زائر
كما حملت الأبحاث البشرى لمرضى الأورام السرطانية الكبدية من الحالات الميؤوس منها والتي كانت لا تشملها المواصفات المطلوبة للزرع.
البشرى الأولى جاءت على لسان د. ريتشارد كولونو الأستاذ ونائب رئيس قسم علاجات الأمراض المعدية بإحدى شركات الدواء الأمريكية، حيث أكد نجاح عقار “الانترفيرون” الذي اكتشفه في علاج جميع أنواع الفيروس “سي” حيث أكدت التجارب نجاحه في تدمير الفيروس وحماية الكبد من مضاعفاته، وهو الأمر الذي يعني عدم حاجة المريض إلى جراحات زرع الكبد.
وقال في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه على هامش المؤتمر إن أبحاثه على الدواء استغرقت 12 عاما، مشيرا إلى أن تكلفة اكتشاف المادة الفعالة لأي دواء لا تقل عن 800 مليون دولار، وأن المرحلة العلمية والتجارب الإكلينيكية والسمية تكلف الشركة 3 مليارات دولار.
وأضاف: إن العقار الذي اكتشفه هدفه تقليل عدد فيروسات “بي” في الدم إلى أدنى عدد ممكن أقل من 300 ثم يوقف إعطاء الدواء بعد مدة يجدها الطبيب المعالج، حيث إن مناعة الجسم تستطيع أن تجعل عدد الفيروس منخفضا في الدم، فلا تحدث المضاعفات التي تصل إلى التليف أو سرطان الكبد، مشيرا إلى أن الوصول بكميات الفيروس إلى أقل من 300 في الدم يعني أن الجسم أصبح قادرا على وقف نموه.
أما د. رافاييل ايستان أستاذ طب الباطنة بجامعة “أثونوما” برشلونة الإسبانية فقد أشار إلى أن الفيروس “بي” يعد السبب الثاني للإصابة بسرطان الكبد بعد التدخين.
وأضاف أن 2 مليار فرد في العالم مصابون بالفيروس “بي” وأن حوالي 300 400 مليون شخص يعانون إصابات مزمنة بالفيروس، ومؤكدا أن الإصابة بهذا الفيروس تعتبر بين عشرة أسباب تؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم، وأن مليونا و500 ألف يموتون سنويا بسببه.
وأوضح أن 10% من الحالات تعاني الالتهاب المزمن بعد العلاج، وأن 90% يشفون من المرض، مشددا على ضرورة مواجهة الفيروس “بي” لمساعدة المرضى على تحسين الصحة العامة، مشيرا إلى أن من أسباب انتشار حالات الإصابة بالفيروس “بي” في أوروبا هو سفر بعض المرضى من الشرقين الأدنى والأوسط إلى الدول الأوروبية واختلاطهم بمواطنيها، مؤكدا أن برنامج العلاج الجديد بواسطة “الانترفيرون” ناجح. وفي المؤتمر تحدثت مواطنة بريطانية تدعى جوانل مينيل 22 سنة عن تجربتها مع الالتهاب بالفيروس “بي” المزمن، والذي انتقل إليها من والدتها أثناء الولادة، وأشارت إلى أنها لم تكتشف إصابتها بالفيروس إلا عندما بلغت سن 18 عاما، حيث كانت وظائف الكبد عندها في أدنى مستوياتها. وأضافت أنها خضعت في البداية للعلاج بعقار “اللامفيدين” لمدة ثلاث سنوات، لكن الفيروس “بي” قاومه، الأمر الذي جعل طبيبها المعالج يخضعها للعلاج بالعقار الجديد على مدى عامين وخلالهما شعرت بتحسن كبير في حالتها الصحية بعد أن كانت لا تقوى على السير، كما أكدت التحاليل أن الفيروس انخفض في دمها إلى أدنى مستوى مما حماها من المضاعفات، كما أوقف التليف عن حد معين.
وأوضحت أنها توقفت عن أخذ العلاج حاليا حيث يقوم جهازها المناعي بمهمة القضاء على ما تبقى من الفيروس في الدم.
أما د. جمال عصمت أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة ورئيس المنظمة الدولية للكبد فقد قال إن أهم القضايا التي ناقشها المؤتمر هي “الفيروسات الكبدية، تليف الكبد، أورام الكبد الأولية، وزراعة الكبد”.
وأضاف أن الفيروسات الكبدية تمثل أهم نقطة في المؤتمرات بسبب النسبة العالية من سكان العالم الذين يعانون منها، مشيرا إلى أن فيروس “بي” على سبيل المثال تشير الإحصاءات إلى أن ثلث سكان العالم تعرضوا للإصابة به في فترة من فترات حياتهم، وأكثر من 400 مليون شخص في العالم يحملون هذا الفيروس، في حين يحمل 200 مليون فيروس “سي”.
