زائر
ماذا يجب أن تعرف عن سرطان المثانة؟
قام مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بإعداد هذا الكتيب لمساعدة المرضى وذويهم وأصدقائهم للتعرف أكثر على سرطان المصنة والتعامل معه بصورة أفضل. ونحن نشجع جميع الفراء لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذا الداء.
يتناول هذا الكتيب معلومات عن الأعراض، التشخيص وعلاج سرطان المثانة والتعايش معه. وإن كان هذا الكتيب لا يغني عن طرح الأسئلة أو يحل محل التحدث إلى الأطباء والممرضات والأعضاء الآخيرن في فريق الرعاية الصحية.
المعرفة بسرطان المثانة آخذة في الازدياد، وقد أظهرت الأبحاث وسائل فعالة لكشف الداء وعلاجه. وللإلمام بأحدث المعلومات التي تتعلق بسرطان المثانة، نوصي المريض بالتحدث إلى طبيبه.
ماهي المثانة:
المثانة هي عضو في الجزء السفلي من البطن لتخزين البول، تقوم الكليتان بتصفية الشوائب من الدم واإنتاج البول، الذي يدخل المثانة عبر أنبوبين يعرفان بالحالبين، يخرج البول من المثانة عبر أنبوب آخر، يعرف بالأحيل. وفيما يتعلق بالنساء فإن الأحليل هو عبارة عن أنبوب قصير يفتح مباشرة أمام المهبل أما في الرجال فإنه أطول ويمر عبر غدة البروستات وبعد ذلك من خلال القضيب.
ماهو السرطان:
السرطان هو عبارة عن مجموعة أمراض. ويعرف حتى الآن أكثر من مائة نوع مختلف من السرطان، وتوجد أنواع مختلفة من سرطان المثانة. وجميعها تشترك في صفة واحدة وهي نمو الخلايا الشاذة التي تتلف أنسجة الجسم.
تنمو الخلايا التي تبني الجسم وتنقسم وتحل محل بعضها البعض بصورة متظمة. وهذه العملية تحفظ للجسم كيانه الصحيح. ومع ذلك، تفقد بعض الخلايا أحيانا قدرة السيرة على النمو. وتأخذ في النمو على نحو متسارع دونما انتظام. وتتكاثر الخلايا وتبدأ الأورام في التكون. يمكن أن تكون الأورام حميدة أو خبيثة.
الأورام الحميدة ليست سرطانا. وهي لا تنتشر في الأجزاء الأخرى من الجسم ونادراً ما تلحق الضرر بالحياة. ويمكن في غالب الأحيان استئصال الأورام الحميدة بوسطة الجراحة، وهي على الأرجح لا ترجع بعد الاستئصال.
·والأورام الخبيثة هي السرطان. وبمقدورها أن تتد وتتلف الأنسجة السليمة والأعضاء القريبة منها. يمكن للخلايا السرطانية أيضاً أن تنفصل عن الورم الرئيسي وتدخل إلى مجرى الدم والجهاز اللمفاوي وهذه هي اطريقة السرطان في النتشار إلى الأجزاء الأخرى من الجسم. وهذا الانتشار يسمى بالانتقال. حتى عندما نجري عملية استئصال السرطان من المثانة، ينتكس الداء أحياناً، لأن خلايا السرطان ربما تكون انتشرت مسبقاً.
يتناول هذا الكتيب معلومات عن الأعراض، التشخيص وعلاج سرطان المثانة والتعايش معه. وإن كان هذا الكتيب لا يغني عن طرح الأسئلة أو يحل محل التحدث إلى الأطباء والممرضات والأعضاء الآخيرن في فريق الرعاية الصحية.
المعرفة بسرطان المثانة آخذة في الازدياد، وقد أظهرت الأبحاث وسائل فعالة لكشف الداء وعلاجه. وللإلمام بأحدث المعلومات التي تتعلق بسرطان المثانة، نوصي المريض بالتحدث إلى طبيبه.
ماهي المثانة:
المثانة هي عضو في الجزء السفلي من البطن لتخزين البول، تقوم الكليتان بتصفية الشوائب من الدم واإنتاج البول، الذي يدخل المثانة عبر أنبوبين يعرفان بالحالبين، يخرج البول من المثانة عبر أنبوب آخر، يعرف بالأحيل. وفيما يتعلق بالنساء فإن الأحليل هو عبارة عن أنبوب قصير يفتح مباشرة أمام المهبل أما في الرجال فإنه أطول ويمر عبر غدة البروستات وبعد ذلك من خلال القضيب.
ماهو السرطان:
السرطان هو عبارة عن مجموعة أمراض. ويعرف حتى الآن أكثر من مائة نوع مختلف من السرطان، وتوجد أنواع مختلفة من سرطان المثانة. وجميعها تشترك في صفة واحدة وهي نمو الخلايا الشاذة التي تتلف أنسجة الجسم.
تنمو الخلايا التي تبني الجسم وتنقسم وتحل محل بعضها البعض بصورة متظمة. وهذه العملية تحفظ للجسم كيانه الصحيح. ومع ذلك، تفقد بعض الخلايا أحيانا قدرة السيرة على النمو. وتأخذ في النمو على نحو متسارع دونما انتظام. وتتكاثر الخلايا وتبدأ الأورام في التكون. يمكن أن تكون الأورام حميدة أو خبيثة.
الأورام الحميدة ليست سرطانا. وهي لا تنتشر في الأجزاء الأخرى من الجسم ونادراً ما تلحق الضرر بالحياة. ويمكن في غالب الأحيان استئصال الأورام الحميدة بوسطة الجراحة، وهي على الأرجح لا ترجع بعد الاستئصال.
·والأورام الخبيثة هي السرطان. وبمقدورها أن تتد وتتلف الأنسجة السليمة والأعضاء القريبة منها. يمكن للخلايا السرطانية أيضاً أن تنفصل عن الورم الرئيسي وتدخل إلى مجرى الدم والجهاز اللمفاوي وهذه هي اطريقة السرطان في النتشار إلى الأجزاء الأخرى من الجسم. وهذا الانتشار يسمى بالانتقال. حتى عندما نجري عملية استئصال السرطان من المثانة، ينتكس الداء أحياناً، لأن خلايا السرطان ربما تكون انتشرت مسبقاً.
