زائر
في هذه الوقفة المتأملة من واقعنا المعاصر قد نتغيب عن أدورانا ونهملها وننشغل عن أبنائنا بحجة العمل والظروف ومسايرة الآخرين والسعي لتحسين ظروفنا وتحدي كل الصعوبات التي تواجهنا لإنجاح ذاتنا وتحقيق أحلامنا ومستقبلنا بل ومستقبل أبنائنا، وتمر الأيام ويمر العمر، وربما قد حققنا الكثير من النجاحات المختلفة بمجالاتها المتباينة الاجتماعية والمادية بل وربما الثقافية حتى وصلنا إلى أفضل وأرقى المستويات والمناصب ولكن ماذا بعد؟ هل سألنا أنفسنا أهذا ما يريده أبناؤنا منا؟ وهل كل ما قمنا به من إنجازات يشبع رغباتنا ورغبات أبنائنا؟ وهل سوف نتوقف عن طموحاتنا أم سنستمر في هذا الصراع وإلى متى؟ في البدء قد ننشغل عن تربية أبنائنا وعن منحهم عاطفة الطفولة ونتجاهل حقوقهم بحكم انشغالنا في دوامة الحياة معللين هذا التوجه لرغبتنا في تحقيق أحلام أبنائنا وفلذات أكبادنا متناسين ضريبة ذلك التصرف والتقصير في متابعتنا لهم والتوقف عن الدور الحقيقي لنا مؤقتاً، وتحويل ذلك الدور إلى الأم التي لا حول لها ولا قوة فتضعف سيطرتها على الظروف بعد مرور الزمن ليصبح الابن شاباً في سن المراهقة ليجد نفسه باحثاً عن ذاتيته ومندفعاً نحو رغباته الشيطانية الأمر الذي يمنح الاستعداد النفسي للشاب بالانجراف نحو مجتمع بديل بحجة التنفيس والملل والهروب من الواقع فاقداً ذلك الرقيب وذلك الموجه الذي طالما جعله فترة من الزمن قدوة له ونبراساً يستنير به في حياته حيث يشعر ببعده عنه وعدم منحه ذاتيته وثقته بنفسه وانشغاله عنه ليجد نفسه ضعيفاً أمام مغريات الحياة ومتطلباتها والوحوش المفترسة من حوله ليمنحوه دوراً أسرته المسلوب ويخدعونه بمنحه الثقة الزائفة وبداية النهاية ليقع أسيراً للتعاطي والمخدرات والضياع بعد ما كان بمجتمع مرموق مستقر يعمه الألفة والمحبة ومشاركة أفراده إلى مجتمع يتدهور مع الأيام لينتظر نهايته بعد فقدان مسؤولية الرقيب وولي الأمر. ومن هذه النظرة نجد أنفسنا مجبرين لنراجع حساباتنا من جديد نسعى لتحقيق أحلامنا وأمالنا بقدر قدراتنا وعقولنا التي منحنا الله إياها تبعاً لظروفنا ويجب أن يقوم كل فرد في المجتمع بدوره الحقيقي مهما كان حدود دوره وفعاليته لنسعى معاً لتحقيق الاستقرار المرجو ولا نهمل أدوارنا في تربية أبنائنا وفي نفس الوقت نساير مستجدات الحياة دون أن نجعلها الشغل الشاغل ونهمل الأدوار الأخرى، وعلينا أن نرضى بقدر الله وأن الأرزاق بيده سبحانه وأن نغرس في أبنائنا تلك الضوابط التربوية التي أساسها الكتاب والسنة ومدى التحقق من قناعة أبنائنا بهذه الضوابط من احترام الكبير والعطف على الصغير وخفض الجناح للوالدين ونحترم الآخرين ونكون أمناء في التعامل معهم صادقين منفذين للعهود، وأن نكون قدوة لهم في ذلك لنرقى نحو جيل طموح واعي مدرك لما حوله من ظروف لديه الثقة بنفسه وبالآخرين من غير سلبية ولا انهزامية.. نحو جيل متفائل ومتطور يشارك الآخرين برأيه دون تردد، مراعياً لمشاعر الآخرين في تعامله دون اندفاعية ولا ازدواجية.
منقول للاخصائي النفسي عبد العزيز المحمود
in14;أخوكمmahthaiin14;
منقول للاخصائي النفسي عبد العزيز المحمود
in14;أخوكمmahthaiin14;
التعديل الأخير بواسطة المشرف: