زائر
ماهو السرطان ؟
السرطان هو في الواقع عدة امراض تنجم عن التكاثر الشاذ للخلايا ، فالخلايا التي يتكون منها الجسم تنقسم وتتكاثر عادة بطريقة منظمة بحيث تتمكن اجسامنا من النمو ، واستبدال الانسجة التالفة واصلاح اية اصابات قد نتعرض لها . ان نمو الخلايا يخرج احياناً عن قيد السيطرة عندما تنقسم بسرعة وتشكل كتلاً تعرف بالاورام ، او تعيش لفترة طويلة ويشكل تراكمها كتلاً ورمية .تتدخل بعض الاورام في وظائف الجسم ، وتتطلب استئصالاً جراحياً ، ولكنها تفتقر للقدرة على الانتشار الى اجزاء اخرى من الجسم ، وهى تعرف بالاورام الحميدة ، اما الاورام الخبيثة ، او السرطانية ، فهى لا تكتفي بمجرد غزو وتدمير النسيج السليم ، بل وتقوم ، من خلال عملية تعرف بالنقائل ، بالانفصال عن الورم الاصلي ، والانتقال الى اجزاء اخرى من الجسم بواسطة اوعية لمفاوية او دموية. وتشكل اوراماً خبيثة اضافية .وغالبا ما يغزو سرطان المعدة والمريء اعضاء اخرى من الجهاز الهضمي ، كما ينتقل سرطان المعدة الى الرئتين ، والعظام ، والكلى ، والدماغ ، والجلد . والى الرحم عند الاناث . اما مناطق الانتشار المألوفة لسرطان المريء فهي الكبد والرئتين .
حقائق حول سرطان المعدة والمريء :
.يعتبر سرطان المريء أقل انتشاراً من حالات السرطان الاخرى ، التي تتضمن سرطان الفم واللسان والحنجرة ، الذي تم ربطه بالتدخين وتعاطي الكحول .كما يعتبر الرجال اكثر عرضة للاصابه بسرطان المعدة من النساء ، اذ تبلغ معدلات الاصابة بسرطان المعدة لدى الرجال ضعف مثيلاتها عند النساء ، اما معدلات سرطان المريء فهي متساوية بين الرجال والنساء .
وظيفة المعدة والمريء :
المريء هو عبارة عن أنبوب ينقل الطعام والسوائل من البلعوم ، المتصل بالفم الى المعدة . ويتراوح طول هذا الانبوب بين 22 و 25 سم ، وهو مبطن بعضلات تعمل على دفع الطعام الى الأسفل . تقوم المعدة بهضم البروتينات جزئياً ، وتحتفظ بالطعام المهضوم قبل أن تمرره ببطيء للامعاء الدقيقة لمزيد من الهضم والامتصاص .
عوامل ومسببات سرطان المعدة :
لاتزال أسباب سرطان المعدة مجهولة ، الا ان هناك عدة عوامل ارتبطت بزيادة خطر الاصابة به ، كما أشارت دراسات أجريت على مجموعات سكانية بأن النظام الغذائي قد يكون سبباً محتملاً . كما أن اختلال توازن حمض المعدة ارتبط هو الآخر بزيادة خطر الاصابة بسرطان المعدة .
1-الغــذاء :
يقل خطر الاصابة بسرطان المعدة بين الناس الذين يتناولون منتجات الالبان والخضار والفواكه الطازجه بكميات وفيرة . من ناحية ثانيه ، لا تزال هناك معدلات مرتفعة من المرض بين المجموعات السكانية التي غالباً ما تتناول مأكولات غنية بالنشويات ( كالذرة ، والارز ، والبطاطا ، والبازيلاء ) .. والمأكولات المدخنه ، والمملحة والمقلية على حساب الخضروات والفواكه الطازجه .تشير بعض الدلائل ، ولكنها ليست حاسمة ، على أن فيتامين ج قد يساعد في منع سرطان المعدة ، وبان النترات قد تسبب سرطان المعدة .النترات هي مركبات تتواجد في بعض الاطعمة بصورة طبيعية ، وتضاف الى أطعمة اخرى للمساعدة في حفظها ومنع نمو الجراثيم . تتحول هذه المركبات الكيميائية ، تحت ظروف معينة ، الى نترات وأحماض أمينية نترية ، تسبب سرطان المعدة عند حيوانات التجارب
.