تنمو أغلب سرطانات المثانة في البطانة الداخلية للمثانة. يبدو السرطان دائماً وكأنه فصر صغير ملتصق بجدار المثانة. ويمكن أن نسميه أيضاً ورماً حليمياً . ودائماً ما يتواجد أكثر من ورم واحد.
الأعراض:
الإنذار الأكثر شيوعاً كعلامة على سرطان المثانة هو وجود الدم في البول. وحسب كمية الدم الموجود. فإن لون البول يمكن أن يتراوح ما بين الصدأي الباهت والأحمر القاتم. يمكن أيضاً الشعور بالألم أثناء التبول مما يعتبر علامة من علامات سرطان المثانة. ومن علامات الإنذار كذلك الحاجة إلى كثرة التبول والإلحاحية. وفي الغالب لا تسبب أورام المثانة أعراضاً.
هذه الأعراض ليست علامات مؤكدة للسرطان، لأنها قد تحدث أيضاً بسبب الالتهابات الجرثومية، الأورام الحميدة، حصوات المثان أو بسبب أمراض أخرى. ومن الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة أسباب الأعراض. وينبغي تشخيص أي داء وعلاجه في أقرب وقت ممكن.
التشخيص:
من أجل تشخيص سرطان المثانة، سيقوم الطبيب بالتعرف على التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص طبي شامل. يكتشف الطبيب أحياناً وجود ورم كبير ثناء فحص المستقيم أو المهبل. كما يقوم بفحص عينات البول تحد المجهر للتأكد من وجود أية خلايا سرطانية.
يطلب الطبيب دوماً من المريض إجراء أشعة سينية تعرف بالتصوير الوريدي لحويضة والكلية بالصبغة الظليلة. وهذا التصوير يمكن الطبيب من رؤية الكليتين، الحالبين والمثانة بواسطة الأشعة السينية. هذا التصوير يسبب في العادة انزعاجاً طفيفاً، ويشكو قليل من المرضى من الغثيان والدوار أو من الألم من جراء هذا التصوير.
ربما يحتاج الطبيب أن ينظر مباشرة إلى داخل المثانة بواسطة جهاز يعرف بجهاز التنظير المثاني وفي هذا الفحص يتم إدخال أنبوب خفيف ورفيع إلى داخل المثانة عبر الأعليل. إذا شاهد الطبيب أية مناطق شاذة، يمكن عندئذ أخذ عينات من الأنسجة بواسطة جهاز التنظير المثاني. وهذه العينة تسمى خزعة. يقوم أخصائي الباثولوجيا ( في الخمتبر ) بفحص الأنسجة تحت المجهر للنظر في إمكانية تواجد خلايا سرطانية. لا بد من أخذ خزعة للتوصل إلى تشخيص مؤكد لسرطان المثانة.
العلاج:
يعتمد علاج سرطان المثانة على عوامل متعددة. ومن هذه العوامل مدى سرعة نمو السرطان والكمية والحجم وموقع الأورام، سواء كان الورم سطحياً و قد امتد إلى عضلات جدار المثانة أو إذا كان قد انتشر في الأعضاء الأخرى وعمر المريض وصحته العامة. ويسضع الطبيب خطة للعلاج تناسب احتياجات كل مريض على حده.
معرفة مدى انتشار المرض:
قبل البدء في العلاج، يتعين على الطبيب أن يعرف مكان السرطان وفيما إذا كان قد انتقل من موضعه الأصلي. تشمل مراحل العلاج إجراء فحوص طبية شاملة علاوة لفحوص للدم وصور الأشعة.
قد يطلب الطبيب من المريض إرجاء التصوير المقطعي بالحاسوب. التصوير المقطعي عبارة عن سلسة من التصوير بالأشعة السينية يتم ربطها بالحاسوب لالتقاط صورة ثاثية الأبعاد. التصوير بالموجات الصوتية هو إجراء لالتقاط صور من داخل الجسم باستخدام موجات صوتية عالية التردد. أما التصوير بالصدى فيشكل صورة على شاشة الفيديو تماثل صورة التلفزيون بدرجة كبيرة. ربما يطلب الطبيب أحياناً إجراء التصوير بالرنين المغنطيسي وفي هذه الحالة يتم الحصول على صورة مقطعية ( مثل التصوير المقطعي ) على الشاشة باستخدام طاقة مغناطيسية قوية بدلاً من الأشعة السينية.
طرق العلاج:
يمكن استئصال سرطان المثانة السطحي ( حيث توجد الأورام في هذه الحالة فقط في البطانة الداخلية لجدار المثانة ) عموماً باستخدام جهاز مماثل لجهاز التنظير المثاني عن طريق عملية تعرف بالاستئصال عبر الأحليل. في هذه الحالة يقوم أخصائي المسالك البولية بإدخال جهاز عبر القضيب ليصل إلى المثانة. وهذا الإجراء يتم في العادة تحت التخدير العام. بمقدور الطبيب أيضاً أن يتلف الأورام الصغيرة باستخدام التيار الكهربائي. أم في حالة وجود أورام متعددة في المثانة أو إذا أظهر السرطان ميلاً للانتطاس فإنه يمكن اللجوء للعلاج ببعض العقاقير بعد الاستئصال الجراحي حيث يتم وضع هذه العقاقير عبر قسطرة إلى داخل المثانة. تشمل هذه العقاقير بعضاً من العقاقير الكيميائية، وبعضاً من العقاقير الحيوية.
هذا النوع من العلاج الموضعي يتم إعطاؤه عادة بمعدل مرة واحدة كل أسبوع لمدة ستة أسابيع متتالية على الأقل. إن قرار مواصلة إعطاء العلاج بعد ستة أسابيع يعتمد على الطبيب المعالد وتنائج العلاج الابتدائي. يبدأ العلاج في العادة بين أسبوعين من إجراء الاستئصال الجراحي.
عندما يغزو السرطان جدار المثانة بالعمق، فإن المعالجة المثلى تتمثل باستئصال المثانة بالكامل. وتعرف هذه العملية بعلمية استئصال المثانة الجذري. وفي هذه العملية، يقوم الجراح باستئصال المثانة، وبعض الأعضاء المحيطة بها. فعند النساء، تشمل هذه العملية استئصال الرحم، وبوقي فالوب، والمبيضين وجزء من المهبل. أما عند الرجال فتشمل إزالة البرواستاتا والحويصلات المنوية، والأحليل مع إبقاء القضيب.
