سرطان الغدد اليمفاوية (الهودجكن )

زائر
ماهو الورم اللمفي؟
الورم اللمفي هو عبارة عن تضخم في الأنسجة الموجودة في معظم أجزاء الجسم، ويتكون الجهاز اللمفاوي من عقد أو غدد لمفية موجودة بشكل خاص في العنق والإبطين والمنطقة الأربية وداخل الصدر والبطن. كما توجد أنسجة لمفية في مناطق أخرى من الجسم كالطحال مثلاً، الذي يقع خلف الأضلاع السفلية في الجانب الأيسر، وفي الكبد، الذي يقع خلف الأضلاع السفلية اليمنى، وفي اللوزتين أيضاً والأمعاء وأجزاء أخرى كثيرة من الجسم. وتتصل هذه الأنسجة اللمفية بعضها ببعض بواسطة شبكة من قنوات التصريف الدقيق. إحدى الوظائف الرئيسية للنسيج اللمفي هي التصدي للعدوى من خلال الالتهاب ومنع انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى كثيرة من الجسم. وفي هذه الحالة تتضخم الأنسجة اللمفية، وتصبح في كثير من الأحيان مؤلمة. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك العقد اللمفية الموجودة في العنق التي تتضخم وتصبح مؤلمة باللمس لدى المريض المصاب بالتهاب في الحلق: إن هذا التضخم المؤلم في العقد اللمفية هو رد فعل طبيعي للعدوى.
بيد أنه قد تتضخم أحياناً عقدة لمفية واحدة أو أكثر أو نسيج لمفي آخر لأسباب غير واضحة. ولدى فحص مثل هذه العقدة تحت المجهر، فإن التغير في تركيبها يبدو واضحاً، مع العلم أن هناك تشكيلة واسعة من التغيرات التي تندرج تحت هذه المجموعة من الأمراض التي يطلق عليها اسم (الأورام اللمفية). وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأورام ليست التهابات ولا أورام سرطانية، ولكنها تشبه الأورام السرطانية من حيث أنه إذا لم يعط المريض العلاج المناسب فإن العقد اللمفية ستستمر في التضخم، وبالتالي فإن المرض قد يمتد إلى مناطق أخرى وقد يسبب الوفاة في نهاية المطاف. وتقسم الأورام اللمفية إلى مجموعتين رئيسيتين هما (1) داء هدجكن (2) الأورام اللمفية الغير هدجكنية.
قد يشمل المرض عقدة واحدة أو مجموعة من العقد، وربما يظهر في عدة أجزاء من الجسم، يتوقف اختيار العلاج المناسب على نوع الورم اللمفي كما يظهر تحت المجهر (الفحص النسيجي)، وعلى مدى انتشار المرض، ومن هنا، تأتي أهمية إجراء استقصاءات شاملة ودقيقة قبل البدء في العلاج.
التشخيص:
تكون الشكوى الأولى غالباً مجرد تضخم غير مؤلم في عقدة لمفية واحدة أو مجموعة من العقد اللمفية في العنق أو الإبطين أو الأربية. قد تشعر بإجهاد أو توعك عام، ولكنك غالباً ما تشعر بأنك على ما يرام، لذا، سيقوم طبيبك بإحالتك إلى المستشفى، لأن الوسيلة الوحيدة للتشخيص هي أخذ خزعة من العقدة اللمفية المعنية، علماً بأن هذا الإجراء هو إجراء بسيط يتم خلاله استئصال عقدة لمفية لدراستها تحت المجهر. وقد يتم ذلك تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام. وبالإضافة إلى ذلك قد يستدعي التشخيص، أحياناً أخذ خزعة من نسيج آخر، أي أخذ عينة صغيرة من الكبد أو نخاع العظم أو الطحال.
هناك أعراض أخرى قد تشعر بها مثل العرق (أثناء الليل عادة) مع أو بدون ارتفاع في درجة الحرارة، وتناقص الوزن والحكة أو تهيج الجلد.
وبمجرد أن يتم التشخيص، يصبح من الضروري تحديد أماكن المرض بصورة دقيقة قدر الإمكان، ويتطلب ذلك تحديد مرحلة المرض من خلال فحوص الدم والتصوير بالأشعة السينية وفحص نخاع العظم حيث تتكون كريات الدم، يمكن أن يؤخذ النخاع من عظم الفخذ أو عظم القص باستخدام إبرة صغيرة، وهو إجراء بسيط يتم في العيادة الخارجية تحت التخدير الموضعي.
ستقابل في العيادة اختصاصي حنجرة ليفحص (المناطق الخلفية) في مؤخرة الأنف والحنجرة، وقد يطلب منك أن تقيس درجة حرارتك كل مساء لمدة أسبوعين.
وقد تستدعي حالتك إجراء المزيد من الاستقصاءات كالتصوير المقطعي بالكمبيوتر الذي يظهر العقد اللمفية في الصدر والبطن، ودراسات المسح بالنظائر المشعة التي تظهر الكبد والطحال بعد إعطائك حقنة صغيرة، ولا تسبب هذه الإجراءات أي ألم، ولكنها تستدعي الاستلقاء دون حراك لبعض الوقت.
وجدير بالذكر أن جميع هذه الفحوص لا تتطلب التنويم في المستشفى لأنه يمكن تنفيذها في العيادات الخارجية. غير أنه سيكون من الضروري أحياناً إدخالك المستشفى لبضعة أيام من أجل إجراء المزيد من الفحوص مثل:
(البزل القطني) الذي يتم خلاله سحب كمية صغيرة من السائل الشوكي، أو (أخذ غزعة من الكبد) الذي يقصد به أخذ قطعة صغيرة بواسطة إبرة. وتجري هذه الفحوص تحت التخدير الموضعي، كما أن كل الفحوص منها يتطلب منك قضاء ليلة في المستشفى.
قد تقتضي الضرورة أحياناً إجراء تصوير للأوعية اللمفية بواسطة الأشعة السينية بعد حقن صبغة في القدم، تنتقل هذه الصبغة عبر القنوات اللمفية إلى العقد اللفمية التي يمكن مشاهدتها بوضوح في صور الأشعة السينية في اليوم التالي. ويستدعي هذا الإجراء قضاء ليلة أو ليلتين في المستشفى، ومن النادر جداً أن يقتضي الأمر إجراء عملية فتح البطن الاستكشافية.
عند الانتهاء من جميع هذه الفحوص تصبح مرحلة (أو نطاق) المرض معروفة. وبناء على ذلك يتم تحديد العلاج الأفضل لك.
المعالجة:
تصبح المعالجة ضرورية في العادة بمجرد أن يتم تشخيص الحالة (ورم لمفي هدجكيني أو غير هدجكني). وبدون معالجة فإن المرض يزداد في أغلب الحالات. وتؤدي المعالجة إلى شفاء الكثير من المرضى، وإلى السيطرة على المرض لدى آخرين كثيرين بحيث يصبح بإمكانهم أن يعيشوا حياة طبيعية تماماً.
يتوفر نوعان من المعالجة: العقاقير (المعالجة الكيميائية) والأشعة السينية (المعالجة بالأشعة). ويتوقف اختيار المعالجة (معالجة بالأشعة أو معالجة بعقار واحد أو بمجموعة من العقاقير) على عوامل كثيرة أهمها المظهر المجهري للعقدة اللمفية ومرحلة المرض.