2- اختلال توازن الحمض :
يرتبط سرطان
المعدة بتدني مستوى حمض المعدة او تلاشيه تماماً . وتتواجد هذه الحالات في العادة لدى مرضى التهاب المعدة الضموري ، وهو عبارة عن التهاب يصيب المعدة ، ويسبب ضموراً في النسيج الذي ينتج حمض المعدة ، كما يحدث هذا الوضع في حالات فقر الدم الوبيل ، وهو مرض يؤدي الى انخفاض عدد كريات الدم الحمراء . ينجم فقر الدم الوبيل عن نقص في كمية الفيتامين ب 12 الذي يقوم الجسم بامتصاصه ، ومن الممكن تعويضه بحقن فيتامين ب 12 ، وقد أظهرت الدراسات أن الاشخاص الذين يعانون من هذين الاضطرابين يعتبرون أكثر عرضة للاصابة بسرطان المعدة ، وبناء على ذلك ، يجب مراقبة وضعهم الصحي عن كثب بهدف الكشف عن سرطان المعدة في المرحلة المبكرة .
علامات وأعراض سرطان المعدة :
يعتبر سوء الهضم من أبرز واول العلامات التي تدل على سرطان المعدة . قد يكون هناك ألم في البطن ، او شعور بتخمة بعد الوجبات ، او غازات غامضة الاسباب ، او غثيان طفيف أو شعور بحرقة . ان هذه العلامات هى في اعادة من علامات سوء الهضم الشائع ، بيد أن استمرارها لعدة اسابيع ، ولو بصورة متقطعة يستدعي استشارة الطبيب .تتضمن العلامات المتأخرة لاورام المعدة تضاؤل الوزن السريع ، وفقدان الشهية ، والتقيؤ ، ووجود دم قاتم في البراز ، ان ظهور هذه العلامات يعني أنه ربما مضى فترة لا يستهان بها على وجود الورم ، وانه بدأ بالانتقال الى العقد اللمفاوية المجاورة والاعضاء الخرى .
تقرحات المعدة :
تقرحات المعدة الحميدة هى عبارة عن شقوق مفتوحة في بطانة المعدة ، يعتقد معظم الاطباء بأن هذه التقرحات لا تصبح سرطانية . أن الخطر الحقيقي من قرحة المعدة هو انها ربما تكون علامة لسرطان في المعدة . وبالتالى فان الاخفاق بالتعرف عليه قد يؤخر البدء في معالجة سرطان قابل للعلاج .
تشخيص سرطان المعدة :
تبدأ الفحوصات المتعلقة بالكشف عن وجود سرطان من عدمه بالحصول على معلومات مفصلة عن تاريخ المريض الطبي بما في ذلك السن والعادات الغذائية والامراض السابقة ، ويتضمن الكشف البدني الشامل اجراء تصوير بالاشعة السينية او تنظير داخلي ودراسات مخبرية .التصوير بالاشعة السينية :يعتبر تصوير السلسلة المعدية المعوية من أهم الاجراءات التشخيصية ، يبلع المريض مقداراً معيناً من محلول باريوم يظهر بوضوح على صور الاشعة السينية . تتم مراقبة تدفق الباريوم والتقاط صور بجهاز الاشعة السينية . يجري التقاط صور المعدة من زاويا وأوضاع مختلفة لجسم المريض . تظهر هذه الصور شذوذات مختلفه من ضمنها احتمال وجود نمو يثير الشك .تنظير المعدة مع العينة :في حالة اظهار صور الاشعة السينية لاحتمال وجود قرحة او شذوذ أخر في المعدة يجب اجراء تنظير للمعدة بغية توضيح التشخيص ، يتم في العادة تخدير بلعوم المريض ، وتمرير أنبوب مرن ، يعرف بمنظار المعدة ، من الحلق الى المعدة ، وهذا المنظار مزود بألياف بصرية تمكن الطبيب من رؤية المعدة من الداخل ، وفي حالة العثور على مناطق تثير الشك ، يستطيع الطبيب ادخال ملقاط دقيق جداً عبر الانبوب لاخذ عينة ، أي ازالة قطعة صغيرة جداً من نسيج المعدة لدراستها مجهرياً وتحديد ما اذا كان هناك خلايا سرطانية .
فحص المتابعة :
اذا أظهرت النتائج وجود قرحة حميده في المعدة ، يوضح المريض على حمية غذائية كما يعطى العلاج الملائم أملاً في التئام القرحة وتلاشيها ، وتجرى بعد ذلك مراقبة المريض عن كثب والتقاط صور بالاشعة السينية واجراء تنظير للمعدة في وقت لاحق لتحديد مدى التئام القرحة . وفي حالة عدم التئامها خلال عدة أسابيع ، فان الامر يستدعي تدخلاً خشية أن تكون القرحة سرطاناً فعلياً .
