زائر
شعرك مؤشر صحتك
بقلم الدكتور أحمد عبدالله الزاير
يقولون: "إن تاج جمال المرأة شعر رأسها"، ولذلك فإنها ترعاه وتصونه لكي لا يخبو بريقه واليوم، ليس ذلك مقصورا على شعب معين بل إن المرأة في جميع بلدان العالم مهما اختلف مستواها الاجتماعي تولي شعرها عناية فائقة وهذا الاهتمام بالشعر أيضا، ليس مقصورا على السيدات بل إن كثيرا من الرجال وخاصة في أوساط الشباب يحرصون على دوام العناية بشعرهم، أكثر من صحة أجسادهم !!! تساقط الشعر من المشاكل الشائعة في عيادات الأمراض الجلدية، وكثيرا ما يتردد السؤال عن افضل علاج لإيقاف تساقط الشعر.
أسئلة لا يمكن للأطباء الإجابة عليها مباشرة، لأن شكوى تساقط الشعر ليس مرضا معينا بذاته إنما هو علامة لمبسبب موجود داخل جسم الشخص أو نتيجة عامل أو عوامل تؤثر على الشعر من الخارج وهذا يتطلب من الطبيب المعالج البحث عن السبب أو الأسباب أولا ثم إزالتها إن أمكن ، أو التقليل من تأثيرها ومن ثم وصف العلاج المناسب لحث الشعر على النمو.
هناك أسباب عدة تؤدي إلى تساقط الشعر عند الجنسين وقبل التحدث عنها لابد من إيضاح بعض الحقائق العلمية عن دورة حياة الشعرة وتركيبها وطريقة نموها.
الشعرة تشبه النبتة أو الشتلة الصغيرة التي زرعت تـوا، فبصيلة الشعر هي جذر النبتة ونصل الشعرة يمثل ساق النبتة ولكي تنمو النبتة يجب أن توفر لها، بالإضافة إلى الهواء والضوء، التربة الغنية بالمعادن والنيتروجين أي التربة المخصبة لكي تنمو نموا صحيحا، وكذلك، تماما، الشعرة لا تنمو إلا إذا وفر لها الدم المحيط بالبصيلة عناصر النمو المطلوبة كالبروتينات والكبريت والعناصر المعدنية والفيتامينات وغيرها حتى ينمو ذلك الخيط الأسود الذي يدعى الشعرة وما الشعرة إلا نتاج عملية حيوية تركيبية معقدة تتطلب خامات أولية (أساسية) كثيرة . والشعر يتجدد باستمرار وهذا يعني أن لكل شعره عمر محدد مبرمج تحدده عوامل ورانية وبيئية معينة في الشخص نفسه . وبعد بلوغ الشعرة عمرها المحدد لها تسقط وتنمو أسفلها شعرة جديدة، ولهذا تساقط الشعر يوميا من أي شخص في حدود المعدل الطبيعي حسب الجنس والعمر أمر طبيعي وفسيولوجي، وتستمر دورات التساقط والنمو والتجديد حتى تذبل بصيلة الشعرة ونتليف فلا ينمو منها شعر بعد ذلك أبدا كما يحدث في الشيخوخة حيث تقل كثافة الشعر بشكل واضح. ويقدر عدد شعر الرأس عند الغالبية العظمى من الناس بمائة ألف شعره وكثافة الشعر أي عدد الشعرات في السنتيمتر المربع محدد لدى كل إنسان منذ الولادة وتختلف كثافة الشعر من شخص إلى آخر حسب نوع الجينات المكتسبة المبرمجة لتحديد كمية الشعر وكلما تقدم عمر الإنسان وتمددت فروة الرأس في المساحة قل طبعاعدد الشعرات الكلي في السنتيمتر المربع نتيجة تمدد سطح فروة الرأس مع النمو والكبر.
