عقاقير جديدة تتصدي لخلايا السرطان.

زائر
علاج السرطان عقاقير جديدة تتصدى للخلايا السرطانية 25112006 إعداد: د. مهدي السعيد
يستطيع الطب علاج المزيد والمزيد من الأمراض بفضل التقدم العلمي المتلاحق، وفي ظل الاكتشافات الجديدة المتواصلة لم تعد حتى الأورام الخبيثة تعني بالضرورة الموت للمصاب بها.
بدأ علاج الأمراض السرطانية والعضالية القاتلة في هذا العصر يسير باتجاه مغاير تماما لوجهة تطوره التقليدية المعهودة، فاذا كان الطب حتى الآن قد ركز كل اهتمامه على علاج ما أفسده السرطان في جسم الشخص المصاب، فان التوجهات الجديدة للطب المعاصر تراهن على شيء آخر تماما: على تحفيز الجسم المصاب ذاته باتجاه تعلم التعامل ذاتيا مع المرض الخبيث، هكذا بات لمستقبل طب الأمراض السرطانية اسم علمي كامل 'العلاج البيولوجي الهادف'.
'ان تشخيص وعلاج الأورام العضالية شهدا في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا للغاية، بدءا بالتشخيص الجزيئي (بتحليل الجزيئات)، وانتهاء بالعلاج الهادف على مستوى الجزيئات.

كل حالة على انفراد
يتم التعامل مع كل حالة مرضية على انفراد، وبخصوصية شديدة، بناء على أدق تشخيص لطبيعة الورم السرطاني المصاب به المريض ونوعيته وصفاته، وذلك بواسطة وسائل الاستشعار الالكترونية الحديثة التي تتسم بكونها متناهية الصغر وذات قابلية عالية على رصد سلوك الورم وصفاته.

استعاضة عن العلاج الكيميائي
كل شيء اليوم يشير الى مستقبل باهر للعلاج البيولوجي الهادف، الذي سيستعاض به على المدى القريب عن العلاج الكيميائي بكل ما ينطوي عليه من سلبيات وأعراض ومضاعفات جانبية، لكونه لا يميز بين الخلايا المصابة بالسرطان والخلايا المعافاة. ان العلاج البيولوجي الهادف، على النقيض من العلاج الكيميائي، يميز بدقة بين الخلايا المريضة والخلايا المعافاة، والأهم من ذلك انه يركز تماما على البنية الأساسية للخلايا المصابة بالسرطان، ويحول مثلا دون تزودها بمقومات الحياة كالمواد الغذائية أو الأوكسجين من دون المساس بشروط حياة الخلايا غير المصابة.
لقد أضحى أطباء السرطان يفضلون العلاج البيولوجي، خصوصا علاج سرطان الثدي، وسرطان الأمعاء الغليظة والشرج، والأورام السرطانية في منطقة الرأس والرقبة، وسرطان الرئة والكلية. ولكن هذا العلاج لا يزال مقتصرا على المختبرات والبحوث الطبية، بمنأى عن التطبيق العملي الواسع النطاق، وذلك لسبب اقتصادي معروف: التكلفة المرتفعة جدا للعقاقير المستخدمة في العلاج البيولوجي الهادف للأمراض السرطانية.

التلقيح ضد السرطان
ويبدو ان الشوط الأبعد في علاج الأمراض السرطانية قد قطعه طب علاج سرطان الرحم لدى النساء، على رغم ان هذا العلاج الحديث يتبنى وسائل مغايرة بعض الشيء للعلاج البيولوجي الهادف. اذ انه يركز على الوقاية أكثر من العلاج ذاته، مستفيدا من أحدث الاكتشافات الطبية التي اثبتت ان هناك فرصة كبيرة لتجنب الاصابة بسرطان الرحم بفضل التلقيح. ومن المتوقع بدء تداول اللقاح المضاد لسرطان الرحم في أوروبا اعتبارا من عام .2007

تلقيح طوعي أم إلزامي؟
ويظل السؤال: بأي قدر من الجدية ستتعامل البلدان المتطورة مع هذه الوسيلة الجديدة، أي الوقاية من سرطان الرحم بواسطة التلقيح، وما اذا كانت ستعتبر التلقيح ضده اجراء ملزما للسيدات، أم ستميل الى اعتباره خطوة طوعية متروكة لإرادة كل امرأة. ووفق نظم التأمين الصحي المتبعة في القارة الأوروبية، أو للدقة الأكثرية الساحقة من بلدانها، تتحمل شركات التأمين الصحي العام تكلفة الاجراءات الصحية أو الطبية الالزامية وفق القانون، في حين يتحمل المواطن تكاليف اي اجراءات طبية كمالية.
ومن المرجح تبني حل توفيقي يجعل التلقيح ضد سرطان الرحم الزاميا للفتيات في سن البلوغ، وطوعيا للسيدات الأكبر سنا، ويقدر سعر اللقاح المضاد لسرطان الرحم بما يتراوح بين 150 ـ 300 دولار، وبواسطته سيجري تسليح جسم المرأة بوسيلة شديدة المقاومة للاصابة بالميكروب الناقل لهذا المرض الخبيث.
ان البشرية بحاجة ماسة ومتنامية الى المزيد من العقاقير سواء للوقاية من الأمراض السرطانية أو لعلاجها. ذلك لأن عدد الاصابات بهذه الأمراض الخبيثة القاتلة في تزايد مطرد وفق شتى الاحصائيات من سائر أنحاء الكرة الأرضية تقريبا.

