زائر
يساعد في تخفيفها لدى الأطفال
القاهرة: د. هاني رمزي عوض*
أشارت دراسة حديثة نشرت في منتصف شهر مارس (آذار) من العام الحالي، أجراها فريق من أطباء المناعة والحساسية من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنه يمكن التخلص التدريجي من حساسية الحليب Desensitizing، عن طريق إعطاء جرعات متزايدة من الحليب جنبا إلى جنب مع دواء للحساسية يسمى maizmab، مما يساعد الأطفال على تكوين مناعة ومقاومة لحساسية الحليب بشكل أسرع. وتجدر الإشارة إلى أن مجرد التعرض للحليب تدريجيا وبجرعات متزايدة، يمثل طريقة جيدة لمقاومة الحساسية. ولكن إعطاء العقار يساعد في الإسراع، حيث إن عملية تقليل الحساسية تدريجيا تستلزم وقتا طويلا. وقام الباحثون في الدراسة التي بدأت في عام 2009 بإعطاء عقار maizmab والاسم التجاري لهذا الدواء هو Xai أولا قبل إعطاء الأطفال جرعات متزايدة من الحليب خلال من 7 إلى 10 أسابيع. وتعتبر هذه الفترة قليلة جدا.
عقار يقلل الحساسية
* وقد ساعد العقار أيضا على تقليل أعراض الحساسية، حيث إن الأطفال الذين تم إعطاؤهم جرعات متزايدة من الحليب فقط ظهرت أعراض الحساسية على نسبة من 10 إلى 20 في المائة منهم، وتلك الأعراض التي كانت من القوة للحد الذي أوقف عملية مقاومة الحساسية. وبعد التوقف عن إعطاء العقار وإعطاء جرعات متزايدة من الحليب فقط على مدار 8 أسابيع أخرى لم تحدث أعراض الحساسية المعتادة، بل تمكن الأطفال من تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على الحليب مثل الجبنة والزبادي للمرة الأولى في حياتهم.
وتعتبر مشكلة حساسية الطعام من المشكلات الكبيرة التي تواجه الأطفال، ويكفي أن نعرف أن ما يزيد على 3 ملايين طفل في الولايات المتحدة وحدها يعانون من حساسية الطعام، وتتفاوت درجة التفاعل مع الحساسية وكذلك الأعراض من مجرد أعراض بسيطة، مثل الطفح الجلدي، إلى أعراض خطيرة جدا تهدد حياة الطفل.
حساسية للحليب
* وتأتي حساسية الحليب على رأس قائمة الأطعمة التي تسبب الحساسية وتصيب ما يقرب من 2.5 في المائة من الأطفال الأميركيين تحت سن 3 سنوات، وعلى الرغم من حجم المشكلة، فإن العلاج ما زال يقتصر على تجنب الطعام المسبب للحساسية أو علاج الأعراض الناتجة من تناوله.
وحساسية الحليب أو Mik Aegy تعتبر من أكثر أمراض حساسية الطعام انتشارا، ويتم اكتشافها في الشهور الأولى من عمر الطفل حينما يتناول حليب البقر الذي يحتوي على بروتينات كثيرة يتم تعرف الجسم عليها على أنها مادة غريبة أو Antigen، ومن أهم البروتينات الموجودة بالحليب هو الكازين asein، ويتم التفاعل مع هذا الجسم الغريب أو الأنتيجين عبر إفراز الجسم للأجسام المضادة (Ig E)، التي بدورها تحفز الجهاز المناعي للجسم لإفراز مواد كيمائية للدفاع عن الجسم ضد المادة الغريبة. ومن أهم تلك المواد الهيستامين، وهذا التفاعل هو ما يطلق عليه الحساسية. ومن المعروف أن الهيستامين هو المسبب الرئيسي لمعظم أعراض الحساسية، مثل الطفح الجلدي والهرش أو الحكة والعطس، وكذلك احمرار العين وأعراض للجهاز الهضمي مثل الإسهال أو القيء أو الغثيان، أو أعراض للجهاز التنفسي مثل السعال أو الصفير.
ويأتي بروتين فول الصويا في المرتبة الثانية من حيث تعرف الجسم عليه كأنتيجن antigen في الشهور الأولى من حياة الطفل، ويتم التفاعل بنفس الطريقة، ويكون دور العلاج مهما جدا حيث إنه يرتبط أو يحتوي على Binds p)) الأجسام المضادة Ig E، ويمنعه من إفراز المواد الكيميائية التي تسبب الحساسية.
