شيخوخة العين مسؤولة عن مجموعة مشاكل صحية

زائر
شيخوخة العين مسؤولة عن مجموعة مشاكل صحيةاصفرار العدسات وضيق بؤبؤ العين يؤديان إلى اضطراب الساعة البيولوجية
[TABE]
[T]
[TD][TABE]
[T]
[TD="aign: ente"][TD]
[T]
[TABE]
[TD]

[TD][TABE]
[T]
[TD="aign: ente"][TD]
[T]
[TABE]
[TD]

[TD][TABE]
[T]
[TD="aign: ente"][TD]
[T]
[TABE]
[TD]
[T]
[TABE]

نيويورك: لوري تاركان *
عكف العلماء، منذ عقود، على البحث عن تفسيرات للأعراض التي تصاحب تقدم العمر، مثل فقدان الذاكرة وردود الأفعال البطيئة والأرق والاكتئاب، وقاموا بدراسة عدد من الأسباب التي كانوا يشتبهون فيها مثل ارتفاع الكولسترول والسمنة وأمراض القلب ونمط الحياة غير النشيط. ومع ذلك، توصل عدد كبير من الأبحاث الرائعة في الوقت الحالي إلى سبب ظل غير معروف لفترة طويلة، ألا وهو شيخوخة العين؛ حيث يؤدي الاصفرار التدريجي للعدسات وضيق بؤبؤ العين، الذي يصاحب تقدم العمر، إلى حدوث اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، الأمر الذي يسهم في حدوث عدد من المشاكل الصحية، وفقا لهذه الدراسات.
شيخوخة العين
* كلما شاخت العين قلت كمية أشعة الشمس التي تدخل من خلال العدسات إلى الخلايا الرئيسية في الشبكية والتي تنظم إيقاع الساعة البيولوجية للجسم.
تقول باتريكا تيرنر، وهي طبيبة عيون في لياوود بولاية كانساس: «نعتقد أن التأثير كبير، وأنه يمثل بداية التدقيق في شيخوخة العين بوصفها مشكلة». وقد شاركت تيرنر مع زوجها مارتن ماينستر، وهو أستاذ متخصص في طب العيون بكلية الطب بجامعة كانساس، في كتابة الكثير من المؤلفات عن آثار شيخوخة العين على الصحة.
وتعتبر إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم بمثابة العمليات الهرمونية والفسيولوجية الدورية التي يحشدها الجسم كل صباح لتلبية متطلبات اليوم ويقوم بإبطائها ليلا للسماح للجسم بالراحة. وتعتمد هذه الساعة الداخلية على الضوء للعمل بصورة جيدة، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون إيقاعات غير متزامنة للساعة البيولوجية – مثل العمال الذين يغيرون مناوبات العمل – يكونون عرضة للإصابة بعدد من الأمراض، بما في ذلك الأرق وأمراض القلب والسرطان.
وقال ديفيد بيرسون – الذي يقوم مختبره في جامعة براون بدراسة كيفية اتصال العين بالمخ: «لقد قامت عملية التطور ببناء هذه الآلية الجميلة لضبط الوقت، لكن الساعة الداخلية ليست مضبوطة بشكل تام وتحتاج لدفعة كل يوم».
هرمون الميلاتونين
* وتقوم الخلايا التي يطلق عليها اسم مستقبلات الضوء في الشبكية بامتصاص ضوء الشمس وإرسال رسائل إلى جزء من المخ يطلق عليه اسم النواة فوق التصالبية spahiasmati nes المعروفة اختصارا باسم «إس سي إن» التي تتحكم في الساعة الداخلية. وتقوم النواة فوق التصالبية بتكييف الجسم على البيئة عن طريق البدء في إطلاق هرمون الميلاتونين في المساء والكورتيزول في الصباح.
ويعتقد أن هرمون الميلاتونين يقوم بالكثير من الوظائف الداعمة للصحة. وأوضحت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم معدلات إفرازات قليلة من الميلاتونين – وهي علامة على وجود اختلال وظيفي في النواة فوق التصالبية - لديهم معدلات أعلى للإصابة بالكثير من الأمراض، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
العين والساعة البيولوجية
* ولم يُكتشف دور العين في تزامن إيقاع الساعة البيولوجية حتى عام 2002، وكنا نعتقد دوما أن طبقة العصي (الأنابيب) والمخاريط هي المستقبلات الضوئية الوحيدة في العين، لكن فريق بيرسون اكتشف أن خلايا في شبكية العين الداخلية تدعى «خلايا الشبكية العقدية» etina gangin es تحتوي أيضا على مستقبلات ضوئية، وأن هذه الخلايا تتواصل بطريقة مباشرة أكثر مع المخ.
وقد اتضح أن هذه الخلايا الحيوية سريعة الاستجابة للجزء الأزرق من الطيف الضوئي. وأثار هذا الاكتشاف – بالإضافة إلى تداعيات أخرى - تساؤلات حول تعرضنا لضوء المصابيح الموفرة للطاقة والأجهزة الإلكترونية التي ينبعث منها ضوء أزرق بصورة كبيرة.