قد يقترح الطبيب أحياناً معالجة كيميائية بعد استصال المثانة. والمعالجة الكيميائية هي عبارة عن مجموعة من العقاقير تحقن عادة في الأوعية الدموية، وتستطيع الوصول إلى جميع الخلايا السرطانية في جميع أجزاء الجسم. ويعتمد القرار في إعطاء المعالجة الكيميائية من عدمها على استشاري طب الأورام المشرف على رعاية المريض.
يمكن أن تعطى المعالجة الكيميائية في العيادة الخارجية. إلا أن حالة المريض قد تستدعي أحياناً إدخاله إلى المستشفى لعدة أيام لتلقي العلاج الكيميائي.
يمكن الجوء للعلاج الإشعاعي حينما يتعذر استئصال الورم جراحياً. الأشعة السينية تتلف قدرة الخلايا السرطانية على النمو والتكاثر. يتم إعطاء العلاج الإشعاعي في العادة في العيادة الخارجية. يتم إعطاء العلاج على شكل جلسات يومية ولمدة 5 إلى 6 أسابيع. وفي بعض الأحيان تكون مدة العلاج الإشعاعي أقصر من ذلك.
التأثيرات الجانبية للمعالجة:
إن الأساليب المتعبة في معالجة سرطان المثانة قوية جداً. ومن الصعوبة بمكان قصر تأثير العلاج بحيث يقضي على الخلايا السرطانية فحسب، الأمر الذي قد يؤدي إلى تلف بعض الأنسجة السليمة. ومن هنا تتأتى التأثيرات الجانبية المزعجة للعلاج. وتعتمد التأثيرات الجانبية على نوع العلاج المستخدم، وذلك الجزء من الجسم الذي تجري معالجته. فالمرضى المصابون بأورام سحية في المثانة ويتلقون معالجة كيميائية أو عقار ( bg ) ال بي-سي-جي، في المثانة قد لا يعانون من أي تأثيرات جانبية. أو قد يصاب المريض، بين الحين والحين بأعراض التهاب المثانة، التي تتضمن شعوراً بحرقة أثناء التبول، وتكرار للتبول، ونزفاً مصاحباً للتبول، أحياناً ارتفاعاً في درجة الحرارة في اليوم الذي يتلقى فيه المريض العلاج. ويجب على المريض إعلام طبيبه إذا استمرت الحرارة لأكثر من 48 ساعة عقب تلقي العلاج.
وفي حالة اللجوء لاستئصال المثانة. (عندما يكون المرض متقدماً)، يصبح المريض بحاجة لطريقة جديدة لتخين البول والتخل منه، وهناك عدة طرق متبعة. ففي واحدة منها، يقوم الجراح على سبيل المثال، باستخدام قطعة من الأمعاء الدقيقة لتكوين خط جديد، يتم وصل الحالبين بأحد طرفيه، وسحب الطرف الآخر عبر الفتحة في جدار البطن. يطلق على هذه الفتحة الجديدة اسم الفغرة. يثبت كيس بلاستيكي منبسط فوق الفتحة بواسطة مادة لاصقة خاصة. وتقوم ممرضة مدربة بتعلم المريض كيفية الاعتناء بالفغرة.
وهناك طريقة أخرى تقوم على استخدام جزء من الأمعاء الدقيقة لصنع جراب لتخزين جديد (خزان) داخل الجسم، يتجمع فيه البول دون أن يصرف في كيس، بل يتعلم المريض كيفية استخدام أنبوب (قسطرة) لتصريف البول من خلال فرة. وهناك طرق أخرى تقوم على استخدام خزان مصنع من الأمعاء، يتم وصله بالإحليل. ولا تستدعي هذه الطريقة استحداث فتحة أو وجود كيس، لأن البول يخرج من الجسم عبر الإحليل. كما يصبح المريض قادراً على التبول بصورة طبيعية غالباً، ولكنه يضطر أحياناً لاستخدام قسطرة عبر الإحليل من أجل تفريق المثانة وقد تستدعي الضرورة ربط الحالبين بالقولون أحياناً بحيث يتخلص المريض من البول عبر فتحة الشرج.
يؤدي استئصال المثانة الجذري إلى إصابة الرجال والنساء بالعقم.
يشعر بعض المرضى بإعياء شديد أثناء تلقيهم للعلاج الإشعاعي. لذا فإن أخذ قسط من كبير الراحة مهم جداً. كما أن تعريض منطقة أسفل البطن للأشعة قد يسبب غثياناً أو تقيؤ أو إسهالاً، علماً بأن باستطاعة الطبيب أن يقترح بعض المأكولات والأدوية للتخفيف من حدة هذه المشاكل. كما يمكن للعلاج الإشعاعي أن يسبب مشاكل مرتبطة بالعقم، وقد يجعل من الجماع عملية غير مريحة.
تسبب المعالجة الكيميائية تأثيرات جانبية، لأنها لا تتلف الخلايا السرطانية فحسب، ولكن الخلايا سريعة النمو أيضاً. وتتوقف طبيعة التأثيرات الجانبية على نوعية العقاقير المستخدمة. هذا بالإضافة، إلى أن ردود الفعل تتفاوت بين مريض وآخر. يؤثر العلاج غالباً على الخلايا المكونة للدم، والخلايا المبطنة للقناة المقاومة للعدوى، وفقدان الشهية، والغثيان والتقيؤ، والشعور بضعف، وتقعرحات الفم، وربما تساقط الشعر. وتستمر هذه التأثيرات لفترة قصيرة تنتهي مع نهاية المعالجة. وقد تكون التأثيرات الجانبية أقل، في حالة حقن العلاج في المثانة مباشرة، علماً بأن تهيج المثانة يعتبر أمراً مألوفاً.
يمكن لفقدان الشهية أن يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة لبعض المرضى خلال مدة المعالجة أما المرضى الذين يتمتعون بشهية جيدة، فقد يستطيعون مقاومة التأثيرات الجانبية للعلاج بشكل أفضل. ومن هنا، فإن التغذية الجيدة تشكل جزءاً هاماً من خطة المعالجة. إن تناول الطعام بكميات كافية، يعني الحصول على سعرات حرارية افية لتفادي فقدان الوزن، واكتساب البروتينات الضرورية لبناء وإصلاح العضلات، والأعضاء الداخلية، والجلد، والشعر. جدير بالذكر، أن العديد من المرضى يفضلون تناول عدة وجبات في اليوم بدلاً من محاولة تناول ثلاث وجبات رئيسة.