والعمر الزمني لشعرة الرأس في الإناث يتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات فبعد مرور 3 إلى 5 سنوات من بداية نمو أي شعرة لا بد لها أن تسقط وتنمو أسفل منها شعرة جديدة ولاختلاف مرحلة نمو كل شعره عن الأخرى في أطوار النمو لا ينتهي عمر كل الشعر في لحظه واحدة أو يوم واحد، فقد تسقط شعرة لانتهاء عمرها بينما تكون شعرات مجاورة في مراحل نمو مبكرة قد تكون أياما أو أسابيع أو شهورا تواصل فيها النمو حتى يبلغ كل منها العمر الزمني المحدد لها ويقدر المعدل الطبيعي لتساقط الشعر لدى كل إنسان ب 50 إلى 100 شعرة يوميا لذا يجب عدم القلق إذا كان التساقط يقل عن مائة شعره يوميا ، أما إذا زاد عن ذلك فلا بد من معرفة السبب الذي أدى إلى زيادة معدل التساقط والأسباب كثيرة !
وتجدر الإشارة إلى أن اغلب الذين يشكون من تساقط الشعر تكون حالاتهم طبيعية حيث إن شعرهم يسقط بمعدل طبيعي لكنه الخوف على الإكليل الجميل من الفقدان !
ومن الحقائق التي يجب معرفتها هو أن شعرة الرأس تنمو بمعدل ملليمتر واحد كل 3 أيام أي بمعدل سنتيمتر واحد شهريا ومعنى ذلك انه لا يجوز أن ننظر كل صباح إلى شعر رؤوسنا وننزعج لعدم زيادته في الطول بشكل ملحوظ، كذلك يجب أن نعرف أن طول الشعرة النهائي بعد إتمام مراحل نموها هو محدد بعوامل وراثية محظة، ولهذا نجد اختلاف طول الشعر بين الإناث فالشعر الطويل والشعر القصير هبة من الله عن طريق اكسابهم الجينات من آبائهم ولهذا لا يمكن لأحد أن يدعي أن هناك دواء ما يستطيع إطالة الشعر اكثر من الطول المحدد له وقد توجد أدوية تزيد من آليات نمو الشعر أثناء مراحل النمو وهذا أمر يختلف عن طول الشعر النهائي.
إن أفضل وأنجع طريقة لتغذية الشعر هي عن طريق ما يصله بواسطة الدم من مواد غذائية وأهمها البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات ولا صحة على الإطلاق لما يذكر ويروج له من وجود مركبات كيماوية كالسوئل والشامبوهات وخلافها بزعم أن لها القدرة على تغذية الشعر عن طريق الاستعمال الخارجي ولكن قد يكون للقليل منها قدرة محدودة على تنشيط الدورة الدموية في مكان مسحها أو دلكها فإذا كان مستوى عناصر النمو في الدم واطيا يجب رفعه بالغذاء الصحيح والمعالجة عن طريق الفم. وهنا يجب أن لا نخلط بين العلاجات الطبية الموضعية التي تزيل الإلتهاب حول ومن بصيلات الشعر أو تزيد من معدل جريان الدم حول بصيلات الشعر.
وتوجد عوامل كثيرة تؤثر على نمو الشعر وصحته ونذكر منها
1 - تأثير السن على نمو الشعر
إن أوج نشاط الشعر ونموه يحدث بين سن البلوغ والخامسة والثلاثين من العمر ويقل بعد ذلك وفي السيدات يتباطأ نمو الشعر بشكل ملحوظ بعد سن اليأس خاصة بعد سن الخمسين في فروة الرأس وذلك بسبب هبوط مستوى هرمون الإستروجين.
2 - تأثير تكرار قص الشعر والحلاقة على نمو الشعر
لا يوجد أساس علمي للاعتقاد السائد بين عامة الناس من أن كثرة قص الشعر وحلاقته أو نزعه بالشفرات أو المواد الكيماوية أو نتفه يزيد من سرعة نموه وتكاثره.
3- أثر العناصر الغذائية على نمو الشعر
إن أهم العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر هي الأحماض الأمينية الناتجة من تناول البروتينات بالإضافة إلى بعض المعادن والفيتامينات ومن أهم المعادن الضرورية جدا لنمو الشعر هي: الحديد والنحاس والخارصين والكبريت . وعند وجود نقص بسيط فيها قد لا يؤثر في الصحة العامة ولكن بصيلات الشعر تتأثر لهذا النقص البسيط كثيرا وذلك لأن الجسم في حالة عدم وجود وفرة من هذه العناصر المعدنية لا يقضل أن يعطيها للشعر أو الأظافر بل يفضل أن يوجهها للأنسجة الهامة والجوهرية في الجسم كإنتاج الدم والإنزيمات وألياف العضلات. ولذا فإن سوء التغذية والحمية القاسية وفقر الدم (الأنيميا) ونقص المعادن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل غزير وعلاج ذلك لا يتم بالطبع إلا عن طريق تعويض النقص من تلك المواد والمحافظة على الغذاء الصحي المتكامل وليس عن طريق ما يوصف من خلطات وأدوية موضعية مختلفة أو أي نوع من الشامبو كما يفعل كثير من الناس.