حساسية الحليب و«عدم تقبله»
* يجب أن ندرك أن هناك فرقا بين حساسية الحليب (Mik Aegy) وعدم تحمل اللاكتوز في الحليب (atse Inteane)، وذلك لنقص الإنزيم المخصوص لهضم سكر اللاكتوز، وهو اللاكتاز atase، الموجود في جدار الأمعاء الدقيقة، حيث إن نقص هذا الإنزيم يؤدي إلى عدم امتصاص اللاكتوز، وبالتالي عدم تحمل الحليب.
وعلى الرغم من تشابه الأعراض تقريبا، خاصة أعراض الجهاز الهضمي، من إسهال وقيء وانتفاخ، فإن السبب مختلف، فحساسية الحليب سببها مناعي، وعدم تحمل اللاكتوز سببه نقص إنزيم اللاكتازatase enzyme. وفي الحالتين يكون تجنب الحليب هو العلاج الأمثل، وهو أمر عسير؛ إذ إن الحليب يدخل بشكل أساسي في مكونات الكثير من الأطعمة، وحتى إن كان بكمية بسيطة.
ومن المعروف أن الطفل الذي يعاني من حساسية الحليب من المرجح أن يصاب بأنواع أخرى من الحساسية، مثل حساسية الصدر وحساسية الجلد أو حساسية من أنواع أخرى من الطعام؛ حيث إن حساسية الحليب هي المؤشر على حساسية جهاز المناعة لدى الطفل.
علاج تدريجي
* وتكمن أهمية هذه الدراسة في التوصل للخلط بين العقار والحليب تدريجيا، حيث نشرت دراسة في نفس السياق أجريت في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، قام بها فريق طبي من مستشفى جون هوبكنز للأطفال بالولايات المتحدة، أنه يمكن العلاج من حساسية الحليب تدريجيا بالتنقيط لقطرات من الحليب تحت اللسان على جرعات صغيرة جدا، ولكن متزايدة.
وهذه الفكرة في جوهرها هي الفكرة الأساسية في علاج أي نوع من أنواع الحساسية، بتعريض المريض لجرعات متزايدة من antigen (الأنتيجين)، المسبب للحساسية باستمرار بجرعات صغيرة حتى يتم (تعليم أو تعويد) جهاز المناعة على التعامل معه من دون أعراض الحساسية، أي مثل فكرة التطعيم تماما.
وقد أجريت هذه التجربة على 30 طفلا تتراوح أعمارهم من 7 إلى 15 سنة، وتم إعطاؤهم جميعا الحليب بالتنقيط تحت اللسان بجرعات صغيرة لعدة أسابيع حتى تمت الاستجابة الأولية لمقاومة الحساسية (أي تحمل الحليب أو الأنتيجن بأقل أعراض جانبيه). وتم بعد ذلك تقسيمهم إلى مجموعتين؛ الأولى من 10 أطفال استمرت في العلاج بالتنقيط تحت اللسان، ومجموعة أخرى من 20 طفلا استكملوا العلاج بجرعات متزايدة من مسحوق الحليب لمدة شهر، واستمرت تلك التجربة 3 أشهر.
وفي النهاية تمكن الـ30 طفلا من شرب الحليب بنجاح تحت إشراف طبي. وينبغي أن يوضع في الحسبان أن مثل هذه التجارب والجرعات المتزايدة من (الأنتيجين) أو الحليب يجب أن تكون تحت إشراف طبي؛ حيث إن بعض أعراض (التفاعل) أو الحساسية قد تكون شديدة الخطورة. والجدير بالذكر أن نفس مستشفى جونز هوبكنز قام بتجربة سابقة من إعطاء بروتينات الحليب للأطفال على جرعات متزايدة، ولكن بالفم، وليس التنقيط تحت اللسان.
وتمثل هذه الدراسة مع العقار الجديد أملا كبيرا للأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام. وقد بدأت التجربة على الحليب، لأنه من أهم مسببات الحساسية كما أوضحنا، ولكن يمكن أن تمتد لتشمل قائمة أكبر تنوعا من الأطعمة في المستقبل القريب.
