عذرًا.. المعلومات المقدمة في الاستشارة غير كافية على الإطلاق أو ينقصها تفاصيل كثيرة. وكنت أريد أن أطمئنك بعد معرفة كافة الأحداث التي تمت، ولكن سأبذل ما في وسعي لذلك في ضوء المعلومات المذكورة.
عناصر الأحداث المذكورة:
مولودة تم تشخيص إصابتها بثقب في الحجاب الحاجز >>> جراحة >>> دواء الكوليستين (مضاد حيوي) >>> سونار على المخ!
للوهلة الأولى يصعب ربط هذه العناصر ببعضها، فما علاقة ثقب الحجاب الحاجز بسونار المخ مثلًا ؟
لكن أعتقد والله أعلم أن الأحداث كالتالي:
ولدت الطفلة بعيب خلقي نادر وهو وجود فتق في الحجاب الحاجز، وهو يؤدي إلى وصول أعضاء من البطن إلى التجويف الصدري من خلال هذا الفتق، فتسبب انضغاط الرئتين مما يعيق نموهما بشكل طبيعي ويعيق قدرتها على التمدد والانكماش أثناء التنفس، لذلك يولد الطفل يعاني من صعوبة شديدة في التنفس.
علاج هذه الحالة يعتمد على أمرين:
الأمر الأول هو الجراحة لإعادة أعضاء البطن إلى مكانها الطبيعي وإصلاح الثقب أو الفتق في الحجاب الحاجز.
الأمر الثاني (الضروري للغاية) هو دعم التنفس وقد يحتاج المولود إلى جهاز يسمى (إيكمو)، مع علاج عدوى الجهاز التنفسي المحتملة بشدة.
......
وأعتقد والله أعلم أن الأمرين تم إجراؤهما بكفاءة كبيرة في المستشفى التي تعالج فيها طفلتك.
فأما الجراحة، فقد تمت بحسب ما ذكرت.
وأما دعم التنفس فقد قاموا به على شقين:
الشق الأول: أصيبت الطفلة بعدوى تنفسية، وهو ما سبق أن ذكرتُ أنه شيء متوقع مع حالتها، فتم إجراء مزرعة دم، والتي أفادت أنها مصابة بنوع من البكتريا مقاوم للأسف لمعظم المضادات الحيوية باستثناء مضادين حيويين لكن أحدهما لا يُعطي للمواليد ولا حتى للأطفال أقل من 18 سنة، والآخر ضار جدًا بالكلى والسمع والمخ وخاصة في مثل حالتها الضعيفة، فلجأوا إلى عقار الكوليستين على اعتبار أن البكتريا في الغالب لن تكون مقاومة له إن شاء الله لأنه يعتبر مضاد حيوي حديث إلى حد ما ولم تتكون ضده مقاومة من البكتريا بعد، وهو غير مذكور في تحليل المزرعة لأن معامل قليلة جدًا تلك التي تقوم باختباره في تحاليل المزارع. لذلك فإن اختيار هذا العقار اختيار صائب جدًا في رأيي وإن شاء لله يكون له دور كبير في علاج العدوى التنفسية التي أصيبت بها.
الشق الثاني: جهاز الإيكمو (أو بالعربية: جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم) هو جهاز تنفس صناعي يعتبر من أعلى تقنيات دعم التنفس حيث يعمل كمضخة لتدوير الدم من خلال رئة صناعية خارج الجسم تقوم بنفس وظائف الرئة الطبيعية إلى حين استعادة الرئة الطبيعية كامل عافيتها.
هذا الجهاز غير مذكور أي إشارة له في السؤال، ولكني توقعت ذلك بسبب إجراء الفريق الطبي المعالج أشعة سونار على المخ، حيث أنه لكي توضع الطفلة على جهاز الإيكمو لابد أن يتم إجراء سونار على المخ كل يوم أو كل يومين أو حسب ما يراه الفريق الطبي المعالج، لاستبعاد الإصابة بأي قصور في الدورة الدموية قد يحدث لأنسجة المخ، والسونار المرفق يبين وجود قصور بسيط في المادة البيضاء حول بطينات المخ (شيء لا يُلتفت إليه سوى بالمتابعة بعد أسبوع وهو ما أوصى به الطبيب الذي نفذ السونار).
..............
حاولت أن أجيب على استشارتك بدون اختصار مخل ولا تفصيل ممل، والخلاصة أن الطفلة حالتها حرجة بالتأكيد، ولكن يُبذل في علاجها جهد مشكور من الفريق الطبي المعالج لها، وأدعو الله أن يعجل بشفائها وأن يطمئنكم عليها في القريب العاجل.