تختلف التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان بين شخص وآخر. وربما تختلف حتى لدى الشخص الواحد تبعاً لنوعية العلاج المستخدم. وغني عن القول، أن الأطباء يحاولون وضع أفضل الخطط العلاجية للتقليل من المشاكل. ومن حسن الحظ أن معظم التأثيرات الجانبية مؤقتة ولا تستمر لفترة طولية. أخيراً، فإ، باستطاعة الأطباء والممرضين وأخصائيي التغذية، شرح التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان، وكيفية التعامل معها.
المتابعة:
من المهم جداً إجراء فحوص متابعة بعد تلقي العلاج لسرطان المثانة نظراً لأن الأورام السطحية المستأصلة بالجراحة لها قابلية المعاودة. لذا يحتاج الطبيب إلى إجراء تنظير للمثانة واستئصال أية أورام معاودة. كذلك يتقصى الطبيب وجود أية خلايا سرطانية في البول وقد يوصي بإجراء تصوير للصدر بالأشعة السينية أو تصوير وريدي للحويضة والكلية أو أية فحوص أخرى. علماً بأنه ينبغي إجراء جميع هذه الفحوص في أوقات منتظمة.
يحتاج المرضى المصابين بأورام سطحية في المثانة إلى إجراء تنظير للمثانة مرة كل ثلاثة أشهر. فإذا تبين وجود أورام لديهم فإنهم يحتاجون إلى تنويم في المستشفى لاستئصال هذه الأورام جراحياً. أما إذا لم يظهر أي دليل على معاودة الأوارم خلال سنتين فيمكن في هذه الحالة إجراء التنظير مرة كل ستة أشهر أو سنة.
سيستمر الطبيب في مراقبة حالة المريض عن كثب لعدة سنوات لأن أورام المثانة تعود في أي وقت. فإذا عاد الورم فمن الضروري أن يستأصله الطبي فوراً حتى يتسنى البدء في إعطاء المريض معالجة إضافية.
التكيف مع المرض:
من الممكن أن يؤدي سرطان المثانة إلى حدوث تغيير في حالة المرضى والأشخاص الذين يتولون العناية بهم وربما يصعب التعامل والتعايض من هذه التغيرات في الحياة اليومية. ومن الطبيعي أن يتعرض المرضى وعالئلاتهم وأصدقائهم إلى انفعالات كثيرة ومختلفة قد تكون مزعجة أحياناً.
كما قد يشعر المرضى وأحباؤهم بالخوف أو الغضب أو الاكتئاب. وهذه نتيجة طبيعية عندما يتعرض الإنسان لمشكلة صحية كبيرة. إلا أن بعض الأشخاص يشعرون بأنه يمكنهم السيطرة على عواطفهم وانفعالاتهم بصورة أفضل عندما يتحدثون بصراحة عن مرضهم ومشاعرهم مع الأشخاص الذين يقدمون العناية لهم.
ومن الأمور المألوفة أيضاً أن يشعر المرضى بالقلق حيال ما يخفيه لهم المستقبل بالإضافة إلى الخوف من الفحوص والمعالجات والإقامة في المستشفى وتكاليف العلاج. إلا أنه من الممكن أن يؤدي الحديث إلى الأطباء والممرضين وغيرهم من فريق الرعاية الصحية إلى تهدئة الروع وتوفير جو من الطمأنينة لهم. ويستطيع المرضى القيام بدور حيوي والإسهام في اتخاذ القرار المناسب فهما يتعلق بالرعاية الطبية وذلك من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بسرطان المثانة والخيارات العلاجية المتاحة. كذلك يجب على المرضى الاستفسار من الطبيب عن أي أمر لا يرونه واضحاً.
لا شك أنه تدور في بال المرضى الكثير من الأسئلة الهامة والطبيب هو أفضل شخص يستطيع الإجابة عليها. فمعظم المرضى يستفسرون عن مدى شدة السرطان الذي يعانون منه وكيفية علاجه وفعالية العلاج ومدى نجاحه واحتمالات الشفاء المتوقعة. هناك أيضاً أسئلة أخرى يمكن توجيهها لطبيب نورد منها ما يلي:
·ماهي الخيارات العلاجية المتاحة؟
·ماذا سيحدث إذا لم أوافق على تلقي العلاج؟
·ماهي الفوائد المتوخاة من العلاج؟
·ماهي نسبة احتمال معاودة الورم؟
·ماهي المخاطر والتأثيرات الجانبية التي قد تحدث نتيجة لهذا العلاج؟
·هل سأحتاج لإجراء مفاغرة؟
·هل سأحتاج إلى إجراء تغيير في نشاطاتي الاعتيادية؟ وإلى متى سيستمر ذلك؟
·هل أستطيع الاستمرار في العمل أثناء العلاج؟
·ماهو الجدول الزمني للفحوص التي ستجرى لي؟
من المؤكد أن الطبي هو أفضل شخص قادر على تقديم النصح والمشورة لك بخوص العلاج أو العمل أو الحد من النشاطات اليومية. ربما يود المرضى أيضاً مناقشة القلق الذي يساورهم حول المستقبل والعلاقات العائلية والأمور المالية. وقد يرون أنه من المفيد الاتصال بالممريضة أو الأخصائي الاجتماعي.
كما أن التشاور والمشاركة مع من تحب تجعل كل شخص يشعر بالارتياح وتفتح الآفاق أمام الآخرين للتعبير عن نواحي قلقهم وعرض دعمهم ومساعدتهم. كذلك فإن الكثير من المرضى يشعرون بالرتياح عندما يتحدثون إلى أشخاص آخرين يعانون من نفس المشاكل. كما يستطيع مرضى السرطان مقابلة مرضى آخرين وذلك من خلال جهودهم الذاتية أو بمساعدة مجموعات المساندة كتلك التي سنوضحها في الجزء التالي:
مساندة مرضى سرطان المثانة:
من المعروف أن المعلومات المفيدة وخدمات المساندة تسهل على المرضى ومن يعتني بهم تعلم كيفية التعايش مع التغيرات اليت طرأت على حياتهم نتيجة لإصابتهم بالمرض. وفي كثير من الأحيان يوصي الأخصائي الاجتماعي للمستشىف أو العيادة الاستعانة بمجموعات محلية ووطنية تستطيع تقديم الدعم العاطفي والمالي ووسائط النقل والرعاية المنزلية وإعادة التأهيل.