وأشار إلى أن الفيروس “بي” ينتقل عن طريق الدم ومشتقاته والأدوات الطبية الملوثة، والأدوات التي تتعامل مع الدم، وشفرات الحلاقة وقصاصات الأظافر وأجهزة الوشم، كما ينتقل عن طريق العلاقة الزوجية، ومن الأم إلى الجنين، موضحا أن كل هذه العوامل تجعل انتشار فيروس “بي” أعلى وأسرع من فيروس “سي”.
وقال إن خطورة فيروس “بي” تكون أكبر عند إصابة الأطفال الرضع به، ففي هذه الحالة يصبح أكثر من 90% من المرضى يعانون من المرض المزمن، الذي يؤدي في كثير من الأحوال في حوالي 40% منهم إلى تليف الكبد وأورام الكبد الأولية، مشيرا إلى أن الفيروس “بي” إذا أصاب البالغين فإن نسبة من يعانون من المزمن معهم تتراوح بين 5 10%، لذلك فإن تطعيم الأطفال حديثي الولادة له أهمية بالغة، ومن أجل ذلك جعلته بعض البلدان ومنها مصر إجباريا.
وأوضح أنه يجب أيضا تطعيم الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة بالمرض، مثل كل العاملين في المجال الصحي، عمال النظافة، المخالطين وعائلات المرضى الذين يعانون من فيروس “بي” المزمن، مشيرا إلى أنه في حالة أصبح الشخص مصابا بالفيروس فالخطورة تكمن في عدم اكتشاف المرض، حيث إن الأعراض المصاحبة له كثيرا ما تكون بسيطة وغير ملحوظة وتتشابه مع أعراض الإنفلونزا العادية أو نزلة البرد، لذلك فإن تحليل وظائف الكبد ودلالات الفيروسات هو الأساس في تشخيص هذا المرض، لأن التشخيص المبكر يؤدي إلى تحسين نسبة الشفاء.
وأوضح أنه لخطورة هذا المرض فقد علمت الشركات العاملة في مجال الدواء على مستوى العالم على إنتاج أدوية تكون لها قدرة على وقف نشاط هذا الفيروس “بي” وقد نجحت إلى حد كبير في توفير تلك الأدوية التي تناسب الحالات المرضية المختلفة، وأهم ما تحمله تلك الأدوية هو أنها تؤدي إلى اختفاء الفيروس من الدم أو تضاؤل وجوده إلى حد كبير، بحيث تختفي مضاعفاته.
وأشار إلى أن الدراسات الإكلينيكية والبيئية أوضحت أن مضاعفات فيروس “بي” ترتبط ارتباطا كبيرا بمعدل وجود الفيروس في الدم، فالذين أصيبوا بالفيروس من قبل ويوجد في دمائهم بتركيز ضئيل لا يعانون من تليف الكبد أو من أورام الكبد، مقارنة بالمرضى الذين يحملون كميات كبيرة من الفيروسات في دمائهم. واصل قائلا إن تلك الأدوية تتميز أيضا بإمكان إعطائها للمرضى الذين يعانون من تليف الكبد، بحيث تؤدي إلى وقف نشاط الفيروس وعدم حدوث تدهور في الحالة المرضية، إلى درجة أن بعض المرضى الذين كانوا ينتظرون إجراء عمليات زرع كبد تحسنت وظائف أكبادهم بعد تناولهم تلك الأدوية، وبالتالي أصبحت عمليات الزرع غير ضرورية لهم، أي أنه لم يصبح عندهم فشل كبدي كامل لأن نشاط الفيروس في الدم توقف.
وذكر أن أبحاث المؤتمر ركزت أيضا على مرضى سرطان الكبد الوبائي لأن نسبة الوفيات بسببه 100% وقد كانت معظم الأبحاث الإسبانية تصب في هذا الجانب، بحثا عن علاج أورام الكبد الأولية.
وقال إنه في السابق كانت هناك ثلاثة احتمالات لعلاج أورام الكبد الأولية.. الأول: استئصال الجزء المصاب بالورم من الكبد، فإذا كان الورم كبيرا فإنه يتم استئصال جزء كبير من الكبد ولا يستطيع المريض بعدها الحياة بالجزء المتبقي.. الثاني: هو استئصال الكبد بالكامل وزراعة كبد جديد، لكن المشكلة هنا إذا كان حجم الورم أكثر من 5 سنتيمترات يكون المريض غير مناسب، لأنه بعد الزرع يحتاج إلى أدوية منشطة للمناعة، وهي تجعل الخلايا السرطانية المتبقية تنشط بشدة لتصيب الأورام كل الجسم.
أما الحل الثالث والكلام لا يزال للدكتور جمال عصمت فهو: كي الورم أو حقنه بالكحول.
وأشار إلى أن أبحاث المؤتمر تضمنت الإعلان عن أدوية جديدة لها دور في التخلص من الأورام الأولية أو وقف نشاطها بالإضافة إلى استخدام العلاج الإشعاعي كبديل للعلاج الكيميائي، وهى أبحاث لا تزال في أطوارها الأولى ونتائجها مشجعة.