أسباب تسـاقط الشـعر:
ونود الآن التطرق إلى الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر حيث يقسم تساقط الشعر إلى نوعين رئيسيين هما :
1- الثعلبة الموضعية
وهي تنتح عن تساقط شعرات من مواضع محددة تماما على شكل بقع خالية من الشعر
وهي أما ثعلبة مناعية ذاتية تنتج من انتاج الجهاز المناعي بالجسم لأجسام مناعية ذاتية تذهب لتهاجم بصيلات الشعر وتتلفها أوتكون ثعلبة ناتجة عن عوامل موضعية خارجية كالالتهابات الفطرية والجرثومية والأصابات والحروق والأمراض الجلدية التي تنتاب فروة الرأس كالذئبة القرصية والحزاز المنبسط البصيلي.
2- تساقط الشعر الانتشاري
وفي هذا النوع يكون تساقط الشعر من جميع أجزاء المنطقة كفروة الرأس مثلا ويكون غير محدد المعالم وهذا ينتج من أسباب وعوامل مرضية داخلية وهي الأسباب الشائعة عادة أو أسباب خارجية تعمل على سطح الجلد وهي نادرة الحدوث وسنلقي الضوء هنا على الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر الانتشاري، وهي كثيرة ومن أهمها نذكر مايلي:
ا - عامل الوراثة الذي يعمل عن طريق تأثيرالهرمونات الذكرية مما يؤدي إلى الصلع الوراثي الذي يتميز بفقدان الشعر، في الرجل، من جانبي مقدمة الرأس ومن وسط الرأس، والصلع الوراثي يصيب كلا الجنسين الذكور والإناث ولكنه شائع أكثر في الذكور وقد يبدأ مبكرا بعد سن البلوغ مباشرة. وفي الإناث إما ينتج من زيادة حقيقية في مستوى الهرمون الذكري في دمائهن أو من تحسس المستقبلات في خلايا البصيلات للمعدل الطبيعي للهرمون، وهذا التحسس المفرط ينتج أيضا من اكتساب الجينات الوراثية من أحد الأبوين.
2 - الإصابة بالحميات كالتيفود والحمى الروماتيزمية عند بعض الأشخاص يؤدي إلى تساقط شعر إنتشاري شديد. ففي أعقاب الإصابة بإحدى الحميات يحدث التساقط عادة بعد مرور 8- 10 أسابيع من الإصابة بالحمى ولكنه، بفضل الله، يكون التساقط عادة مؤقتا، يعود الشعر بعده للنمو في غضون 6 - 12 شهرا
3- تساقط ما بعد الوضع
تلاحظ بعض السيدات أن شعور رؤوسهن تتساقط بغزارة بعد مضي بضعة اشهر من وضع الجنين ولكن يقود الشعر إلى النمو بعد 3- 12 شهرا في اكثر الحالات
4- التساقط نتيجة تناول بعض الأدوية
من أهم الأدوية التي قد تؤدي إلى تساقط شعر الرأس حبوب منع الحمل وأدوية السرطانات والتسمم بفبتامين "أ" والأدوية التي تستعمل لعلاج اضطرابات الغدةالدرقية والأدوية المسيلة للدم (مضادات تجلط الدم
5 - الإجهاد الجسدي والنفسي والتوترات العصبية والصدمات العاطفية .
6- عقب حالات النزف الحاد والعمليات الجراحية الكبيرة التي تؤدي إلى الأنيميا وفقدان عناصر معدنية هامة كالحديد والزنك.