إذا عانى المرضى من مشاكل في فغر (فتحة) المسالك البولية يستطيعون المساعدة بهذا الخصوص. كما يمكن أن يصبح التكيف مع هذه المفاغرة أسهل بكثير بتوجيه ومساعدة من شخص عانى من نفس المشكلة.
كيف تبدو الصورة في المستقبل:
تبدو الصورة لدى الأشخاص المصابين بسرطان المثانة المبكر مشجعة للغاية. كما أن احتمالات الشفاء من سرطان المثانة الأكثر تقدماً آخذة في التحسن بإذن الله حيث أن الأطباء والباحثين لا يألون جهداً في سبيل اكتشاف أساليب جديدة لعلاج هذا الداء.
تجدر الإشارة إلى أن الطبيب المختص هو الوحيد بعد الله الذي يعرف احتمالات الشفاء لكل مريض.
احتمالات النجاح الواعدة لأبحاث السرطان:
يعتبر سرطان المثانة نوعاً مألوفاً من أنواع السرطان في المملكة العربية السعودية. وتشير البيانات المشتقة من السجل الوطني للأورام في المملكة إلى أن سرطان المثانة كان الخامس من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً لدى الذكور في عام 1994م. هو أقل حدوثاً لدى الإناث منه لدى الذكور. فقد تم تشخيص ما مجموعه 178 حالة في عام 1994م ومن المتوقع أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.
تحدث معظم سرطانات المثنة بعد سن الخامسة والخمسين ولكنه قد يصيب الشباب أيضاً.
يعكف الأطباء في المستشفيات الرائدة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وغيره من المستشفيات في المملكة وفي باقي أرجاء المعمورة على دراسة سرطان المثانة من أجل التعرف على مسبباته وطرق الوقاية منه واكتشاف طرق جديدة لتشخيصه وعلاجه.
أسباب المرض وطرق الوقاية منه:
على الرغم من أن الأطباء لا يستطيعون إلا نادراً شرح سبب إصابة شخص دون آخر بسرطان المثانة، إلا أننا نعرف أنه غير معد ولا ينتقل من شخص لآخر. كما أن العلماء لا يعرفون أسباب هذا المرض على وجه الدقة ولكن الأبحاث تظهر أن بعض الأشخاص لديهم الاستعداد لإصابة به أكثر من غيرهم. وهناك عوامل متعددة تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم ونورد منها ما يلي:
يعتبر تدخين السجائر من عوامل الخطر الرئيسية، حيث أن معدل الإصابة بسرطان المثانة لدى المدخنين أعلى بمرتين أو ثلاث مرات منه لدى غير المدخنين. كما أن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان المثانة والرئة وغيرها من أنواع السرطان وكذلك من أمراض أخرى عديدة.
كما أن العاملين في بعض المهن معرضون بدرجة أكبر للإصابة بسرطان المثانة بسبب تعرضهم للعوامل المسرطنة ( المواد المسببة للسرطان ) في أماكن عملهم. ويشمل ذلك العاملين في صناعة المطاط والجلود والصناعات الكيميائية وكذلك مصففي الشعر وعمال الآلات والمعادن والمطابع والنسيج والدهانين وسائقي الشاحنات.
الأعراض:
الإنذار الأكثر شيوعاً كعلامة على سرطان المثانة هو وجود الدم في البول. وحسب كمية الدم الموجود. فإن لون البول يمكن أن يتراوح ما بين الصدأي الباهت والأحمر القاتم. يمكن أيضاً الشعور بالألم أثناء التبول مما يعتبر علامة من علامات سرطان المثانة. ومن علامات الإنذار كذلك الحاجة إلى كثرة التبول والإلحاحية. وفي الغالب لا تسبب أورام المثانة أعراضاً.
هذه الأعراض ليست علامات مؤكدة للسرطان، لأنها قد تحدث أيضاً بسبب الالتهابات الجرثومية، الأورام الحميدة، حصوات المثان أو بسبب أمراض أخرى. ومن الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة أسباب الأعراض. وينبغي تشخيص أي داء وعلاجه في أقرب وقت ممكن.
التشخيص:
من أجل تشخيص سرطان المثانة، سيقوم الطبيب بالتعرف على التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص طبي شامل. يكتشف الطبيب أحياناً وجود ورم كبير ثناء فحص المستقيم أو المهبل. كما يقوم بفحص عينات البول تحد المجهر للتأكد من وجود أية خلايا سرطانية.
يطلب الطبيب دوماً من المريض إجراء أشعة سينية تعرف بالتصوير الوريدي لحويضة والكلية بالصبغة الظليلة. وهذا التصوير يمكن الطبيب من رؤية الكليتين، الحالبين والمثانة بواسطة الأشعة السينية. هذا التصوير يسبب في العادة انزعاجاً طفيفاً، ويشكو قليل من المرضى من الغثيان والدوار أو من الألم من جراء هذا التصوير.
ربما يحتاج الطبيب أن ينظر مباشرة إلى داخل المثانة بواسطة جهاز يعرف بجهاز التنظير المثاني وفي هذا الفحص يتم إدخال أنبوب خفيف ورفيع إلى داخل المثانة عبر الأعليل. إذا شاهد الطبيب أية مناطق شاذة، يمكن عندئذ أخذ عينات من الأنسجة بواسطة جهاز التنظير المثاني. وهذه العينة تسمى خزعة. يقوم أخصائي الباثولوجيا ( في الخمتبر ) بفحص الأنسجة تحت المجهر للنظر في إمكانية تواجد خلايا سرطانية. لا بد من أخذ خزعة للتوصل إلى تشخيص مؤكد لسرطان المثانة.
العلاج:
يعتمد علاج سرطان المثانة على عوامل متعددة. ومن هذه العوامل مدى سرعة نمو السرطان والكمية والحجم وموقع الأورام، سواء كان الورم سطحياً و قد امتد إلى عضلات جدار المثانة أو إذا كان قد انتشر في الأعضاء الأخرى وعمر المريض وصحته العامة. ويسضع الطبيب خطة للعلاج تناسب احتياجات كل مريض على حده.
معرفة مدى انتشار المرض:
قبل البدء في العلاج، يتعين على الطبيب أن يعرف مكان السرطان وفيما إذا كان قد انتقل من موضعه الأصلي. تشمل مراحل العلاج إجراء فحوص طبية شاملة علاوة لفحوص للدم وصور الأشعة.
