زائر
العلاج الضوئي..للأمراض الجلدية : «الناروباند» يعالج البهاق والصدفية والوحمات بدون عقاقير
ممدوح المسلمي
11072005
* ثورة طبية جديدة في مجال علاج الأمراض الجلدية تقوم على نوع جديد من العلاج هو «العلاج الضوئي» فقد أثبتت التجارب والبحوث العلمية التي أجريت بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة نجاح هذا النوع من العلاجات في كثير من الأمراض الجلدية وعلى رأسها الصدفية والبهاق والوحمات وفي بعض حالات الحساسية وأيضا بعض حالات الارتكارية والفطر الفطراني وغيرها وهي الأمراض المنتشرة بكثرة في الدول العربية.والجديد في طرق التشخيص هو «الناروباند» أحدث طرق العلاج الضوئي للأمراض الجلدية.الدكتورة هناء إمام رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة تقول إن فكرة العلاج الضوئي للأمراض الجلدية تستخدم منذ سنوات طويلة ولكن حدثت تطورات عليها الآن أهمها استخدام الأشعة فوق البنفسجية من النوع (ب) والمعروفة بـ «الناروباند»، حيث أثبتت نتائج إيجابية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع (أ).وتشير إلى أن العلاج الضوئي للأمراض الجلدية لا يتم اللجوء إليه إلا إذا فشل العلاج التقليدي ولم تحقق المراهم الاستجابة المطلوبة، وكانت المساحات المصابة كبيرة، ففي هذه الحالة يتم اللجوء إلا العلاج الضوئي، حيث تستخدم جلسات حسب حالة المريض، وهي تخضع لتقديرات الطبيب المعالج أما بالنسبة للأمراض الجلدية التي يستخدم فيها هذا النوع من العلاج فهي كثيرة كما تقول د.هناء أهمها البهاق والصدفية والوحمات والحزاز وبعض حالات الحساسية وأيضا بعض حالات الارتكاريا والفطر «الفطراني»وهو نوع من أنواع الأورام السرطانية في الجلد وأنواع من الهرش.
تشخيص العلاج الضوئي
وبالنسبة للجديد في طريق تشخيص العلاج الضوئي للأمراض الجلدية تؤكد د.هناء إمام هو استخدام نوع جديد من الموجات فوق البنفسجية من النوع (ب)والمعروفة بالناروباند مع العلاجات التقليدية لتلاشي حدوث أي مضاعفات والتقليل من الآثار السلبية لهذا النوع من العلاج.الدكتور محمود فوزي عبد الحميد الأستاذ بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة يقول إن الحساسية الضوئية هي عبارة عن تغيرات جلدية مؤقتة أو دائمة في أماكن التعرض للشمس، وهذه النوعية من الأمراض الوراثية المصحوبة بالحساسية الضوئية عادة ما تنشأ من عيوب في نظم إصلاح الحمض النووي المسؤول عن ضبط وتصليح الأخطاء الجانبية التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية والعلاج الضوئي يتم عن طريق استخدام شعاع من هذه الأشعة.وتنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى أشعة فوق بنفسجية (أ)وأشعة فوق بنفسجية (ب)وذلك حسب الطول الموجي لكل منهما، فالطول الموجي للأشعة (أ)ما بين 315 ـ 400 نانومتر، ويمثل أكثر من %90 من أشعة الشمس، أما الأشعة (ب)فالطول الموجي لها من 280 ـ 315 نانومتراً ويمثل أقل من %10 من أشعة الشمس ولكنه أكثر خطورة لتأثيره الضار المباشر على الحمض النووي للخلايا، ولذلك ينصح دائما باستعمال الكريمات الواقية من الشمس قبل التعرض للشمس بربع ساعة وهي أما تعكس الأشعة فوق البنفسجية (أ)، (ب)وتمتصها وتحولها إلى مواد غير ضارة للجلد خاصة لمن يعانون من الحساسية الضوئية في البلاد الحادة ومنها مصر والدول الخليجية.