* اختصاصي في طب الأطفال
جريدة الشرق الأوسط
معاناتي منذ الصغر من حساسية الحليبin10;
القاهرة: د. هاني رمزي عوض*
أشارت دراسة حديثة نشرت في منتصف شهر مارس (آذار) من العام الحالي، أجراها فريق من أطباء المناعة والحساسية من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنه يمكن التخلص التدريجي من حساسية الحليب Desensitizing، عن طريق إعطاء جرعات متزايدة من الحليب جنبا إلى جنب مع دواء للحساسية يسمى maizmab، مما يساعد الأطفال على تكوين مناعة ومقاومة لحساسية الحليب بشكل أسرع. وتجدر الإشارة إلى أن مجرد التعرض للحليب تدريجيا وبجرعات متزايدة، يمثل طريقة جيدة لمقاومة الحساسية. ولكن إعطاء العقار يساعد في الإسراع، حيث إن عملية تقليل الحساسية تدريجيا تستلزم وقتا طويلا. وقام الباحثون في الدراسة التي بدأت في عام 2009 بإعطاء عقار maizmab والاسم التجاري لهذا الدواء هو Xai أولا قبل إعطاء الأطفال جرعات متزايدة من الحليب خلال من 7 إلى 10 أسابيع. وتعتبر هذه الفترة قليلة جدا.
عقار يقلل الحساسية
* وقد ساعد العقار أيضا على تقليل أعراض الحساسية، حيث إن الأطفال الذين تم إعطاؤهم جرعات متزايدة من الحليب فقط ظهرت أعراض الحساسية على نسبة من 10 إلى 20 في المائة منهم، وتلك الأعراض التي كانت من القوة للحد الذي أوقف عملية مقاومة الحساسية. وبعد التوقف عن إعطاء العقار وإعطاء جرعات متزايدة من الحليب فقط على مدار 8 أسابيع أخرى لم تحدث أعراض الحساسية المعتادة، بل تمكن الأطفال من تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على الحليب مثل الجبنة والزبادي للمرة الأولى في حياتهم.
وتعتبر مشكلة حساسية الطعام من المشكلات الكبيرة التي تواجه الأطفال، ويكفي أن نعرف أن ما يزيد على 3 ملايين طفل في الولايات المتحدة وحدها يعانون من حساسية الطعام، وتتفاوت درجة التفاعل مع الحساسية وكذلك الأعراض من مجرد أعراض بسيطة، مثل الطفح الجلدي، إلى أعراض خطيرة جدا تهدد حياة الطفل.
حساسية للحليب
* وتأتي حساسية الحليب على رأس قائمة الأطعمة التي تسبب الحساسية وتصيب ما يقرب من 2.5 في المائة من الأطفال الأميركيين تحت سن 3 سنوات، وعلى الرغم من حجم المشكلة، فإن العلاج ما زال يقتصر على تجنب الطعام المسبب للحساسية أو علاج الأعراض الناتجة من تناوله.
وحساسية الحليب أو Mik Aegy تعتبر من أكثر أمراض حساسية الطعام انتشارا، ويتم اكتشافها في الشهور الأولى من عمر الطفل حينما يتناول حليب البقر الذي يحتوي على بروتينات كثيرة يتم تعرف الجسم عليها على أنها مادة غريبة أو Antigen، ومن أهم البروتينات الموجودة بالحليب هو الكازين asein، ويتم التفاعل مع هذا الجسم الغريب أو الأنتيجين عبر إفراز الجسم للأجسام المضادة (Ig E)، التي بدورها تحفز الجهاز المناعي للجسم لإفراز مواد كيمائية للدفاع عن الجسم ضد المادة الغريبة. ومن أهم تلك المواد الهيستامين، وهذا التفاعل هو ما يطلق عليه الحساسية. ومن المعروف أن الهيستامين هو المسبب الرئيسي لمعظم أعراض الحساسية، مثل الطفح الجلدي والهرش أو الحكة والعطس، وكذلك احمرار العين وأعراض للجهاز الهضمي مثل الإسهال أو القيء أو الغثيان، أو أعراض للجهاز التنفسي مثل السعال أو الصفير.
ويأتي بروتين فول الصويا في المرتبة الثانية من حيث تعرف الجسم عليه كأنتيجن antigen في الشهور الأولى من حياة الطفل، ويتم التفاعل بنفس الطريقة، ويكون دور العلاج مهما جدا حيث إنه يرتبط أو يحتوي على Binds p)) الأجسام المضادة Ig E، ويمنعه من إفراز المواد الكيميائية التي تسبب الحساسية.
