
وقال تعالى واصفاً ما أعدَّه لعباده المتقين في جنة الخلد:﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾-”سورة محمد (الآية 15)“.
أي صفة الجنة التي وعد الله بها عباده الأبرار وأعدَّها للمتقين الأخيار أن فيها أنهار جاريات من ماءٍ غير متغير الرائحة، وأنهار جاريات من حليبٍ في غاية البياض والحلاوة والدسامة لم يحمض بطول المقام ولم يفسد كما تفسد ألبان الدنيا، وأنهار جاريات من خمرٍ لذيذة الطعم يلتذّ بها الشاربون لأن الخمر كريهة الطعم في الدنيا لا يلتذ بها إِلاَّ فاسد المزاج وأما خمر الجنة فهي طيبة الطعم والرائحة يشربها أهل الجنة لمجرد الإلتذاذ، وأنهار جاريات من عسل في غاية الصفاء وحسن اللون والريح لم يخالطه الشمع أو حبوب اللقاح أو فضلات النحل، ولهم في الجنة أنواعٌ متعددة من جميع أصناف الفواكه والثمار و في ذكر الثمرات بعد المشروب إشارة إِلى أنَّ مأكول أهل الجنة للَّذَّة لا للحاجة، ولهم فوق ذلك النعيم الحسن نعيمٌ روحي وهو المغفرة من الله مع الرحمة والرضوان، وفي الجنة تُرفع عنهم التكاليف فيما يأكلونه ويشربونه بخلاف الدنيا فإِن مأكولها ومشروبها يترتب عليه الحساب والعقاب ونعيم الآخرة لا حساب عليه ولا عقاب فيه.
وفى حقيقة الأمر إذا نظرنا إلى الآية الكريمة بمنظور أكثر عمقاً وحاولنا معاً أن نتفهم ما تشير إليه الآية الكريمة من معانى ضمنية، فسنجد المكانة الرفيعة لعسل النحل تتجلى فى أروع صورها.حيث نجد أن حصر أنهار الجنة فى الماء واللبن والخمر والعسل إنما يدل بشكلٍ مباشر على المنزلة السامية لعسل النحل.فإذا نظرنا إلى أهمية الماء، فسنجد أنه كما قال ربُ العزة جل شأنه فى سورة الأنبياء:﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾، أى أن الماء هو سر الحياة على الأرض.وكذلك إذا نظرنا إلى أهمية اللبن، فسنجد أن الله تبارك وتعالى جعله أول طعام يتغذَّى عليه بنى البشر فى الحياة الدنيا، ولقد أثبت العلم الحديث أن اللبن هو الوحيد من بين الأغذية الذي يحتوي فعلاً على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، ومن ثمَّ يمكن أن يعتمد عليه الطفل إعتماداً كلياً لمدة عامين كاملين.أما بالنسبة للخمر، فيجب أن نقف أولاً عند الفرق الكبير بين خمر الدنيا وخمر الجنة، حيث أن المنافع التي فى خمر الدنيا كما يزعُم شاربوها هى ما يجدونه من اللذة عند شربها وحصول النشوة، وهي منافع قليلة بالقياس إلى المضار الكبيرة من ذهاب الدين والعقل والخصومات والعداوات والصحة والمال.بينما جعل الله عز وجل خمر الجنة جزاءً للمتقين الذين امتثلوا لأوامره فى الدنيا و حرَّموا خمر الدنيا على أنفسهم، فقيَّدها الله تعالى فى الجنة بأنها لذة للشاربين.أما بالنسبة للعسل، فهو معروف بقيمته الغذائية العالية وفوائده الوقائية والعلاجية لكثير من الأمراض، والذي يكفيه من الفخر أن وصفه ربُ العزة في قرآنه العظيم بأنه:﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾.
وبذلك تكون أنهار الجنة قد جمعت بين الماء الذى هو سر الحياة و من ثمَّ الخلود فى الجنة بإذن الله، واللبن كوجبة غذائية متوازنة و متكاملة العناصر الغذائية، والخمر بما فيه من لذة للشاربين كأحد دلالات النعيم المقيم فى الجنة، والعسل كوقاية وحماية من الأمراض و من ثمَّ لا سقيم ولا عليل فى جنة الخلد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
عسل النحل فى السنة النبوية:
وردت فى السنة النبوية الشريفة عدة أحاديث تذكر فوائد العسل وتحدد أهميته فى العلاج :
فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« عليكم بالشفاءين:القرآن والعسل » رواه ابن ماجة والحاكم فى صحيحه.
وعنه صلى الله عليه وسلم قال:« تداووا بالقرﺁن والعسل ».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:« من أراد الحفظ، فليأكل العسل».
وعن الرضا عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إنَّ الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبياً».
وعن الفردوس، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من شرب العسل، في كل شهر مرة، يريد ما جاء به القرآن، عوفي من سبع وسبعين داء».
وقد جاء في سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:« من لعق العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء».
وقال صلى الله عليه وسلم:« نعم الشراب العسل، يرعى القلب، ويُذهب برد الصدر».
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال:« العسل شفاء، يطرد الريح والحمَّى».
وعن أبي سعيد الخدري عليه السلام قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:« إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اسقه عسلاً، فسقاه ثم جاءه فقال:إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال:ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة.فقال:اسقه عسلاً.فقال:لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ» رواه البخارى و مسلم.
وعن ابن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« الشفاء في ثلاثة، شربة عسل وشرطة محجم وكية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي» رواه البخارى.
وعن جابر بن عبد الله عليه السلام قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:« إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي».
وفي شعب البيهقي عن مجاهد قال:صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة إلى المدينة، فما سمعته يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث:« إن مثل المؤمن كمثل النحلة، إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع، وكذلك النحلة كل شأنها منافع».
وعن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيب».
وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً، ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد».
وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« المؤمن كالنحلة، وقعت فأكلت طيباً، ثم سقطت ولم تكسر ولم تفسد».
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره».
وروى مسلم في صحيحه أن عائشة رضى الله عنها قالت:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.
أول رسالة دكتوراة تتناول تأثير عسل النحل الجبلى على القلب و الأوعية الدموية:
رغم ما ناله عسل النحل من إهتمام الباحثين فى شتى المجالات وعلى مر العصور، ورغم ما أثبتته الأبحاث العلمية المختلفة من الخصائص الوقائية والعلاجية لعسل النحل للعديد من الأمراض، إلا أنه لكان من الغريب بل ومن اللافت للإنتباه أن تخلوا هذه الأبحاث من دراسات متعمقة تبحث فى تأثيرعسل النحل على القلب والأوعية الدموية.
ومن هنا جاءت فكرة تناول هذه الدراسة فى رسالة الدكتوراة التى تقدمت بها إلى كلية العلوم بجامعة قناة السويس للحصول على درجة الدكتوراة فى فلسفة العلوم تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على الفسيولوجية المرضية للجهاز القلبى الوعائى ».وتشكَّلت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذة الدكتورة زهور إبراهيم نبيل، وكذلك الأستاذة الدكتورة عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بذات الكلية.كما تشكَّلت لجنة الحُكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور فتحى عبد الحميد مقلدى أستاذ القلب والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة قناة السويس، وكذلك الأستاذ الدكتور أحمد رفعت محمود أستاذ فسيولوجيا الجهاز العصبى بكلية العلوم بجامعة عين شمس.