والعلاج الضوئي يتم في النوع (ب)عند الطول الموجي (311) والمسمى «باروباند» وله شروط الجرعة وتحسب بالجول على سنتيمتر مربع، وهذا يحددها الطبيب المعالج وفقا لحالة المريض، وكذلك عدد جلسات العلاج ومراعاة نوع الجلد وهو 6 أنواع، النوعان الأول والثاني هما البشرة البيضاء والسادس البشرة السوداء وبينهما باقي الدرجات، وهناك قاعدة وهي مراعاة أن تكون الجرعة أقل في البشرات الفاتحة كالبيضاء والقمحية لأنهما أقل تحملا للعلاج الضوئي.ويقول د.محمود إن الفرق بين العلاج بالأشعة (A)لا بد من تناول أقراص السورالين قبل استعمال الأشعة بساعتين وهو العلاج المشهور ولكنه يحرم في حالات الحمل والرضاعة وتحت 10 سنوات، وأمراض الكبد والكلى والقلب المزمنة، أما النوع الجديد «الناروباند» فلا تستخدم أي أقراص قبل استعماله، كما أن قوة اختراقه جيدة وأكثر أمنا واستخداماته أوسع، وحتى بالنسبة للأطفال لا يشكل أي خطورة ويستعمل بنجاح في علاج أمراض «البهاق» المنتشرة في دول الخليج العربي.وينصح د.محمود فوزي المصطافين والذين يعملون في الصحراء من التعرض للشمس أثناء فترة الظهيرة مع ضرورة استعمال الكريمات الواقية من الشمس وهو ثلاثة أنواع، الأول الذي يعكس الأشعة الضوئية والثاني الذي يمتصها ويجعلها غير ضارة والنوع الثالث هو الذي يعكس ويمتص معا وهو النوع الأفضل بينها.
في حالات الحمل والرضاعة
وللمركز القومي للبحوث تجربة رائدة في العلاج الضوئي للأمراض الجلدية، خاصة مرضى «الصدفية»، والصدفية عبارة عن التهاب مزمن يصيب جلد الإنسان على هيئة بقع حمراء سميكة متعددة الأشكال ويكسوها طبقات من قشور ذات لون فضي يشبه الصدفة. ومن هنا جاء اسم الصدفية، ويصاحب هذه القشور حكة، تزداد حدتها في معظم الحالات في الأيام الباردة خاصة خلال فصل الشتاء، والمعروف ان خلايا الجلد الموجودة في الجزء الخارجي منه، تنقسم وتزداد في العدد لتكون الطبقات الخارجية ثم تسقط في النهاية، وذلك بمعدل مرة واحدة كل حوالي 4 أسابيع تقريبا إلا أنه في حالة إصابة الجلد بمرض الصدفية فإن هذه العملية تحدث في فترة قصيرة تصل إلى حوالي من 5-8 أيام مما يؤدي على ظهور تلك الطبقات السميكة والمغطاة بخلايا الجلد المنقسمة وغير المكتملة النمو.ومرض الصدفية عادة يصيب مناطق الكوعين والرقبة وفروة الرأس إلا أنه قد يمتد ليصيب جميع أجزاء الجسم بما فيها الأظافر وأحيانا يأخذ مرض الصدفية شكلا آخر على هيئة التهاب حاد يصيب المفاصل الطرفية في اليدين والقدمين ويصاحبه عادة آلام وتورمات شديدة في هذه المفاصل، وهذا النوع من الالتهابات لا يصيب بالضرورة جميع مرضى الصدفية الجلدية ولكن يصيب حالات قليلة فقط تبلغ نسبتها من 5 ـ %10 من مجموع حالات الصدفية وتبلغ نسبة الإصابة بالصدفية حوالي 1 إلى %3 من تعداد السكان إلا أنها تختلف باختلاف الموقع الجغرافي حيث تزداد في دول شمال الكرة الأرضية وتقل كلما اتجهنا للجنوب.