قال إن علاج الفيروس “سي” مازال حجر الزاوية فيه هو “الانترفيرون” طويل المفعول، وهناك محاولات لتحسين نتائجه التي تتراوح بين 50 60% بإضافة أدوية جديدة، وهي مازالت في مرحلة التجارب، لكن المشكلة هي أن الأعراض الجانبية ستكون أكثر.
الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ ونائب معهد “تيودور بلهارس” بالقاهرة قال إن الجديد في أبحاث المؤتمر هو التوصل إلى علاج الاستسقاء حيث تم التوصل إلى أدوية جديدة لعلاج الاستسقاء المصحوب بنقص الصوديوم، وعلاج الفشل الكبدي الكلوي المصحوب باستسقاء حيث تعيد الأدوية الجديدة وظائف الكبد إلى حالتها الطبيعية.
وأضاف أن الجديد أيضا هو التوصل إلى علاج للغيبوبة الكبدية الحادة، وذلك بعلاج الالتهابات الناتجة عن تسرب البكتيريا من الأمعاء إلى الدم، مما يؤدي إلى التهاب عام في الجسم، حيث أشارت الأبحاث إلى أن منع تكرار الغيبوبة الكبدية يكون بإعطاء مضادات حيوية باستمرار لمنع البكتيريا التي لها سبب مهم في تطور حالة الغيبوبة.
وأشار إلى أن هناك أبحاثا وضعت قواعد لزراعة الكبد في حالات الغيبوبة الكبدية، وما لها من أهمية في تحقيق نسبة شفاء عالية إذا كانت الغيبوبة تحدث مع بداية المرض وغير مصحوبة بالتهابات بكتيرية ولا نقص في مواد التجلط وحتى تكون نسبة نجاح عملية الزرع للمريض عالية جدا.
د. منال حميدي السيد أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس المصرية قدمت بحثا للمؤتمر عن علاج الالتهاب الكبدي الفيروس “بي، وسي” لمن يحتاجون إلى زرع نخاع قبل العملية لتقليل نسبة الوفيات بعدها.
قالت أنا بعد دراسة مرضى زرع النخاع على مدى عدة سنوات بمعهد ناصر والأورام بالقاهرة من مختلف الأعمار من مرضى سرطانات الدم أو الأورام الليفية أو أنيميا البحر المتوسط تبين أن السبب الرئيسي للوفاة بعد الزرع كان مرتبطا بمشاكل في الكبد وبالفشل الكبدي.
وأضافت أنه بمراجعة الحالات تبين أن معظمهم كان مصابا بفيروسات الكبد “بي، وسي” والمعروف عنها أنها تنشط بشكل غير عادي في حالة إذا كانت المناعة مثبطة، وبناء على هذا وضعت خطة علاجية لمرضى الفيروسات الكبدية “بي وسي” لمنع النشاط الزائد لها خلال فترة زرع النخاع وما بعدها. وأشارت إلى أنه بالنسبة لفيروس “بي” تم إعطاء المرضى عقار “اللامفيدين” وهو الوحيد المستخدم حاليا لعلاج الفيروس “بي” في مرضى المناعة المثبطة في العالم، وهو يمنع نشاط الفيروس، وبالفعل لم ينشط الفيروس في أي من الحالات التي خضعت للتجربة.
أوضحت انه بالنسبة لفيروس “سي” تم وضع خطة علاجية لتقليل الفيروس في الدم قبل زرع النخاع بإعطاء “الانترفيرون” لمدة أسبوعين، ثم استكمال العلاج بإعطاء العقار المصاحب له وهو “الريبافيرين” بجرعة مرتفعة حتى الانتهاء من عملية الزرع بالإضافة إلى العلاجات المثبطة للمناعة.
وقالت إن النتائج أثبتت أن حالات الوفيات بعد زرع النخاع لمرضى الفشل الكبدي قلّت نسبتها بشكل كبير، كما ثبت أنه لا توجد حالات طرد حادة للنخاع المزروع.
أما د. هناء بدران الأستاذة بمعهد الكبد القومي “بشبين الكوم” بمصر فقد قدمت بحثا لإدخال تعديل على المعايير المعمول بها عالميا لعمليات زرع الكبد لمرضى السرطان الكبدي.
وقالت إن الدراسة قامت بها خلال مهمتها العملية بفرنسا، والفكرة أن هناك ضوابط أو معايير معينة لانتقاء من يزرعون الكبد في حالة إصابتهم بسرطان الكبد.
وأضافت أن البحث يهدف إلى إيجاد توسيع في الضوابط والمعايير لتشمل عددا أكبر من المرضى الذين كانت الضوابط الحالية والمعروفة باسم “ضوابط ميلان” لا تشملهم وذلك بإحداث بعض التعديلات في تلك المواصفات.