وتناولت الدراسة تأثيرعسل نحل جبلى طبيعى على الفسيولوجية المرضية للقلب والأوعية الدموية وكذلك محاولة الوصول إلى ميكانيكية هذا التأثير.وجدير بالذكر أنه قد تم الحصول على عينة العسل الجبلى من منطقة محمية سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر.كذلك تُعتبر هذه الدراسة محاولة لإستخدام عسل النحل الجبلى للمساهمة فى علاج بعض حالات الخلل فى وظائف القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى محاولة منع أو تقليل الأعراض الجانبية لبعض العقاقير على الجهاز القلبى الوعائى.كما تم أيضاً إجراء تحليل بيوكيميائى لعينة من عسل النحل الجبلى لمعرفة تركيبه ولمحاولة إيجاد العلاقة بين مكوناته وميكانيكية تأثيره على القلب والأوعية الدموية.وعلى ضوء معرفة التركيب البيوكيميائى لعسل النحل الجبلى يمكن إقتراح التطبيقات العملية لهذا المنتج الطبيعى.وبالفعل قد تم الحصول على النتائج التالية:
أولا:تأثير عسل النحل الجبلى على القلوب المفصولة:
• تمثلت تأثيرات عسل النحل الجبلى (0،5 جراممل) على رسم القلب الكهربى لقلوب الضفادع المفصولة فى حدوث نقص فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى، كما تسبب عسل النحل الجبلى فى زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.
• لم يستطع الأتروبين أو النيكوتين إزالة النقص فى معدل ضربات القلب الناتج عن عسل النحل الجبلى والمصحوب بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى، بينما أزال الفيراباميل الزيادة الكبيرة فى قوة إنقباض عضلة القلب والناتجة أيضاً عن عسل النحل الجبلي.