ويعتبر الضوء الأزرق أيضا جزءا من الطيف الذي تقوم عدسات العين الشائخة بترشيحه. وفي دراسة نشرتها المجلة البريطانية لطب العيون، قال ماينستر وتيرنر: إنه ببلوغ الشخص 45 عاما تتلقى مستقبلات الضوء لديه 50% من الضوء اللازم لتحفيز نظام الساعة البيولوجية بشكل كامل. وعندما يصل الشخص لعامه الخامس والخمسين تنخفض هذه النسبة إلى 37%، ثم إلى 17% فقط عندما يصل المرء إلى عامه الخامس والسبعين.
ويقول بيرسون: «قد يكون لأي شيء يؤثر على كثافة الضوء أو على الطول الموجي عواقب وخيمة على تزامن إيقاع الساعة البيولوجية، وهذا بدوره قد يكون له آثار على جميع أنواع العمليات الفسيولوجية».
وأوضح الكثير من الدراسات التي تم إجراء معظمها في دول أوروبية أن هذه الآثار ليست نظرية فقط؛ حيث قامت إحدى هذه الدراسات، التي تم نشرها في مجلة «علم الشيخوخة التجريبي»، بمقارنة سرعة تأثير التعرض للضوء الساطع في إعاقة الميلاتونين بالنسبة لنساء في سن العشرين مقارنة بنساء في سن الخمسين. وتوصلت الدراسات إلى أن كمية الضوء الأزرق التي أدت إلى إعاقة الميلاتونين بشكل كبير عند النساء الصغيرات لم يكن لها أي تأثير مطلقا على الميلاتونين عند النساء الكبيرات في السن.
وتقول تيرنر: «يؤكد لنا هذا أن نفس كمية الضوء التي تجعل شخصا صغيرا يجلس في الصباح ويشعر بالاستيقاظ ويتمتع بقدرة جيدة على الاحتفاظ بذاكرته ويشعره بتحسن في المزاج ليس لها أي تأثير على الأشخاص الكبار في السن».
واكتشفت دراسة أخرى نُشرت في مجلة «الإيقاعات البيولوجية» أنه بعد التعرض للضوء الأزرق، فقد زادت اليقظة وانخفض الشعور بالنعاس وتحسن المزاج عن الأشخاص صغيري السن، بينما لم يحس الأشخاص كبار السن بأي من هذه التأثيرات.
وقام باحثون من السويد بدراسة بعض المرضى الذين خضعوا لجراحة المياه البيضاء لإزالة عدساتهم المظلمة وزرع عدسات أكثر وضوحا داخل العيون، واكتشف الباحثون حدوث انخفاض كبير في معدل حدوث الأرق والنعاس خلال النهار، بينما اكتشفت دراسة أخرى تحسن أوقات رد الفعل بعد إجراء عملية المياه البيضاء.
وتقول تيرنر: «نحن نعتقد أنه سيتضح أن جراحة المياه البيضاء تؤدي إلى زيادة معدلات الميلاتونين، وأن المرضى الذين خضعوا لهذه الجراحة سوف يكونون أقل عرضة للمشاكل الصحية مثل السرطان وأمراض القلب».
وهذا هو السبب الذي دفع ماينستر وتيرنر إلى التساؤل حول ممارسة منتشرة في جراحات المياه البيضاء؛ حيث إن ثلث العدسات التي يتم زرعها داخل العين في العالم هي عدسات تحجب الأشعة الزرقاء وذلك لتقليل خطر التعرض للضمور البقعي عن طريق تقليل التعرض للضوء الذي قد يتسبب في أضرار.
ومع ذلك، لا يوجد دليل دامغ على تعرض الأشخاص الذين خضعوا لعمليات المياه البيضاء لخطر أكبر للإصابة بالضمور البقعي. ويقول بعض الخبراء إن الأدلة تتزايد على احتياج الجسم للضوء الأزرق.
ويقول ماينستر: «يمكنك أن ترتدي نظارات شمسية دائما، لكن إذا كنت في بيئة جيدة فيعتبر هذا الأمر غير مناسب. ويمكنك أن تخلع هذه النظارات لتمكين الساعة البيولوجية من أداء وظيفي أفضل، لكنك لا يمكنك أن تزيل المرشحات إذا كانت قد تم زرعها بصورة دائمة في عينيك».
ويعتقد ماينستر وتيرنر أنه بسبب هذه التغييرات المرشحة للضوء فإنه بمرور العمر يتوجب على الأشخاص بذل مجهود لتعريض أنفسهم لضوء الشمس الساطع أو للضوء الساطع في الأماكن المغلقة إذا لم يستطيعوا الخروج إلى الأماكن المفتوحة. ويتعرض الأشخاص كبار السن بشكل خاص للخطر؛ حيث إنهم يمضون كثيرا من الوقت في الأماكن المغلقة.
ويضيف تيرنر: «في المجتمعات الحديثة، نقضي معظم أوقاتنا في بيئة متحكم بها في أضواء صناعية - أكثر إعتاما بنحو 1000 أو 10000 مرة من ضوء الشمس، وإلى القسم الخاطئ من الطيف». وقام ماينستر وتيرنر بعمل مناور وتركيب مصابيح فلوريسنت إضافية في مكتبيهما للمساعدة في معادلة شيخوخة أعينهما.* خدمة «نيويورك تايمز»