أوضحت أن “ضوابط ميلان” تشترك فيمن يصلح للزرع من مرضى سرطان الكبد أن يكون المريض مصابا بورم واحد لا يتجاوز حجمه خمسة سنتيمترات، أو ثلاثة أورام حجم الواحد منها لا يزيد على ثلاثة سنتيمترات، مع عدم وجود أي انسداد في الأوعية الدموية بالكبد.
وأكدت أن بحثها تكمن أهميته في أنه عمل على توسيع تلك المواصفات لتشمل المريض الذي لديه خمسة أورام بالكبد ولا يزيد حجم الورم الواحد على خمسة سنتيمترات. وقالت إن البحث تم على 168 حالة في 7 مراكز لزرع الكبد بفرنسا واستمر ثلاث سنوات، ونتائج الدراسة أوضحت أنه بعد تطبيق المعايير الجديدة كانت نسبة المرضى الذين ظلوا على قيد الحياة بعد خمس سنوات لم تختلف عن نسبتهم في المعايير القديمة، بل إن نسبة الحياة بينهم تصل إلى 80% من الحالات، وهي نسبة ممتازة، لأن هؤلاء المرضى لو لم يتم الزرع لهم لتدهورت أحوالهم الصحية وتعرضوا للوفاة.
وأوضحت أنه من المهم تقييم الورم تقييما سليما عن طريق الأشعة التشخيصية أو المقطعية والرنين المغناطيسي.
وأشارت إلى أنه بعد استخدام المعايير الجديدة لم تكن هناك أية زيادة في نسبة ارتجاع الأورام حيث لم تزد على 10% من الحالات، وهي نفس المعايير القديمة.
تحدث د. هشام الخياط الأستاذ بمعهد “تيودور بلهارس” بالقاهرة عن المؤتمر قائلا إن هناك بارقة أمل جديدة لمرضى فيروس “سي” حيث تم اعتماد خمسة أدوية جديدة للدخول في المرحلة الأخيرة من الأبحاث والتجارب، وهي الدراسات على المرضى، وهي المرحلة التي تسبق نزول الدواء إلى الأسواق.
قال إن تلك الأدوية أثبتت الأبحاث كفاءتها وفعالياتها وأمانها وأنها مع استخدامها مع “الانترفيرون” طويل المفعول و”الريبافيرين” كعلاج ثلاثي تصل بنسبة النجاح في القضاء على الفيروس “سي” نهائيا من الجسم إلى 90 95% مقارنة بنتائج العلاج “بالانترفيرون” و”الريبافيرين” فقط والتي تصل إلى 60%. وأوضح أن تلك الأدوية تنتمي إلى نوعين أساسيين من المجموعات الدوائية التي تصيب الفيروس “سي” في مقتل، حيث تؤثر الأولى في الإنزيم الذي يساعد على تكاثر الفيروس بإصابته بالشلل، وبالتالي لا يستطيع أن يتكاثر داخل الخلية الكبدية، ومن ثم نقل نسبة الفيروس التي تصيب الخلية الكبدية، وتقوم تلك الأدوية بالقضاء عليه تماما من الجسم. أما المجموعة الثانية فهي تؤثر في انفصال بعض جزيئات البروتين من التركيب الأولي للفيروس، وبالتالي لا يحدث نموا كاملا للحمض النووي له، ومن ثم لا يتكاثر في الكبد، وبالتالي لا يخرج إلى الدم.
وأشار إلى أنه بإضافة تلك الأدوية أو أحدها إلى “الانترفيرون” و”الريبافيرين” يؤثر كل منها بطريقة مختلفة في الفيروس “سي” لتصيبه وتقضي عليه تماما، وتشبه منظومة العلاج هذه منظومة علاج الإيدز.
وواصل قائلا: إن المؤتمر شهد الإعلان أيضا عن أدوية فعالة لعلاج النقص الشديد في الصوديوم الذي يصيب مرضى تليف الكبد والاستسقاء في مراحلهم المتأخرة حيث إن نقص الصوديوم في هؤلاء المرضى كان علاجه الوحيد في السابق هو الإقلال من شرب المياه، أو إعطاء صوديوم مركز عن طريق المحاليل، لكن أعراضه الجانبية كثيرة.
وأوضح أنه بعد اكتشاف مستقبلات معينة في الكليتين تساعد على امتصاص الصوديوم عند التعامل معها بأدوية معينة أمكن حل لمشكلة حيث تتيح هذه الأدوية لمرضى التليف الكبدي المتقدم المصحوب بنقص الصوديوم في الدم النجاة من موت وشيك، حيث تعيد الصوديوم إلى معدلاته الطبيعية في الدم.
وقال إن هناك بارقة أمل لمرضى سرطان الكبد المتقدم الذي لا يجدي معه أي علاج بالتردد الحراري أو الكحول أو العلاج الكيميائي، فهناك عقار أصبح متداولا حديثا في أوروبا من شأنه تقليل حجم الورم وتحسين الأعراض. وأشار إلى أن من مميزات هذا العقار أنه يصيب الخلية السرطانية فقط ويدمرها ولا يصيب مطلقا أية خلية سليمة.
