عثة غبار المنزل مهيج رئيسي لأمراض الحساسية والربو

زائر

عثة غبار المنزل
مهيج رئيسي لأمراض الحساسية والربو



تتركز في فراش النوم والوسادة والسجاد


إن من بين العدد الكبير من أنواع الحشرات الطفيلية ، لعب العث ( MITE) من فصيلة عثة غبار المنزل (HSE DST MITE) دوراً مهماً كمصدر رئيسي لأمراض الحساسية الناتجة للتعرض لغبار المنزل. وقد اكتشف هذا النوع من الطفيليات منذ 30 سنة .
وفي لقاء أجرته جريدة عكاظ مع سعادة الدكتور عماد عبد القادر كوشك، استشاري أمراض الباطنة والحساسية والربو والمناعة في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز و مستشفى الأطباء المتحدون، طرح عليه عدة أسئلة حول ما يتعلق بالحساسية وطبيعة هذا المرض والعوامل المؤدية إليه ، وكيف يظهر ؟ وكيف يمكن معرفة الحساسية لدى الشخص وكيفية معالجتها والوقاية منها ؟
أجاب الدكتور كوشك فقال: بشرح بسيط ودون الدخول في التفاصيل المعقدة فإن جهاز المناعة في جسم الإنسان ينتج أجسام مضادة من نوع (IgG أو IgM) لكل جسم غريب يلمسه أو يدخل إلى نظامه الداخلي وذلك للقضاء عليه. ولكن (ولأسباب غير معروفة بالكامل) عندما يتعرض الإنسان الذي يعاني من الحساسية لمؤثرات خارجية فإنه يحاربها كما يحارب الجسم السليم الجراثيم مشكلاً تجاهها أجسام مضادة في الجسم تلقائياً ولكن من نوع (IgE). ويتركز هذا النوع من الأجسام المضادة على الخلية البدينة (Mast e ) والتي بدورها تفرز مواد و محفزات تسبب أعراض الحساسية بعد التعرض للمواد المسببة للحساسية.
ومن المستحيل حصر جميع انواع المواد التي تسبب الحساسية، ولكن يعد حديثا غبار المنزل من أشهرها وسببا مهما لأمراض الحساسية عند استنشاقه حيث يؤدي إلى التهاب تحسسي مزمن في الأغشية المخاطية مثل التهاب الأنف والجيوب الأنفية التحسسي، وحساسية الشعب الهوائية (الربو أو الأزمة) والتهاب ملتحمة العين التحسسي (باطن الجفن). وأكثر العوامل المحسسة في الغبار المنزلي هو حشرة صغيرة تسمى عثة غبار المنزل وهي حشرة صغيرة لا يتعدى حجمها 0,3 مليمتر ويستخدم المجهر الإلكتروني لتحديد الفصيلة والعثة هي طفيل مجهري يعيش على الخلايا الميتة المتساقطة من جسم الإنسان ودهونه والفطريات . وتفضل الإقامة في الجو الرطب وفي مفروشات البيوت وتعد من أهم الأسباب الرئيسية لأمراض الحساسية مثل حساسية الصدر وحساسية الأنف وبعض الأمراض الجلدية . وتختلف ظواهر الحساسية كثيراً فمنها يظهر على ، كما تظهر على الصدر وأشهرها الربو ، وعلى العيون بالتهاب حواف الأجفان ، والأنف بالرشح والزكام ، واحتقان الحنجرة ، والصداع النصفي (الشقيقة) ، والصدمة التحسسية (Anaphyati Shk) ، وعلىالجلد كالحكة وغيرها ، وحتى على الجهاز الهضمي وبعض هذه المتظاهرات قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج فوراً، ويكون ذلك اكثر في الحساسية الشديدة من الأدوية والأغذية . وهكذا نرى أن الحساسية يمكن أن تصيب أي جهاز في الجسم وتتراوح شدتها من الحكة حتى الصدمة المميتة.
واعتماداً على حالة الجو فإن المناخ الحار الرطب مثل مناخ المدن الساحلية يعد الجو المثالي لنمو عثة غبار المنزل . فلقد وجد أن هذه الفصيلة من العثة يتركز بشكل كبير داخل المنازل أو الوحدات السكنية الرطبة وخصوصاً وبتركيز عالي في غرف النوم وبالذات فراش النوم والموكيت والسجاد. ومن أسباب ازدياد انتشار نمو هذه العثة هو زيادة عزل الجو الداخلي للمنازل والمباني عن الجو الخارجي لأسباب اقتصادية وتوفير الطاقة الكهربائية. واصبح الإنسان يقضي معظم وقته داخل المباني ذات التهوية بالمكيفات وابتعد عن الهواء الخارجي الطبيعي. إن هذا النوع من الحشرات الدقيقة ينمو ويتغذى على قشور جلد الإنسان والفطريات .