ويبلغ عدد مرضى الصدفية في المملكة العربية السعودية حوالي 55 ألف مريض وفي مصر حوالي 900 ألف مريض وفي الكويت حوالي 16 ألفا وفي الإمارات حوالي 14 ألف مريض وفي سورية ولبنان يصل العدد إلى حوالي 150 ألف مريض ويبلغ عدد المرضى في ألمانيا حوالي 2.5 مليون مريض وإنجلترا حوالي 3 ملايين وفي أميركا حوالي 5 ملايين مريض وإجمالي عدد المرضى في أوروبا كلها حوالي 25 مليون مريض والعلاج الذي توصل إليه خبراء المركز القومي للبحوث للمرضى يعرف بالاستشفاء البيئي أو العلاج باستخدام العوامل الطبيعية وبدون أي أدوية.ويعتبر هذا الأسلوب العلاجي هو افضل الطرق المستخدمة لعلاج الصدفية، حيث إنه يعطي نتائج عالية للغاية وفي مدة تتراوح الأربعة أسابيع ومن أهم مميزات هذه الطريقة العلاجية أنه لا توجد له أي آثار جانبية على الإطلاق.ومن هنا فإنه لا خوف من اتباع هذا العلاج الآمن، كذلك فإنه لوحظ أن نسبة ظهور المرض مرة أخرى بعد الشفاء منخفضة كما انه في حالة ارتداد المرض أو الانتكاسة فإنه يظهر بصورة أقل كثيراً مما كان عليه قبل العلاج ويتم العلاج بنظام الاستشفاء البيئي عن طريق قيام المريض بالاستحمام في مياه البحر بمنطقة سفاجا ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مرتين يوميا الأولى بعد شروق الشمس والثانية قبل الغروب حيث تتوافر الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة والمعروفة بتأثيرها الفعال في علاج الصدفية.ويتم هذا النظام من خلال برنامج علاجي يومي يتم تحديدة بمعرفة الطبيب المعالج.ويختلف هذا البرنامج حسب لون الجلد وطبيعة البشرة، كذلك شدة المرض وسن المريض.
الاستشفاء البيئي الضوئي
ترجع أهمية العلاج بنظام الاستشفاء البيئي «الضوئي» إلى أنه خال من استخدام الأدوية والعقاقير والكيماويات وليست له أي آثار جانبية ضارة ويعطي نتائج عالية للغاية في فترة قصيرة بالمقارنة بنتائج استعمال الأدوية، سواء موضعية أو داخلية، وإتقان وسهولة اتباع العلاج بدون أي تجهيزات خاصة، وكذلك انخفاض نسبة ارتداد المرض مرة أخرى بالمقارنة بالأدوية.ويوضح الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث التفسير العلمي لشفاء المرضى من الصدفية بسفاجا أنه عند غسيل الجلد المصاب بالمياه المرتفعة في نسبة ملوحتها ثم تعرضها لأشعة الشمس فوق البنفسجية «العلاج الضوئي»فإن هذين العاملين يلعبان دورا مهماً في اختفاء المرض.فالاستحمام في تلك المياه ينتج عنه تبادل الأيونات من خارج الجلد وداخله مما ينتج عنه اتزان في انقسام خلايا الجلد، كما أن التعرض لاشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين (د)الذي يلعب دورا مهما في ضبط الخلل الموجود في الجهاز المناعي مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقساماتها الطبيعية وبالتالي اختفاء أعراض المرض.