فكرة عامة عن الطب البشري..

زائر
in14;
السلام عليكم
بالبداية احب ارحب بكل من يقرأ هذا الموضوع
واتمنى ان ينال اعجابكم..((بس in10;عفية حبابين اروحلكم فدوة بس لتعيبون لان هاية اول مشاركة الي))

ما هو الطب؟
الطِّـبّ علم وفن يُعنى بدراسة الأمراض ومعالجتها والوقاية منها؛ فهو علم لأنه مبني على المعرفة المكتسبة من خلال الدراسة والتجريب الدقيق، وفن لأنه يعتمد على كيفية تطبيق الأطباء البارعين والعاملين الآخرين في مجال الطب هذه المعرفة، حينما يتعاملون مع المرضى.

أهداف الطب
تشمل أهداف الطب إنقاذ الأرواح وعلاج المرضى؛ ولهذا السبب، اعتُبر الطب منذ أمد بعيد من أكثر المهن احترامًا. ويقضي الكثير من الآلاف من الرجال والنساء العاملين في مهنة الطب حياتهم من أجل العناية بالمرضى. فحينما تقع كارثة، فإن عمال المستشفى يندفعون مسرعين لمساعدة المصابين. ويضاعف الأطباء والممرضات مجهوداتهم، عند الإنذار بانتشار الأمراض الوبائية حتى يمنعوا انتشار المرض. وينقب الباحثون في مهنة الطب دائمًا عن وسائل أفضل لمكافحة المرض.

تطورات ظهور علاج المرض
ظل البشر يعانون من المرض منذ بداية ظهور الخليقة، وذلك قبل 2,5 مليون عام تقريبًا. وقد تعرفوا خلال هذا الزمن على القليل من عمل الجسم البشري أو مسببات المرض. واعتمد العلاج بدرجة كبيرة على الخرافة والتخمين، بيد أن الطب قد حقق تقدمًا علميًا هائلاً إبّان المائة سنة الماضية. واليوم فإنه من الممكن ـ بإذن الله ـ شفاء ومنع مئات الأمراض والسيطرة عليها، من الحصبة وشلل الأطفال إلى الدرن والحمَّى الصفراء. لقد جلبت الأدوية والعلاجات والعمليات الجراحية الحديثة الآمال إلى العديد من المرضى.

الرعايه الطبيه
تعتبر الرعاية الطبية في الغالب جزءًا من المجال الواسع للرعاية الصحية. فبالإضافة إلى الرعاية الطبية، تشمل الرعاية الصحية خدمات يقدمها أطباء الأسنان، والاختصاصيون النفسيون السريريون، وفنيون آخرون في مختلف مجالات الصحة البدنية والعقلية. وتتناول هذه المقالة أساسًا نمط الخدمات المقدمة من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الآخرين. وتوجد معلومات عن أنماط أخرى من الرعاية الصحية في مقالات مستقلة في الموسوعة العربية العالمية.

عناصر الرعاية الطبية
تتألف الرعاية الطبية من ثلاثة عناصر رئيسية: 1- التشخيص أو التعرف على المرض أو الإصابة. 2-علاج المرض أو الإصابة. 3-الارتقاء بالصحة ومنع المرض.

التشخيص: تتطلب كل مشكلة صحية، على درجة من الخطورة، اهتمامًا طبيًا، وتحتاج إلى تشخيص. ويستخدم الطبيب أدوات ومهارات للمساعدة على التعرف على المرض أو التلف الذي لحق بالمريض. يمد المرضى الطبيب بالتاريخ الطبي، وذلك بالإجابة عن أسئلة تتعلق بالحالة العامة للمريض وبالأمراض السابقة. وقد يسأل الطبيب أسئلة خاصة تتعلق بالعلة المشتبه فيها.
وحينما يجري الطبيب فحصًا ما، فإنه يبحث عن علامات المرض البدنية. يستخدم الأطباء أيضا أيديهم في الضغط على الأعضاء الموجودة تحت الجلد وجسها؛ للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الشكل أو الحجم، أو للتعرف على صلابة أو لين غير عادي، كما يدقون على الصدر، لينصتوا إلى الأصوات الصادرة من المرض الرئوي. وتعطي بعض الأدوات البسيطة أنماطًا أخرى من المعلومات. فسماعة الطبيب تضخم الصوت الصادر من القلب والرئتين، ويعطي منظار الأذن مجال رؤية واضحًا لقناة الأذن وطبلة الأذن، أما منظار العين فإنه يمكن الطبيب من فحص قاع العين.
وبعد معرفة التاريخ وإجراء الفحص الطبي، يقرر الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة. يمكن إجراء اختبارات بسيطة في مركز جراحي أو صحي. وترسل عينات من الدم أو البول أو ماسحات من الحلق إلى المختبر من أجل المزيد من التحاليل العلمية. وتساعد المختبرات الطبية في التشخيص، وذلك بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية على سوائل الجسم وأنسجته.
وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى مشاهدة الجسم من الداخل. فاستخدام الماسحات فوق الصوتية، يعكس موجات فوق صوتية تنتج صورًا. أما أجهزة الأشعة السينية، بما فيها ماسحات التصوير المقطعي الحاسوبي، فإنها تستخدم الأشعة السينية؛ لأنها تمر عبر المادة. ويعتبر تنظير الباطن، باستخدام أنبوب مرن مزود بمصدر ليفي بصري خاص للإضاءة، وسيلة لرؤية الأعضاء الداخلية مباشرة وهو ما يُعرف بالمنظار الداخلي.
ويستخدم الأطباء المعلومات المناسبة من التاريخ والفحص ونتائج الاختبارات، في تحديد التشخيص النهائي. ويتعامل الأطباء العموميون مع الأمراض الأكثر شيوعا، أما خبرة الأطباء المتخصصين فإنه يحتاج إليها في تشخيص الحالات النادرة.

العلاج: يشفى الناس عادة من الأمراض والإصابات الصغرى بدون علاج خاص. وفي هذه الحالات قد يُطمئن الأطباء مرضاهم ببساطة، ويدعون الجسم يلتئم من تلقاء نفسه، ولكن الأمراض الخطيرة بوجه عام تتطلب علاجًا خاصًا. وفي هذه الحالات قد يصف طبيب ما أدوية أو جراحة أو علاجًا آخر.
وقد اعتُبرت الأدوية والجراحة لآلاف السنين اثنتين من الطرق الرئيسية لعلاج المرض.
وقد جعلت الاكتشافات التي حدثت في سنوات القرن التاسع عشر الجراحة أكثر أمانًا. ومهد التخدير والنظرية الجرثومية للمرض والتطهير السبل لتطوير العمليات المعقدة.
وكان هناك اكتشافات في الطب أيضًا، شملت مضادات الميكروبات التي تُستخدم في علاج الأمراض المعدية، والإنسولين الذي يُستخدم في علاج مرض السكري، كما ساعد اكتشاف علاجات، مثل العلاج بالحقن الوريدية، في إنقاذ الأرواح.
وتقوي الأدوية والأجهزة الطبية الأعضاء التالفة أو الفاشلة، بما فيها القلب والرئتين والكبد والكُلى والأمعاء. وأفادت تقنيات مختلفة مثل الإشعاع المؤيِّن والعلاج الكيميائي وأشعة الليزر والموجات الصوتية والهندسة الوراثية في علاج بعض الأمراض مثل السرطان.