• وتسبب غمر قلوب الضفادع المفصولة بتركيزات مختلفة من الأدرينالين (10، 50، 100، 200، 300 نانوجراممل) فى إحداث حالات مختلفة من الشذوذ الوظيفى لعضلة القلب، وتم ذلك بغرض إحداث السمية القلبية الناتجة عن المركبات الكاتيكولامينية.ولكن تقريباً نجح عسل النحل الجبلى (0،5 جراممل) فى إزالة جميع حالات الشذوذ الوظيفى لعضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين.
ثانياً:تأثير عسل النحل الجبلى على الجرذان المخدرة:

صورة لأحد فئران التجارب

• تم تسجيل نقص فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى لقلوب الجرذان المخدرة بمادة اليوريثان نتيجة حقنها بعسل النحل الجبلى (5 جرامكجم) داخل الغشاء البريتونى ولمدة ساعة.بينما لوحظ حدوث نقص غير معنوى فى قوة إنقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية أيضاً فى قوة إنبساط عضلة القلب.
• تسببت المعالجة الحادة بعسل النحل الجبلى (5 جرامكجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) أيضاً فى حدوث هبوط فى ضغط الدم الوريدى للجرذان المخدرة، والذى تم إتخاذه كمؤشر لتأثيرعسل النحل الجبلى على النشاط الحركى للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.
• و فى الجرذان المخدرة أيضاً تسببت المعالجة الحادة بجرعة واحدة من الأدرينالين (100 ميكروجرامكجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) فى حدوث نقص معنوى فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص غير معنوى فى سرعة التوصيل الأذينى البطينى لقلوب الجرذان.كما لوحظ أيضاً حدوث زيادة تدريجية وكبيرة فى قوة إنقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية فى قوة إنبساط عضلة القلب.
• كما تسببت المعالجة الحادة بالأدرينالين (100 ميكروجرامكجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) أيضاً فى حدوث إرتفاع فى ضغط الدم الوريدى للجرذان المخدرة والذى تم إتخاذه كمؤشر لتأثير النشاط الأدرينيرجى الزائد على النشاط الحركى للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.
• كذلك نجحت المعالجة بعسل النحل الجبلى (5 جرامكجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) قبل الحقن بالأدرينالين فى حماية الجرذان المخدرة من التغيرات السابق ذكرها لكل من رسم القلب الكهربى وضغط الدم الوريدى والناتجة عن الأدرينالين، بينما نجح عسل النحل الجبلى فى الإحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.
• كما نجحت أيضاً المعالجة بعسل النحل الجبلى (5 جرامكجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) بعد الحقن بالأدرينالين فى تحسين القياسات القلبية الكهربية بالإضافة إلى الخلل الوظيفى فى النشاط الحركى للأوعية الدموية للجرذان المخدرة والناتج عن الأدرينالين، وفى نفس الوقت نجح عسل النحل الجبلى أيضاً فى الحفاظ على الزيادة الحادثة فى قوة إنقباض عضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين
ثالثاً:التركيب البيوكيميائى لعسل النحل الجبلى:
• أوضح التحليل البيوكيميائى لعينة من عسل النحل الجبلى أن نسب المكونات الموجودة به تتوافق مع كل من المقاييس الأوروبية وكذلك المقاييس العالمية لتصدير أعسال النحل، والمتمثلة فى:محتوى عسل النحل من الفركتوز والجلوكوز معاً (٫07 50٪)، وكذلك محتوى العسل من السكروز (٫68 7٪)، بالإضافة إلى الحموضة الكلية للعسل (38±2٫83مل مكافىءكيلو جرام عسل)، ونشاط إنزيم الدياستيز (17±٠٫81 وحدة)في عينة العسل، وقيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8).
• كما أوضح التحليل البيوكيميائى أن السكريات الموجودة بعسل النحل الجبلى تتكون أساساً من الفركتوز(٫28 27٪) والجلوكوز (٫79 22٪)، بجانب بعض السكريات الأخرى مثل:السكروز (٫68 7٪) والمالتوز ((٫95 2٪) والميليزيتوز (٫46 2٪) والتورانوز (٫97 ٠٪)، ولم يثبت وجود الأيزومالتوز فى العينة، وأيضاً كانت كمية سكر الميليزيتوز الكبيرة نسبياً (٫46 2 ٪) دلالة على وجود عسل الندوة العسلية.
• كذلك أوضح التحليل البيوكيميائى أن عسل النحل الجبلى يُعتبر غنياً بكميات كبيرة من الأملاح المعدنية.بعض هذه العناصر يوجد بكميات وفيره مثل:الكالسيوم (0٫042٪) والبوتاسيوم (0٫039٪) والكلورين (0٫036٪) والصوديوم (0٫014٪) والحديد (0٫012٪) والمغنيسيوم (0٫010٪)، وأيضاً يحتوى عسل النحل الجبلى على النحاس ولكن بكمية ليست وفيره (0٫002٪)، بينما لم يثبت وجود المنجنيز أوالنيكل فى العينة.كذلك عكست قيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8) الحموضة الشديدة لعسل النحل الجبلى.