من ناحيته يقول الدكتور حامد عبد الله أستاذ الجلدية والتناسلية بطب القصر العيني إن التعرض المباشر للشمس ولفترات طويلة يؤدي إلى إصابة الجلد بالعديد من المشكلات نتيجة التفاعلات التي تحدث بين البشرة وبين أشعة الشمس وينشأ عن هذا التفاعل احمرار بالجلد وظهور البقع البنية التي تنتهي في أغلب الأحيان بالحروق الشمسية وخاصة للبشرة القاتمة، كما يؤدي تعرض الجلد للشمس إلى الإصابة بالعدوى الفطرية التي تحدث في فصل الصيف لارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة بالجو بالإضافة لبعض السلوكيات غير السليمة مثل تبادل الملابس واستخدام الأدوات الشخصية للغير مثل، المناشف وملابس البحر على الشواطئ.وهذه العدوى الفطرية تؤدي إلى ظهور ما يعرف بـ «التينيا» الملونة وتظهر في صورة بقع فاتحة أو داكنة تنتشر على مساحات كبيرة بالجلد، كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة والتعرض للشمس، خاصة على الشواطئ إلى زيادة إفراز العرق في ثنايا الجلد خاصة في الأشخاص البدناء، مما يسبب التهاب ثنايا الجلد بين الفخذين والإبطين يظهر في شكل احمرار شديد في الجلد وقشور ويتحول الجلد إلى اللون الداكن، ومع زيادة إفراز العرق تحدث التهابات في الغدد الدرقية وانسداد في الجلد نتيجة تراكم الأملاح وخاصة في مناطق الصدر والظهر مما يزيد ظهور الحبوب في البشرة مع حكة شديدة.ويضيف:للوقاية من تلك المضاعفات التي تلحق بالجلد ينبغي عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، كما ينبغي استخدام الكريمات الطبية الواقية من الشمس على أن تكون بمعرفة إحدى شركات الأدوية، وليس من إنتاج شركات مستحضرات التجميل، وأن تكون معتمدة ومصرحاً بها من قبل وزارة الصحة، كما يفضل أن يشرف طبيب الجلدية على اختيار نوع الدهان أو كريم الجلد المستخدم تبعاً لنوع الجلد، ومدى حساسيته للتعرض للشمس، وينبغي الاهتمام بوضع تلك الكريمات على الجلد قبل النزول إلى الشاطئ مع التأكد أن كريم الجلد المستخدم هو للوقاية من تأثير أشعة الشمس وليس لترطيب البشرة أو الجلد، أما في حالة حدوث التفاعلات بين الجلد وأشعة الشمس وظهور احمرار أو فقاعات جلدية يكون العلاج باستخدام دهانات طبية تقلل من حساسية الجلد لأشعة الشمس.أما في حالة ظهور التينيا الجلدية فينبغي الاهتمام بالنظافة الشخصية وتعدد مرات الاستحمام وتجفيف الجلد جيداً من الماء وتمثيل العلاج الدوائي في تناول كبسولات أو استخدام دهانات مضادة للفطريات، وقد يحتاج الأمر إلى جلسات من العلاج الإشعاعي تحت إشراف طبي لعلاج البقع الجلدية وعلاج الحروق الشمسية والبقع الناتجة عن حالة التينيا ليتم بأشعة الليزر التي تحقق نتائج جيدة وبدون آثار جانبية وللوقاية من التهابات الغدد العرقية التي تنتج بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس، لا بد من ارتداء الملابس القطنية.وفي حالة الإصابة يتم عمل كمادات من المياه الباردة واستخدام بعض الدهانات الطبية الخاصة لعلاج هذه الالتهابات.ورغم أهمية كريمات البحر على الشواطئ، إلا أن استخدامها العشوائي قد يسبب الالتهابات الجلدية، ويرجع ذلك إلى عدم مطابقتها للمواصفات الطبية السليمة، خاصة في حالة الكريمات التي تكسب البشرة اللون البرونزي فهي تتفاعل مع الشمس والأملاح المعدنية على الشواطئ وخاصة عنصر اليود مما يزيد من حدوث الالتهابات وانتشار القشور والحكة الشديدة بالجلد، كما ينبغي عدم الاعتماد على وصفات الأصدقاء في اختيار نوع كريم الجلد المستخدم، فلكل بشرة النوع الملائم لها . منقول للافادة