الوقاية: يساعد الأطباء في الارتقاء بالصحة ومنع المرض بطرق مختلفة. فهم على سبيل المثال، يعطون اللقاحات للوقاية من أمراض مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد والحصبة، وقد يأمرون بتناول غذاء خاص أو دواء لتقوية أو مساعدة وسائل الدفاع الطبيعية ضد المرض. ويستطيع الأطباء الحد من خطورة أمراض كثيرة بتشخيصها وعلاجها في مراحلها المبكرة. ولذا، يوصي معظم الأطباء بإجراء فحوصات جسمانية عامة بصفة منتظمة. كما يوصي الأطباء المرضى بتناول غذاء متوازن، والحصول على قدر كاف من الراحة والتمرين البدني. قد تفيد برامج الكشف المسحي في تشخيص الأمراض الشائعة مثل الدرن، كما تستخدم في الأمراض التي تحمل خطرًا جسيمًا يؤدي إلى الموت. وهي تُستخدم للمجموعات المعرَّضة خاصة لخطر الإصابة بالأمراض. فالنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و65 سنة، والنساء الصغيرات اللائي ترتفع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي في محيط أسرهن، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وتساعد الحكومات المحلية في الوقاية من المرض، بالتأكيد على إجراءات الصحة العامة، حيث تتأكد مثلاً من أن المجتمع لديه ماء نقي وجهاز للتخلص من النفايات ومياه المجاري.

توفير الرعاية الطبية
يتوفر لمعظم الناس في الدول الصناعية رعاية طبية عالية المستوى، حينما يحتاجون إليها. وتشمل هذه الدول أستراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان والولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية. وتفتقر بعض الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى الإمكانات الكافية لرعاية طبية عالية المستوى. فبعض هذه الدول لديها طبيب واحد لكل 20,000 إلى 60,000 نسمة، بينما يوجد في بعض الدول الصناعية طبيب واحد لكل 450 نسمة.
وفي حالة المرض أو الإصابة، يحتاج الناس في بادئ الأمر، إلى من يشخص حالتهم ويصف أو يعطي لهم العلاج الضروري. ويطلق على هذا النمط من الرعاية الصحية الأساسية اسم الرعاية الطبية الأولية ويقوم به أطباء مثل الأطباء العموميين الذين يتوجه الناس إليهم مباشرة دون الحاجة إلى استشارة طبيب آخر أو عام في الحقل الطبي. وإذا كانت الحالة معقدة أو خطيرة، فإن الشخص الذي يقوم بالرعاية الطبية الأولية يحول المريض إلى طبيب ما أو مستشفى أو مؤسسة أخرى تقدم له رعاية متميزة.
دور الطبيب: يكتب الأطباء معلومات تفصيلية عن جسم الإنسان، كما أنهم مدربون تدريبًا خاصًا على تشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه. من أجل هذا السبب، فإنهم مسؤولون عن اتخاذ كل القرارات الحاسمة الخاصة بحالة المريض.
مجموعات الاطباء:وفيما يتعلق برعاية المرضى، يمكن تقسيم الأطباء الذين يقومون بالرعاية الطبية إلى مجموعتين أساسيتين: 1- أطباء عموميون. 2- أطباء اختصاصيون.

الأطباء العموميون يوفرون الرعـاية الطـبية الأوليـة فقـط، ولكنهم يعالجون نوعيات كثيرة من الأمراض، وهم يوفرون الرعاية لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن عمره.
الأطباء الاختصاصيون في الماضي، كان معظم الأطباء أطباء عموميين، بيد أن المعرفة الطبية قد نمت نموًا سريعًا إبان القرن العشرين؛ حيث يتعذر وجود طبيب يستطيع الوقوف على كل تقدم مهم. ونتيجة لذلك، فإن معظم الأطباء في الوقت الراهن يتخصصون في مجالات طبية خاصة، فاختصاصيو الأعصاب، مثلا، يتخصصون في أمراض الجهاز العصبي، ويتخصص أطباء الأطفال في أمراض الأطفال. ويقدِّم القسم الخاص بتحسين نوعية الرعاية الطبية (التخصصات) وصفًا للتخصصات الطبية الأساسية.
وقد أدى التقدم في مجالي الطب والتقنية إلى تزايد التخصصات الطبية. فالمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، بوجه خاص، يُعالجون علاجًا أكثر فعالية من علاج الماضي، ولكن مع الكثرة المتزايدة من الأطباء الاختصاصيين فقد قلّ ـ في المقابل ـ عدد الأطباء العاملين بالعيادات الأولية.
دور العاملين الطبيين. لايستطيع الأطباء القيام بعملهم دون مساعدة الكثير من المهنيين البارعين الآخرين. فالممرضات، مثلا، يعملن جنبًا إلى جنب مع الأطباء في العيادات والمستشفيات والمراكز الطبية، كما تقدم الممرضات خدمات كثيرة للمرضى دون الاعتماد على الأطباء. ويقوم الصيادلة بتجهيز الوصفات الدوائية. وتقوم نوعيات مختلفة من المعالجين بإجراء علاج خاص حسب تعليمات الطبيب. ويقدم عاملون آخرون بارعون خدمات في العيادات والمختبرات الطبية وأقسام الأشعة السينية وغرف العمليات. وهذه المقالة سوف تقدم وصفًا لوظائف الأنماط المختلفة من العاملين في المجال الطبي.
أين تقدم الرعاية الطبية:في غرفة عمليات الطبيب. يمارس كثير من الأطباء المعنيين بالرعاية الطبية الأولية جراحات طبية أساسية؛ فهم يفحصون المرضى في عياداتهم، ويمدونهم بأنواع محددة من العلاج.
ويمارس أطباء الرعاية الأولية مهنتهم، إما بمفردهم أو بصحبة مجموعة من الأطباء، حيث يقتسم طبيبان أو أكثر العيادة نفسها والأجهزة والمستخدمين، ولذلك فإن العمل في مجموعة الأطباء يخفض من الأعباء المالية التي يتكبدها كل طبيب، وهي تمكن الأطباء من تقديم خدمات أكثر تحت سقف واحد.
في المستشفيات. تقدم المستشفيات خدمات غير متوفرة في أي مكان آخر، حيث يلقى المرضى عناية متواصلة لمدة 24 ساعة من طاقم من الأطباء والممرضات وعاملين آخرين بارعين يعملون بصفة مستمرة. تقدم المستشفيات التعليمية ـ حيث تجري هناك كثير من الأبحاث والتعليم الطبي ـ أكثر الرعايات تقدمًا. ويتوفر لكثير من المستشفيات وحدات عناية مركزة، وتُستخدم أجهزة مراقبة إلكترونية لملاحظة المرضى المصابين بأمراض خطيرة بصفة مستمرة. وهذه الوحدات مجهزة أيضا بأجهزة ذات كفاءة تقنية عالية لإنقاذ المرضى.
لمعلومات أكثر عن الأنماط المختلفة من المستشفيات والخدمات التي تقدمها.
في العيادات. تقدم العيادات رعاية طبية أولية لمرضى العيادات الخارجية ـ وهم المرضى غير النزلاء بالمستشفى. وتعد بعض العيادات جزءًا من المستشفى. وتُدار عيادات أخرى بأطباء يعملون في مجموعة أو تديرها منظمات من المجتمع. ويشمل طاقم بعض العيادات كلاً من الاختصاصيين والأطباء العموميين، وتضم عيادات أخرى اختصاصيين فقط. يتوفر لبعض المجتمعات أنماط محددة من العيادات التخصصية، مثل تلك التي تشخص وتعالج مرض السكري أو الأمراض النفسية أو الجنسية.
في دور رعاية المسنين. تضم كثير من دور رعاية المسنين ـ بين هيئة العاملين بها ـ ممرضات محترفات. وهن يستقبلن المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية لمدة 24 ساعة متواصلة، والذين لاتستدعي حالاتهم الإقامة بالمستشفى. ويزور الأطباء المرضى بصفة منتظمة. ويُمتلك الكثير من دور رعاية المسنين ملكية خاصة.
في المنزل. يحتاج بعض المرضى إلى عناية طبية مستمرة. وهي مختلفة عن الرعاية المتواصلة، التي تُعطى لمدة 24 ساعة في المستشفيات أو بيوت التمريض. وتتكفل مختلف وكالات الخدمات الصحية والسلطات المحلية وبعض المستشفيات بتقديم برامج رعاية منزلية لهؤلاء الناس. وتقدم البرامج أنماطًا محددة من العلاج والرعاية التمريضية.
تحسين نوعية الرعاية الطبية:دور المنظمـات الطبيـة. يقـوم عدد مـن المنظمات الوطنيـة والدوليـة بتحســين نوعيـة الرعاية الطبية. وتشجع هــذه المنظمات التعليــم الطـبي والبحوث، وتســاعد على توحيد مقاييس الممـارسة الطبية، كمــا تقوي قواعـد السلوك المهني.
تُعتبر منظمة الصحة العالمية المنظمة الطبية العالمية الرئيسية. وهي تشجع برامج الصحة العامة، وتبادل المعرفة الطبية، كما تتفانى في تحسين نوعية الرعاية الطبية في الدول النامية بوجه خاص.
دور الأبحاث الطبية. يعتمد التقدم الطبي بدرجة كبيرة على فاعلية البحث الطبي. ويسعى الباحثون الطبيون من أجل زيادة معرفتنا عن :
1- كيفية عمل الجسم السليم. 2- كيفية إصابته بالمرض. 3- كيفية منع المرض أو الشفاء منه.
يعمل بعض الباحثين الطبيين كأطباء، بينما يعمل الآخرون مجرد باحثين علميين. ويجري معظم البحث الطبي في مختبرات، ولكن الأطباء أيضا، قد يجرون أبحاثًا وذلك بملاحظة مجموعات من المرضى.