7 - الحميات القاسية وسوء التغذية
مما سبق يتضح أن اتباع حمية قاسية يحرم الجسم من عناصر ضرورية للصحة عامة ولنمو الشعر خاصة كما أن تناول غذاء غير متوازن تنقصه بعض المواد الضرورية لنمو الشعر كالحديد والخارصين والنحاس وغيرها يؤدي إلى تقصف وسقوط الشعر أو جفافه وتكسره.
8 - فقر الدم
جميع أنواع فقر الدم تؤدي إلى تساقط شعرغزير وخاصة فترة الدم الناتج عن نقض مادة الحديد وبعد تصحيح فقر الدم يعود الشعر للنمو بصورة طبيعية .
9 - أمراض الغدد الصماء (الأمراض الهرمونية) و أهمها:
أ - قصور الغدة الدرقية ويظهر على شكل جفاف بالجلد والشعر وبطء نمو الأظافر وشحوب اللون وبعد فترة يبدأ الشعر في التقصف والتساقط.
ب - فرط الغدة الدرقية .
زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية تؤدي إلى تساقط انتشاري من فروة الرأس وغالبا ما يكون مصحوبا بإفراط في إفراز العرق ويصحبه خنقان بالقلب ونقص في الوزن وتوتر عصبي لدى المصاب بالإضافة إلى أعراض أخرى .
ج - زيادة هرمونات الذكورة لدى الأنثى .
قد تحدث هذه الزيادة نتيجة أورام نسيجية حميدة أو خبيثة، أما في المبيضين وأما في الغدتين الكظريتين المجودتان فوق الكليتين فينتج عن ذلك إفراز كمية أعلى من المعدل الطبيعي في الدم تؤدي إلى تساقط الشعر من وسط وجانبي الرأس وعلى النقيض من ذلك ينمو الشعر في المناطق الذكرية أي منطقة الذقن والصدر وأعلى الذراعين والفخذين وقد يصحبه ظهور حب الشباب في الوجه والكتف والصدر والظهر وقد تضطرب الدورة الشهرية ويضخم الصوت ويزداد الإفراز الدهني خاصة في الوجه 10 - أمراض بعض الأعضاء الداخلية المزمنة مثل أمراض الكبد المزمنة والفشل الكلوي وبعض السرطانات تؤدي إلى تساقط الشعر
10 - العوامل الطبيعية والكيماوية مثل تعريض الشعر لحرارة عالية كالأمشاط الحرارية (السشوار) التي تغير من كيمياء بروتينات الشعر أو شدة بقوة بالملازم والإفراط في استعمال بعض الكيماويات لتجميل الشعر وصبغه، كل هذا قد يؤدي إلى تقصف الشعر وتساقطه.
11- وجود بعض الأمراض الباطنية المزمنة
هناك كثير من الأمراض الداخلية تؤثر على نمو الشعر أو تعيق نموه مثل الأمراض التي تؤدي إلى سوء إمتصاص العناصر الغذائية من القناة الهضمية والأمراض الرثوية وأمراض الأنسجة الضامة مثل الذئبة الحمراء الجهازية وتصلب الجلد الجهازي وقد يكون تساقط الشعر واعتلال الأظافر من العلامات الأولية المنذرة لهذه الأمراض !
12- عيوب خلقية وراثية أو مكتسبة في نصول الشعر يؤدي إلى تكسر الشعر وتساقطه وهي أنواع كثيرة تعرف بفحص عينة من الشعر تحت المجهر الخاص بفحص الشعر.
بالإضافة إلى ما سبق توجد هناك عوامل أخرى كثيرة ولكنها أقل حدوثا ولا مجال لذكرها ولهذا فالإجابة على السؤال الذي يدور بخلد معظم المرضى ما هو افضل علاج لتساقط الشعرن نقول إن العلاج الناجع يعتمد على اكتشاف السبب الذي أدى إلى تساقط الشعر وعدم الاعتقاد ببساطة بما يقال ويروج له من علاجات سحرية لتنمية الشعر وإطالته ولا يوجد علاج واحد يعالج جميع الأسباب فإذا أراد المريض أن يستفيد من العلاج فعليه أن يراجع الطبيب المختص ليفتش عن السبب ويصف العلاج المناسب الصحيح وهذا قد يتطلب من المريض الصبر، والله يحمي صحتكم ويديم عليكم جمال أبدانكم إنه سميع مجيب
المصدر
www.azayi.m
بقلم الدكتور أحمد عبدالله الزاير
يقولون: "إن تاج جمال المرأة شعر رأسها"، ولذلك فإنها ترعاه وتصونه لكي لا يخبو بريقه واليوم، ليس ذلك مقصورا على شعب معين بل إن المرأة في جميع بلدان العالم مهما اختلف مستواها الاجتماعي تولي شعرها عناية فائقة وهذا الاهتمام بالشعر أيضا، ليس مقصورا على السيدات بل إن كثيرا من الرجال وخاصة في أوساط الشباب يحرصون على دوام العناية بشعرهم، أكثر من صحة أجسادهم !!! تساقط الشعر من المشاكل الشائعة في عيادات الأمراض الجلدية، وكثيرا ما يتردد السؤال عن افضل علاج لإيقاف تساقط الشعر.
