غذاؤك دواؤك ... إنقاص الوزن وسلامة اتخاذ القرار

زائر
عندما يتعامل أي طبيب مع أي مرض قد أصيب به شخص ما كالتهاب الحلق فهو يتعامل مع مسبب جرثومي من المكورات العنقودية قد سبب الالتهاب ويصف له دواء من المضادات الحيوية ويعطيه فترة خمسة أيام للقضاء على التهاب الحلق. ولكن طبيب التغذية عندما يتعامل مع أي شخص لإنقاص وزنه فإنه يتعامل مع عدة مسببات قد أدت لزيادة الوزن، وليس مسبباً واحداً فقط كما حالة التهاب الحلق المذكورة في المثال السابق، هنا يتعامل طبيب التغذية مع أكثر من مائة مسبب أدى الى زيادة الوزن، وقدرة الطبيب هنا على تمييز المسببات والتحكم بها تعطيه القدرة على إنقاص وزن المريض.
لماذا لا ينقص وزني؟ سؤال تطرحه الكثير من الفتيات والكثير أيضاً من الشبان والأشخاص: لماذا لا ينقص وزني رغم أنني أتبع نظاماً غذائياً، وأتدرب وأمارس الرياضة، أو أنني تكلفت الكثير على تناول الأدوية التي كتب عليها لإنقاص الوزن؟
حتى إن البعض يذهبون لعمليات شفط الدهون ولكنهم يرون بعد شهر أو اثنين بأن الوزن الزائد والسمنة قد عادت إليهم، وكل تلك المحاولات تكون مكلفة وتسبب اليأس وانعدام الثقة بين المريض وبين أخصائي التغذية أو بين أي دواء يراه أو يتناوله أو بين أي مركز طبي، وينبغي التذكير هنا بأن الملاحظ عند مراجعة الشخص الذي يعاني من السمنة للمركز أو للمكان الذي يتناول من خلاله العلاج الخاطئ يقول المعالج للمريض أنت لم ينقص وزنك لأنك لم تتبع جميع نصائحي مع العلم بأن المريض هنا يكون قد اتبع جميع النصائح ولم ينقص الوزن وتكون النتيجة شعور المريض بالإحباط واليأس.
وهنا سنعالج الخطأ الحاصل في أساليب تخفيف الوزن وأنظمته وسنعطي أمثلة وأدلة تساعد الشخص على تمييز ما يجب اتباعه لإنقاص وزنه.
عمليات شفط الدهون:يتوضع الدهن في الجسم حول الكلى وحول الأمعاء وحول شغاف القلب وتحت الحجاب الحاجز، هذا الدهن يسبب زيادة الوزن ولا يمكن لعمليات شفط الدهون التخلص منه، بل تتخلص من الدهون الظاهرة والمتوضعة تحت الجلد مع العلم بأن الدهون المتمركزة داخل الجسم تكون أعلى من تلك المتمركزة تحت الجلد وتكون النتيجة بأن السمنة لا تزال مزمنة في الشخص وتعود الدهون لتترسب تحت الجلد حتى موعد الشفط الثاني وهكذا هنا في عملية شفط الدهون لا يتعامل الطبيب مع المسبب الذي هو الدهون ولكن يتعامل مع العرض الظاهر وهو ترسب هذه الدهون تحت الجلد وتكون النتيجة بأننا لم نعالج السمنة حيث إن المسبب بقي موجوداً مع العلم بأن عمليات شفط الدهون تعالج السمنة الظاهرة المتسببة من ترسب الدهون مع العلم بأن زيادة الوزن لها عدة مسببات وليس فقط الدهون أي عمليات شفط الدهون تعاملت هنا مع جزء من أحد المسببات للسمنة وهو الدهن.الأنظمة الغذائية:قبل إقدام أي شخص على شراء نظام غذائي أو اتباعه عليه أن يميز أولاً كيف وضع هذا النظام الغذائي؟ ولماذا وضع ومن الذي وضعه؟؟ وأبعد من ذلك عليه أن يسأل الطبيب أو الأخصائي: لماذا عليَّ أن أتناول هذا الطعام مثلا؟ وما سبب وضع هذا النوع من الطعام في هذا الوقت.