طلبة الطب
يبدأ كل طلاب الطب تعليمهم في الجامعة. وخلال خمس إلى سبع سنوات في الجامعة، يرتقي الطلاب عبر العلوم الأساسية (الأحياء والكيمياء والفيزياء) وتركيب ووظيفة الجسم (التشريح وعلم وظائف الأعضاء، والكيمياء الحيوية) وعمليات المرض (علم الأمراض وعلم الكائنات الحية الدقيقة). وفي سنوات الدراسة السريرية الأخيرة، يكتسب الطلاب خبرة ملاحظة المرضى في المستشفيات والعيادات.
ينتهي التدريب الأساسي بقضاء فترة تخصص في المستشفى لمدة عام واحد، وذلك بالعمل في تخصصات مختلفة. وتشمل هذه التخصصات: الطب العام والجراحة والتوليد وأمراض النساء وأمراض الأطفال، وبعد التخرج يُمنح الأطباء المؤهلون الجدد حق الدخول في السجل الطبي الوطني، الذي يرعاه مجلس طبي تؤسسه الحكومة، وهو معين من قبل أعضاء المهنة كلهم.
يجري مزيد من التدريب النظري والسريري، عادة في مستشفيات تعليمية، حيث يُمكِّن أعضاء هيئة التدريس والإمكانات المتقدمة طلبة الدراسات العليا من التخصص في أحد فروع الطب.
وهناك كليات وزمالات تمثل التخصصات الكبرى. وهي مؤلفة من الأعضاء الرواد في مجال مهنة الطب. وتحافظ هذه الهياكل المستقلة على المستويات الطبية القياسية، وذلك بإجراء امتحانات للمتقدمين الذين قد أكملوا تدريبهم التخصصي، كما تعزز البحث، وتمثل منتدى يتبادل فيه اختصاصيون من مختلف أرجاء العالم المعلومات والأفكار.
التخصصات. ظل التخصص في الطب قائمًا عبر العصور. فقبل القرن الثامن عشر الميلادي كان الأطباء يتلقون تعليمًا مهنيًا بالجامعة، بينما كان الجراحون مهنيين، يقضون فترة تأهل للمهنة. ولقد اختفى هذا التميز بتأسيس المستشفيات، وأخيرا اعتمدت المهنتان تدريبًا أساسيًا واحدًا. وحينما أصبح الأطباء قادرين على علاج حالات كثيرة، ركزوا اهتماماتهم على أضيق المجالات.
الطب هو تشخيص وعلاج المرض في البالغين. ويحدد كثير من الأطباء مجال ممارستهم بالتركيز على أحد أجهزة الجسم، مثل الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء)، أو جهاز الغدد الصماء (مبحث الغدد الصماء) أو جهاز المناعة (مبحث المناعة).
الجراحة العامة تشمل عمليات جراحية لأعضاء وأنسجة كثيرة. يعالج اختصاصيو الجراحة العامة حالات مثل التهاب الزائدة الدودية والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي.
طب الأطفال يختص بالرعاية الصحية للأطفال تحت سن 15 سنة. ويُعتبر مبحث المواليد تخصصًا فرعيًا جديدًا مهمته رعاية المواليد المرضى وخصوصًا الأطفال الخدّج.
طب الشيخوخة يختص بالمشكلات التي تحدث في الشيخوخة، ورعاية المسنين.
الطب النفسي يختص بتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها ومنع حدوثها.
طب المجتمع يغطي صحة المجتمع والمؤثرات التي تؤثر في جميع السكان، مثل التغذية والبيئة وتوفير الرعاية الصحية.
الطب العام هي الإشراف على صحة أفراد الأسرة من كل الأعمار. ويهتم الأطباء العموميون بالرعاية المنزلية والطب الوقائي.
الطب الإشعاعي هو استخدام الأشعة السينية في تشخيص وعلاج الأمراض.
علم الأمراض يتناول دراسة التغيرات التي تسبب المرض، أو الناتجة عن عمليات المرض. ويقوم اختصاصيو علم الأمراض بفحص عينات من الدم وسوائل الجسم والأنسجة تحت المجهر. وهم يراقبون الاختبارات المعملية، لتحديد ماهية المرض الموجود، أو كيفية تأثيره في الجسم.
التخدير تخصص واسع المجال. يقوم أطباء التخدير بإعطاء عقاقير التخدير الموضعية والعامة وقت الجراحة، كما يراعون حالة المريض خلال العملية الجراحية. ويركز بعض أطباء التخدير على مجالات، مثل جراحة الأعصاب أو التوليد، بينما يعمل آخرون في عيادات الألم أو وحدات العناية المركزة، إلى جانب واجباتهم الجراحية.
التوليد يشمل رعاية المرأة الحامل والجنين قبل مولده، والمولود ابتداءً من مرحلة الولادة وحتى فترة مابعد الولادة مباشرة.
مبحث أمراض النساء يشمل تشخيص وعلاج أمراض الأعضاء التناسلية للأنثى.
مبحث أمراض القلب يغطي تشخيص وعلاج أمراض القلب والجهاز الدوري. يجري أطباء القلب العلاج الطبي، بينما يقوم جراحو القلب والصدر بإجراء عمليات في القلب والرئة والأوعية الدموية الكبيرة.
مبحث الأعصاب يختص بعلاج أمراض الأعصاب السطحية والحبل الشوكي والدماغ. ويقوم جراحو الأعصاب بإجراء العلاج الجراحي لأمراض الجهاز العصبي.
مبحث أمراض العيون هو دراسة العين وتشخيص وعلاج أمراض العيون.
مبحث الأذن والحنجرة يُعرف أيضًا باسم تخصص الأذن والأنف والحنجرة، ويتناول تشخيص وعلاج أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
جراحة العظام والمفاصل وهو فرع من فروع الجراحة يختص بأمراض أو تمزقات العظام والمفاصل.
اختصاصيو الأمراض الروماتيزمية (الرثوية) هم أطباء يشخصون ويعالجون أمراض المفاصل والعضلات والأربطة والأوتار.
الجراحة التقويمية وتجديد الأعضاء تختص بتجميل أجزاء الجسم التي أُتلفت بحادثة أو مرض، كما تختص بالتغيرات المظهرية في أجزاء الجسم. ويتخصص جراحو الفك والوجه في الرأس والرقبة.
طب الحوادث والطوارئ يتناول المرض والجرح المفاجئ وغير المتوقع. يتوفر لكثير من المستشفيات قسم لطب الحوادث والطوارئ يعالج الحالات الخفيفة والخطيرة، كما يتناول حالات الطوارئ النفسية. وتركز مراكز الإصابات على الأشخاص المصابين إصابات شديدة، وهم الذين يكونون بحاجة ماسة إلى اهتمام أحد الاختصاصيين وإلى جراحة عاجلة.
تعزيز الرعاية الصحية. يشترك العديد من الأشخاص في الرعاية الطبية، إما بتعزيز الصحة ومنع العجز أو برعاية المرضى والمساعدة في تأهيلهم. وتوفر الجهات الحكومية والممرضات ومجموعات المتطوعين التعليم الصحي والدعم الأساسي.
العلاج المهني:يقوم اختصاصيو العلاج المهني برعاية الناس، وبخاصة المسنّون ومرضى الأمراض المزمنة، الذين لديهم مشكلات ترجع إلى أنشطتهم اليومية. وقد يحتاج مرضى هؤلاء الاختصاصيين، إلى إعادة تعلمهم للمهارات الأساسية، مثل ارتداء الملابس والطهي، أو قد تحتاج منازلهم إلى تكيُّـف بسبب عجز مكتسب.
العلاج الطبيعي:اختصاصيو العلاج الطبيعي يساعدون المرضى في التغلب على أو التعويض عن الإعاقات المكتسبة. ويتأكد الاختصاصيون الاجتماعيون بالمستشفى، وهم المطَّلعون على الأوضــاع الطبيــة والاجــتماعية للمرضى، من أن الأشخاص الذين غادروا المستشفى، تصلهم كل الخدمات الاجتماعية الضرورية. ويقدم هؤلاء الاختصاصيون المشورة للمرضى وأسرهم، كما يستطيعون إلحاقهم بمجموعات التدعيم المناسبة.
توفير الدعم التقني. يتطلب كثير من المهن الطبية الهامة مهارات تقنية خاصة. فعلى سبيل المثال، يقوم التقنيون في المختبرات، بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية، قد يحتاج إليها في التشخيص الدقيق. ويقوم مصورو الأشعة بإعداد المرضى للأشعة السينية وبإجراء تقنيات التصوير الأخرى مثل الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي الحاسوبي والتصوير بالرنين المغنطيسي. ويقوم التقنيون أيضا بتشغيل أجهزة التصوير تحت إشراف اختصاصي طبي يُطلق عليه اسم اختصاصي الأشعة.