البشرى الأولى جاءت على لسان د. ريتشارد كولونو الأستاذ ونائب رئيس قسم علاجات الأمراض المعدية بإحدى شركات الدواء الأمريكية، حيث أكد نجاح عقار “الانترفيرون” الذي اكتشفه في علاج جميع أنواع الفيروس “سي” حيث أكدت التجارب نجاحه في تدمير الفيروس وحماية الكبد من مضاعفاته، وهو الأمر الذي يعني عدم حاجة المريض إلى جراحات زرع الكبد.
وقال في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه على هامش المؤتمر إن أبحاثه على الدواء استغرقت 12 عاما، مشيرا إلى أن تكلفة اكتشاف المادة الفعالة لأي دواء لا تقل عن 800 مليون دولار، وأن المرحلة العلمية والتجارب الإكلينيكية والسمية تكلف الشركة 3 مليارات دولار.
وأضاف: إن العقار الذي اكتشفه هدفه تقليل عدد فيروسات “بي” في الدم إلى أدنى عدد ممكن أقل من 300 ثم يوقف إعطاء الدواء بعد مدة يجدها الطبيب المعالج، حيث إن مناعة الجسم تستطيع أن تجعل عدد الفيروس منخفضا في الدم، فلا تحدث المضاعفات التي تصل إلى التليف أو سرطان الكبد، مشيرا إلى أن الوصول بكميات الفيروس إلى أقل من 300 في الدم يعني أن الجسم أصبح قادرا على وقف نموه.
أما د. رافاييل ايستان أستاذ طب الباطنة بجامعة “أثونوما” برشلونة الإسبانية فقد أشار إلى أن الفيروس “بي” يعد السبب الثاني للإصابة بسرطان الكبد بعد التدخين.
وأضاف أن 2 مليار فرد في العالم مصابون بالفيروس “بي” وأن حوالي 300 400 مليون شخص يعانون إصابات مزمنة بالفيروس، ومؤكدا أن الإصابة بهذا الفيروس تعتبر بين عشرة أسباب تؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم، وأن مليونا و500 ألف يموتون سنويا بسببه.
وأوضح أن 10% من الحالات تعاني الالتهاب المزمن بعد العلاج، وأن 90% يشفون من المرض، مشددا على ضرورة مواجهة الفيروس “بي” لمساعدة المرضى على تحسين الصحة العامة، مشيرا إلى أن من أسباب انتشار حالات الإصابة بالفيروس “بي” في أوروبا هو سفر بعض المرضى من الشرقين الأدنى والأوسط إلى الدول الأوروبية واختلاطهم بمواطنيها، مؤكدا أن برنامج العلاج الجديد بواسطة “الانترفيرون” ناجح. وفي المؤتمر تحدثت مواطنة بريطانية تدعى جوانل مينيل 22 سنة عن تجربتها مع الالتهاب بالفيروس “بي” المزمن، والذي انتقل إليها من والدتها أثناء الولادة، وأشارت إلى أنها لم تكتشف إصابتها بالفيروس إلا عندما بلغت سن 18 عاما، حيث كانت وظائف الكبد عندها في أدنى مستوياتها. وأضافت أنها خضعت في البداية للعلاج بعقار “اللامفيدين” لمدة ثلاث سنوات، لكن الفيروس “بي” قاومه، الأمر الذي جعل طبيبها المعالج يخضعها للعلاج بالعقار الجديد على مدى عامين وخلالهما شعرت بتحسن كبير في حالتها الصحية بعد أن كانت لا تقوى على السير، كما أكدت التحاليل أن الفيروس انخفض في دمها إلى أدنى مستوى مما حماها من المضاعفات، كما أوقف التليف عن حد معين.
وأوضحت أنها توقفت عن أخذ العلاج حاليا حيث يقوم جهازها المناعي بمهمة القضاء على ما تبقى من الفيروس في الدم.
أما د. جمال عصمت أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة ورئيس المنظمة الدولية للكبد فقد قال إن أهم القضايا التي ناقشها المؤتمر هي “الفيروسات الكبدية، تليف الكبد، أورام الكبد الأولية، وزراعة الكبد”.
وأضاف أن الفيروسات الكبدية تمثل أهم نقطة في المؤتمرات بسبب النسبة العالية من سكان العالم الذين يعانون منها، مشيرا إلى أن فيروس “بي” على سبيل المثال تشير الإحصاءات إلى أن ثلث سكان العالم تعرضوا للإصابة به في فترة من فترات حياتهم، وأكثر من 400 مليون شخص في العالم يحملون هذا الفيروس، في حين يحمل 200 مليون فيروس “سي”.