أسئلة لا يمكن للأطباء الإجابة عليها مباشرة، لأن شكوى تساقط الشعر ليس مرضا معينا بذاته إنما هو علامة لمبسبب موجود داخل جسم الشخص أو نتيجة عامل أو عوامل تؤثر على الشعر من الخارج وهذا يتطلب من الطبيب المعالج البحث عن السبب أو الأسباب أولا ثم إزالتها إن أمكن ، أو التقليل من تأثيرها ومن ثم وصف العلاج المناسب لحث الشعر على النمو.
هناك أسباب عدة تؤدي إلى تساقط الشعر عند الجنسين وقبل التحدث عنها لابد من إيضاح بعض الحقائق العلمية عن دورة حياة الشعرة وتركيبها وطريقة نموها.
الشعرة تشبه النبتة أو الشتلة الصغيرة التي زرعت تـوا، فبصيلة الشعر هي جذر النبتة ونصل الشعرة يمثل ساق النبتة ولكي تنمو النبتة يجب أن توفر لها، بالإضافة إلى الهواء والضوء، التربة الغنية بالمعادن والنيتروجين أي التربة المخصبة لكي تنمو نموا صحيحا، وكذلك، تماما، الشعرة لا تنمو إلا إذا وفر لها الدم المحيط بالبصيلة عناصر النمو المطلوبة كالبروتينات والكبريت والعناصر المعدنية والفيتامينات وغيرها حتى ينمو ذلك الخيط الأسود الذي يدعى الشعرة وما الشعرة إلا نتاج عملية حيوية تركيبية معقدة تتطلب خامات أولية (أساسية) كثيرة . والشعر يتجدد باستمرار وهذا يعني أن لكل شعره عمر محدد مبرمج تحدده عوامل ورانية وبيئية معينة في الشخص نفسه . وبعد بلوغ الشعرة عمرها المحدد لها تسقط وتنمو أسفلها شعرة جديدة، ولهذا تساقط الشعر يوميا من أي شخص في حدود المعدل الطبيعي حسب الجنس والعمر أمر طبيعي وفسيولوجي، وتستمر دورات التساقط والنمو والتجديد حتى تذبل بصيلة الشعرة ونتليف فلا ينمو منها شعر بعد ذلك أبدا كما يحدث في الشيخوخة حيث تقل كثافة الشعر بشكل واضح. ويقدر عدد شعر الرأس عند الغالبية العظمى من الناس بمائة ألف شعره وكثافة الشعر أي عدد الشعرات في السنتيمتر المربع محدد لدى كل إنسان منذ الولادة وتختلف كثافة الشعر من شخص إلى آخر حسب نوع الجينات المكتسبة المبرمجة لتحديد كمية الشعر وكلما تقدم عمر الإنسان وتمددت فروة الرأس في المساحة قل طبعاعدد الشعرات الكلي في السنتيمتر المربع نتيجة تمدد سطح فروة الرأس مع النمو والكبر.