تابع نبذه تاريخيه في الاسفل اذا احببت
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

زائر



عيني بها غماء يعتلي حد النظر


مالي ومال السطور


سطر ُ اراه بمثل حاله في ضجر


واخر تشابكت فيه المعاني فاندثر


وفجأه


قلت اين الذي كتب القصاصه


اين الذي رسم السطور


قد حال عيني للوغى


.
.
.


لربما عاد المطالب ُ بما نبتغى


واعاد تنسيق الحروف


او اختصر منها سطور
 

زائر
أعجبني ردك أيها القعقاع........
 

زائر
لقد اجاب القعقاع واختصر وكانه قد قال ما كان يجول في الفكر اردت ان اقرا واتدبر لكن وابل السطور جعلني منه اهجر يا اخيتي ممكن تمعني النظر وتعطينا ما افاد وقصر اراك تتفهمين وتجزلي بالشكر
والسلام عليكم فانا قد قلت شيئا ببالي قد خطر
 

Dr.isra

طبيب
مشكوره اختي الكريمه
معلومات قيمه وجميله
بما انها أول مشاركه لك..فالعذر حليفك
لأن نصا طويلا كهذا..يفضل أن يقطع الى اجزاء..بحيث تكون كل جزء في رد منفصل
حتى يسهل على القارئ القراءه
فها انت تجدين اقلام القراء جالت عبر خواطر للتعبير عن رغبتهم في ذلك


ها قد عاد اخي الكريم.."احدهم"..وحاول ان يقوم بما رميت له

مشكووره اختي ..وجزيت خيرا

اقتطعت بعض الفقرات من النص ..وفصلت آخره في رد منفصل.. حول النبذه التاريخيه
المعذره منك

تحياتي لك
 

Dr.isra

طبيب
النبذه التاريخه

تابع النبذه التاريخيه..(تكملة موضوع الاخت الكريمه)