معالجة سرطان المعدة :
تبقى الجراحة هى الحل الامثل لسرطان المعدة ، وتنطوي العملية الجراحية على ازالة جزء من المعدة او استئصال المعدة بالكامل والعقد اللمفاوية المجاورة ، وفي حالة انتقال السرطان الى الاعضاء المجاورة كالطحال والبنكرياس والقولون ، فيجب استئصال هذه الاعضاء ايضاً ان امكن ، وفي حالة انتشار السرطان في مناطق اخرى من الجسم ، بحيث يصبح العلاج متعذراً ، يمكن المضي قدماً بالجراحة بالاستئصال الورم الاصلى بغية تخفيف حدة الاعراض التي عاني منها المريض مع اخذ العلم بان الجراحة في مثل هذه الحالة لا تساعد او تؤدي الى الشفاء ، ويتخذ هذا القرار عادة من قبل اخصائي الجراحة والطبيب المعالج .يستطيع الانسان ان يحيا حياة طبيعية نسبياً بعد استئصال المعدة ، ويمكن التغلب على صعوبات الهضم من خلال تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة ، ومن خلال ادخال تعديلات طفيفة على النظام الغذائي .
العلاج الكيميائي :
ان العقاقير الكيميائية المضاده للسرطان تسبب عموماً تلفاً في الخلايا السرطانية يفوق التلف في الخلايا الطبيعية . مع العلم بان الطبيب يوازن في العادة موازنة دقيقة بين الجرعة وعدد مرات اعطائها بحيث يكفي العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية ، ولكن ليس بالقدر الذي يتلف الخلايا السليمة ، هذا وان الخلايا المنشطرة الطبيعية منها والسرطانية هى الاكثر تأثراً بالعقاقير الكيميائية .ويمكن ان يقلل العلاج الكيميائي من حجم الاورام المعدية الاولية او الانتقالية ، وبالتالي احتمال اطالة مدة البقاء على قيد الحياة لبعض المرضى ، لكن لم يتبين ان هذا العلاج يحقق الشفاء من سرطان المعدة ، اما العقاقير ومركبات العقاقير التي يتحقق منها فائدة لمرضى السرطان فانها تشمل الفلورويوراسيل ، والدوكسوربيسين والمايتومايسين سي والميثيل n وغيرها .ولم يتبين ان للعلاج الكيميائي فائدة بعد الاستئصال الكامل للورم الاولي في المعدة ، اما التأثيرات الجانبية الشائعة لهذا العلاج فانها قد تشمل الغثيان والتقيؤ ، وتساقط الشعر وفقر الدم علاوة على تناقص قدرة الدم على التخثر ، وازدياد امكانية الاصابة بالالتهابات والتقرحات في الفم ، وبالنظر لتفاوت قدرة المرضى على تحمل العلاج ، فان التأثيرات الجانبية تتفاوت ايضاً ، لكن معظم هذه التأثيرات تتلاشي حال ايقاف العلاج.
احتمالات التحسن عند مرضى سرطان المعدة :
اذا ما تم تشخيص سرطان المعدة واستئصاله جراحياً قبل حدوث انتقالات فان نسبة شفاء المريض تزيد علىخمسين بالمائة ، وحيث ان علامات الاصابة بسرطان المعدة تكون في الغالب غير واضحة ، فان هذا السرطان لا يتم اكتشافه مبكراً في الاحوال الاعتيادية .وعندما ينتقل السرطان الى الانسجة او العقد اللمفية المجاورة ، فان النسبة اعلاه تتدني الى 17% ، اما في حالة انتشار السرطان بصورة واسعة النطاق فان النسبة تكون بحدود 2% .
الاسباب والعوامل المسببة لسرطان المريء :
ثمة ارتباط بين عوامل معينة خاصة بطريقة الحياة وتزايد احتمال الاصابه بسرطان المريء . ومن هذه العوامل على وجه الخصوص التدخين وشرب الكحول وتأثيرهما الخطير ، فالاشخاص الذين يشربون الكحول ويدخنون بشراهة أكثر عرضة للاصابه بسرطان المريء من أولئك الذين لا يشربون الكحول ولا يدخنون ، وبالرغم من ان الافراد الذين يصابون بجزر معدي ( حمض المعدة الذي يتدفق باتجاه المريء ويهيجه) او يتعرضون مباشرة للمواد الكيميائية المنزلية ( كابتلاعها صدفه ) تتزايد خطورة اصابتهم بهذه النوع من السرطان ، الا أن هذه الخطورة ليست بالدرجة التي يتعرض لها من يشربون الكحول ويدخنون بكثرة ، هنالك ايضاً اختلافات اقليمية ، فأعلى نسب للاصابة بسرطان المريء توجد في الصين وشمال ايران ، والجنوب الافريفي ، والجنوب الشرقي من امريكا بالاضافة الى مناطق معينة في اوربا الغربية .