16 مليون مصاب
بهذا الصدد يقول الطبيب والخبير لوبوش بيتروجيلكا ان المستشفيات في سائر بلدان العالم تسجل سنويا ما مجموعه عشرة ملايين اصابة جديدة بالأمراض السرطانية المختلفة، فيما يصل عدد ضحايا الأورام العضالية الخبيثة في العالم الى نحو ستة ملايين نسمة في كل سنة. والأسوأ من ذلك ان الأطباء يتوقعون ارتفاع عدد الإصابات وعدد الضحايا بمقدار الضعف خلال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
اما ابرز اسباب الارتفاع المتوقع في عدد الاصابات بالأمراض السرطانية على المستوى العالمي فهي أولا ارتفاع متوسط عمر الانسان، وهو ما يعني نسبة أكبر من احتمالات الاصابة بالسرطان الذي يهدد الانسان أكثر فأكثر كلما تقدم في السن. هذا ما تؤكده الاحصاءات الطبية الراهنة التي تشير الى ان أكثر من نصف الاصابات بالسرطان في العالم ينتشر بين من تجاوزوا سن الخامسة والستين.
السبب الاخر هو نمط الحياة وسلوكيات الانسان، وتحديدا الادمان على التدخين والتغذية غير الصحية. و في هذا السياق فان التدخين واهمال نمط التغذية الصحية لهما علاقة مباشرة ومثبتة بنشوء الأورام السرطانية.
العامل الثالث وراء انتشار أمراض السرطان هو العامل الوراثي الذي يلعب دورا في انتشار الأورام السرطانية بنسبة 10% تقريبا.
وفي كل الأحوال هناك مقولة أساسية تسري على جميع انواع الأمراض السرطانية، كلما كان اكتشاف الاصابة مبكرا تضاعفت فرص العلاج من المرض أو في أدنى الأحوال السيطرة على تطور الحالة بما يكفل للمريض عمرا أطول.

وسائل علاج الأمراض السرطانية
التعامل على انفراد مع كل إصابة سرطانية
مستقبل باهر للعلاج البيولوجي على حساب الكيميائي
العلاج الكيميائي مناسب للأورام غير القابلة للاستئصال
التدخين والتغذية غير الصحية من أسباب السرطان
الأشعة مفيدة لمنع انتقال خلايا السرطان

تتباين وسائل علاج السرطان وفقا لنوع الاصابة ومدى اتساع نطاقها. وكثيرا ما يجمع الاخصائيون بين أكثر من وسيلة لعلاج الحالة الواحدة. كما ان بعض وسائل العلاج غير صالحة للاستخدام في حالات اصابة معينة. والى جانب الوضع الصحي (البدني والنفسي) الاجمالي للمريض، تلعب خواص الورم السرطاني دورا مهما في اختيار العلاج المناسب.

العلاج بواسطة الجراحة
تستخدم العمليات الجراحية (استئصال الخلايا والأنسجة المصابة بالسرطان) في المراحل المبكرة من الاصابة في العادة. على سبيل المثال، في بداية الاصابة بسرطان الرئة، وهو أوسع أنواع الأمراض السرطانية انتشارا بين الرجال، يمكن اللجوء الى واحدة من مجموعة من العمليات الجراحية، ويتوقف اختيار نوع الجراحة على حجم الورم، وموضعه، ووضع الرئة المصابة عموما، والطاقة التنفسية للرئة غير المصابة (التي سيعتمد عليها الجسم لاحقا أكثر من اعتماده على الرئة الخاضعة للجراحة) الى غير ذلك من العوامل. تكفي الجراحة من دون اجراءات اضافية لعلاج الأورام السرطانية الصغيرة. اما الأورام الكبيرة الحجم فهذه تستدعي بعد العملية الجراحية اخضاع المريض للعلاج بالأشعة، منعا لتسرب أي خلايا سرطانية الى مناطق اخرى من الجسم. وفي كل الأحوال فان العلاج بالتدخل الجراحي يقتضي اكتشاف الحالة المرضية في وقت مبكر وقبل استفحال الورم السرطاني.