نبذة تاريخية
في عصور ما قبل التاريخ، اعتقد كثير من الناس، كما جاء في الأساطير، أن غضب الآلهة أو الأرواح الشريرة يُسبب المرض. ولكي يشفى المريض ينبغي إشباع رغبة الآلهة، أو طرد الأرواح الشريرة من الجسم. وفي أحد العصور، أصبحت هذه المهمة واجب الكهنة الأولين الذين يعالجون المرض بالسحر.
كانت العملية الجراحية التي أُطلق عليها اسم نشر الجمجمة أول علاج جراحي معروف. وتتضمن هذه العملية استعمال أداة حجرية لتثقيب جمجمة المريض. واكتشف العلماء أحافير من تلك الجماجم يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف سنة. ومن المحتمل أن البدائيين، كانوا يقومون بإجراء هذه العملية، لإطلاق الأرواح التي كانوا يعتقدون أنها مسؤولة عن الصداع والأمراض العقلية والصّرع. ومع ذلك، فإن عملية نشر الجمجمة كانت تسبب الراحة في بعض الحالات. ومازال هناك جرّاحون يمارسون هذه العملية لعلاج نوعيات محددة من إصابات الضغط على الدماغ.
من المحتمل أن يكون الناس فيما قبل التاريخ، قد اكتشفوا نباتات كثيرة يمكن استعمالها كأدوية، وعلى سبيل المثال، فإن استعمال قلف الصفصاف في تخفيف الألم، قد يرجع تاريخه إلى آلاف السنين. ويعلم الأطباء في الوقت الحاضر أن قلف الصفصاف يحتوي على مادة الساليسين وهي مادة تنتمي إلى مجموعة الساليسيلات، التي تُستخدم في صنع الأسبرين.
أصول في الشرق الأوسط. منذ حوالي عام 3000ق.م شرع المصريون القدماء، الذين شيدوا واحدة من الحضارات الأولى العظيمة في العالم، في تحقيق تقدم طبي هام. وكان المصري إيمحوتب الذي عاش منذ حوالي 2650ق.م، أول طبيب يُعرف بالاسم على مستوى العالم. وقد عبده المصريون كما جاء في الأساطير بعد ذلك كإله للشفاء اعتقادًا منهم أنه يشفي المرضى.
بدأ الأطباء المصريون منذ عام²500ق.م في التخصص، حيث عالج بعضهم أمراض العيون أو الأسنان فقط، بينما تخصص آخرون في الأمراض الباطنة. وأصدر الجراحون المصريون أول كتاب يبين كيفية علاج العظام المخلوعة أو المكسورة والخراجات السطحية والأورام والقروح والجروح.
ساهمت حضارات قديمة أخرى في منطقة الشرق الأوسط في التقدم الطبي. فقد ساهم علماؤها مثلاً، في إحراز تقدم في الطب الوقائي منذ حوالي القرن الثالث عشر إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث فرضوا عزلاً تامًا للمرضى المصابين بالسيلان والجذام والأمراض المعدية الأخرى، كما منعوا تلوث مياه الآبار العامة وأكل الخنزير والأطعمة الأخرى، التي تحمل المرض.
الصين والهند. طور قدماء الصينيين بعض الممارسات الطبية، انتقلت إلى وقتنا الحاضر بدون تغيير في الغالب. ولقد بني الطب التقليدي على الاعتقاد بأن للحياة قوتين، هما: ين ويانج تجريان داخل جسم الإنسان، وينشأ المرض حينما يحدث اختلال في توازن هاتين القوتين. ولاسترداد التوازن، ابتكر الصينيون ممارسة الوخز بالإبر، وذلك بوخز إبر في أجزاء من الجسم يُعتقد أنها تسيطر على جريان ين ويانج، وما زال الصينيون يمارسون طريقة الوخز بالإبر حتى الآن. ولقد اكتسبت هذه الطريقة شيئًا من الشعبية في الدول الغربية، حيث تُستخدم أحيانًا في علاج بعض الأمراض.
وفي الهند القديمة، أصبح نظام من نظم الممارسة الطبية، يطلق عليه اسم أيورفدا، نظامًا معروفًا، وهو يؤكد على الوقاية من المرض وعلاجه. خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، أظهر الممارسون لطريقة أيورفدا معرفة مثيرة للإعجاب عن الأدوية والجراحة، ولقد أجرى الجراحون الهنود بنجاح أنواعًا كثيرة من العمليات، منها عمليات البتر وجراحة التجميل.
اليونان وروما. بلغت حضارة قدماء اليونانيين ذروتها خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وخلال هذه الحقبة من الزمن، احتشد المرضى في المعابد مكرسين أنفسهم لإله الشفاء اليوناني أسكليبيوس ـ كما يزعمون ـ باحثين عن علاجات سحرية. بيد أنه في الوقت ذاته بدأ الطبيب اليوناني الشهير أبقراط يوضح أن للمرض أسبابًا طبيعية فقط، ولذلك فإن هذا الطبيب أصبح أول طبيب عرف بأنه اعتبر الطب علمًا وفنًا منفصلا عن الممارسة الدينية. ويعكس قسَم أبقراط، وهو تعبير عن الأخلاقيات الطبية القديمة، المثاليات السامية لأبقراط، ولكن يحتمل أن يكون هذا القسم قد تألف من عدة مصادر غير أبقراط نفسه. وتبنى الأخلاقيات الطبية الحديثة على أساس قسم أبقراط لمعرفة نص القسم .
خلال القرن الرابع قبل الميلاد، هزمت مدينة روما شيئا فشيئا معظم العالم المتحضر بما فيه مصر واليونان، واكتسب معظم الرومانيين معرفتهم الطبية من مصر واليونان، وكانت إنجازاتهم الطبية في مجال الصحة العامة إلى حد كبير. بنى الرومان قنوات مائية تحمل 1,1 بليون لتر من الماء العذب إلى روما يوميًّا، وشيّدوا أيـضًا جـهازًا ممتازًا للصرف الصحي في روما.
قدم الطبيب اليوناني جالينوس الذي مارس الطب في روما إبان القرن الثاني الميلادي أهم الإسهامات في الطب في العصر الروماني، وأجرى تجارب على الحيوانات، واستخدم مشاهداته في إبراز أولى النظريات الطبية المؤسسة على التجارب العلمية، ويعتبر من أجل هذا السبب مؤسس الطب التجريبي. إلا أنه نظرًا لأن معلوماته في التشريح كانت معتمدة أساسًا على تجارب الحيوانات، فلقد أبدى كثيرًا من الملاحظات الخاطئة فيما يتعلق بكيفية عمل جسم الإنسان. وكتب جالينوس كتبًا عديدة في وصف نظرياته الطبية، ولقد استرشد بهذه النظريات، الأطباء لمئات السنين، رغم أن كثيرًا منها يشوبه الخطأ.
الطب عند العرب. عرف العرب في الجاهلية طريقتين للعلاج هما الكهانة والعرافة ثم ما خبروه من عقاقير نباتية بالإضافة إلى الكي والحجامة والفصد. وكان من أبرز أطباء تلك الحقبة زهير الحميري وزينب طبيبة بني أود والحارث ابن كلدة.
علا شأن الطب العربي إبان الدولة العباسية. فقد برع الأطباء العرب في مجالات طبية عديدة كالطب الجراحي الذي أطلقوا عليه اسم عمل اليد وعلاج الحديد. ومن إسهاماتهم في مجال الجراحة أنهم كانوا أول من تمكن من استخراج حصى المثانة لدى النساء عن طريق المهبل. كما أن الزهراوي (ت427 هـ، 1035م) كان أول من نجح في إجراء عملية فتح القصبة الهوائية.
يعود الفضل إلى العرب في اكتشاف المرقّد (المخدِّر) العام، وهناك من القرائن ما يدل على أنهم كانوا أول من استعمل التخدير عن طريق الاستنشاق باستخدام الإسفنج المخدر، كما طوروا طب العيون الذي عرف لديهم باسم الكحالة، وقد برعوا في قدح الماء الأزرق من العين وكذلك أجروا عمليات أخرى لقدح الماء الأبيض (الساد). وتناول الأطباء العرب والمسلمون أمراض النساء والولادة، وضمّن ابن سينا الجزء الثالث من القانون الحادي والعشرين في كتابه القانون في الطب كلامًا مفصلاً عن أمراض النساء والولادة. ويسجل لابن الهيثم سبقه في إشارته إلى استخدام الموسيقى والإيحاء في العلاج النفسي. كما كان للعرب الفضل في فصل الصيدلة عن الطب كعلم قائم بذاته.
أما في مجال التشريح، فنجد أن ابن النفيس تمكن من اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي تجري في الرئة، وبذا مهد الطريق لوليم هارفي ليكتشف الدورة الدموية الكبرى، كما انتقد عبد اللطيف البغدادي (619هـ، 1222م)، بعد أن فحص أكثر من 2,000 جمجمة، وصف جالينوس للهيكل العظمي. واكتشف الطبري أبو الحسن (ت366هـ، 976م) لقاحًا ضد داء الجرب، وكان الرازي (ت311هـ، 923م) أول من وصف الجدري والحصبة بوضوح، ويعد كتابه الحاوي سجلاً دقيقًا لملاحظاته السريرية على مرضاه. وقد حافظ الأطباء العرب والمسلمون على روح علمية صادقة تؤازرها التجربة والملاحظة فلم يعزوا الأمراض إلى تأثيرات خارجة عن النطاق الطبيعي كما فعل أطباء الحضارات التي سبقتهم الذين رأوا الأمراض عقابًا لآثام بني البشر. وقد شاعت كتابات ابن سينا والرازي وغيرهما في أوروبا خلال ما سمي بالقرون الوسطى في أوروبا وأثرت أعمالهم في التعليم الطبي فيها لأكثر من 600 سنة.
أوروبا العصور الوسطى اجتاحت أوروبا سلسلة من الأمراض الوبائية خلال العصور الوسطى. وبدأ تفشي مرض الجذام في القرن السادس الميلادي وبلغ ذروته خلال القرن الثالث عشر الميلادي. وفي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي تسبب تفشي الطاعون المروع، الذي يعرف الآن باسم الموت الأسود في وفاة ما يقرب من ثلث سكان أوروبا. وخلال فترة القرون الوسطى، أصاب الجدري وأمراض أخرى مئات الآلاف من الناس.
كان تأسيس العديد من المستشفيات وإقامة أول مدرسة طبية جامعية أهم الإنجازات الطبية في أوروبا خلال العصور الوسطى، وأسست مجموعات من النصارى مئات المستشفيات الخيرية من أجل ضحايا الجذام. وفي القرن العاشر الميلادي بدأ العمل في مدرسة طبية بساليرنو بإيطاليا، أصبحت المركز الرئيسي للتعليم الطبي في أوروبا. وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين أُنشئت مدارس أخرى مهمة في أوروبا. وخلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أصبح كثير من هذه المدارس جزءًا من جامعات حديثة النشأة، مثل جامعة بولونيا في إيطاليا وجامعة باريس في فرنسا .
النهضة الأوروبية. ظهرت روح علمية جديدة خلال عصر النهضة الأوروبية، وهي الحركة الثقافية الكبرى التي عمت أرجاء أوروبا الغربية من عام 1300م إلى القرن السابع عشر الميلادي تقريبًا. قبل هذه الحقبة الزمنية، حددت معظم المجتمعات ممارسة تشريح الأجسام البشرية من أجل الدراسة العلمية تحديدًا قاطعًا، بيد أن القوانين التي صدرت ضد التشريح قد تراخت خلال عصر النهضة الأوروبية، ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن إجراء أول دراسات علمية حقيقية على جسم الإنسان.
خلال أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين، قام الفنان ليوناردو دافنشي بإجراء تشريحات عديدة لمعرفة المزيد عن تشريح جسم الإنسان، ولقد سجل مشاهداته في سلسلة من الرسوم شملت أكثر من 750 رسمًا، كما قام أندرياس فيزاليوس، وهو طبيب وأستاذ بكلية الطب في جامعة بادُوا بإيطاليا، بإجراء العديد من التشريحات. واستخدم فيزاليوس مشـــاهداته في كتابة أول كتــاب علمي عن علم التشريح البشري سمي حول تركيب الجسم البشري (1543م)، ولقد حل هذا الكتاب محل كتب جالينوس وابن سينا بصورة تدريجية.
أسهم أطباء آخرون إسهامات بارزة في علم الطب في القرن السادس عشر الميلادي، ولقد طور جراح فرنسي عسكري يدعى أمبروا باري في التقنيات الجراحية حتى اعتُبر أبا الطب الحديث. فلقد عارض على سبيل المثال ممارسة كيّ (حرق) الجروح الشائعة بالزيت المغلي لمنع العدوى، واستبدل بها طريقة أقل ضررًا، وذلك بوضع مرهم خفيف، ثم تركه على الجرح كي يلتئم التئامًا طبيعيًا. ولقد ركز فيليبس بارسيلسوس، وهو طبيب سويسري، على أهمية الكيمياء في تحضير الأدوية، واستنتج من كثير من الأدوية التي تحتوي على عدة عناصر أن أحد العناصر قد يبطل فائدة عنصر آخر.
بدايات البحث الحديث. قام الطبيب الإنجليزي وليم هارفي بإجراء عدة تجارب في مطلع القرن السابع عشر الميلادي لمعرفة كيفية سريان الدم في الجسم. ولقد درس العلماء، قبل هارفي ـ أمثال الطبيب المسلم ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الصغرى التي تجري في الرئة ويمر الدم خلالها إلى القلب ـ هذا الموضوع. ولكن هارفي درس المشكلة كاملة، حيث أجرى تشريحات على البشر والحيوانات، كما أجرى دراسات دقيقة على نبض الإنسان وضربات قلبه، ولقد استنتج أن القلب يعمل كمضخة تدفع الدم عبر الشرايين إلى كل أجزاء الجسـم. ولقد أوضـح أيضا أن الـدم يرجع إلى القلب عبر الأوردة مثل ما اكتشف ابن النفيس لأول مرة أن الدم يُنقَّى في الرئتين.
وصف هارفي مشاهداته في بحث عن حركة القلب والدم في الحيوانات (1628م)، ويعتبر اكتشافه عن كيفية دوران الدم نقطة تحول في التاريخ الطبي. ولقد تحقق العلماء، بعد هارفي، من أن معرفة كيفية عمل الجسم تعتمد على معرفة تركيب الجسم.
في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، بدأ عالم هولندي هاوٍ يدعى أنطون فان ليفنهوك، استعمال مجهر لدراسة الكائنات غير المرئية بالعين المجردة. ويطلق على هذه الكائنات اليوم اسم الكائنات الحية الدقيقة أو الميكروبات. وفي منتصف سبعينيات القرن السابع عشر الميلادي اكتشف ليفنهوك ميكروبات أطلق عليها فيما بعد اسم بكتيريا. ولم يفهم ليفنهوك دور الميكروبات في الطبيعة، ولكن بحثه مهد الطريق أخيرًا لاكتشاف أن بعض الميكروبات تسبب المرض.
تطور علم المناعة. كان الجدري واحدًا من أكثر الأمراض المثيرة للرعب، كما حمل أعلى نسبة للعدوى، وذلك خلال القرن الثامن عشر الميلادي. فقد أودى بحياة الكثير من الناس كل عام، وألقى الذعر في نفوس الآخرين مدى الحياة. وعرف الأطباء لمئات السنين أنه حينما يشفى شخص من الجدري، فإنه يكتسب مناعة ضده لعمر طويل. كي تُكتسب هذه المناعة، لقح الأطباء الناس أحيانًا بمادة مأخوذة من إصابة الجدري، على أمل أن يصابوا إصابة خفيفة فقط من المرض، بيد أن هذا التلقيح كان خطيرًا، حيث ظهر على بعض الناس إصابات خطيرة بدلا من إصابة خفيفة، كما نشر أشخاص ملقحون آخرون المرض.
في عام 1796م، اكتشف طبيب إنجليزي يدعى إدوارد جنر طريقة آمنة لتلقيح الناس ضد المرض، حيث لقح صبيًا صغيرًا بشيء من إصابة جدري البقر، ولقد أصيب الصبي بجدري البقر، الذي يُعتبر أقل خطرًا نسبيًا من الجدري، الذي يصيب الإنسان ولكن حينما لقح جنر الصبي بعد ذلك بشيء من إصابة الجدري، فإنه لم يعتل بالمرض، حيث ساعد جدري البقر الذي حقنه جنر في جسم الصبي، في بناء مناعة ضد الجدري. لقد كانت تجربة جنر التقليدية أول لقاح رسمي مسجل وأول علاج ناجح لتغيير جهاز مناعة الجسم.
اكتشاف أول مخدر. حاول الأطباء لآلاف السنين، تســكين الألم في الجــراحة بإعطــاء مشــروبات كحولية وأفيــون ومختــلف الأدوية الأخرى، ولكن لم يثبت أي دواء فعاليته في تخفيض الألم إلى أن تم اكتشاف الأثير والكلوروفورم في الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. واستطاع الأطباء باستعمال أحد المخدرات الفعالة، إجراء عمليات جراحية لم يكن إجراؤها ممكنا فيما مضى بأي حال من الأحوال.
الدراسة العلمية للمرض. يطلق عليها اسم علم الأمراض الذي نشأ خلال القرن التاسع عشر، ولقد كان رودلف فيركو، وهو طبيب وعالم ألماني، رائدًا لهذه النشأة. اعتقد فيركو أن الوسيلة الوحيدة لمعرفة طبيعة المرض، هي الفحص الدقيق لخلايا الجسم المصابة، ولقد أجرى بحثًا مهمًا على أمراض، مثل اللوكيميا والدرن، وأصبحت دراساته ممكنة بعد ظهور المجاهر الأكثر تطورا، وذلك في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.
بدأ التمريض في التحسن في أواخر القرن التاسع عشر (1853 - 1856م)، بعدما ضربت فلورنس نايتنجيل مثلاً خلال حرب القرم، وبالتدريب الذي أسسته في مستشفى سانت ثوماس بلندن.
أحرز العلماء في القرن التاسع عشر الميلادي تقدمًا كبيرًا في معرفة أسباب المرض المعدي. وقبل ذلك خلال القرن السادس عشر الميلادي، اقترح الدارسون أن بذورًا دقيقة، غير مرئية تسبب بعض الأمراض، ولقد واءمت البكتيريا التي اكتشفها ليفنهوك في القرن السابع عشر الميلادي، هذا الوصف. في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، أسس البحث الذي أجراه لويس باستير وروبرت كوخ نظرية الجراثيم للأمراض تأسيسًا متينًا.
برهن باستير، وهو كيميائي فرنسي لامع، على أن الميكروبات كائنات حية، وأن أنماطًا معينة من الميكروبات تسبب المرض. ولقد أثبت أيضًا أن قتل ميكروبات معينة يوقف انتشار أمراض معينة. وابتكر كوخ، وهو طبيب ألماني، طريقة لتحديد البكتيريا التي تسبب حدوث أمراض معينة، ولقد مكنته هذه الطريقة من التعرف على الجرثومة التي تسبب مرض الجمرة وهو مرض خطير يصيب الناس والماشية.
أصبحت جرثومة الجمرة العصوية أول ميكروب له علاقة أكيدة بمرض معين. واتبع باحثون علميون آخرون هذين الرائدين. وبنهاية القرن التاسع عشر، اكتشف الباحثون أنواع البكتيريا والميكروبات الأخرى المسؤولة عن أمراض معدية، مثل الطاعون الدبلي والكوليرا والدفتريا والدوسنتاريا والجذام والملاريا والالتهاب الرئوي والكزاز والدّرن.
إدخال الجراحة بالتعقيم. أولت المستشفيات النظافة قليلا من العناية قبل منتصف القرن التاسع عشر، فكانت غرف العمليات قذرة غالبًا، كما أجرى الجراحـــون العمليات بالملابــس العادية. ولقد توفي نحو نصف المرضى المعالجين جراحيًا بسبب العدوى. وفي عام 1847م، أكد طبيب مجري يُدعى إجناز سيميلويس الحاجة إلى النظافة، بيد أنه لم يعرف إلا القليل عن نظرية الجراثيم للمرض.
أقنع العمل المبكر لباستير على البكتيريا جراحًا إنجليزيًا يدعى جوزيف ليستر، بأن الجراثيم تسبب كثيرًا من حالات الوفيات للمرضى المعالجين جراحيًا. وفي عام 1865م، بدأ ليستر استعمال حمض الكاربوليك، وهو مطهر قوي، لتعقيم موضع الجروح، بيد أن هذه الطريقة قد استبدل بها فيما بعد طريقة أكثر فعالية أُطلق عليها اسم الجراحة المعقمة. وتعتمد هذه الطريقة في المقام الأول على جعل الجراثيم بعيدة عن موضع الجراحة بدلا من محاولة إبادة الجراثيم الموجودة بها من قبل. ثم بدأ الجراحون يغتسلون اغتسالاً كاملاً قبل كل عملية، ويلبسون المعاطف والقفازات والأقنعة الجراحية.
الثورة الطبية. أدى التقدم في مجالات كثيرة من العلم إلى ثورة في تشخيص الأمراض وعلاجها خلال القرن العشرين الميلادي. فعلى سبيل المثال، مكن اكتشاف العالم الفيزيائي الألماني ويلهلم رونتجن للأشعة السينية في عام 1895م ؛ الأطباء من رؤية باطن جسم الإنسان لتشخيص الأمراض والإصابات. وقدم اكتشاف الراديوم للفيزيائيين الفرنسيين بيير وماري كوري في عام 1898م، سلاحًا قويًا ضد السرطان.
وفي أوائل القرن العشرين، بين كريستيان إيجيكمان الهولندي وفردريك ج. هوبكنز الإنجليزي، وعدد من علماء الطب الآخرين أهمية الفيتامينات. وقد ساعدت إنجازاتهم على التغلب على أمراض التغذية مثل البري بري والكساح والإسقربوط. في حوالي عام 1910م أدخل عالم البكتيريا الألماني بول إيرليخ طريقة جديدة لمهاجمة المرض المعدي. تتضمن طريقة إيرليخ، ويطلق عليها اسم العلاج الكيميائي، إيجاد مواد كيميائية تقتل البكتيريا الموجودة بالجسم بدون إضرار المريض. وكانت أول مادة كيميائية أنتجت هي سالفَرْسان. وهي مركّب زرنيخي يستعمل في علاج الزهري. ودفع عمل إيرليخ البحث الدوائي إلى التطور دفعًا كبيرًا. وفي عام 1935م، اكتشف الطبيب الألماني جيرهارد دوماك مقدرة أدوية السلفا على الشفاء من إصابات معدية في الحيوانات، ولقد أدى اكتشافه إلى ظهور أدوية السلفا التي تعالج أمراض الإنسان.
في عام 1928م، استخلص عالم البكتيريا الإنجليزي، ألكسندر فليمنج البنسلين من فطر عفن أزرق. وعمل عالم الأمراض الأسترالي، هوارد فلوري مع عالم الكيمياء الحيوية الألماني المولد، إيرنست تشين، لإيجاد بنسلين على هيئة حقن. وسرعان ما توفرت مضادات حيوية أخرى شملت: الكلورمفنيكول في عام 1947م، كأول مضاد حيوي واسع المجال.
يدرس الباحثون أيضًا الوسيلة التي تؤثر بها الأمراض في الجسم. ويناشد اختصاصيو علم الأمراض الآن كثيرًا من التقنيين التعرف على عمليات المرض. وفي عام 1959م، أنشأ ســولومون بيرســون وروزالين يالو الأمريكيين واحدة من أكثر الطرق حساسية، وهي طريقة التقييم الإشعاعي المناعي. وهي طريقة تعتمد على توسيم المواد الموجودة في الدم بعنصر مشع لدرجة يمكن بها كشف وتقدير حتى الكميات الضئيلة.
في الثمانينيات من القرن العشرين كشف العلماء عن عدد من مضادات الفيروسات. فدواء أسيكلوفير، يقاوم داء الحلأ البسيط والحلأ النطاقي، ويُستخدم دواء زيدوفودين، ضد مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). تمنع هذه الأدوية الحديثة الفيروسات من الاستنساخ.