علامات واعراض سرطان المريء :
ان اول اعراض الاصابة بسرطان المريء هي في معظم الحالات صعوبة بلع الاغذية الصلبة في البداية ثم الاغذيه الطرية والسوائل ، علماً بأن الشعور بهذه الصعوبة في أي وقت يعني عادة أن السرطان في مرحلة متدقمة ، ولذا فان من الاهمية بمكان ابلاغ الطبيب عن اية صعوبة في البلع عند حدوثها ، واجراء الاستقصاءات اللازمة لها بصورة فورية وشاملة .
تشخيص سرطان المريء :
ان الكشف المتعلق بتحديد سرطان المريء على انه السبب في صعوبة البلع او المشاكل الاخرى يبدأ بفحص التاريخ الصحي للمريض بالتفصيل ، بما في ذلك السن ، والنظام الغذائي وعادات التدخين وشرب الكحول والامراض السابقة ايضاً مع العلم بأن الفحص الشامل يتضمن كذلك صور الاشعة وفحوصاً اخرى .صور الاشعة السينية :يقوم المريض ببلع محلول الباريوم الذي يظهر بوضوح في صور الاشعة السينية ، وتتم مراقبة تدفق الباريوم عبر المريء من خلال سلسلة من صور الاشعة السينية التي يتم اخذها ، ومن خلال هذه الصور يمكن عادة تحديد ما اذا كانت الصعوبة في البلع لدى المريض سببها الورم او مشكلة اخرى في وظيفة بطانة عضلة المريء ، بيد انه لا يمكن تحديد ما اذا كان الورم المشتبه به خبيثاً او حميداً من الاشعة السينية فقط .تنظير المريء والعينة :يعطى المريض مسكناً خفيفاً ، ويخدر البلعوم من اجل اتاحة المجال للطبيب لادخال منظار المريء ، وهو عباره عن أنبوب مرن ، عبر ابلعوم الى المريء ، وهذا المنظار مزود بأجهزة ليفية بصرية تتيح للطبيب مشاهدة الجزء الداخلي من المريء .وإذا ما تمت مشاهدة مناطق يشك بها ، فانه يمكن للطبيب عندئذ أن يدخل ملقطاً صغيراً للغاية عبر الانبوب لاخذ خزعة ( عينة ) " هي عبارة عن الحصول على قطعة صغير من النسيج " بغية فحصها مجهبرياً لتقصى وجود الخلايا السرطانية ، وبالنظر لانه لا يمكن دائماً مشاهدة الاحجام الصغيرة من السرطان ، فانه بامكان الطبيب أن يقوم بغسل المريء بهدف جمع الخلايا المتساقطة من بطانة المريء ثم فحصها مجهرياً لتقصى وجود الخلايا السرطانية ايضاً .صور الاشعة السينية والتصوير المقطعي بالحاسوب للصدر :في حالة اكتشاف سرطان المريء ، يجب اخذ صور بالاشعة السينية للصدر وكذلك تصويره مقطعياً بالحاسوب لمعرفة ان كان السرطان قد انتشر الى أعضاء اخرى في الجسم .
علاج سرطان المريء :
يعتمد علاج سرطان المريء على موضع الورم ويمكن استخدام الجراحة او المعالجة الاشعاعية او كليهما في علاج سرطان المريء ، مع العلم بانه قد يضاف العلاج الكيميائي الى العلاجات الاخرى في بعض الاحيان .
الجراحة :
إذا ما كان السرطان موجوداً في الجزء السفلي من المريء ، ( أكثر من الثلث في الحالات كافة ) . فان الجراحة تعتمد في العادة كخيار العلاج ، وبواسطتها يتم استئصال الجزء السفلي من المريء والجزء العلوي من المعدة . وحتى يتمكن المريض من الاكل بصورة طبيعية مجدداً ، فانه يتم وصل المري والمعدة معاً من خلال سحب جزء من المعدة الى الأعلى . كما تستخدم الجراحة لاستئصال بعض أنواع السرطان في الجزء العلوي من المريء . واذا ما كان سحب المعدة الى الاعلى بما يكفي للتوصيل بين المعدة والمريء أمراً غير ممكن ، فانه يمكن استبدال الجزء المستأصل من المريء بأنبوب يتم تصنيعه من جزء القولون او الامعاء الدقيقه .وفي بعض الاحيان ، يتعذر عملية الاستئصال كما خطط لها اذا ما تبين وقت العملية ان السرطان منتشر أكثر مما ينبغي ، وفي هذه الحالة يمكن تثبيت أنبوب صناعي بعد العملية لدى المرضى من اجل أن يستعيدوا قدرتهم على البلع بعد الجراحة .