المعالجة الكيميائية:
يمكن أن تعطى العقاقير على هيئة أقراص (معالجة كيميائية بالفم) أو بواسطة الحقن (معالجة كيميائية في الوريد). مع العلم أن أكثر العقاقير الفمية شيوعاً هي: الكلورامبيوسل، والبروكاربازين، والبريدنيزون. أما العقاقير الوريدية الأكثر استخداماً فهي السايكلوفسفاميد، والفينكرستين (الأنكوفين)، والدوكسوربيسين (الأدرميسين)، والفينبلاستين (الفلب)، والإتوبسيد (الفيبيسيد). وقد تستخدم عقاقير أخرى كثيرة.
تستخدم في المستشفيات برامج متنوعة من المعالجة الكيميائية تبعاً لنوع الورم اللمفي، وفي حالة استخدام أكثر من عقار واحد (معالجة كيميائية مركبة)، فإن الحروف الأولى من تلك العقاقير تستخدم غالباً للدلالة على البرنامج العلاجي المستخدم. ولذلك فقد تعتاد على سماع أسماء مثل "تشوب"، "لوب"، "موب"، "كوب"، "إيفاب" وغيرها.
تشترك غالبية هذه العقاقير أو العقاقير المركبة بأن لها تأثيرات جانبية هامة، ولكنها غير شائعة، يجب أن تكون على علم بها: فهي قد تحدث خللاً في وظيفة نخاع العظم، الأمر الذي يسبب انخفاضاً في عدّ الدم. هناك ثلاثة أنواع من كريات الدم: الكريات الحمراء، وهي التي تحمل الأكسجين إلى الأنسجة، والكريات البيضاء، وهي التي تقاوم الجراثيم والفيروسات، والصفيحات التي تمنع النزف.
إن نقص عدد كريات الدم الحمراء أو فقر الدم، يؤديان إلى الشحوب والتعب وضيق التنفس، علماً بأن هذه الأعراض تظهر تدريجياً في العادة. أما النقص في عدد الكريات البيضاء فقد يسبب أحياناً مشكلات كالتهاب الحلق أو التهاب الصدر أو غيرها من الالتهابات. أما نقص الصفيحات فيسبب التكدم وسهولة النزف أحياناً. وبطبيعة الحال، يجب أن تراجع فوراً طبيبك أو العيادة أو قسم الطوارئ في المستشفى المحلي في منطقة سكنك، إذا ما ظهرت عليك مثل هذه الأعراض، وإبلاغ طبيبك بأنك تتلقى معالجة كيميائية، إذا ما تبين أن لديك انخافاضاً في عدّ الدم فقد تقتضي الضرورة تنويمك في المستشفى للمعالجة.
ولتجنب هذا النوع من المضاعفات، فإن المعالجة الكيميائية لا تعطى إلا بعد التحقق من عدّ الدم. فإذا اتضح أن هناك انخفاضاً في عدّ الدم، فقد يتم تخفيض الجرعة أو تأجيل المعالجة لأسبوع أو أسبوعين حتى يعود الدم إلى وضعه الطبيعي.
وقد تقتضي الضرورة فحص نخاع العظم أحياناً (راجع أعلاه). بيد أنه، وعلى الرغم من كل التدابير والاحتياطات، قد تنخفض عدّ الدم بسرعة شديدة أحياناً، ولذا، ينصح دائماً، في حالة الشك، بمراجعة الطبيب للتحقق من عدّ الدم.