والعمر الزمني لشعرة الرأس في الإناث يتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات فبعد مرور 3 إلى 5 سنوات من بداية نمو أي شعرة لا بد لها أن تسقط وتنمو أسفل منها شعرة جديدة ولاختلاف مرحلة نمو كل شعره عن الأخرى في أطوار النمو لا ينتهي عمر كل الشعر في لحظه واحدة أو يوم واحد، فقد تسقط شعرة لانتهاء عمرها بينما تكون شعرات مجاورة في مراحل نمو مبكرة قد تكون أياما أو أسابيع أو شهورا تواصل فيها النمو حتى يبلغ كل منها العمر الزمني المحدد لها ويقدر المعدل الطبيعي لتساقط الشعر لدى كل إنسان ب 50 إلى 100 شعرة يوميا لذا يجب عدم القلق إذا كان التساقط يقل عن مائة شعره يوميا ، أما إذا زاد عن ذلك فلا بد من معرفة السبب الذي أدى إلى زيادة معدل التساقط والأسباب كثيرة !
وتجدر الإشارة إلى أن اغلب الذين يشكون من تساقط الشعر تكون حالاتهم طبيعية حيث إن شعرهم يسقط بمعدل طبيعي لكنه الخوف على الإكليل الجميل من الفقدان !
ومن الحقائق التي يجب معرفتها هو أن شعرة الرأس تنمو بمعدل ملليمتر واحد كل 3 أيام أي بمعدل سنتيمتر واحد شهريا ومعنى ذلك انه لا يجوز أن ننظر كل صباح إلى شعر رؤوسنا وننزعج لعدم زيادته في الطول بشكل ملحوظ، كذلك يجب أن نعرف أن طول الشعرة النهائي بعد إتمام مراحل نموها هو محدد بعوامل وراثية محظة، ولهذا نجد اختلاف طول الشعر بين الإناث فالشعر الطويل والشعر القصير هبة من الله عن طريق اكسابهم الجينات من آبائهم ولهذا لا يمكن لأحد أن يدعي أن هناك دواء ما يستطيع إطالة الشعر اكثر من الطول المحدد له وقد توجد أدوية تزيد من آليات نمو الشعر أثناء مراحل النمو وهذا أمر يختلف عن طول الشعر النهائي.
إن أفضل وأنجع طريقة لتغذية الشعر هي عن طريق ما يصله بواسطة الدم من مواد غذائية وأهمها البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات ولا صحة على الإطلاق لما يذكر ويروج له من وجود مركبات كيماوية كالسوئل والشامبوهات وخلافها بزعم أن لها القدرة على تغذية الشعر عن طريق الاستعمال الخارجي ولكن قد يكون للقليل منها قدرة محدودة على تنشيط الدورة الدموية في مكان مسحها أو دلكها فإذا كان مستوى عناصر النمو في الدم واطيا يجب رفعه بالغذاء الصحيح والمعالجة عن طريق الفم. وهنا يجب أن لا نخلط بين العلاجات الطبية الموضعية التي تزيل الإلتهاب حول ومن بصيلات الشعر أو تزيد من معدل جريان الدم حول بصيلات الشعر.
وتوجد عوامل كثيرة تؤثر على نمو الشعر وصحته ونذكر منها
1 - تأثير السن على نمو الشعر
إن أوج نشاط الشعر ونموه يحدث بين سن البلوغ والخامسة والثلاثين من العمر ويقل بعد ذلك وفي السيدات يتباطأ نمو الشعر بشكل ملحوظ بعد سن اليأس خاصة بعد سن الخمسين في فروة الرأس وذلك بسبب هبوط مستوى هرمون الإستروجين.
2 - تأثير تكرار قص الشعر والحلاقة على نمو الشعر
لا يوجد أساس علمي للاعتقاد السائد بين عامة الناس من أن كثرة قص الشعر وحلاقته أو نزعه بالشفرات أو المواد الكيماوية أو نتفه يزيد من سرعة نموه وتكاثره.
3- أثر العناصر الغذائية على نمو الشعر
إن أهم العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر هي الأحماض الأمينية الناتجة من تناول البروتينات بالإضافة إلى بعض المعادن والفيتامينات ومن أهم المعادن الضرورية جدا لنمو الشعر هي: الحديد والنحاس والخارصين والكبريت . وعند وجود نقص بسيط فيها قد لا يؤثر في الصحة العامة ولكن بصيلات الشعر تتأثر لهذا النقص البسيط كثيرا وذلك لأن الجسم في حالة عدم وجود وفرة من هذه العناصر المعدنية لا يقضل أن يعطيها للشعر أو الأظافر بل يفضل أن يوجهها للأنسجة الهامة والجوهرية في الجسم كإنتاج الدم والإنزيمات وألياف العضلات. ولذا فإن سوء التغذية والحمية القاسية وفقر الدم (الأنيميا) ونقص المعادن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل غزير وعلاج ذلك لا يتم بالطبع إلا عن طريق تعويض النقص من تلك المواد والمحافظة على الغذاء الصحي المتكامل وليس عن طريق ما يوصف من خلطات وأدوية موضعية مختلفة أو أي نوع من الشامبو كما يفعل كثير من الناس.