ممدوح المسلمي
11072005
* ثورة طبية جديدة في مجال علاج الأمراض الجلدية تقوم على نوع جديد من العلاج هو «العلاج الضوئي» فقد أثبتت التجارب والبحوث العلمية التي أجريت بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة نجاح هذا النوع من العلاجات في كثير من الأمراض الجلدية وعلى رأسها الصدفية والبهاق والوحمات وفي بعض حالات الحساسية وأيضا بعض حالات الارتكارية والفطر الفطراني وغيرها وهي الأمراض المنتشرة بكثرة في الدول العربية.والجديد في طرق التشخيص هو «الناروباند» أحدث طرق العلاج الضوئي للأمراض الجلدية.الدكتورة هناء إمام رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة تقول إن فكرة العلاج الضوئي للأمراض الجلدية تستخدم منذ سنوات طويلة ولكن حدثت تطورات عليها الآن أهمها استخدام الأشعة فوق البنفسجية من النوع (ب) والمعروفة بـ «الناروباند»، حيث أثبتت نتائج إيجابية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع (أ).وتشير إلى أن العلاج الضوئي للأمراض الجلدية لا يتم اللجوء إليه إلا إذا فشل العلاج التقليدي ولم تحقق المراهم الاستجابة المطلوبة، وكانت المساحات المصابة كبيرة، ففي هذه الحالة يتم اللجوء إلا العلاج الضوئي، حيث تستخدم جلسات حسب حالة المريض، وهي تخضع لتقديرات الطبيب المعالج أما بالنسبة للأمراض الجلدية التي يستخدم فيها هذا النوع من العلاج فهي كثيرة كما تقول د.هناء أهمها البهاق والصدفية والوحمات والحزاز وبعض حالات الحساسية وأيضا بعض حالات الارتكاريا والفطر «الفطراني»وهو نوع من أنواع الأورام السرطانية في الجلد وأنواع من الهرش.
تشخيص العلاج الضوئي
وبالنسبة للجديد في طريق تشخيص العلاج الضوئي للأمراض الجلدية تؤكد د.هناء إمام هو استخدام نوع جديد من الموجات فوق البنفسجية من النوع (ب)والمعروفة بالناروباند مع العلاجات التقليدية لتلاشي حدوث أي مضاعفات والتقليل من الآثار السلبية لهذا النوع من العلاج.الدكتور محمود فوزي عبد الحميد الأستاذ بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة يقول إن الحساسية الضوئية هي عبارة عن تغيرات جلدية مؤقتة أو دائمة في أماكن التعرض للشمس، وهذه النوعية من الأمراض الوراثية المصحوبة بالحساسية الضوئية عادة ما تنشأ من عيوب في نظم إصلاح الحمض النووي المسؤول عن ضبط وتصليح الأخطاء الجانبية التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية والعلاج الضوئي يتم عن طريق استخدام شعاع من هذه الأشعة.وتنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى أشعة فوق بنفسجية (أ)وأشعة فوق بنفسجية (ب)وذلك حسب الطول الموجي لكل منهما، فالطول الموجي للأشعة (أ)ما بين 315 ـ 400 نانومتر، ويمثل أكثر من %90 من أشعة الشمس، أما الأشعة (ب)فالطول الموجي لها من 280 ـ 315 نانومتراً ويمثل أقل من %10 من أشعة الشمس ولكنه أكثر خطورة لتأثيره الضار المباشر على الحمض النووي للخلايا، ولذلك ينصح دائما باستعمال الكريمات الواقية من الشمس قبل التعرض للشمس بربع ساعة وهي أما تعكس الأشعة فوق البنفسجية (أ)، (ب)وتمتصها وتحولها إلى مواد غير ضارة للجلد خاصة لمن يعانون من الحساسية الضوئية في البلاد الحادة ومنها مصر والدول الخليجية.