قد يطلب الطبيب من المريض إرجاء التصوير المقطعي بالحاسوب. التصوير المقطعي عبارة عن سلسة من التصوير بالأشعة السينية يتم ربطها بالحاسوب لالتقاط صورة ثاثية الأبعاد. التصوير بالموجات الصوتية هو إجراء لالتقاط صور من داخل الجسم باستخدام موجات صوتية عالية التردد. أما التصوير بالصدى فيشكل صورة على شاشة الفيديو تماثل صورة التلفزيون بدرجة كبيرة. ربما يطلب الطبيب أحياناً إجراء التصوير بالرنين المغنطيسي وفي هذه الحالة يتم الحصول على صورة مقطعية ( مثل التصوير المقطعي ) على الشاشة باستخدام طاقة مغناطيسية قوية بدلاً من الأشعة السينية.
طرق العلاج:
يمكن استئصال سرطان المثانة السطحي ( حيث توجد الأورام في هذه الحالة فقط في البطانة الداخلية لجدار المثانة ) عموماً باستخدام جهاز مماثل لجهاز التنظير المثاني عن طريق عملية تعرف بالاستئصال عبر الأحليل. في هذه الحالة يقوم أخصائي المسالك البولية بإدخال جهاز عبر القضيب ليصل إلى المثانة. وهذا الإجراء يتم في العادة تحت التخدير العام. بمقدور الطبيب أيضاً أن يتلف الأورام الصغيرة باستخدام التيار الكهربائي. أم في حالة وجود أورام متعددة في المثانة أو إذا أظهر السرطان ميلاً للانتطاس فإنه يمكن اللجوء للعلاج ببعض العقاقير بعد الاستئصال الجراحي حيث يتم وضع هذه العقاقير عبر قسطرة إلى داخل المثانة. تشمل هذه العقاقير بعضاً من العقاقير الكيميائية، وبعضاً من العقاقير الحيوية.
هذا النوع من العلاج الموضعي يتم إعطاؤه عادة بمعدل مرة واحدة كل أسبوع لمدة ستة أسابيع متتالية على الأقل. إن قرار مواصلة إعطاء العلاج بعد ستة أسابيع يعتمد على الطبيب المعالد وتنائج العلاج الابتدائي. يبدأ العلاج في العادة بين أسبوعين من إجراء الاستئصال الجراحي.
عندما يغزو السرطان جدار المثانة بالعمق، فإن المعالجة المثلى تتمثل باستئصال المثانة بالكامل. وتعرف هذه العملية بعلمية استئصال المثانة الجذري. وفي هذه العملية، يقوم الجراح باستئصال المثانة، وبعض الأعضاء المحيطة بها. فعند النساء، تشمل هذه العملية استئصال الرحم، وبوقي فالوب، والمبيضين وجزء من المهبل. أما عند الرجال فتشمل إزالة البرواستاتا والحويصلات المنوية، والأحليل مع إبقاء القضيب.
قد يقترح الطبيب أحياناً معالجة كيميائية بعد استصال المثانة. والمعالجة الكيميائية هي عبارة عن مجموعة من العقاقير تحقن عادة في الأوعية الدموية، وتستطيع الوصول إلى جميع الخلايا السرطانية في جميع أجزاء الجسم. ويعتمد القرار في إعطاء المعالجة الكيميائية من عدمها على استشاري طب الأورام المشرف على رعاية المريض.
يمكن أن تعطى المعالجة الكيميائية في العيادة الخارجية. إلا أن حالة المريض قد تستدعي أحياناً إدخاله إلى المستشفى لعدة أيام لتلقي العلاج الكيميائي.
يمكن الجوء للعلاج الإشعاعي حينما يتعذر استئصال الورم جراحياً. الأشعة السينية تتلف قدرة الخلايا السرطانية على النمو والتكاثر. يتم إعطاء العلاج الإشعاعي في العادة في العيادة الخارجية. يتم إعطاء العلاج على شكل جلسات يومية ولمدة 5 إلى 6 أسابيع. وفي بعض الأحيان تكون مدة العلاج الإشعاعي أقصر من ذلك.
التأثيرات الجانبية للمعالجة:
إن الأساليب المتعبة في معالجة سرطان المثانة قوية جداً. ومن الصعوبة بمكان قصر تأثير العلاج بحيث يقضي على الخلايا السرطانية فحسب، الأمر الذي قد يؤدي إلى تلف بعض الأنسجة السليمة. ومن هنا تتأتى التأثيرات الجانبية المزعجة للعلاج. وتعتمد التأثيرات الجانبية على نوع العلاج المستخدم، وذلك الجزء من الجسم الذي تجري معالجته. فالمرضى المصابون بأورام سحية في المثانة ويتلقون معالجة كيميائية أو عقار ( bg ) ال بي-سي-جي، في المثانة قد لا يعانون من أي تأثيرات جانبية. أو قد يصاب المريض، بين الحين والحين بأعراض التهاب المثانة، التي تتضمن شعوراً بحرقة أثناء التبول، وتكرار للتبول، ونزفاً مصاحباً للتبول، أحياناً ارتفاعاً في درجة الحرارة في اليوم الذي يتلقى فيه المريض العلاج. ويجب على المريض إعلام طبيبه إذا استمرت الحرارة لأكثر من 48 ساعة عقب تلقي العلاج.
وفي حالة اللجوء لاستئصال المثانة. (عندما يكون المرض متقدماً)، يصبح المريض بحاجة لطريقة جديدة لتخين البول والتخل منه، وهناك عدة طرق متبعة. ففي واحدة منها، يقوم الجراح على سبيل المثال، باستخدام قطعة من الأمعاء الدقيقة لتكوين خط جديد، يتم وصل الحالبين بأحد طرفيه، وسحب الطرف الآخر عبر الفتحة في جدار البطن. يطلق على هذه الفتحة الجديدة اسم الفغرة. يثبت كيس بلاستيكي منبسط فوق الفتحة بواسطة مادة لاصقة خاصة. وتقوم ممرضة مدربة بتعلم المريض كيفية الاعتناء بالفغرة.