انه من الصعب إجراء الفحوصات أو الأبحاث الطبية على العثة بشكل أكيد وعلمي وهي مختلطة بالغبار. وحتى بعد استخراج العثة من الغبرة فإن هنالك مواد أولية مختلفة يمكن استخراجها من خلال تحليل ذرات الغبار، ووجد أنه حتى التعرض لتلك المواد يسبب أعراض الحساسية. وقد أوضحت الدراسات العالمية في مراكز أبحاث الحساسية أن الفحوصات والاختبارات التي أجريت على العثة وهي مختلطة بالغبار صعبة جداً عنها وهي مستخرجة من الغبار ، وكليهما (العثة المختلطة بالغبار أو المستخرجة منه) يكون تأثيرها واحداً من حيث التسبب في أمراض الحساسية. وبات عالميا أن السبب المعروف لأعراض الحساسية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية من غبرة المنزل هو التعرض لهذه المواد الأولية والمستخلصة من فضلات عثة غبار المنزل. ويؤدي استنشاق فضلات هذه العثة إلى ظواهر تحسسيه كالحكة و مرض الشري (الأرتيكاريا) والربو القصبي التحسسي.
و يتم حديثا تشخيص أسباب الحساسية لدى الشخص الذي يعاني من الحساسية و الربو في العيادات المتخصصة لأمراض الحساسية والربو المناعة بتحديد المواد التي تؤدى لأعراض لحساسية بإجراء اختبار الجلد المباشر بالمواد المحسسة على الذراعين (SkinPik Test ) أو فحص عينة من الدم للبحث عن الأجسام المضادة (مضادات) للمواد المحسسة في الدم ويعرف باختبار الراست ( AST Test ). ومن المواد المحسسة بالإستنشاق مستخلص عثة غبار المنزل وحبوب الطلع للأشجار والحشائش وريش الطيور والقطط والصراصير.
وأكدت الأبحاث أن عثة غبار المنزل وبعض الصراصير هي من أخطر الأشياء على صحة أفراد العائلة جميعاً ، فالوقاية والثقافة الصحية هما الأساس لتدارك المشكلة. ويمكن معالجة الحساسية بالأدوية المضادة للحساسية ولكن هذه الأدوية لا يمكن أن تقضي على العامل المؤدي للحساسية ، فالتعرض مجدداً لهذا العامل سيؤدي إلى ظهور المرض وفي بعض الأحيان بشكل أشد من السابق . ومع أنه يوجد الكثير من الأدوية كمضادات الهستامين والبخاخات التي تحتوي على مضادات الالتهابات، مثل البخاخات الوقائية والتي يوصى باستخدامها بانتظام من قبل اللجنة الوطنية السعودية واللجان العالمية لتشخيص وعلاج مرض الربو، فإن هذه العقاقير تخفف كثيرا من مظاهر وأعراض الحساسية ولكن ليس لها تأثير على مسببات المرض نفسه. و بما أن الوقاية خير من العلاج فعدم التعرض للعامل المحسس هو بالطبع أفضل علاج.
فالوقاية وهي الأساس كما قيل في المثل العربي القديم درهم وقاية خير من قنطار علاج تكون بتنظيف البيت من هذه العثة التي تعيش مختلطة بالغبار داخل أثاث المنزل (الموكيت – السجاد – فراش النوم ـالوساد…). وقد دلت الإحصائيات أن غبار المنزل هو أكثر المواد المؤدية للحساسية والمقصود ليس الغبار نفسه ولكن بعض ما يحمله من الجراثيم والحشرات مثل العثة . وللوقاية من هذه العثة علينا إزالتها وهذا صعب جداً حيث يتطلب أحياناً تغيير الفرش والسجاد . كما أن أجهزة التنظيف والشفط المنزلية العادية غير قادرة على إبادة هذه الحشرة وإزالة العوامل المحسسة الأخرى من جو المنزل .إن الأبحاث الحديثة التي تمت على العثة وأمراض الحساسية استطاعت أن تقدم حلولا لهذه المشكلة. وقد ظهر حديثاً أمل لمرضى الحساسية من غبار المنزل هو أجهزة شفط وتنظيف خاصة معترف بها طبياً تساهم في القضاء على غبار المنزل وحشرة العثة المسببة للحساسية. وبهذا المجال فقد قام العالم والمخترع الأمريكي جيمس كيربي بتطوير جهاز العناية الفائقة بأثاث المنزل وانتزاع الطفيليات منه ، وقد استمر بتطويره حوالي 56 عاماً حتى استطاع عام 1982م أن يقدم للعالم جهازه الجديد للعناية الفائقة ، وبهذا الجهاز ذو قوة شفط عالية ويحتوى على فلاتر للهواء متعددة يمكن التقليل من التعرض لاستنشاق هذه الطفيليات وأمراضها الخطيرة .