والعلاج الضوئي يتم في النوع (ب)عند الطول الموجي (311) والمسمى «باروباند» وله شروط الجرعة وتحسب بالجول على سنتيمتر مربع، وهذا يحددها الطبيب المعالج وفقا لحالة المريض، وكذلك عدد جلسات العلاج ومراعاة نوع الجلد وهو 6 أنواع، النوعان الأول والثاني هما البشرة البيضاء والسادس البشرة السوداء وبينهما باقي الدرجات، وهناك قاعدة وهي مراعاة أن تكون الجرعة أقل في البشرات الفاتحة كالبيضاء والقمحية لأنهما أقل تحملا للعلاج الضوئي.ويقول د.محمود إن الفرق بين العلاج بالأشعة (A)لا بد من تناول أقراص السورالين قبل استعمال الأشعة بساعتين وهو العلاج المشهور ولكنه يحرم في حالات الحمل والرضاعة وتحت 10 سنوات، وأمراض الكبد والكلى والقلب المزمنة، أما النوع الجديد «الناروباند» فلا تستخدم أي أقراص قبل استعماله، كما أن قوة اختراقه جيدة وأكثر أمنا واستخداماته أوسع، وحتى بالنسبة للأطفال لا يشكل أي خطورة ويستعمل بنجاح في علاج أمراض «البهاق» المنتشرة في دول الخليج العربي.وينصح د.محمود فوزي المصطافين والذين يعملون في الصحراء من التعرض للشمس أثناء فترة الظهيرة مع ضرورة استعمال الكريمات الواقية من الشمس وهو ثلاثة أنواع، الأول الذي يعكس الأشعة الضوئية والثاني الذي يمتصها ويجعلها غير ضارة والنوع الثالث هو الذي يعكس ويمتص معا وهو النوع الأفضل بينها.
في حالات الحمل والرضاعة
وللمركز القومي للبحوث تجربة رائدة في العلاج الضوئي للأمراض الجلدية، خاصة مرضى «الصدفية»، والصدفية عبارة عن التهاب مزمن يصيب جلد الإنسان على هيئة بقع حمراء سميكة متعددة الأشكال ويكسوها طبقات من قشور ذات لون فضي يشبه الصدفة. ومن هنا جاء اسم الصدفية، ويصاحب هذه القشور حكة، تزداد حدتها في معظم الحالات في الأيام الباردة خاصة خلال فصل الشتاء، والمعروف ان خلايا الجلد الموجودة في الجزء الخارجي منه، تنقسم وتزداد في العدد لتكون الطبقات الخارجية ثم تسقط في النهاية، وذلك بمعدل مرة واحدة كل حوالي 4 أسابيع تقريبا إلا أنه في حالة إصابة الجلد بمرض الصدفية فإن هذه العملية تحدث في فترة قصيرة تصل إلى حوالي من 5-8 أيام مما يؤدي على ظهور تلك الطبقات السميكة والمغطاة بخلايا الجلد المنقسمة وغير المكتملة النمو.ومرض الصدفية عادة يصيب مناطق الكوعين والرقبة وفروة الرأس إلا أنه قد يمتد ليصيب جميع أجزاء الجسم بما فيها الأظافر وأحيانا يأخذ مرض الصدفية شكلا آخر على هيئة التهاب حاد يصيب المفاصل الطرفية في اليدين والقدمين ويصاحبه عادة آلام وتورمات شديدة في هذه المفاصل، وهذا النوع من الالتهابات لا يصيب بالضرورة جميع مرضى الصدفية الجلدية ولكن يصيب حالات قليلة فقط تبلغ نسبتها من 5 ـ %10 من مجموع حالات الصدفية وتبلغ نسبة الإصابة بالصدفية حوالي 1 إلى %3 من تعداد السكان إلا أنها تختلف باختلاف الموقع الجغرافي حيث تزداد في دول شمال الكرة الأرضية وتقل كلما اتجهنا للجنوب.