وهناك طريقة أخرى تقوم على استخدام جزء من الأمعاء الدقيقة لصنع جراب لتخزين جديد (خزان) داخل الجسم، يتجمع فيه البول دون أن يصرف في كيس، بل يتعلم المريض كيفية استخدام أنبوب (قسطرة) لتصريف البول من خلال فرة. وهناك طرق أخرى تقوم على استخدام خزان مصنع من الأمعاء، يتم وصله بالإحليل. ولا تستدعي هذه الطريقة استحداث فتحة أو وجود كيس، لأن البول يخرج من الجسم عبر الإحليل. كما يصبح المريض قادراً على التبول بصورة طبيعية غالباً، ولكنه يضطر أحياناً لاستخدام قسطرة عبر الإحليل من أجل تفريق المثانة وقد تستدعي الضرورة ربط الحالبين بالقولون أحياناً بحيث يتخلص المريض من البول عبر فتحة الشرج.
يؤدي استئصال المثانة الجذري إلى إصابة الرجال والنساء بالعقم.
يشعر بعض المرضى بإعياء شديد أثناء تلقيهم للعلاج الإشعاعي. لذا فإن أخذ قسط من كبير الراحة مهم جداً. كما أن تعريض منطقة أسفل البطن للأشعة قد يسبب غثياناً أو تقيؤ أو إسهالاً، علماً بأن باستطاعة الطبيب أن يقترح بعض المأكولات والأدوية للتخفيف من حدة هذه المشاكل. كما يمكن للعلاج الإشعاعي أن يسبب مشاكل مرتبطة بالعقم، وقد يجعل من الجماع عملية غير مريحة.
تسبب المعالجة الكيميائية تأثيرات جانبية، لأنها لا تتلف الخلايا السرطانية فحسب، ولكن الخلايا سريعة النمو أيضاً. وتتوقف طبيعة التأثيرات الجانبية على نوعية العقاقير المستخدمة. هذا بالإضافة، إلى أن ردود الفعل تتفاوت بين مريض وآخر. يؤثر العلاج غالباً على الخلايا المكونة للدم، والخلايا المبطنة للقناة المقاومة للعدوى، وفقدان الشهية، والغثيان والتقيؤ، والشعور بضعف، وتقعرحات الفم، وربما تساقط الشعر. وتستمر هذه التأثيرات لفترة قصيرة تنتهي مع نهاية المعالجة. وقد تكون التأثيرات الجانبية أقل، في حالة حقن العلاج في المثانة مباشرة، علماً بأن تهيج المثانة يعتبر أمراً مألوفاً.
يمكن لفقدان الشهية أن يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة لبعض المرضى خلال مدة المعالجة أما المرضى الذين يتمتعون بشهية جيدة، فقد يستطيعون مقاومة التأثيرات الجانبية للعلاج بشكل أفضل. ومن هنا، فإن التغذية الجيدة تشكل جزءاً هاماً من خطة المعالجة. إن تناول الطعام بكميات كافية، يعني الحصول على سعرات حرارية افية لتفادي فقدان الوزن، واكتساب البروتينات الضرورية لبناء وإصلاح العضلات، والأعضاء الداخلية، والجلد، والشعر. جدير بالذكر، أن العديد من المرضى يفضلون تناول عدة وجبات في اليوم بدلاً من محاولة تناول ثلاث وجبات رئيسة.
تختلف التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان بين شخص وآخر. وربما تختلف حتى لدى الشخص الواحد تبعاً لنوعية العلاج المستخدم. وغني عن القول، أن الأطباء يحاولون وضع أفضل الخطط العلاجية للتقليل من المشاكل. ومن حسن الحظ أن معظم التأثيرات الجانبية مؤقتة ولا تستمر لفترة طولية. أخيراً، فإ، باستطاعة الأطباء والممرضين وأخصائيي التغذية، شرح التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان، وكيفية التعامل معها.
المتابعة:
من المهم جداً إجراء فحوص متابعة بعد تلقي العلاج لسرطان المثانة نظراً لأن الأورام السطحية المستأصلة بالجراحة لها قابلية المعاودة. لذا يحتاج الطبيب إلى إجراء تنظير للمثانة واستئصال أية أورام معاودة. كذلك يتقصى الطبيب وجود أية خلايا سرطانية في البول وقد يوصي بإجراء تصوير للصدر بالأشعة السينية أو تصوير وريدي للحويضة والكلية أو أية فحوص أخرى. علماً بأنه ينبغي إجراء جميع هذه الفحوص في أوقات منتظمة.
يحتاج المرضى المصابين بأورام سطحية في المثانة إلى إجراء تنظير للمثانة مرة كل ثلاثة أشهر. فإذا تبين وجود أورام لديهم فإنهم يحتاجون إلى تنويم في المستشفى لاستئصال هذه الأورام جراحياً. أما إذا لم يظهر أي دليل على معاودة الأوارم خلال سنتين فيمكن في هذه الحالة إجراء التنظير مرة كل ستة أشهر أو سنة.
سيستمر الطبيب في مراقبة حالة المريض عن كثب لعدة سنوات لأن أورام المثانة تعود في أي وقت. فإذا عاد الورم فمن الضروري أن يستأصله الطبي فوراً حتى يتسنى البدء في إعطاء المريض معالجة إضافية.
التكيف مع المرض:
من الممكن أن يؤدي سرطان المثانة إلى حدوث تغيير في حالة المرضى والأشخاص الذين يتولون العناية بهم وربما يصعب التعامل والتعايض من هذه التغيرات في الحياة اليومية. ومن الطبيعي أن يتعرض المرضى وعالئلاتهم وأصدقائهم إلى انفعالات كثيرة ومختلفة قد تكون مزعجة أحياناً.
كما قد يشعر المرضى وأحباؤهم بالخوف أو الغضب أو الاكتئاب. وهذه نتيجة طبيعية عندما يتعرض الإنسان لمشكلة صحية كبيرة. إلا أن بعض الأشخاص يشعرون بأنه يمكنهم السيطرة على عواطفهم وانفعالاتهم بصورة أفضل عندما يتحدثون بصراحة عن مرضهم ومشاعرهم مع الأشخاص الذين يقدمون العناية لهم.
