قصة من وحي آداب مهنة الطب

زائر
د. عبدالعزيز معتوق حسنين (*)


اذا مرض الانسان حزن قلبه ورقت نفسه وكان جديراً جداً بالعطف والمعاملة الحسنة والحنان، وهذا ربما اجدى لديه من بعض العلاجات.. كما ان الدواء (الشافي) يكون بلا طعم ولا اثر، اذا كان الطبيب او العامل الصحي متشنجاً آلياً جامداً.. لا رؤوفاً ولا رحيماً فالمريض يحتاج الى تشخيص اولاً.. والى علاج ثانياً.. والى احترام وتعامل اولا وأخيراً فما بالك اذا كان المريض طبيباً، الجواب على هذا السؤال نجده في ما حدث لي شخصياً قبل اكثر من ثلاثين عاماً. كنت طبيباً موظفاً لدى وزارة الصحة البريطانية في احد مستشفيات لندن في وظيفة «اخصائي ثاني» وفي ذلك اليوم شعرت انني احتاج لإستشاري جراحة، فطرقت باب عيادة رئيس قسم الجراحين في المستشفى الذي كنت اعمل به وهو لا يعرفني حيث انني اعمل في قسم الباطنية، فتحت لي الممرضة فقدمت نفسي لها وأخبرتها برغبتي، وفور سماع المستشار الجراح لطلبي اتى الى باب العيادة ورحب بي وطلب من الممرضة ان تتركنا لوحدنا احتراماً لي ولخصوصيتي سمع مني الجراح قصة شكواي وبعد فحصه الدقيق شرح لي مشكلتي ورأى انني احتاج الى عملية جراحية بسيطة لإنهاء ما يؤلمني، عرض بان يجري لي العملية صباح اليوم الثاني في تمام الساعة السابعة والنصف وقام فوراً بالاتصال بغرفة العمليات ووضع إسمي على قائمة جدول عملياته ودعني وشكرته على ان نلتقي ثاني يوم في غرفة العمليات.
كنت اسكن انا وعائلتي ضمن مجمع سكن المستشفى، وفي اليوم الثاني في الساعة السابعة صباحاً واذا بجرس فيلتي يرن، فتحت الباب لأرى الجراح نفسه عند الباب سألني ان كنت جاهزاً، خرجت مع الجراح وجلست بجواره في سيارته وهو يقودنا الى المستشفى وفي غرفة التخدير كان ينتظرني الجراح مع استشاري التخدير وبعد التعريف بدأ في وضعي تحت البنج العام.
صحوت من البنج لأرى الجراح وطبيب التخدير بانتظاري ليشرحا لي ان كل شيء تم على أحسن حال، طلب مني الجراح ان ارتاح في مكاني لمدة ساعتين ليأتي بعدها للإطمئنان علي وفعلا أتى وساعدني على الوقوف عندئذ طلب مني ان ارتدي ثيابي لأذهب للبيت فعلا لبست وخرجت من المستشفى واذا بالجراح ينتظرني بسيارته ويصر ان اركب معه ثم قادني الى منزلي وخرج من سيارته ليفتح لي باب السيارة ومسك بيدي حتى اوصلني لباب فيلتي ورن الجرس وانتظر حتى فتحت زوجتي الباب فسلمني لها وطلب منها ان تمسك بيدي حيث انني لا ازال غير متزن من تأثير البنج وطلب منها ان تذهب بي الى السرير لاكمل نومي واعطاها ادويتي وبعض التعليمات الطبية وودعنا وشكرنا هو على انني سمحت له بأن يعالجني ويجري لي العملية، كان الجراح يفوقني علماً ومنصباً وسناً بأكثر من خمس وعشرين سنة ولا هو من ملتي ولاجنسيتي، فيا ترى هل لا تزال الزمالة في مهنة الطب بين الطبيب والطبيب على هذه القيم والمبادئ والأخلاق، أرجو من الله ان يتعلم صغارنا ما كان عليه كبارنا.
 

زائر
شكرا جزيلا الك دكتور عبد العزيز على هذه القصه الجميله والمؤثره في نفس الوقت ....
وعندي مداخله صغيره بالنسبه لهذه القصه اذا كانت اخلاق الجراح المذكور في هذه القصه الي حسب فهمي للقصه انه طبيب غير مسلم ولاكن كان قمه في نبل الاخلاق والتصرف مع الاخرين .... فكيف يجب ان تكون اخلاق الطبيب المسلم !!!!!!!! اكيد يجب ان تكون اخلاق الطبيب المسلم بهذه الرفعه بل واكثر لان المسلم هو قدوه لغيره من الناس

وشكرا
تقبل خالص تحياتي دكتور عبد العزيز
 

زائر


أخي الكريم
للأسف نجد ممارسات سيئة جدا من قبل بعض الأطباء في بلادنا و أكثر الأسباب وراءها هو المنفعة المادية فقط .. فأضحى الطب تجارة مجردة من القيم النبيلة .

تحيتي للدكتور عبدالعزيز

أخوك
الدكتور ايهاب ابوالعون
 

زائر
شكرا دكتور dentist79على القصة المؤثرة
التي تبين اخلاق الأطباء قديما وأعتقد ان هذا النوع مازال متواجد
ولكن نادرا
تقبل تحياتي
 

زائر

واسمح لي بأن أؤمن على ما ورد في توقيعكم
احترامي و تقديري
 

زائر
الحمدلله على هذه الاخلاق النبيله التي يجب ويفترض ان تكون موجوده عندنا جميعا
انا في وطني الحمدلله مازالت هذه القيم موجوده باغلب الاطباء
بكفي امانة القسم الي القيناه
شكرا لك عالموضوع
 

Dr.isra

طبيب
قصة مميزه اخي الكريم

تم نقلها الى المكان المناسب

أسأل الله ان يجعلنا من احسن الناس خلقا

يثبت