الهندسة الوراثية. بزغت خلال السبعينيات من القرن العشرين كما أنها ساعدت في علاج الاضطرابات الهورمونية. وكان من المعتاد الحصول على الإنسولين، الذي يستخدم في علاج مرضى السكري، من بنكرياس الماشية والخنازير، إلا أن كثيرًا من الناس كانوا يصابون بالحساسية من استعمال الإنسولين الحيواني. ومنذ عام 1982م، كان الإنسولين يصنع باستعمال الهندسة الوراثية. ويشبه الإنسولين المصنع بالهندسة الوراثية الإنسولين الآدمي، وهو لايسبب تفاعلات الحساسية. وفي عام 1985م، أمكن الحصول على ثاني دواء بالهندسة الوراثية وهو هورمون النمو الآدمي. يساعد هورمون النمو الأطفال الذين لديهم نقص في هذا الهورمون على النمو إلى الطول الطبيعي.
تقنيات جراحة القلب تحسنت بعد عام 1953م، حينما أدخل الجراح الأمريكي جون جيبون جهاز القلب والرئة. يقوم هذا الجهاز بوظائف القلب والرئة عند إجراء عملية في القلب. في عام 1967، أجرى جراح القلب الأمريكي رينيه فافالورو أول جراحة مجرى جانبي للشريان التاجي (استبدال الشرايين المسدودة بأنسجة حية سليمة).

الأعضاء المنقولة والمزروعة. أظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات في أوائل القرن العشرين الميلادي، أن الأعضاء المنقولة من حيوان والمزروعة في حيوان آخر تستطيع أن تحيا وتعمل. وفي عام 1905م، استحدث الجراح الفرنسي الأمريكي أليكسس كارل، طريقة لوصل الأوعية الدموية لاسترجاع الدورة الدموية، وفي عام 1953م، أجرى جراح من باريس أول عملية نقل كلية. وقد فشلت بعد 21 يومًا بسبب رفض الجهاز المناعي للمريض للعضو المزروع.
أجرى كريستيان برنارد أول جراحة نقل وزرع للقلب في جنوب إفريقيا عام 1967م، ولقد توفي المريض لويس واشانسكي، بسبب عدوى رئوية بعد 28 يومًا من إجراء العملية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية قام ثوماس استارزل وف. د. مور بزرع أكباد، وذلك في عام 1963م، وخلال العام نفسه، أجرى ج. د. هاردي عملية نقل رئة. وأجريت أبحاث عن طرق منع رفض الأعضاء وطرق المحافظة على أعضاء المتطوعين في حالة قابلة للحياة حتى يتمكن من زرعها. واكتُشف الدواء الجديد المضاد لرفض الأعضاء، وهو السيكلوسبورين عام 1978م.
في عام 1900م، اكتشف عالم الطب النمساوي الأمريكي كارل لاندشتاينر فصائل الدم، وتحقق من أن دم المتبرع يجب أن يلائم دم المستقبل. وأصبح من الممكن تخزين ونقل الدم المتبرّع به، وذلك في عام 1914م، حينما تبين للباحثين أنه يمكن إضافة سترات الصوديوم لمنع تخثر الدم.
اكتشف لاندشتاينر العامل الريصي في عام 1940م. وقبل ذلك الحين، كان جهاز مناعة الأمهات ذوات العامل الريصي السلبي، يفسد دم أبنائهن ذوي العامل الريصي الإيجابي. وأنقذت عمليات استبدال الدم استبدالاً كاملاً وفوريًا بعد الولادة حياة كثير من المواليد. وحسَّنت عمليات نقل الدم التي تُجرى للجنين وهو في الرحم (طريقة ابتكرت في نيوزيلندا أولا في عام 1963م) من فرص الحياة.