العلاج الاشعاعي :
ان الغرض من العلاج الاشعاعي هو تدمير الخلايا السرطانية بشل قدرتها على الانشطار ، ويمكن استخدام العلاج الاشعاعي بمفرده لمعالجة الاورام في الجزء العلوي من المريء ، وتخفيف الاعراض مثل الالم والصعوبة في البلع . كما يمكن استخدام العلاج الاشعاعي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم واحياناً بعد الجراحة للقضاء على الجزء الباقي من الاورام التي تعذر استئصالها بالجراحة ، علماً بان استشاري علاج الاورام الاشعاعي هو وحده الذي يقرر اعطاء العلاج قبل الجراحة او بعدها .ومن التأثيرات الجانبية للعلاج الاشعاعي التفاعلات الجلدية . والغثيان والتقيؤ والشعور بالتعب ايضاً لكن هذه التأثيرات بعد الانتهاء من العلاج .
العلاج الكيميائي :
تسبب العقاقير الكيميائية المضادة للسرطان تلفاً في الخلايا السرطانية يفوق التلف في الخلايا الطبيعية ، مع العلم بان الطبيب يوازن في العادة موازنة دقيقة بين الجرعة وعدد مرات اعطائها بحيث يكفي العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية ، ولكن ليس بالقدر الذي يتلف الخلايا السليمة ، هذا وان الخلايا المنشطرة الطبيعية منها والسرطانية هى الاكثر تأثراً بالعقاقير الكيميائية .ويستخدم العلاج الكيميائي في الوقت الحالى فقط لتخفيف الاعراض لدى المرضى الذين عولجوا جراحياً او بالاشعة من سرطان المريء ولكن المرض عاودهم او تبين انتشار السرطان لديهم في اعضاء الجسم الاخرى ، ويمكن ان يستخدم هذا العلاج مع الجراحة والعلاج الاشعاعي في الوقت ذاته ، اما القرار المتعلق بوقت استخدام العلاج الكيميائي ، فانه يعود عادة الى استشاري علاج الاورام المشرف على الحالة .هذا وتجدر الاشارة الى انه تبين من الدراسات التي اجريت أن استخدام العلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي لعلاج المرضى يتحملونها معاً ، يعطي نتائج افضل من استخدام العلاج الاشعاعي بمفرده في معالجة المرضى غير المؤهلين للجراحة .تشتمل التأثيرات الجانبية الشائعة ، للعلاج الكيميائي على الغثيان والتقيؤ وتساقط الشعر وتناقص قدرة الدم على التخثر وكذلك زيادة احتمال الاصابة بالالتهابات والتقرحات في الفم ، مع العلم بأن معظم هذه التأثيرات يختفي حال ايقاف العلاج ، هذا وتتفاوت التأثيرات الجانبية للتفاوت في قدرة الافراد على تحمل العلاج .احتمالات التحسن في حالات مرضى سرطان المريء :ان المعدل الاجمالي للشفاء التام في حالات مرضى سرطان المري هو في حدود 8 % ، اما اذا شخص السرطان في مرحلة موضعية ( بدائية ) ، فان هذا المعدل يقترب من 20 % ، لكن نسبة الحالات التي يتم تشخيصها في مراحل مبكرة هي 25 % فقط .التطلعات المستقبلية :لا شك أن الامل في المستقبل يتركز على الاكتشاف المبكر للسرطان ، وما برح اخصائيو السرطان في العالم يعملون على تحسين الوسائل التشخيصية ، واكتساب مزيد من المعرفة حول طبيعة السرطان المبكر او حده الادنى علاوة على تقصي أساليب جديدة لعلاج سرطان المعدة والمريء على وجه الخصوص واضافة العلاج الكيميائي للاشكال العلاجية الاخري .هذا وينبغي توعية الشعب السعودي عموماً والعاملين في العناية الصحية حول الحاجة لاكتشاف المرض مبكراً من خلال التعرف على الحالات المحفوفة بمخاطر كبيرة للاصابة بسرطان المريء او المعدة .