ويمكن للشخص أن يعلم مدى فاعلية النظام الغذائي بعد ثلاثة أيام من اتباعه بحيث ألا يعتبر النظام الغذائي نظاماً إلا إذا كان علاجاً لجميع مسببات السمنة وإلا اعتبر لوحة غذائية لا فائدة منها. فمثلا اذا كتب في هذا النظام الغذائي خبز محمص “توست” فعلى الشخص هنا أن يسأل: لماذا وضع خبز “توست” أو وضع لحوماً في النظام الغذائي. هنا يجب السؤال عن السبب في وضع هذه المواد في القائمة، اي يجب سؤال المركز عن كل تفصيل في النظام الغذائي الذي أعده لك، واسأله أن يضع سبباً، ويوضح لك لماذا وضع هذا النوع من الطعام في القائمة، ومن تلك الأسئلة ستعلم مدى مصداقية وفهم الأخصائي لعمله.
واذا لمست بأن هذا النظام قد استعمله شخص آخر انتبه وابتعد فلا يوجد نظام غذائي يعمل لشخصين. فهناك أنواع من الخبز تسبب السمنة وتكون موضوعة في النظام الغذائي، وهناك أنواع من اللحوم والألبان تسبب السمنة أيضاً لأشخاص معينين وأيضاً يجب أن تستعلم عن تركيبة كل مادة غذائية في ذلك النظام الغذائي وتستشير بها الطبيب خصوصاً اذا كنت تعاني من أمراض الضغط والسكري وغيرها، فاذا ذكر حليب في النظام الغذائي اسأل أي نوع من الحليب وأي شركة حليب على استهلاك حليبها حيث إن تراكيب الحليب مختلفة وتراكيب اللحوم مختلفة كذلك تراكيب الخبز وحتى الخضراوات تختلف فاسأل دائماً عن التحديد وعن سبب الاختيار دائماً اسأل عن شرح لذلك النظام واذا لم تر تحسناً خلال ثلاثة أيام يكون ذلك النظام عبارة عن وجبة غذائية مكتوبة وتكون قد دفعت ثمنهاً باهظاً، وأبعد من ذلك على النظام الغذائي أن يحقق رضا الشخص اذا كان يعاني من ارتفاع الضغط والسمنة معاً هنا، على النظام الغذائي معالجة الاثنين معاً أو أنه اذا كان يعاني من الضعف الجنسي والسمنة معاً، هنا على النظام الغذائي معالجة الضعف الجنسي والسمنة أي على النظام الغذائي توجيه الأغذية لمعالجة جميع المشاكل الصحية المصاحبة للسمنة وإلا أردنا تسميته وجبة غذائية يكون سعرها مطابقاً لسعر إحدى الوجبات السريعة.
أدوية التخسيس: كما أسلفت فإن للسمنة أكثر من مائة مسبب، فقد يكون البروتين أو الدهون أو السكريات أو الفيتامينات أو الكالسيوم أو زيادة الطاقة في الجسم وتخزينها أو خلل في استقلاب المواد الغذائية أو أسباب وراثية أو غدية أو اضطراب إفراز الهرمونات أو عدم الحركة أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية أو حالات الضغط النفسي أو مشاكل عائلية أو العاطفية أو العادات الغذائية وغيرها الكثير فكيف لدواء تخسيس وجه لمنع استحلاب الدهون في الأمعاء أن يعالج السمنة التي سببها اضطراب الاستقلاب في الجسم، هنا هذا الدواء يمنع امتصاص الدهون وهذا سبب من أسباب السمنة ولكن لن يعالج السمنة بحد ذاتها، كيف يمكن لدواء مانع شهية أن يعالج عمليات زيادة الطاقة في الجسم، هنا منع الدواء إفراز اللعاب فمنع الشهية ولكنه لم يمنع عمليات استحداث السكر ودورة البنتوز الفوسفاتي ودورة التحلل الغليكوليتي ودورة استحداث الدهن أو دورة تحلل الدهون، وهذه الدورات قد شرحتها في أعداد سابقة بأن يمكن للجسم تركيب الدهون، وتخزينها ولم يقم الشخص بتناول كمية من الدهون.
أي أن أي نظام غذائي أو نظام تخسيس أو تنحيف يجب أن يأخذ بالاعتبار جميع مسببات السمنة وحالات الاستقلاب في الجسم وأيضاً أن يأخذ بعين الاعتبار تركيب محتوياته من المواد الغذائية وأن لا يحدث تضارب في هذه المواد داخل هذه الحمية أو تلك.
الاستشارةتعتبر الاستشارة الطبية عبارة عن لجنة تقصي حقائق لكلا الطرفين: المريض يريد أن يحدد سبب مرضه وأن يعالجه، والطبيب يريد أن يشخص ذلك المرض ويصف العلاج، ودائماً هناك حقائق طبية، فالطب حقيقة وليس وسيلة إقناع فبمعرفة حقيقة المرض يوصف العلاج المناسب.
حاول دائماً السؤال عن سبب السمنة وحاول أن تسأل الأخصائي أن يحددها لك، من هنا يمكن لك أن تستقرئ هل العلاج الذي ستأخذه حقيقي أو أنه فقط محاولة، فمثلا فتاة عمرها 17 عاماً وزنها 87 وطولها 167 وتأكل صباحا بيضاً أو “كورن فليكس” وتتناول مساء الوجبات السريعة وتحب تناول البسكويت والشوكولاتة وتعاني من اليأس في إنقاص وزنها نظراً لمحاولات عدة فاشلة لإنقاص الوزن وتسأل عن دواء أي أنها تسأل هذه الفتاة الأخصائي عن دواء.
اذا أعطاها الأخصائي دواء وقال لها هذا يعالج السمنة تكون هنا الفتاة قد اشترت دواءً لن يعالج السمنة.
ونريد من خلال هذا السؤال تحديد سبب السمنة، من الملاحظ من خلال السؤال وجود فرط شهية للطعام، وفرط الشهية هذا له عدة أسباب سنحاول ترتيبها بالبداية، من الممكن أن تكون فرط الشهية على ارتباط بالوضع والشعور العاطفي للشخص كازدياد الإقبال على الطعام في أوقات الإحباط أو الحزن أو الدراسة أو الأوقات العصبية، هنا يجب على الشخص تغيير هذه العادة وملاحظتها أولا فأنا لا أصبح سميناً الا اذا زاد إقبالي على الطعام وزاد عدد الوجبات ناهيك عن محتوى هذه الوجبات من المواد الغذائية، إذاً أول علاج يجب اتباعه هو التغلب على هذه الناحية من فرط الشهية، السبب الآخر والملاحظ هنا بأن الشخص يتمتع بعادات غذائية سيئة هي تناول وجبات صغيرة بين الوجبات الأساسية كتناول الشوكولاتة والبسكويت لا ضرر في تناول الشوكولاتة والبسكويت بحد ذاته ولكن الضرر يكمن في وقت تناول هذه المواد، فالشخص هنا يتناولها بين الوجبات، وهذا أيضاً سبب رئيسي للسمنة، هناك سوء لاختيار وقت الطعام ونوع الوجبة أي تناول مواد غذائية دسمة قبل النوم وهذا يؤهل ترسب الدهون وزيادة الوزن، زيادة الوزن هذه أدت للشعور باليأس من التخلص منه وهذا الشعور سيؤدي لزيادة الإقبال على تناول الطعام. تلخص الحالة هنا بأن الشخص لديه خلل في تنظيم أوقات تناول الوجبات، وخلل في اختيار نوع الوجبات، ثم فرط الشهية، ولم ألاحظ بالسؤال أي سبب يدعو لتناول أي أدوية.
إذاً هنا سنضع نظاماً غذائياً يراعي حاجات الفتاة وأيضاً ينقص الوزن ولن نصف أي دواء، هنا حددنا أسباب السمنة واتجهنا للتعمق أكثر في كيفية علاج الحالة أي على الشخص دائماً سؤال الأخصائي ما هي أسباب زيادة وزني قبل أن يسأل الأخصائي عن العلاج.
ممارسة الرياضة:غالباً ما توصف ممارسة الرياضة مع أنظمة تخفيض الوزن، ولكن اذا كان الشخص وزنه 140 كيلوجراماً ولا يستطيع السير فكيف لي أن أشترط عليه ممارسة الرياضة وهو لا يستطيع السير بسبب زيادة وزنه، عليّ أولاً معالجة مشكلة زيادة الوزن ثم أعالج مشكلة لياقته البدنية، وأبعد من ذلك شخص وزنه 130 ويعاني من آلام في المفاصل ويسأل عن أسلوب لتخفيف وزنه هنا لا أستطيع أن أقول له مارس الرياضه لأنه يعاني من آلام في المفاصل، علي هنا كطبيب معالجة زيادة الوزن أولا من دون ممارسة الرياضة ثم أصف له بعد إنقاص وزنه ممارستها أي أنه من المحتمل إنقاص الوزن من دون ممارسة الرياضة والنظام الغذائي يكون هنا مدروساً لإنقاص الوزن من دون حركة، دائما عليك بسؤال الأخصائي عن نظامه الغذائي الموصوف لك هل هذا النظام وضع بشرط الرياضة أو بدون؟ واسأل عن أنواع الرياضة التي عليك ممارستها لإنقاص وزنك واسأل نفسك أولاً هل أنت تستطيع القيام بممارسة الرياضة هذه أو تلك؟
والله الموفق
فالكون