العقاقير الفمية:
قد يعطى الكلورامبيوسل (اللوكيران) بصورة متقطعة أو متواصلة مع أو بدون عقاقير أخرى. وتتراوح الجرعة منه من قرصين أو ثلاثة أقراص يومياً إلى عدة أقراص في الأسبوع الواحد. ويتوقف ذلك إلى حد ما على عدّ الدم الذي يتم مراقبته بعناية.
قد تقتضي الضرورة أحياناً التوقف عن تناول الأقراص لبعض الوقت في حالة الانخفاض الشديد لعدّ الدم. وبالإضافة لتأثيره على عدّّ الدم فإن للكلورامبيوسل بعض التأثيرات الجانبية الأخرى، علماً أن باستطاعتك أن تواصل حياتك بشكل طبيعي أثناء فترة تناول هذا العقار.
يستخدم البروكازين في معالجة داء هدجكن في الغالب. وهو يعطى بصورة متقطعة (أي بشكل دورات، كل دورة 10 أيام)، جنباً إلى جنب مع عقاقير أخرى كل بضعة أسابيع. قد يسبب هذا العقار بعض التوعك. وفي حالة انخفاض عدّ الدم فقد يتم تخفيض الجرعة أو وقف العقار كلياً.
يستخدم البريدنيسلون غالباً مع العلاج الكيميائي داخل الوريد أو مع الكلورامبيوسل أو أحياناً بمفرده. قد تشعر بتحسن كبير في داخلك نتيجة لتناول هذا العقار مع ازدياد الشهية للطعام وازدياد الطاقة. إلا أنه نظراً للتأثيرات الجانبية، ومن ضمنها زيادة الوزن وعسر الهضم، يعطى هذا العقار بجرعات منخفضة قدر الإمكان أو بجرعات مرتفعة لأقصر فترة ممكنة لأقصر فترة زمنية ممكنة. يجب إبلاغ الطبيب في حالة عسر الهضم.

العقاقير الوريدية:
تعطى العقاقير الوريدية بواسطة إبرة رفيعة أو أحياناً بالتستيل أو التسريب. يجب ألا تشعر بأي ألم بعد إدخال الإبرة في الوريد. أما إذا شعرت بأي ألم فيجب عليك أن تبلغ الممرضة فوراً، وسيتم في هذه الحالة إيقاف الحقن.
يستخدم الدوكسوروبيسين والإتوبوسيد والفينكرستين. والفينبلاستين في معالجة حالات كثيرة من داء هدجكن. أما السايكلوفسفاميد والدوكسوروبيسين والفينكرستين فهي تستخدم غالباً لمعالجة الأورام اللمفية الأخرى.
أحد التأثيرات الجانبية الشائعة لكثير من العقاقير الوريدية هو الشعور بالغثيان ( مع أو بدون تقيوء) الذي يبدأ غالباً بعد عدة ساعات من الحقنة. ولهذا السبب فقد جرت العادة على إعطاء المريض أدوية مضادة للتقيؤ قبل وأثناء وبعد المعالجة الكيميائية. يستمر هذا التأثير الجانبي ليوم واحد أو نحو ذلك في العادة، وباستطاعتك أن تستمر على الدواء المضاد للتقيؤ بعد الحقنة ما دام ذلك ضرورياً.
وتجدر الإشارة إلى أن الغثيان والتقيؤ يتضاءلان بعد كل دورة علاجية جديدة.
قد تلاحظ تغيراً في حاستي الذوق والشم بعد المعالجة. ونتيجة لذلك قد تشعر باختلاف في المذاق المعتاد للأطعمة، وقد تستمر هذه الظاهرة بعدة أيام بعد الحقنة.
 

زائر
موضوع قيم
جزاك الله خيرا اخي رفعت
 

زائر
الاتحاد الأوروبي يعتمد (مابثيرا) كعلاج مداومة للوقاية من الأورام الليمفاوية الغير هودجكين



وشكرا لك
 

زائر
جزاك الله خير اخي المنتصر بالله علي الموضوع القيم.
 

زائر
جزالك الله خيرا الله يعطك الف عافيه وصحه وسلامه
 

زائر
بارك الله فيكم على هده المعلومات الدى يستفيد منها الناس