ومن الأمور المألوفة أيضاً أن يشعر المرضى بالقلق حيال ما يخفيه لهم المستقبل بالإضافة إلى الخوف من الفحوص والمعالجات والإقامة في المستشفى وتكاليف العلاج. إلا أنه من الممكن أن يؤدي الحديث إلى الأطباء والممرضين وغيرهم من فريق الرعاية الصحية إلى تهدئة الروع وتوفير جو من الطمأنينة لهم. ويستطيع المرضى القيام بدور حيوي والإسهام في اتخاذ القرار المناسب فهما يتعلق بالرعاية الطبية وذلك من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بسرطان المثانة والخيارات العلاجية المتاحة. كذلك يجب على المرضى الاستفسار من الطبيب عن أي أمر لا يرونه واضحاً.
لا شك أنه تدور في بال المرضى الكثير من الأسئلة الهامة والطبيب هو أفضل شخص يستطيع الإجابة عليها. فمعظم المرضى يستفسرون عن مدى شدة السرطان الذي يعانون منه وكيفية علاجه وفعالية العلاج ومدى نجاحه واحتمالات الشفاء المتوقعة. هناك أيضاً أسئلة أخرى يمكن توجيهها لطبيب نورد منها ما يلي:
·ماهي الخيارات العلاجية المتاحة؟
·ماذا سيحدث إذا لم أوافق على تلقي العلاج؟
·ماهي الفوائد المتوخاة من العلاج؟
·ماهي نسبة احتمال معاودة الورم؟
·ماهي المخاطر والتأثيرات الجانبية التي قد تحدث نتيجة لهذا العلاج؟
·هل سأحتاج لإجراء مفاغرة؟
·هل سأحتاج إلى إجراء تغيير في نشاطاتي الاعتيادية؟ وإلى متى سيستمر ذلك؟
·هل أستطيع الاستمرار في العمل أثناء العلاج؟
·ماهو الجدول الزمني للفحوص التي ستجرى لي؟
من المؤكد أن الطبي هو أفضل شخص قادر على تقديم النصح والمشورة لك بخوص العلاج أو العمل أو الحد من النشاطات اليومية. ربما يود المرضى أيضاً مناقشة القلق الذي يساورهم حول المستقبل والعلاقات العائلية والأمور المالية. وقد يرون أنه من المفيد الاتصال بالممريضة أو الأخصائي الاجتماعي.
كما أن التشاور والمشاركة مع من تحب تجعل كل شخص يشعر بالارتياح وتفتح الآفاق أمام الآخرين للتعبير عن نواحي قلقهم وعرض دعمهم ومساعدتهم. كذلك فإن الكثير من المرضى يشعرون بالرتياح عندما يتحدثون إلى أشخاص آخرين يعانون من نفس المشاكل. كما يستطيع مرضى السرطان مقابلة مرضى آخرين وذلك من خلال جهودهم الذاتية أو بمساعدة مجموعات المساندة كتلك التي سنوضحها في الجزء التالي:
مساندة مرضى سرطان المثانة:
من المعروف أن المعلومات المفيدة وخدمات المساندة تسهل على المرضى ومن يعتني بهم تعلم كيفية التعايش مع التغيرات اليت طرأت على حياتهم نتيجة لإصابتهم بالمرض. وفي كثير من الأحيان يوصي الأخصائي الاجتماعي للمستشىف أو العيادة الاستعانة بمجموعات محلية ووطنية تستطيع تقديم الدعم العاطفي والمالي ووسائط النقل والرعاية المنزلية وإعادة التأهيل.
إذا عانى المرضى من مشاكل في فغر (فتحة) المسالك البولية يستطيعون المساعدة بهذا الخصوص. كما يمكن أن يصبح التكيف مع هذه المفاغرة أسهل بكثير بتوجيه ومساعدة من شخص عانى من نفس المشكلة.
كيف تبدو الصورة في المستقبل:
تبدو الصورة لدى الأشخاص المصابين بسرطان المثانة المبكر مشجعة للغاية. كما أن احتمالات الشفاء من سرطان المثانة الأكثر تقدماً آخذة في التحسن بإذن الله حيث أن الأطباء والباحثين لا يألون جهداً في سبيل اكتشاف أساليب جديدة لعلاج هذا الداء.
تجدر الإشارة إلى أن الطبيب المختص هو الوحيد بعد الله الذي يعرف احتمالات الشفاء لكل مريض.
احتمالات النجاح الواعدة لأبحاث السرطان:
يعتبر سرطان المثانة نوعاً مألوفاً من أنواع السرطان في المملكة العربية السعودية. وتشير البيانات المشتقة من السجل الوطني للأورام في المملكة إلى أن سرطان المثانة كان الخامس من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً لدى الذكور في عام 1994م. هو أقل حدوثاً لدى الإناث منه لدى الذكور. فقد تم تشخيص ما مجموعه 178 حالة في عام 1994م ومن المتوقع أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.
تحدث معظم سرطانات المثنة بعد سن الخامسة والخمسين ولكنه قد يصيب الشباب أيضاً.
يعكف الأطباء في المستشفيات الرائدة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وغيره من المستشفيات في المملكة وفي باقي أرجاء المعمورة على دراسة سرطان المثانة من أجل التعرف على مسبباته وطرق الوقاية منه واكتشاف طرق جديدة لتشخيصه وعلاجه.
أسباب المرض وطرق الوقاية منه:
على الرغم من أن الأطباء لا يستطيعون إلا نادراً شرح سبب إصابة شخص دون آخر بسرطان المثانة، إلا أننا نعرف أنه غير معد ولا ينتقل من شخص لآخر. كما أن العلماء لا يعرفون أسباب هذا المرض على وجه الدقة ولكن الأبحاث تظهر أن بعض الأشخاص لديهم الاستعداد لإصابة به أكثر من غيرهم. وهناك عوامل متعددة تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم ونورد منها ما يلي:
يعتبر تدخين السجائر من عوامل الخطر الرئيسية، حيث أن معدل الإصابة بسرطان المثانة لدى المدخنين أعلى بمرتين أو ثلاث مرات منه لدى غير المدخنين. كما أن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان المثانة والرئة وغيرها من أنواع السرطان وكذلك من أمراض أخرى عديدة.
كما أن العاملين في بعض المهن معرضون بدرجة أكبر للإصابة بسرطان المثانة بسبب تعرضهم للعوامل المسرطنة ( المواد المسببة للسرطان ) في أماكن عملهم. ويشمل ذلك العاملين في صناعة المطاط والجلود والصناعات الكيميائية وكذلك مصففي الشعر وعمال الآلات والمعادن والمطابع والنسيج والدهانين وسائقي الشاحنات.