وأشار إلى أن الفيروس “بي” ينتقل عن طريق الدم ومشتقاته والأدوات الطبية الملوثة، والأدوات التي تتعامل مع الدم، وشفرات الحلاقة وقصاصات الأظافر وأجهزة الوشم، كما ينتقل عن طريق العلاقة الزوجية، ومن الأم إلى الجنين، موضحا أن كل هذه العوامل تجعل انتشار فيروس “بي” أعلى وأسرع من فيروس “سي”.
وقال إن خطورة فيروس “بي” تكون أكبر عند إصابة الأطفال الرضع به، ففي هذه الحالة يصبح أكثر من 90% من المرضى يعانون من المرض المزمن، الذي يؤدي في كثير من الأحوال في حوالي 40% منهم إلى تليف الكبد وأورام الكبد الأولية، مشيرا إلى أن الفيروس “بي” إذا أصاب البالغين فإن نسبة من يعانون من المزمن معهم تتراوح بين 5 10%، لذلك فإن تطعيم الأطفال حديثي الولادة له أهمية بالغة، ومن أجل ذلك جعلته بعض البلدان ومنها مصر إجباريا.
وأوضح أنه يجب أيضا تطعيم الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة بالمرض، مثل كل العاملين في المجال الصحي، عمال النظافة، المخالطين وعائلات المرضى الذين يعانون من فيروس “بي” المزمن، مشيرا إلى أنه في حالة أصبح الشخص مصابا بالفيروس فالخطورة تكمن في عدم اكتشاف المرض، حيث إن الأعراض المصاحبة له كثيرا ما تكون بسيطة وغير ملحوظة وتتشابه مع أعراض الإنفلونزا العادية أو نزلة البرد، لذلك فإن تحليل وظائف الكبد ودلالات الفيروسات هو الأساس في تشخيص هذا المرض، لأن التشخيص المبكر يؤدي إلى تحسين نسبة الشفاء.
وأوضح أنه لخطورة هذا المرض فقد علمت الشركات العاملة في مجال الدواء على مستوى العالم على إنتاج أدوية تكون لها قدرة على وقف نشاط هذا الفيروس “بي” وقد نجحت إلى حد كبير في توفير تلك الأدوية التي تناسب الحالات المرضية المختلفة، وأهم ما تحمله تلك الأدوية هو أنها تؤدي إلى اختفاء الفيروس من الدم أو تضاؤل وجوده إلى حد كبير، بحيث تختفي مضاعفاته.
وأشار إلى أن الدراسات الإكلينيكية والبيئية أوضحت أن مضاعفات فيروس “بي” ترتبط ارتباطا كبيرا بمعدل وجود الفيروس في الدم، فالذين أصيبوا بالفيروس من قبل ويوجد في دمائهم بتركيز ضئيل لا يعانون من تليف الكبد أو من أورام الكبد، مقارنة بالمرضى الذين يحملون كميات كبيرة من الفيروسات في دمائهم. واصل قائلا إن تلك الأدوية تتميز أيضا بإمكان إعطائها للمرضى الذين يعانون من تليف الكبد، بحيث تؤدي إلى وقف نشاط الفيروس وعدم حدوث تدهور في الحالة المرضية، إلى درجة أن بعض المرضى الذين كانوا ينتظرون إجراء عمليات زرع كبد تحسنت وظائف أكبادهم بعد تناولهم تلك الأدوية، وبالتالي أصبحت عمليات الزرع غير ضرورية لهم، أي أنه لم يصبح عندهم فشل كبدي كامل لأن نشاط الفيروس في الدم توقف.
وذكر أن أبحاث المؤتمر ركزت أيضا على مرضى سرطان الكبد الوبائي لأن نسبة الوفيات بسببه 100% وقد كانت معظم الأبحاث الإسبانية تصب في هذا الجانب، بحثا عن علاج أورام الكبد الأولية.
وقال إنه في السابق كانت هناك ثلاثة احتمالات لعلاج أورام الكبد الأولية.. الأول: استئصال الجزء المصاب بالورم من الكبد، فإذا كان الورم كبيرا فإنه يتم استئصال جزء كبير من الكبد ولا يستطيع المريض بعدها الحياة بالجزء المتبقي.. الثاني: هو استئصال الكبد بالكامل وزراعة كبد جديد، لكن المشكلة هنا إذا كان حجم الورم أكثر من 5 سنتيمترات يكون المريض غير مناسب، لأنه بعد الزرع يحتاج إلى أدوية منشطة للمناعة، وهي تجعل الخلايا السرطانية المتبقية تنشط بشدة لتصيب الأورام كل الجسم.
أما الحل الثالث والكلام لا يزال للدكتور جمال عصمت فهو: كي الورم أو حقنه بالكحول.
وأشار إلى أن أبحاث المؤتمر تضمنت الإعلان عن أدوية جديدة لها دور في التخلص من الأورام الأولية أو وقف نشاطها بالإضافة إلى استخدام العلاج الإشعاعي كبديل للعلاج الكيميائي، وهى أبحاث لا تزال في أطوارها الأولى ونتائجها مشجعة.