منقووووووووووووووووول
السرطان هو في الواقع عدة امراض تنجم عن التكاثر الشاذ للخلايا ، فالخلايا التي يتكون منها الجسم تنقسم وتتكاثر عادة بطريقة منظمة بحيث تتمكن اجسامنا من النمو ، واستبدال الانسجة التالفة واصلاح اية اصابات قد نتعرض لها . ان نمو الخلايا يخرج احياناً عن قيد السيطرة عندما تنقسم بسرعة وتشكل كتلاً تعرف بالاورام ، او تعيش لفترة طويلة ويشكل تراكمها كتلاً ورمية .تتدخل بعض الاورام في وظائف الجسم ، وتتطلب استئصالاً جراحياً ، ولكنها تفتقر للقدرة على الانتشار الى اجزاء اخرى من الجسم ، وهى تعرف بالاورام الحميدة ، اما الاورام الخبيثة ، او السرطانية ، فهى لا تكتفي بمجرد غزو وتدمير النسيج السليم ، بل وتقوم ، من خلال عملية تعرف بالنقائل ، بالانفصال عن الورم الاصلي ، والانتقال الى اجزاء اخرى من الجسم بواسطة اوعية لمفاوية او دموية. وتشكل اوراماً خبيثة اضافية .وغالبا ما يغزو سرطان المعدة والمريء اعضاء اخرى من الجهاز الهضمي ، كما ينتقل سرطان المعدة الى الرئتين ، والعظام ، والكلى ، والدماغ ، والجلد . والى الرحم عند الاناث . اما مناطق الانتشار المألوفة لسرطان المريء فهي الكبد والرئتين .
حقائق حول سرطان المعدة والمريء :
.يعتبر سرطان المريء أقل انتشاراً من حالات السرطان الاخرى ، التي تتضمن سرطان الفم واللسان والحنجرة ، الذي تم ربطه بالتدخين وتعاطي الكحول .كما يعتبر الرجال اكثر عرضة للاصابه بسرطان المعدة من النساء ، اذ تبلغ معدلات الاصابة بسرطان المعدة لدى الرجال ضعف مثيلاتها عند النساء ، اما معدلات سرطان المريء فهي متساوية بين الرجال والنساء .
وظيفة المعدة والمريء :
المريء هو عبارة عن أنبوب ينقل الطعام والسوائل من البلعوم ، المتصل بالفم الى المعدة . ويتراوح طول هذا الانبوب بين 22 و 25 سم ، وهو مبطن بعضلات تعمل على دفع الطعام الى الأسفل . تقوم المعدة بهضم البروتينات جزئياً ، وتحتفظ بالطعام المهضوم قبل أن تمرره ببطيء للامعاء الدقيقة لمزيد من الهضم والامتصاص .
عوامل ومسببات سرطان المعدة :
لاتزال أسباب سرطان المعدة مجهولة ، الا ان هناك عدة عوامل ارتبطت بزيادة خطر الاصابة به ، كما أشارت دراسات أجريت على مجموعات سكانية بأن النظام الغذائي قد يكون سبباً محتملاً . كما أن اختلال توازن حمض المعدة ارتبط هو الآخر بزيادة خطر الاصابة بسرطان المعدة .
1-الغــذاء :
يقل خطر الاصابة بسرطان المعدة بين الناس الذين يتناولون منتجات الالبان والخضار والفواكه الطازجه بكميات وفيرة . من ناحية ثانيه ، لا تزال هناك معدلات مرتفعة من المرض بين المجموعات السكانية التي غالباً ما تتناول مأكولات غنية بالنشويات ( كالذرة ، والارز ، والبطاطا ، والبازيلاء ) .. والمأكولات المدخنه ، والمملحة والمقلية على حساب الخضروات والفواكه الطازجه .تشير بعض الدلائل ، ولكنها ليست حاسمة ، على أن فيتامين ج قد يساعد في منع سرطان المعدة ، وبان النترات قد تسبب سرطان المعدة .النترات هي مركبات تتواجد في بعض الاطعمة بصورة طبيعية ، وتضاف الى أطعمة اخرى للمساعدة في حفظها ومنع نمو الجراثيم . تتحول هذه المركبات الكيميائية ، تحت ظروف معينة ، الى نترات وأحماض أمينية نترية ، تسبب سرطان المعدة عند حيوانات التجارب
.