• وأوضح التحليل البيوكيميائى أيضاً أن السعة الكلية لمضادات الأكسدة بعسل النحل الجبلى تمثل حوالى ٫31 19٪، كذلك يمثل كل من الجلوتاثيون و حمض الأسكوربيك حوالي0٫09٪، 0٫01٪ من المكونات الكلية لعسل النحل الجبلى على التوالى، كما سجل إنزيم السوبر أكسيد ديسميوتيز نشاطاً واضحاً بما يعادل 296٫5 وحدةجرام عسل، بينما سجل إنزيم الكاتاليز نشاطاً أقل بما يعادل 4٫2 وحدةجرام عسل.

رابعاً:ميكانيكية تأثيرعسل النحل الجبلى على القلب و الأوعية الدموية:
• وعلى ضوء ماتم الحصول عليه من نتائج يتضح أن تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على وظائف القلب ربما يرجع إلى تأثيره المباشر على العضلة القلبية، و كذلك يُمكن إستنتاج أن العناصر المعدنية الموجودة بعسل النحل الجبلى الطبيعى تلعب دوراً أساسياً فى تأثيراته على النشاط الفسيولوجي لعضلة القلب.

• ومما سبق ذكره يمكن إعتبار عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة طبيعية ذات نشاط قلبى وقائى و خصائص علاجية مذهلة ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، و خاصة ًالناتجة عن النشاط الأدرينيرجى الزائد.
• وبالتالى يمكن إرجاع كل من الخصائص الوقائية وكذلك العلاجية لعسل النحل الجبلى الطبيعى إلى عاملين رئيسيين:العامل الأول مباشر- عن طريق المحتوى الكبير من السعة الكلية لمضادات الأكسدة، وكذلك الثروة الكبيرة من كل من مضادات الأكسدة غيرالإنزيمية مثل الجلوتاثيون وحمض الأسكوربيك، والإنزيمية مثل السوبر أكسيد ديسميوتيز والكاتاليز، والتى تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبى الوعائى، بالإضافة إلى الكميات الواضحة من العناصر المعدنية وتحديداًً المغنيسيوم والصوديوم والكلورين.العامل الثانى غير مباشر- عن طريق تحسين إفراز أكسيد النيتريك من خلال تأثير حمض الأسكوربيك.
خامساً:أهم التوصيات التى أوصت بها الدراسة:
• يمكن إعتبار عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة طبيعية ذات نشاط قلبى وقائى ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، و خاصة ً الناتجة عن النشاط الأدرينيرجى الزائد.باعتبارعسل النحل الجبلى الطبيعى مادة غذائية غنية بمضادات الأكسدة، والتى تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبى الوعائى.
• من الممكن إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى للمساهمة فى علاج حالات عديدة من الخلل الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، والناتجة عن زيادة إفراز الأدرينالين كهرمون داخلى وكأحد النواقل العصبية الهامة داخل الجسم، والذى قد يُشكل تهديدا ًخفيا ً فى حالة النشاط الزائد للجهاز العصبى الثمبثاوى، والناتج عن الضغوط العصبية والعاطفية المختلفة، والتى أصبحت سمة من سمات هذا العصر.
• يمكن الإستعانة بعسل النحل الجبلى الطبيعى كعلاج تكميلى بجانب الأدرينالين، والمستخدم كمُنشط لعضلة القلب فى حالات فشل القلب الإحتقانى، برغم ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة من أعراض جانبية خطيرة لهذا العقار، والتى نجح عسل النحل الجبلى الطبيعى فى إزالتها مع الإحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب، خاصة ً وأن عسل النحل الجبلى الطبيعى تسبب فى حدوث هبوط فى ضغط الدم الوريدي، والذى بدوره يؤدى إلى تقليل الإحتقان فى الجهاز الوريدى والذى ترجع إليه تسمية الحالة بفشل القلب الإحتقانى.
• من الضرورى بحث إمكانية إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى وحده كمُنشط لعضلة القلب فى حالات فشل القلب الإحتقانى.حيث تسبب إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلوب المفصولة فى زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.كما تسبب فى تحسين قدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب فى القلوب المفصولة أيضاً.