قال إن علاج الفيروس “سي” مازال حجر الزاوية فيه هو “الانترفيرون” طويل المفعول، وهناك محاولات لتحسين نتائجه التي تتراوح بين 50 60% بإضافة أدوية جديدة، وهي مازالت في مرحلة التجارب، لكن المشكلة هي أن الأعراض الجانبية ستكون أكثر.
الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ ونائب معهد “تيودور بلهارس” بالقاهرة قال إن الجديد في أبحاث المؤتمر هو التوصل إلى علاج الاستسقاء حيث تم التوصل إلى أدوية جديدة لعلاج الاستسقاء المصحوب بنقص الصوديوم، وعلاج الفشل الكبدي الكلوي المصحوب باستسقاء حيث تعيد الأدوية الجديدة وظائف الكبد إلى حالتها الطبيعية.
وأضاف أن الجديد أيضا هو التوصل إلى علاج للغيبوبة الكبدية الحادة، وذلك بعلاج الالتهابات الناتجة عن تسرب البكتيريا من الأمعاء إلى الدم، مما يؤدي إلى التهاب عام في الجسم، حيث أشارت الأبحاث إلى أن منع تكرار الغيبوبة الكبدية يكون بإعطاء مضادات حيوية باستمرار لمنع البكتيريا التي لها سبب مهم في تطور حالة الغيبوبة.
وأشار إلى أن هناك أبحاثا وضعت قواعد لزراعة الكبد في حالات الغيبوبة الكبدية، وما لها من أهمية في تحقيق نسبة شفاء عالية إذا كانت الغيبوبة تحدث مع بداية المرض وغير مصحوبة بالتهابات بكتيرية ولا نقص في مواد التجلط وحتى تكون نسبة نجاح عملية الزرع للمريض عالية جدا.
د. منال حميدي السيد أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس المصرية قدمت بحثا للمؤتمر عن علاج الالتهاب الكبدي الفيروس “بي، وسي” لمن يحتاجون إلى زرع نخاع قبل العملية لتقليل نسبة الوفيات بعدها.
قالت أنا بعد دراسة مرضى زرع النخاع على مدى عدة سنوات بمعهد ناصر والأورام بالقاهرة من مختلف الأعمار من مرضى سرطانات الدم أو الأورام الليفية أو أنيميا البحر المتوسط تبين أن السبب الرئيسي للوفاة بعد الزرع كان مرتبطا بمشاكل في الكبد وبالفشل الكبدي.
وأضافت أنه بمراجعة الحالات تبين أن معظمهم كان مصابا بفيروسات الكبد “بي، وسي” والمعروف عنها أنها تنشط بشكل غير عادي في حالة إذا كانت المناعة مثبطة، وبناء على هذا وضعت خطة علاجية لمرضى الفيروسات الكبدية “بي وسي” لمنع النشاط الزائد لها خلال فترة زرع النخاع وما بعدها. وأشارت إلى أنه بالنسبة لفيروس “بي” تم إعطاء المرضى عقار “اللامفيدين” وهو الوحيد المستخدم حاليا لعلاج الفيروس “بي” في مرضى المناعة المثبطة في العالم، وهو يمنع نشاط الفيروس، وبالفعل لم ينشط الفيروس في أي من الحالات التي خضعت للتجربة.
أوضحت انه بالنسبة لفيروس “سي” تم وضع خطة علاجية لتقليل الفيروس في الدم قبل زرع النخاع بإعطاء “الانترفيرون” لمدة أسبوعين، ثم استكمال العلاج بإعطاء العقار المصاحب له وهو “الريبافيرين” بجرعة مرتفعة حتى الانتهاء من عملية الزرع بالإضافة إلى العلاجات المثبطة للمناعة.
وقالت إن النتائج أثبتت أن حالات الوفيات بعد زرع النخاع لمرضى الفشل الكبدي قلّت نسبتها بشكل كبير، كما ثبت أنه لا توجد حالات طرد حادة للنخاع المزروع.
أما د. هناء بدران الأستاذة بمعهد الكبد القومي “بشبين الكوم” بمصر فقد قدمت بحثا لإدخال تعديل على المعايير المعمول بها عالميا لعمليات زرع الكبد لمرضى السرطان الكبدي.
وقالت إن الدراسة قامت بها خلال مهمتها العملية بفرنسا، والفكرة أن هناك ضوابط أو معايير معينة لانتقاء من يزرعون الكبد في حالة إصابتهم بسرطان الكبد.
وأضافت أن البحث يهدف إلى إيجاد توسيع في الضوابط والمعايير لتشمل عددا أكبر من المرضى الذين كانت الضوابط الحالية والمعروفة باسم “ضوابط ميلان” لا تشملهم وذلك بإحداث بعض التعديلات في تلك المواصفات.