العلاج بالأشعة
كثيرا ما يستخدم العلاج بالأشعة الى جانب أنواع اخرى من العلاج مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي (بالمستحضرات الكيميائية) والجمع بين العلاج الاشعاعي غير القابل للاستئصال بالجراحة نتيجة كبر حجمه، مما قد يهدد اعضاء اخرى من الجسم بالتلف أثناء الجراحة. في هذه الحالة تساعد المستحضرات الكيميائية والأشعة على تقليص حجم الورم السرطاني الى درجة يصبح معها بمقدور الأطباء اجراء جراحة الاستئصال.
احيانا يستخدم العلاج بجرعات كبيرة من الأشعة كبديل عن الجراحة اذا رفضها المريض أو اذا حال وضعه الصحي دون الاطباء واجرائها له. في بعض الحالات ايضا يفيد الاشعاع كثيرا في الحيلولة دون تكون ما يسميه اخصائيو الامراض السرطانية 'الميتاستازي' أي انتقال الخلايا السرطانية الى مواضع اخرى من الجسم، وبالتالي تفشي السرطان بصورة يصعب تماما السيطرة عليها، وغالبا ما تؤدي الى الوفاة.

دقة الأشعة
من الجدير بالذكر ان وسائل العلاج بالأشعة قد شهدت هي الأخرى تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة. على سبيل المثال، تتسم الأجهزة الطبية الحديثة المستخدمة في هذا النوع من علاج الأورام السرطانية بدقة كبيرة جدا، مما يضمن تعريض الأنسجة السرطانية من دون سواها للأشعة التي كانت في السابق، نتيجة عدم دقة الاجهزة الطبية، تميز بصعوبة بين الخلايا والأنسجة المصابة والمعافاة، وتلحق بالأخيرة تلفا وأضرارا غير قابلة للاصلاح.

العلاج الكيميائي
يتوقف اختيار العلاج الكيميائي على التكهن المسبق بنتائجه ونسبة احتمالات تحسينه للحالة. ولكن بعض انواع الأمراض السرطانية يستدعي منح الأولوية للعلاج بالمستحضرات الكيميائية، بل يقتضي استخدام العلاج الكيميائي من دون سواه لأنه العلاج الوحيد الفعال في هذه الحالات.
من ابرز سلبيات هذا النوع من علاج السرطان الأعراض الجانبية المرافقة التي تحل في العادة بعد كل جرعة من المستحضرات الكيميائية، وترهق المريض كثيرا، ومنها التقيؤ شبه المتوصل، وسقوط الشعر والأسنان، والارهاق الشديد، الى غير ذلك.

العلاج الهرموني
يستخدم العلاج الهرموني بضخ الهرمونات الى الجسم في بعض الحالات فقط كوسيلة مكملة للعلاج الكلي للحالة، فدوره يقتصر على فتح شهية المريض على الطعام، وزيادة وزنه، وتحسين حالته البدنية والنفسية عموما.
ولكن ذلك على وجه التحديد يلعب دورا بعيد الأهمية في علاج الأمراض السرطانية.

العلاج الوقائي والعلاج البيولوجي الهادف
وهو أحدث أنواع علاج الأمراض السرطانية التي يعلق عليها الأطباء آمالا كبيرة، يستند هذا النوع من العلاج الى مجموعة من العقاقير الجديدة التي تعزز من مناعة الجسم أو تحفز نظام المناعة على التعامل التلقائي النشط من الخلايا والأنسجة السرطانية، بما يسهم تصفيتها بالقدرات الذاتية للمريض.
يعتقد الأطباء ان هذا النوع من العلاج يوفر لهم امكانات كبيرة جدا للتعامل مع كل حالة على انفراد ووفق خصوصياتها بكلمات اخرى يمكن 'تفصيل' العلاج البيولوجي 'على مقاس' المريض بأقصى دقة، وبناء على تشخيص مفصل لخواص وصفات وسلوك الورم السرطاني.


 

زائر
شكرا مرا كتير اخويا باحث
هادي المعلومات
جزاك الله خيير


الله كريم
 

زائر
شكرا اختي العزيزة ساندي علي المرور والتعليق.
 

زائر
قفزه طبيه كبيره الله يساعدهم
شكرا لك اخي باحث
 

زائر
شكرا علي المرور اخي ابو بشار.
 

زائر


رائع .. مع انني لا أؤيد العلاج بالأشعه ..
شوووكرن لك يا باحثنا الباثيولوجي .. سلمنت يمناك
نستنى منك المفيد داايما

أختك .. فارما فايري
 

زائر
حياج الله اختي وشكرا علي المرور.