فوائد لتأخر الإنجاب

زائر
قد يحدث أن تحمل الزوجة بعد الزواج بفترة وجيزة وقد يحدث أيضاً أن يتأخر الحمل.. وتدور الأسئلة بين كل من الزوجين مع أنفسهما ومع بعضهما البعض ولا يجدان بداً من الذهاب للأطباء وإجراء الفحوص اللازمة.
والتساؤل الذي يتردد لدين: هل تتغير علاقة الزوج مع زوجته بسبب تأخر الحمل وهل تصبح المعاملة مختلفة؟ حول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عبد الناصر العثمان- استشاري وحدة الهرمونات والغدد الصم :
الفرحة: ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل؟
د. العثمان: بداية يجب أن نفرق بين تأخر الإنجاب والعقم، فتأخر الإنجاب معناه أن الزوجين طبيعيان ولكن ظروف الحمل لم تكن مواتية لحدوثه.
أما العقم فهو عدم القدرة نهائياً على الإنجاب وليس هناك علاج ومن الأسباب المرضية لتأخر الحمل ما يلي:
أولاً بالنسبة للزوجة
- وجود خلل في الهرمونات المنشطة للمبيضين.
- وجود عيب خلق كعدم وجود مبيض.
- انسداد قناة فالوب.
- وجود خلل في هرمونات الغدة الدرقية.
ثانياً بالنسبة للزوج
- وجود خلل في نسبة الحيوانات المنوية عن العدد المطلوب.
- وجود خلل في سرعة الحيوانات المنوية أو تشوهات فيها.
- وجود دوالي الخصيتين.
الفرحة: متى يبدأ الزوجان بالبحث عن أسباب تأخر الإنجاب؟
د. العثمان: يتفاوت الوقت الذي يبدأ فيه الزوجان بالبحث عن أسباب تأخر الإنجاب من شخص لآخر، ولكن الهيئات الطبية تنصح الزوجين ببداية البحث عن أسباب هذه الحالة بعد مرور سنة من الزواج حيث إن احتمال الحمل في كل دورة شهرية لا يزيد عن 20-25% فإذا عملنا هذا الإحصاء التراكمي بعد سنة نجد أن 95-97% من الأزواج الطبيعية حصل عندهم حمل، والباقون بالرغم من أنهم طبيعيون إلا أنهم لم يحدث لديهم حمل وذلك لظروف مختلفة.
ويجب أن نضع في عين الاعتبار أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل إنسان قدرة بيولوجية معينة تختلف من شخص لآخر.
الفرحة: بماذا تنصح الزوجين والمقبلين على الزواج أيضاً؟
د. العثمان: يجب أن يجلس الزوجان معاًً، كفردين متحابين منسجمين ويجب أن يقتنعا بأن هناك نسبة لتأخر الحمل، وأن هناك وقتاً لازماً لذلك، فلا يجب أن يدب القلق والتوتر في حياتهما أو أن يلقي كل منهما اللوم على شريكه قبل الذهاب للاستشارة الطبية، فربما تكون الأمور طبيعية ولا يوجد مانع عند أي منهما، ونصيحتي الأخيرة للزوجين هي عدم التسرع والعجلة وأعلم أن هناك أسئلة كثيرة محرجة من الأهل والمقربين للزوجين عن حدوث الحمل من عدمه حينما تمر سنة أو سنتان ويصبح هناك حالة من الاكتئاب والقلق والتوتر.
فوائد تأخر الإنجاب
1- كما النضج عند مجيء الطفل:
حينما يأتي الطفل بعد فترة مثلاً خمس سنوات فإن معاملته تختلف عن الطفل في بداية الزواج، فالزوجان يتعاملان معه بنضج وشوق ويتلقيانه غير عادي، فقد جاء بعد اشتياق ويكون بفرحة غير عادية.
2- معرفة قيمة الطفل وحسن تربيته:
إن التربية بمثابة الربوة العالية وهي منهج عظيم وشيء كبير، وغالبية الناس لا ينظرون إليها بعين الأهمية ولا يحاولون الحصول على أصولها في الكتب والمراجع المختلفة وخاصة ما له علاقة بتربية الأبناء، فتأخر الإنجاب يجعل الأبوين يتطلعان إلى أفضل طريق في التربية ويجعلهما يبحثان عن مصادر ذلك في الكتب والمصادر التربوية وليسعيان إليها.
3- تكون للطفل مكانة كبيرة عن أهل الزوجين:
عند مرور سنوات بعد الزواج دون إنجاب ثم يأتي الولد بعد ذلك، فالفرحة تكون كبيرة من أهل الزوجين إلى جانب أن المقربين والأصدقاء للزوجين يفرحون ويشاركون الزوجين تلك الفرحة، وكذلك الأجداد أيضاً يفرحون بالأحفاد كثيراً، فالفرحة بالإنجاب بعد الحرمان يكون لها وقع مؤثر أكثر.
4- تفرغ الزوجين لإكمال الدراسة:
في بداية الزواج يكون لدى الزوجين طموح وأحلام لإكمال الدراسة التي أوقفاها بالزواج، ويكونان متفرغين للبحث ونيل شهادات علمية عليا.
5- قوة العلاقة مع الله واللجوء إليه:
في أوقات المحن لا يجد الإنسان طريقاً يلجأ إليه إلا الله تعالى فتأخر الإنجاب يؤدي بالإنسان إلى كثرة الاستغفار وطلب العفو والتقرب إلى الله.
6- تعرف الزوجين أحدهما على الآخر أكثر:
يكون باب الحوار مفتوحاً بين الزوجين عند عدم وجود الأبناء مما يؤدي إلى دراسة بعضهما بعضاً أكثر وأكثر والتقرب من بعضهما إلى بعض.
الآثار النفسية لتأخر الإنجاب
حول الآثار النفسية لتأخر الإنجاب يتحدث الدكتور عبد الرحيم هويدي- الأخصائي النفسي في دولة الإمارات فيقول: نستطيع أن نقسم الآثار النفسية من حيث مصادرها إلى:
1- مصدر داخلي ( من داخل النفس).
2- مصدر خارجي ( من الأسرة والمحيطين).
فالزوج يشعر بالنقص في رجولته وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية وينتابه شعور بالحرمان، فهو غير موفق في إنتاج ذرية، أما الزوجة فتعاني من الحرمان من الأمومة وتشعر بالتوتر والخوف من ضياع زوجها وهجره لها، والتفكير في زواج آخر.
كما قد ينتاب الزوجة شعور بالذنب بأنها هي السبب في عدم الإنجاب ويدعم الزوج شعورها هذا إذا ابتعد عنها عاطفياً وجسدياً.
ونحن في مجال عملنا يقابلنا كثير من الحالات التي تعاني من مشاكل الاكتئاب، وحينما نبحث وراء الأسباب نجد أنها تكمن في عدم القدرة على الإنجاب، وفي النهاية يجب أن يرضى الإنسان بقضاء الله تعالى وقدره وأن تكون العلاقة بينه وبين ربه وطيدة، وليكن له في قصص الأنبياء قدوة وأسوة، فلينظر الزوجان إلى قصة سيدنا إبراهيم وكيف تأخر الإنجاب عنده لسنوات عديدة حتى أصبح شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته عجوزاً ثم رزقه الله بذرية صالحة نتيجة لصبره وكان معظم ذريته أنبياء.
 

زائر
شكراً لمرورك الكريم اخ انور
بوركت جهودك