ويبلغ عدد مرضى الصدفية في المملكة العربية السعودية حوالي 55 ألف مريض وفي مصر حوالي 900 ألف مريض وفي الكويت حوالي 16 ألفا وفي الإمارات حوالي 14 ألف مريض وفي سورية ولبنان يصل العدد إلى حوالي 150 ألف مريض ويبلغ عدد المرضى في ألمانيا حوالي 2.5 مليون مريض وإنجلترا حوالي 3 ملايين وفي أميركا حوالي 5 ملايين مريض وإجمالي عدد المرضى في أوروبا كلها حوالي 25 مليون مريض والعلاج الذي توصل إليه خبراء المركز القومي للبحوث للمرضى يعرف بالاستشفاء البيئي أو العلاج باستخدام العوامل الطبيعية وبدون أي أدوية.ويعتبر هذا الأسلوب العلاجي هو افضل الطرق المستخدمة لعلاج الصدفية، حيث إنه يعطي نتائج عالية للغاية وفي مدة تتراوح الأربعة أسابيع ومن أهم مميزات هذه الطريقة العلاجية أنه لا توجد له أي آثار جانبية على الإطلاق.ومن هنا فإنه لا خوف من اتباع هذا العلاج الآمن، كذلك فإنه لوحظ أن نسبة ظهور المرض مرة أخرى بعد الشفاء منخفضة كما انه في حالة ارتداد المرض أو الانتكاسة فإنه يظهر بصورة أقل كثيراً مما كان عليه قبل العلاج ويتم العلاج بنظام الاستشفاء البيئي عن طريق قيام المريض بالاستحمام في مياه البحر بمنطقة سفاجا ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مرتين يوميا الأولى بعد شروق الشمس والثانية قبل الغروب حيث تتوافر الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة والمعروفة بتأثيرها الفعال في علاج الصدفية.ويتم هذا النظام من خلال برنامج علاجي يومي يتم تحديدة بمعرفة الطبيب المعالج.ويختلف هذا البرنامج حسب لون الجلد وطبيعة البشرة، كذلك شدة المرض وسن المريض.
الاستشفاء البيئي الضوئي
ترجع أهمية العلاج بنظام الاستشفاء البيئي «الضوئي» إلى أنه خال من استخدام الأدوية والعقاقير والكيماويات وليست له أي آثار جانبية ضارة ويعطي نتائج عالية للغاية في فترة قصيرة بالمقارنة بنتائج استعمال الأدوية، سواء موضعية أو داخلية، وإتقان وسهولة اتباع العلاج بدون أي تجهيزات خاصة، وكذلك انخفاض نسبة ارتداد المرض مرة أخرى بالمقارنة بالأدوية.ويوضح الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث التفسير العلمي لشفاء المرضى من الصدفية بسفاجا أنه عند غسيل الجلد المصاب بالمياه المرتفعة في نسبة ملوحتها ثم تعرضها لأشعة الشمس فوق البنفسجية «العلاج الضوئي»فإن هذين العاملين يلعبان دورا مهماً في اختفاء المرض.فالاستحمام في تلك المياه ينتج عنه تبادل الأيونات من خارج الجلد وداخله مما ينتج عنه اتزان في انقسام خلايا الجلد، كما أن التعرض لاشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين (د)الذي يلعب دورا مهما في ضبط الخلل الموجود في الجهاز المناعي مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقساماتها الطبيعية وبالتالي اختفاء أعراض المرض.من ناحيته يقول الدكتور حامد عبد الله أستاذ الجلدية والتناسلية بطب القصر العيني إن التعرض المباشر للشمس ولفترات طويلة يؤدي إلى إصابة الجلد بالعديد من المشكلات نتيجة التفاعلات التي تحدث بين البشرة وبين أشعة الشمس وينشأ عن هذا التفاعل احمرار بالجلد وظهور البقع البنية التي تنتهي في أغلب الأحيان بالحروق الشمسية وخاصة للبشرة القاتمة، كما يؤدي تعرض الجلد للشمس إلى الإصابة بالعدوى الفطرية التي تحدث في فصل الصيف لارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة بالجو بالإضافة لبعض السلوكيات غير السليمة مثل تبادل الملابس واستخدام الأدوات الشخصية للغير مثل، المناشف وملابس البحر على الشواطئ.