2- اختلال توازن الحمض :
يرتبط سرطان
المعدة بتدني مستوى حمض المعدة او تلاشيه تماماً . وتتواجد هذه الحالات في العادة لدى مرضى التهاب المعدة الضموري ، وهو عبارة عن التهاب يصيب المعدة ، ويسبب ضموراً في النسيج الذي ينتج حمض المعدة ، كما يحدث هذا الوضع في حالات فقر الدم الوبيل ، وهو مرض يؤدي الى انخفاض عدد كريات الدم الحمراء . ينجم فقر الدم الوبيل عن نقص في كمية الفيتامين ب 12 الذي يقوم الجسم بامتصاصه ، ومن الممكن تعويضه بحقن فيتامين ب 12 ، وقد أظهرت الدراسات أن الاشخاص الذين يعانون من هذين الاضطرابين يعتبرون أكثر عرضة للاصابة بسرطان المعدة ، وبناء على ذلك ، يجب مراقبة وضعهم الصحي عن كثب بهدف الكشف عن سرطان المعدة في المرحلة المبكرة .
علامات وأعراض سرطان المعدة :
يعتبر سوء الهضم من أبرز واول العلامات التي تدل على سرطان المعدة . قد يكون هناك ألم في البطن ، او شعور بتخمة بعد الوجبات ، او غازات غامضة الاسباب ، او غثيان طفيف أو شعور بحرقة . ان هذه العلامات هى في اعادة من علامات سوء الهضم الشائع ، بيد أن استمرارها لعدة اسابيع ، ولو بصورة متقطعة يستدعي استشارة الطبيب .تتضمن العلامات المتأخرة لاورام المعدة تضاؤل الوزن السريع ، وفقدان الشهية ، والتقيؤ ، ووجود دم قاتم في البراز ، ان ظهور هذه العلامات يعني أنه ربما مضى فترة لا يستهان بها على وجود الورم ، وانه بدأ بالانتقال الى العقد اللمفاوية المجاورة والاعضاء الخرى .
تقرحات المعدة :
تقرحات المعدة الحميدة هى عبارة عن شقوق مفتوحة في بطانة المعدة ، يعتقد معظم الاطباء بأن هذه التقرحات لا تصبح سرطانية . أن الخطر الحقيقي من قرحة المعدة هو انها ربما تكون علامة لسرطان في المعدة . وبالتالى فان الاخفاق بالتعرف عليه قد يؤخر البدء في معالجة سرطان قابل للعلاج .
تشخيص سرطان المعدة :
تبدأ الفحوصات المتعلقة بالكشف عن وجود سرطان من عدمه بالحصول على معلومات مفصلة عن تاريخ المريض الطبي بما في ذلك السن والعادات الغذائية والامراض السابقة ، ويتضمن الكشف البدني الشامل اجراء تصوير بالاشعة السينية او تنظير داخلي ودراسات مخبرية .التصوير بالاشعة السينية :يعتبر تصوير السلسلة المعدية المعوية من أهم الاجراءات التشخيصية ، يبلع المريض مقداراً معيناً من محلول باريوم يظهر بوضوح على صور الاشعة السينية . تتم مراقبة تدفق الباريوم والتقاط صور بجهاز الاشعة السينية . يجري التقاط صور المعدة من زاويا وأوضاع مختلفة لجسم المريض . تظهر هذه الصور شذوذات مختلفه من ضمنها احتمال وجود نمو يثير الشك .تنظير المعدة مع العينة :في حالة اظهار صور الاشعة السينية لاحتمال وجود قرحة او شذوذ أخر في المعدة يجب اجراء تنظير للمعدة بغية توضيح التشخيص ، يتم في العادة تخدير بلعوم المريض ، وتمرير أنبوب مرن ، يعرف بمنظار المعدة ، من الحلق الى المعدة ، وهذا المنظار مزود بألياف بصرية تمكن الطبيب من رؤية المعدة من الداخل ، وفي حالة العثور على مناطق تثير الشك ، يستطيع الطبيب ادخال ملقاط دقيق جداً عبر الانبوب لاخذ عينة ، أي ازالة قطعة صغيرة جداً من نسيج المعدة لدراستها مجهرياً وتحديد ما اذا كان هناك خلايا سرطانية .
فحص المتابعة :
اذا أظهرت النتائج وجود قرحة حميده في المعدة ، يوضح المريض على حمية غذائية كما يعطى العلاج الملائم أملاً في التئام القرحة وتلاشيها ، وتجرى بعد ذلك مراقبة المريض عن كثب والتقاط صور بالاشعة السينية واجراء تنظير للمعدة في وقت لاحق لتحديد مدى التئام القرحة . وفي حالة عدم التئامها خلال عدة أسابيع ، فان الامر يستدعي تدخلاً خشية أن تكون القرحة سرطاناً فعلياً .