وفي دراسات أخرى أثبتت الفحوصات الطبية أن العينات التي أخذت من فراش النوم والموكيت في البيوت والمدارس والمستشفيات تحتوي على كميات هائلة من هذه الطفيليات ، وأن التنظيف الروتيني لأثاث المنزل غير كاف للتخلص منها. بل إن بعض المكانس الكهربائية العادية عند استخدامها تنفث من خلفها بعض ذرات فضلات عثة المنزل في الهواء الداخلي للغرف والذي يترسب لاحقا على أثاث المنزل ويسبب المزيد من أعراض الحساسية.
من جهة أخرى فإنه من الصعب على المريض أن يدرك العلاقة المباشرة بين الالتهاب الشعبي والكشف عن الحساسية من الغبار (غبار المنزل). وكثير من المرضى لا يدرك أنه يتأثر بالغبار أو عنده حساسية تجاهها . وقد دلت الدراسات الطبية العالمية والمحلية أنه نسبة كبيرة من الأشخاص أطفالاً ونساءً ورجالاً والذين يعانون من الالتهابات الصدرية المتكررة (الأزمة، الربو، حساسية الصدر) تسببها هذه الأنواع من العثة، وبالذات الذين يسكنون في المدن الساحلية. فان الأجزاء الصغيرة منها تدخل الرئتين مع التنفس وتصبح جسماً غريباً يشكل خطراً على جسم الإنسان فيبدأ الجسم بمحاربتها فيكون السعال والتهابات الغشاء المخاطي وضيق التنفس وهذا ما يعرف بحساسية الصدر(الأزمة الربوية) .
وبذلك يجمع الخبراء في مجال أمراض الحساسية على أنه من الممكن تحاشي أخطار هذه العثة داخل البيوت وتقليل فرص الإصابة بأمراضها إلى حد كبير باتباع أساليب الوقاية والتي نلخصها فيما يلي :
-تغطية الوسادة (المخدة) بأغطية خاصة عازلة ضد عثة غبار المنزل.
- تغطية مراتب النوم و السرير بأغطية خاصة عازلة ضد عثة غبار المنزل.
-إزالة البساط أو الموكيت بالذات من غرف النوم.
-اجتناب الجلوس أو النوم على الوسائد و المراتب وألعاب الأطفال المحشوة.
-تهوية المنزل بشكل متكرر .
-غسل الوسائد وأغطية فرش النوم في درجة حرارة أعلى من 60 درجة مئوية ونشرها تحت أشعة الشمس.
-عدم ترك الملابس في غير المكان المخصص لتعليقها حتى لا تختلط بغبار السجاد والأثاث التي تكون محملة بهذه العثة .
-استخدام جهاز مكانس ذات الشفط العميق لشفط وانتزاع هذه العثة و فضلاتها من أماكن وجودها داخل أثاث البيت.
-غسل أثاث المنزل (موكيت ، سجاد وغيره) بالشامبو بالطريقة الجافة
-استعمال بعض المطهرات والمبيدات الحشرية الخاصة لقتل هذه الفصيلة من العثة داخل أثاث البيت .
 

زائر
موضوع مفيد جدا...و يهمني بشكل خاص : اعاني و ابنتي من حساسية الغبار و الطفيليات التي تعيش مختلطة به و المسالة تصبح مشكلة بحلول فصل الربيع (اذ تبدا ابنتي في الشكوى من ضيق التنفس و حساسية الصدر).
جزاك الله خيرا
 

زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
موضوع مفيد ورائع وبالذات لأن ابني ايضا عمره 3 سنين ويعاني من حساسية الصدروابغى اعمل اختبار حساسيه ولكن هل يعرف بالإختبار مسببات الحساسيه هل هو من الغبار او من الأكل ........
والجهاز الذي ذكرته الأخت هل هو متوفر في الصيدليات او من اين اشتريه ولكم جزيل الشكر والتقدير ...
 

زائر
شكرا
 

زائر
انا عندى كحة خفيفة منذ 6 شهور وخدت ادوية للكحة بس هى مش برد او سعال وذهبت لدكتور قالى دى ممكن تكون التهاب فى الجيوب الانفية او حساسية فى الحنجرة وعطانى حبوب اسمهااليترام شالت الكحة كم يوم ورجعت تانى ارجو منكم تعرفونى ايه الكحة دى ومن ايه واذاى اعالجها