أوضحت أن “ضوابط ميلان” تشترك فيمن يصلح للزرع من مرضى سرطان الكبد أن يكون المريض مصابا بورم واحد لا يتجاوز حجمه خمسة سنتيمترات، أو ثلاثة أورام حجم الواحد منها لا يزيد على ثلاثة سنتيمترات، مع عدم وجود أي انسداد في الأوعية الدموية بالكبد.
وأكدت أن بحثها تكمن أهميته في أنه عمل على توسيع تلك المواصفات لتشمل المريض الذي لديه خمسة أورام بالكبد ولا يزيد حجم الورم الواحد على خمسة سنتيمترات. وقالت إن البحث تم على 168 حالة في 7 مراكز لزرع الكبد بفرنسا واستمر ثلاث سنوات، ونتائج الدراسة أوضحت أنه بعد تطبيق المعايير الجديدة كانت نسبة المرضى الذين ظلوا على قيد الحياة بعد خمس سنوات لم تختلف عن نسبتهم في المعايير القديمة، بل إن نسبة الحياة بينهم تصل إلى 80% من الحالات، وهي نسبة ممتازة، لأن هؤلاء المرضى لو لم يتم الزرع لهم لتدهورت أحوالهم الصحية وتعرضوا للوفاة.
وأوضحت أنه من المهم تقييم الورم تقييما سليما عن طريق الأشعة التشخيصية أو المقطعية والرنين المغناطيسي.
وأشارت إلى أنه بعد استخدام المعايير الجديدة لم تكن هناك أية زيادة في نسبة ارتجاع الأورام حيث لم تزد على 10% من الحالات، وهي نفس المعايير القديمة.
تحدث د. هشام الخياط الأستاذ بمعهد “تيودور بلهارس” بالقاهرة عن المؤتمر قائلا إن هناك بارقة أمل جديدة لمرضى فيروس “سي” حيث تم اعتماد خمسة أدوية جديدة للدخول في المرحلة الأخيرة من الأبحاث والتجارب، وهي الدراسات على المرضى، وهي المرحلة التي تسبق نزول الدواء إلى الأسواق.
قال إن تلك الأدوية أثبتت الأبحاث كفاءتها وفعالياتها وأمانها وأنها مع استخدامها مع “الانترفيرون” طويل المفعول و”الريبافيرين” كعلاج ثلاثي تصل بنسبة النجاح في القضاء على الفيروس “سي” نهائيا من الجسم إلى 90 95% مقارنة بنتائج العلاج “بالانترفيرون” و”الريبافيرين” فقط والتي تصل إلى 60%. وأوضح أن تلك الأدوية تنتمي إلى نوعين أساسيين من المجموعات الدوائية التي تصيب الفيروس “سي” في مقتل، حيث تؤثر الأولى في الإنزيم الذي يساعد على تكاثر الفيروس بإصابته بالشلل، وبالتالي لا يستطيع أن يتكاثر داخل الخلية الكبدية، ومن ثم نقل نسبة الفيروس التي تصيب الخلية الكبدية، وتقوم تلك الأدوية بالقضاء عليه تماما من الجسم. أما المجموعة الثانية فهي تؤثر في انفصال بعض جزيئات البروتين من التركيب الأولي للفيروس، وبالتالي لا يحدث نموا كاملا للحمض النووي له، ومن ثم لا يتكاثر في الكبد، وبالتالي لا يخرج إلى الدم.
وأشار إلى أنه بإضافة تلك الأدوية أو أحدها إلى “الانترفيرون” و”الريبافيرين” يؤثر كل منها بطريقة مختلفة في الفيروس “سي” لتصيبه وتقضي عليه تماما، وتشبه منظومة العلاج هذه منظومة علاج الإيدز.
وواصل قائلا: إن المؤتمر شهد الإعلان أيضا عن أدوية فعالة لعلاج النقص الشديد في الصوديوم الذي يصيب مرضى تليف الكبد والاستسقاء في مراحلهم المتأخرة حيث إن نقص الصوديوم في هؤلاء المرضى كان علاجه الوحيد في السابق هو الإقلال من شرب المياه، أو إعطاء صوديوم مركز عن طريق المحاليل، لكن أعراضه الجانبية كثيرة.
وأوضح أنه بعد اكتشاف مستقبلات معينة في الكليتين تساعد على امتصاص الصوديوم عند التعامل معها بأدوية معينة أمكن حل لمشكلة حيث تتيح هذه الأدوية لمرضى التليف الكبدي المتقدم المصحوب بنقص الصوديوم في الدم النجاة من موت وشيك، حيث تعيد الصوديوم إلى معدلاته الطبيعية في الدم.
وقال إن هناك بارقة أمل لمرضى سرطان الكبد المتقدم الذي لا يجدي معه أي علاج بالتردد الحراري أو الكحول أو العلاج الكيميائي، فهناك عقار أصبح متداولا حديثا في أوروبا من شأنه تقليل حجم الورم وتحسين الأعراض. وأشار إلى أن من مميزات هذا العقار أنه يصيب الخلية السرطانية فقط ويدمرها ولا يصيب مطلقا أية خلية سليمة.