أسباب تسـاقط الشـعر:
ونود الآن التطرق إلى الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر حيث يقسم تساقط الشعر إلى نوعين رئيسيين هما :
1- الثعلبة الموضعية
وهي تنتح عن تساقط شعرات من مواضع محددة تماما على شكل بقع خالية من الشعر
وهي أما ثعلبة مناعية ذاتية تنتج من انتاج الجهاز المناعي بالجسم لأجسام مناعية ذاتية تذهب لتهاجم بصيلات الشعر وتتلفها أوتكون ثعلبة ناتجة عن عوامل موضعية خارجية كالالتهابات الفطرية والجرثومية والأصابات والحروق والأمراض الجلدية التي تنتاب فروة الرأس كالذئبة القرصية والحزاز المنبسط البصيلي.
2- تساقط الشعر الانتشاري
وفي هذا النوع يكون تساقط الشعر من جميع أجزاء المنطقة كفروة الرأس مثلا ويكون غير محدد المعالم وهذا ينتج من أسباب وعوامل مرضية داخلية وهي الأسباب الشائعة عادة أو أسباب خارجية تعمل على سطح الجلد وهي نادرة الحدوث وسنلقي الضوء هنا على الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر الانتشاري، وهي كثيرة ومن أهمها نذكر مايلي:
ا - عامل الوراثة الذي يعمل عن طريق تأثيرالهرمونات الذكرية مما يؤدي إلى الصلع الوراثي الذي يتميز بفقدان الشعر، في الرجل، من جانبي مقدمة الرأس ومن وسط الرأس، والصلع الوراثي يصيب كلا الجنسين الذكور والإناث ولكنه شائع أكثر في الذكور وقد يبدأ مبكرا بعد سن البلوغ مباشرة. وفي الإناث إما ينتج من زيادة حقيقية في مستوى الهرمون الذكري في دمائهن أو من تحسس المستقبلات في خلايا البصيلات للمعدل الطبيعي للهرمون، وهذا التحسس المفرط ينتج أيضا من اكتساب الجينات الوراثية من أحد الأبوين.
2 - الإصابة بالحميات كالتيفود والحمى الروماتيزمية عند بعض الأشخاص يؤدي إلى تساقط شعر إنتشاري شديد. ففي أعقاب الإصابة بإحدى الحميات يحدث التساقط عادة بعد مرور 8- 10 أسابيع من الإصابة بالحمى ولكنه، بفضل الله، يكون التساقط عادة مؤقتا، يعود الشعر بعده للنمو في غضون 6 - 12 شهرا
3- تساقط ما بعد الوضع
تلاحظ بعض السيدات أن شعور رؤوسهن تتساقط بغزارة بعد مضي بضعة اشهر من وضع الجنين ولكن يقود الشعر إلى النمو بعد 3- 12 شهرا في اكثر الحالات
4- التساقط نتيجة تناول بعض الأدوية
من أهم الأدوية التي قد تؤدي إلى تساقط شعر الرأس حبوب منع الحمل وأدوية السرطانات والتسمم بفبتامين "أ" والأدوية التي تستعمل لعلاج اضطرابات الغدةالدرقية والأدوية المسيلة للدم (مضادات تجلط الدم
5 - الإجهاد الجسدي والنفسي والتوترات العصبية والصدمات العاطفية .
6- عقب حالات النزف الحاد والعمليات الجراحية الكبيرة التي تؤدي إلى الأنيميا وفقدان عناصر معدنية هامة كالحديد والزنك.
7 - الحميات القاسية وسوء التغذية
مما سبق يتضح أن اتباع حمية قاسية يحرم الجسم من عناصر ضرورية للصحة عامة ولنمو الشعر خاصة كما أن تناول غذاء غير متوازن تنقصه بعض المواد الضرورية لنمو الشعر كالحديد والخارصين والنحاس وغيرها يؤدي إلى تقصف وسقوط الشعر أو جفافه وتكسره.
8 - فقر الدم
جميع أنواع فقر الدم تؤدي إلى تساقط شعرغزير وخاصة فترة الدم الناتج عن نقض مادة الحديد وبعد تصحيح فقر الدم يعود الشعر للنمو بصورة طبيعية .
9 - أمراض الغدد الصماء (الأمراض الهرمونية) و أهمها:
أ - قصور الغدة الدرقية ويظهر على شكل جفاف بالجلد والشعر وبطء نمو الأظافر وشحوب اللون وبعد فترة يبدأ الشعر في التقصف والتساقط.
ب - فرط الغدة الدرقية .
زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية تؤدي إلى تساقط انتشاري من فروة الرأس وغالبا ما يكون مصحوبا بإفراط في إفراز العرق ويصحبه خنقان بالقلب ونقص في الوزن وتوتر عصبي لدى المصاب بالإضافة إلى أعراض أخرى .
ج - زيادة هرمونات الذكورة لدى الأنثى .
قد تحدث هذه الزيادة نتيجة أورام نسيجية حميدة أو خبيثة، أما في المبيضين وأما في الغدتين الكظريتين المجودتان فوق الكليتين فينتج عن ذلك إفراز كمية أعلى من المعدل الطبيعي في الدم تؤدي إلى تساقط الشعر من وسط وجانبي الرأس وعلى النقيض من ذلك ينمو الشعر في المناطق الذكرية أي منطقة الذقن والصدر وأعلى الذراعين والفخذين وقد يصحبه ظهور حب الشباب في الوجه والكتف والصدر والظهر وقد تضطرب الدورة الشهرية ويضخم الصوت ويزداد الإفراز الدهني خاصة في الوجه 10 - أمراض بعض الأعضاء الداخلية المزمنة مثل أمراض الكبد المزمنة والفشل الكلوي وبعض السرطانات تؤدي إلى تساقط الشعر
10 - العوامل الطبيعية والكيماوية مثل تعريض الشعر لحرارة عالية كالأمشاط الحرارية (السشوار) التي تغير من كيمياء بروتينات الشعر أو شدة بقوة بالملازم والإفراط في استعمال بعض الكيماويات لتجميل الشعر وصبغه، كل هذا قد يؤدي إلى تقصف الشعر وتساقطه.
11- وجود بعض الأمراض الباطنية المزمنة
هناك كثير من الأمراض الداخلية تؤثر على نمو الشعر أو تعيق نموه مثل الأمراض التي تؤدي إلى سوء إمتصاص العناصر الغذائية من القناة الهضمية والأمراض الرثوية وأمراض الأنسجة الضامة مثل الذئبة الحمراء الجهازية وتصلب الجلد الجهازي وقد يكون تساقط الشعر واعتلال الأظافر من العلامات الأولية المنذرة لهذه الأمراض !
12- عيوب خلقية وراثية أو مكتسبة في نصول الشعر يؤدي إلى تكسر الشعر وتساقطه وهي أنواع كثيرة تعرف بفحص عينة من الشعر تحت المجهر الخاص بفحص الشعر.
بالإضافة إلى ما سبق توجد هناك عوامل أخرى كثيرة ولكنها أقل حدوثا ولا مجال لذكرها ولهذا فالإجابة على السؤال الذي يدور بخلد معظم المرضى ما هو افضل علاج لتساقط الشعرن نقول إن العلاج الناجع يعتمد على اكتشاف السبب الذي أدى إلى تساقط الشعر وعدم الاعتقاد ببساطة بما يقال ويروج له من علاجات سحرية لتنمية الشعر وإطالته ولا يوجد علاج واحد يعالج جميع الأسباب فإذا أراد المريض أن يستفيد من العلاج فعليه أن يراجع الطبيب المختص ليفتش عن السبب ويصف العلاج المناسب الصحيح وهذا قد يتطلب من المريض الصبر، والله يحمي صحتكم ويديم عليكم جمال أبدانكم إنه سميع مجيب
المصدر
www.azayi.m