تطورات تقنية أخرى. يغذي جهاز التصوير المقطعي الحاسوبي الذي ظهر في بريطانيا عام 1972م، الحاسوب بصور الأشعة السينية للحصول على صور مقطعية مستعرضة مفصلة. يأخذ تصوير الأوعية بالطرح الرقمي صورًا للأوعية الدموية قبل وبعد حقن صبغة الإعتام الإشعاعي في الدم. ويقوم الحاسوب بطرح المجموعة الثانية من الأولى حيث يعطي الفرق بين الاثنتين شكلاً واضحًا للدورة الدموية.
كان لإختصاصي التوليد الأسكتلندي أيان دونالد قصب السبق في استعمال الموجات فوق الصوتية (موجات صوتية عالية التردد) في عام 1958م. تلاحظ الموجات فوق الصوتية الجنين داخل الرحم دون خطورة على الطفل أو الأم. ويمكّن تصوير القلب الصدوي اختصاصي القلب من دراسة القلب أثناء الحركة، وحتى تدفق الدم خلال صمامات القلب التالفة.
التصوير بالرنين المغنطيسي، اختُرع في بريطانيا في عام 1973م، ويعتمد على سلوك الذرات. يوضع المريض داخل مغنطيس قوي، وتتسبب دفعات إشعاعية في إطلاق نوى الذرات في جسم المريض لإشارة ما. يطلق كل نوع من الأنسجة إشارة يحولها الحاسوب إلى صورة واضحة وضوحًا لافتًا للنظر. ويتيح التصوير بالرنين المغنطيسي الفرصة لاختصاصي الأعصاب لملاحظة الجهاز العصبي بالتفصيل.
قطعت ممارسة الطب شوطًا طويلاً منذ الأيام التي كان فيها الأطباء عاجزين عن مواجهة المرض والمعاناة، إلا أنه حينما قدم البحث علاجات فعالة كثيرة، فإنه قد بين أيضًا أنه في متناول أيدي الناس الوقاية من كثير من الأمراض المعاصرة. وبين العلماء كيف أن الإرهاق العاطفي والغذاء يسهمان في حدوث مرض القلب. وفي العشرينيات من القرن العشرين، اقترح الباحثون أول ارتباط بين التدخين والسرطان. وفي عام 1775م، أوضح السير برسيفال بوتس دور العوامل البيئية في إحداث السرطان، حيث اقترح أن السخام، يسَبِّب سرطان كيس الصفن والتجويف الأنفي لمنظفي المداخن.
ُيعنى الطب الحديث أيضًا بالحد من الأمراض التي تؤدي إلى الموت المبكر والمعاناة التي لا داعي لها. بدأ الأطباء ـ والمرضى ـ يرون أن الصحة لاتعتمد اعتمادًا مطلقًا على الأدوية والعلاجات الباهظة التكاليف، فهناك عوامل أُخذت في الاعتبار بصورة متزايدة، وهي بيئة المريض ومعيشته وموقفه تجاه منع المشكلات الصحية.
قضايا قانونية وأخلاقية. أطلق التقدم الطبي عددًا كبيرًا من المشكلات الجديدة المعقدة والصعبة في الممارسة اليومية للطب. وعلى سبيل المثال، فإن مقدرة الطب الحديث على الحفاظ على صحة الفرد لأطول فترة ممكنة أثارت السؤال : متى تحدث الوفاة حقيقة ؟
في الماضي، اعتُبر الناس أمواتًا بصفة شرعية حينما يتوقف القلب والتنفس، ولكن الأجهزة في وقتنا الحاضر، تستطيع إبقاء قلب المريض ورئتيه يعملان لأيام أو حتى لشهور، بعد أن يفشلا تمامًا في تأدية وظائفهما من تلقاء أنفسهما. ونتيجة لذلك، اعتقد كثير من الخبراء، أن الشخص ينبغي أن يُعدّ ميتًا شرعيًا حينما يتوقف الدماغ عن تأدية وظيفته. أطلق الطب الحديث أسئلة أخلاقية أخرى تتعلق بنقل الأعضاء وزرعها، والإجهاض وما يسمى القتل الرحيم، واستخدام البشر في التجارب الطبية. أقامت بعض المستشفيات ـ في بعض الدول الغربية ـ لجانًا أخلاقية، يستطيع الأطباء استشارتها حينما يواجههم سؤال أخلاقي صعب بصفة خاصة.
ويُعدُّ سوء ممارسة الطب معضلة شرعية متنامية تواجه الأطباء اليوم. وقد يتهم الأطباء بسوء الممارسة إذا اعتقد مريض أو مريضة بأنهما قد تضررا من خلال خطأ أو جهل الطبيب. ويعتقد بعض الأطباء أن دعاوى سوء الممارسة قد أصبحت أكثر شيوعًا؛ لأن كثيرًا من المرضى يتوقعون توقعات غير حقيقية عن الرعاية الطبية، حيث يتوقع بعض المرضى نجاح علاجاتهم، بالرغم من أن بعــض التقنيات الطبية الحديثة تعتبر معقدة جـدًا ويحـتمل أن تمثـل خطورة.

مشكلات البحث. يعنى البحث الطبي باكتشاف الأسباب الأساسية لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ـ وهي الأسباب الرئيسية للموت في العالم اليوم. وتساعد معرفة أسباب الاضطرابات، التي تتعلق بالخلية ومحتوياتها العلماء في التوصل لطرق أفضل لعلاج ومنع هذه الاضطرابات. وقد وجدت المواضيع التي تهتم بصحة المرأة مثل سرطان الثدي وكسور الأرداف ورعاية الأمومة والطفولة اهتمامًا كبيرًا من الباحثين. وبالإضافة إلى هذا، بدأ كثير من الباحثين دراسة كيفية جعل بعض الأساليب الوقائية مثل التدريبات الرياضية والحمية والامتناع عن تعاطي الكحول والسجائر جزءًا من الروتين اليومي لكل الناس.
تحديات علم الوراثة. أدى الكشف عن الطريقة التي تعمل بها الجينات (المورثات) دوراً مهماً في تطور الطب خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين. فقد استطاع العلماء تحديد الجينات التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض معينة مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وبعض الاضطرابات العقلية. وفي عام 1990م، دشن الباحثون برنامجاً عالمياً أطلق عليه مشروع المجين (الجينوم) البشري. ويأمل العلماء أن يؤدي هذا المشروع إلى معرفة الكيفية التي تعمل بها كل الجينات في الجسم البشري في حالتي الصحة والمرض.
ويحمل عصر الطب الجيني آمالاً واعدة لفتح آفاق جديدة في مجال الوقاية من الأمراض وطرق علاجها. ولكن ينطوي الطب الجيني على تحديات كبيرة للأطباء والمرضى والمجتمعات على حد سواء. فالتعرف على مورثة شاذة في جسم إنسان ما تنبه الأطباء والمريض لمراقبة أعراض المرض المصاحب لهذه المورثة. ولكن، وفي معظم الأحوال، فإن الاختبارات التي يجريها الأطباء على المريض قد لا تؤدي إلا إلى قليل من الفائدة الطبية. إذ لا يزال علاج الجينات المتهتكة قاصراً، ومن ثم لا يستطيع الأطباء تحديد الوقت المناسب لإجراء الاختبار الجيني، كما أنهم لا يستطيعون تحديد الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا لهذا الاختبار. ومن جهة أخرى يخشى كثير من المرضى من الكشف عن الشذوذات التي تصيب مورثاتهم خاصة لمخدميهم أو لشركات التأمين. وفي الوقت الذي يحرص فيه صناع السياسة والمجتمعات على حماية هؤلاء الناس من سوء استخدام المعلومات الجينية الخاصة بهم فإنهم يشجعون التطور المستمر في حقل جديد من المعرفة الإنسانية.
 

زائر
رد

الموضوع حلو ويحتوي معلومات حلوة
لكن بصراحة طويل
وانا قريت اللي اكدر عليه
تقبللي مروري تحياتي لك