• من الممكن إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى فى السيطرة على بعض حالات الخلل الوظيفى لعضلة القلب مثل الخفقان والزيادة فى معدل سرعة ضربات عضلة القلب وإرتفاع ضغط الدم، والناتجة عن حدوث بعض الأورام فى الغدة الكظرية، والتى بدورها تؤدى إلى زيادة فى إفراز هرمون الأدرينالين و بالتالى إلى أعراض النشاط الأدرينيرجى الزائد.
• ننصح مرضى ضغط الدم المنخفض و المصابين بالنقص فى معدل سرعة ضربات عضلة القلب بالتعامل بحذر شديد جداً مع عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة غذائية، وعمل كافة الفحوصات الطبية اللازمة أولاً قبل تناوله كغذاء، والرجوع فى ذلك الأمر إلى إستشارة السادة الأطباء المعالجين.
سادساً:الأبحاث العلمية التى تم نشرها محلياً وعالمياً :
بعد أن تأكدنا تماماً بما لا يدع مجالاً للشك من أن ما حصلنا عليه من نتائج من خلال الدراسة التى تم تناولها فى رسالة الدكتوراة يُعد بمثابة سبق علمى، وهذا شرف لا ندَّعيه و فضلٌ من الله عز و جل لا ننكره، ولمزيد من التوثيق العلمى قمنا بنشر سلسلة من الأبحاث العلمية المتكاملة والتى تناولت تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية بشكل متعمق فى عدد من المجلات الطبية المتخصصة محلياً وعالمياً.
وكان هناك إجماع من جانبى ومن جانب أساتذتي، الأستاذة الدكتورة زهور إبراهيم نبيل وكذلك الأستاذة الدكتورة عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، أن يتم طرح هذا الموضوع وتتم مناقشته علمياً أولاً فى إحدى المحافل العلمية فى بلدنا الغالية مصر لنحفظ بذلك حقها فى هذا السبق العلمي. وبالفعل تمت مناقشة هذا الموضوع من خلال المؤتمر الدولى السنوى لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث، تحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث.
ومن هذا المنطلق قمنا بنشر أول بحث علمى يتناول تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية فى المجلة الطبية المصرية والتابعة أيضاً لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث، تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على نشاط العضلة القلبية” فكرة عن ميكانيكية التأثير“- دراسة خارج الجسم ».
وبعد ذلك بدأنا فى نشر الأبحاث فى المجلات العلمية الدولية، فقمنا بنشر بحث آخر فى مجلة العلوم الطبية، وهى مجلة طبية عالمية باكستانية، تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى المضاد للشذوذ الوظيفى لعضلة القلب الناتج عن السمية القلبية المحدثة بالمركبات الكاتيكولامينية ».
ومؤخراً قمنا بنشر بحث علمى آخر فى مجلة أمريكية متخصصة فى مجال التغذية العلاجية وهى مجلة الغذاء الطبى التابعة لجامعة كاليفورنيا، تحت عنوان:« التأثيرات القلبية والوعائية النشطة لعسل النحل الجبلى الطبيعى والمضادة لسوء الأداء الوظيفى لعضلة القلب الناتج عن النشاط الأدرينيرجى الزائد ».ويكفينا فخراً أن جاء فى تقرير لجنة التحكيم الخاصة بالمجلة بأنه من المُتوقع أن يصبح هذا البحث العلمى نموذجاً جيداً لبحث علمى رائد فى مجال تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية، و أن اللجنة تتوقع أيضاً أن يتم نشر سلسلة من الأبحاث العلمية المُكملة لهذا الموضوع الهام.
الخاتمة :
وأخيراً وليس بآخر أحب أن أؤكد على أن أى سبق لدراسة علمية فى مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة إنما يرجع الفضل فيه إلى ما أوصانا به نبى الرحمة و خير مُعلم للبشرية أجمع والذى لا ينطق عن الهوى بقوله صلى الله عليه و سلم:« تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً، كتاب الله و سنتى ».