حساسية الحليب و«عدم تقبله»
* يجب أن ندرك أن هناك فرقا بين حساسية الحليب (Mik Aegy) وعدم تحمل اللاكتوز في الحليب (atse Inteane)، وذلك لنقص الإنزيم المخصوص لهضم سكر اللاكتوز، وهو اللاكتاز atase، الموجود في جدار الأمعاء الدقيقة، حيث إن نقص هذا الإنزيم يؤدي إلى عدم امتصاص اللاكتوز، وبالتالي عدم تحمل الحليب.
وعلى الرغم من تشابه الأعراض تقريبا، خاصة أعراض الجهاز الهضمي، من إسهال وقيء وانتفاخ، فإن السبب مختلف، فحساسية الحليب سببها مناعي، وعدم تحمل اللاكتوز سببه نقص إنزيم اللاكتازatase enzyme. وفي الحالتين يكون تجنب الحليب هو العلاج الأمثل، وهو أمر عسير؛ إذ إن الحليب يدخل بشكل أساسي في مكونات الكثير من الأطعمة، وحتى إن كان بكمية بسيطة.
ومن المعروف أن الطفل الذي يعاني من حساسية الحليب من المرجح أن يصاب بأنواع أخرى من الحساسية، مثل حساسية الصدر وحساسية الجلد أو حساسية من أنواع أخرى من الطعام؛ حيث إن حساسية الحليب هي المؤشر على حساسية جهاز المناعة لدى الطفل.
علاج تدريجي
* وتكمن أهمية هذه الدراسة في التوصل للخلط بين العقار والحليب تدريجيا، حيث نشرت دراسة في نفس السياق أجريت في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، قام بها فريق طبي من مستشفى جون هوبكنز للأطفال بالولايات المتحدة، أنه يمكن العلاج من حساسية الحليب تدريجيا بالتنقيط لقطرات من الحليب تحت اللسان على جرعات صغيرة جدا، ولكن متزايدة.
وهذه الفكرة في جوهرها هي الفكرة الأساسية في علاج أي نوع من أنواع الحساسية، بتعريض المريض لجرعات متزايدة من antigen (الأنتيجين)، المسبب للحساسية باستمرار بجرعات صغيرة حتى يتم (تعليم أو تعويد) جهاز المناعة على التعامل معه من دون أعراض الحساسية، أي مثل فكرة التطعيم تماما.
وقد أجريت هذه التجربة على 30 طفلا تتراوح أعمارهم من 7 إلى 15 سنة، وتم إعطاؤهم جميعا الحليب بالتنقيط تحت اللسان بجرعات صغيرة لعدة أسابيع حتى تمت الاستجابة الأولية لمقاومة الحساسية (أي تحمل الحليب أو الأنتيجن بأقل أعراض جانبيه). وتم بعد ذلك تقسيمهم إلى مجموعتين؛ الأولى من 10 أطفال استمرت في العلاج بالتنقيط تحت اللسان، ومجموعة أخرى من 20 طفلا استكملوا العلاج بجرعات متزايدة من مسحوق الحليب لمدة شهر، واستمرت تلك التجربة 3 أشهر.
وفي النهاية تمكن الـ30 طفلا من شرب الحليب بنجاح تحت إشراف طبي. وينبغي أن يوضع في الحسبان أن مثل هذه التجارب والجرعات المتزايدة من (الأنتيجين) أو الحليب يجب أن تكون تحت إشراف طبي؛ حيث إن بعض أعراض (التفاعل) أو الحساسية قد تكون شديدة الخطورة. والجدير بالذكر أن نفس مستشفى جونز هوبكنز قام بتجربة سابقة من إعطاء بروتينات الحليب للأطفال على جرعات متزايدة، ولكن بالفم، وليس التنقيط تحت اللسان.
وتمثل هذه الدراسة مع العقار الجديد أملا كبيرا للأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام. وقد بدأت التجربة على الحليب، لأنه من أهم مسببات الحساسية كما أوضحنا، ولكن يمكن أن تمتد لتشمل قائمة أكبر تنوعا من الأطعمة في المستقبل القريب.
* اختصاصي في طب الأطفال
جريدة الشرق الأوسط
معاناتي منذ الصغر من حساسية الحليبin10;