وهذه العدوى الفطرية تؤدي إلى ظهور ما يعرف بـ «التينيا» الملونة وتظهر في صورة بقع فاتحة أو داكنة تنتشر على مساحات كبيرة بالجلد، كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة والتعرض للشمس، خاصة على الشواطئ إلى زيادة إفراز العرق في ثنايا الجلد خاصة في الأشخاص البدناء، مما يسبب التهاب ثنايا الجلد بين الفخذين والإبطين يظهر في شكل احمرار شديد في الجلد وقشور ويتحول الجلد إلى اللون الداكن، ومع زيادة إفراز العرق تحدث التهابات في الغدد الدرقية وانسداد في الجلد نتيجة تراكم الأملاح وخاصة في مناطق الصدر والظهر مما يزيد ظهور الحبوب في البشرة مع حكة شديدة.ويضيف:للوقاية من تلك المضاعفات التي تلحق بالجلد ينبغي عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، كما ينبغي استخدام الكريمات الطبية الواقية من الشمس على أن تكون بمعرفة إحدى شركات الأدوية، وليس من إنتاج شركات مستحضرات التجميل، وأن تكون معتمدة ومصرحاً بها من قبل وزارة الصحة، كما يفضل أن يشرف طبيب الجلدية على اختيار نوع الدهان أو كريم الجلد المستخدم تبعاً لنوع الجلد، ومدى حساسيته للتعرض للشمس، وينبغي الاهتمام بوضع تلك الكريمات على الجلد قبل النزول إلى الشاطئ مع التأكد أن كريم الجلد المستخدم هو للوقاية من تأثير أشعة الشمس وليس لترطيب البشرة أو الجلد، أما في حالة حدوث التفاعلات بين الجلد وأشعة الشمس وظهور احمرار أو فقاعات جلدية يكون العلاج باستخدام دهانات طبية تقلل من حساسية الجلد لأشعة الشمس.أما في حالة ظهور التينيا الجلدية فينبغي الاهتمام بالنظافة الشخصية وتعدد مرات الاستحمام وتجفيف الجلد جيداً من الماء وتمثيل العلاج الدوائي في تناول كبسولات أو استخدام دهانات مضادة للفطريات، وقد يحتاج الأمر إلى جلسات من العلاج الإشعاعي تحت إشراف طبي لعلاج البقع الجلدية وعلاج الحروق الشمسية والبقع الناتجة عن حالة التينيا ليتم بأشعة الليزر التي تحقق نتائج جيدة وبدون آثار جانبية وللوقاية من التهابات الغدد العرقية التي تنتج بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس، لا بد من ارتداء الملابس القطنية.وفي حالة الإصابة يتم عمل كمادات من المياه الباردة واستخدام بعض الدهانات الطبية الخاصة لعلاج هذه الالتهابات.ورغم أهمية كريمات البحر على الشواطئ، إلا أن استخدامها العشوائي قد يسبب الالتهابات الجلدية، ويرجع ذلك إلى عدم مطابقتها للمواصفات الطبية السليمة، خاصة في حالة الكريمات التي تكسب البشرة اللون البرونزي فهي تتفاعل مع الشمس والأملاح المعدنية على الشواطئ وخاصة عنصر اليود مما يزيد من حدوث الالتهابات وانتشار القشور والحكة الشديدة بالجلد، كما ينبغي عدم الاعتماد على وصفات الأصدقاء في اختيار نوع كريم الجلد المستخدم، فلكل بشرة النوع الملائم لها . منقول للافادة