رغم الحملة الشرسة التى بدأ يتعرض لها علماء المسلمين والباحثون فى مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة من قِبل بعض المعارضين، بحُجة أنه لا يجب إقحام العلم على الدين، متناسون بذلك أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان.ومن وجهة نظرى المتواضعة أن ذلك يعنى أن المقصود هنا بالزمان هو أن القرآن الكريم صالح لكل العصور، أما المقصود بالمكان فقد يكون هو أن القرآن الكريم صالح ليس للمحافل الدينية فقط وإنما للمحافل العلمية أيضاً، وهذا ما أكدته أبحاث الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم على مر العصور، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومن هذا المنطلق فأنا أدعو علماء المسلمين فى شتى المجالات العلمية المختلفة أن يأخذوا على عاتقهم نُصرة الدين الإسلامى من خلال إبراز مواطن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة.وأن يُعزز ذلك بنشر أبحاثهم العلمية فى هذا المجال فى المجلات العلمية العالمية والمتخصصة، حتى تكون بمثابة دعوة للدين الإسلامى الحنيف، وحتى يكون علماء المسلمين بحق ورثة للأنبياء مصداقاً لقوله صلى الله عليه و سلم:« إن العلماء ورثة الأنبياء ».وفقنا الله وإياكم لنُصرة الدين الإسلامى ورفع لوائه عالياً، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

 

زائر
سلام .

سبحان الله العظيم ..

"و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ، فمهما زاد عِلمُ الإنسانِ و مهما زادت إكتشافاته ، يظل بعيدا كل البعد عن معرفة أسرار هذا الكون الذي خلقه الله بإحكام ..

شكرا لكِ أختي الكريمة عاشقة الامل على الموضوع القيم و المفيد ، و جزاكِ الله خيراً .

تقبلي مروري .
 

زائر
سبحان الله
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفا بها نعمة
سبحان الله فعلا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الف شكر اختى الكريمة الغالية عاشقة الامل على الطرح الرائع
الذى تناول الموضوع من كل جوانبة سواء الدينية او العلمية
بارك الله فيكى اختى الكريمة وجعله الله فى ميزان حسناتك
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارب العالميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ولك منى كل التحيةوالحب والاحترام
والف شكر للمرة الثانية على المجهود العظيم

BigSmie_1BigSmie_1BigSmie_1BigSmie_1BigSmie_1
 

زائر
ماشالله عليك
مواضيعك تحسسنا بان العزه للاسلام
وتقوي الايمان فامطري علينا بمعلوماتك فالكي الاجر كل الاجر باذن الله
 

زائر

لك جزيل الشكر أخي الكريم تعلم وعلم على مرورك وردك العطرين
بوركت
 

زائر

الاخت الغاليه ... سوسو
دومآ يسعدني ردك الرائع ومرورك العطرين
جزاكِ الله خيرآ
 

زائر

لك جزيل الشكر عزيزتي كتمان على مرورك وردك العطرين
بوركتي عزيزتي
 

زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخت الكريمة

حق هذا ما نتمني ان يتخذة المسلمين من خلال ابحاثهم العلميه

سواء كانت النظرية ام التطبيقية


حتي نكون جديرين بان نكون من امة خير البشر

فالكي جزيل الشكر علي هذ المجهود الوافر

تحياتي

 

زائر
جزاكى الله خيرا اختى الكريمة عاشقة الامل
بارك الله فيكى وجعلة فى ميزان حسناتك
تقبلى مرورى
 

زائر

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أسعدني ردك ومرورك العطر الاخ المبدع أسير الصمت
بارك الله فيك
 

زائر

وياكٍِ عزيزتي بوسي بوسي
لكٍ مني جزيل الشكر على مرورك العطر
:)
 

زائر
يعطيكي العافية أختي

تم النقل للقسم المناسب