معالجة سرطان المعدة :
تبقى الجراحة هى الحل الامثل لسرطان المعدة ، وتنطوي العملية الجراحية على ازالة جزء من المعدة او استئصال المعدة بالكامل والعقد اللمفاوية المجاورة ، وفي حالة انتقال السرطان الى الاعضاء المجاورة كالطحال والبنكرياس والقولون ، فيجب استئصال هذه الاعضاء ايضاً ان امكن ، وفي حالة انتشار السرطان في مناطق اخرى من الجسم ، بحيث يصبح العلاج متعذراً ، يمكن المضي قدماً بالجراحة بالاستئصال الورم الاصلى بغية تخفيف حدة الاعراض التي عاني منها المريض مع اخذ العلم بان الجراحة في مثل هذه الحالة لا تساعد او تؤدي الى الشفاء ، ويتخذ هذا القرار عادة من قبل اخصائي الجراحة والطبيب المعالج .يستطيع الانسان ان يحيا حياة طبيعية نسبياً بعد استئصال المعدة ، ويمكن التغلب على صعوبات الهضم من خلال تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة ، ومن خلال ادخال تعديلات طفيفة على النظام الغذائي .
العلاج الكيميائي :
ان العقاقير الكيميائية المضاده للسرطان تسبب عموماً تلفاً في الخلايا السرطانية يفوق التلف في الخلايا الطبيعية . مع العلم بان الطبيب يوازن في العادة موازنة دقيقة بين الجرعة وعدد مرات اعطائها بحيث يكفي العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية ، ولكن ليس بالقدر الذي يتلف الخلايا السليمة ، هذا وان الخلايا المنشطرة الطبيعية منها والسرطانية هى الاكثر تأثراً بالعقاقير الكيميائية .ويمكن ان يقلل العلاج الكيميائي من حجم الاورام المعدية الاولية او الانتقالية ، وبالتالي احتمال اطالة مدة البقاء على قيد الحياة لبعض المرضى ، لكن لم يتبين ان هذا العلاج يحقق الشفاء من سرطان المعدة ، اما العقاقير ومركبات العقاقير التي يتحقق منها فائدة لمرضى السرطان فانها تشمل الفلورويوراسيل ، والدوكسوربيسين والمايتومايسين سي والميثيل n وغيرها .ولم يتبين ان للعلاج الكيميائي فائدة بعد الاستئصال الكامل للورم الاولي في المعدة ، اما التأثيرات الجانبية الشائعة لهذا العلاج فانها قد تشمل الغثيان والتقيؤ ، وتساقط الشعر وفقر الدم علاوة على تناقص قدرة الدم على التخثر ، وازدياد امكانية الاصابة بالالتهابات والتقرحات في الفم ، وبالنظر لتفاوت قدرة المرضى على تحمل العلاج ، فان التأثيرات الجانبية تتفاوت ايضاً ، لكن معظم هذه التأثيرات تتلاشي حال ايقاف العلاج.
احتمالات التحسن عند مرضى سرطان المعدة :
اذا ما تم تشخيص سرطان المعدة واستئصاله جراحياً قبل حدوث انتقالات فان نسبة شفاء المريض تزيد علىخمسين بالمائة ، وحيث ان علامات الاصابة بسرطان المعدة تكون في الغالب غير واضحة ، فان هذا السرطان لا يتم اكتشافه مبكراً في الاحوال الاعتيادية .وعندما ينتقل السرطان الى الانسجة او العقد اللمفية المجاورة ، فان النسبة اعلاه تتدني الى 17% ، اما في حالة انتشار السرطان بصورة واسعة النطاق فان النسبة تكون بحدود 2% .
الاسباب والعوامل المسببة لسرطان المريء :
ثمة ارتباط بين عوامل معينة خاصة بطريقة الحياة وتزايد احتمال الاصابه بسرطان المريء . ومن هذه العوامل على وجه الخصوص التدخين وشرب الكحول وتأثيرهما الخطير ، فالاشخاص الذين يشربون الكحول ويدخنون بشراهة أكثر عرضة للاصابه بسرطان المريء من أولئك الذين لا يشربون الكحول ولا يدخنون ، وبالرغم من ان الافراد الذين يصابون بجزر معدي ( حمض المعدة الذي يتدفق باتجاه المريء ويهيجه) او يتعرضون مباشرة للمواد الكيميائية المنزلية ( كابتلاعها صدفه ) تتزايد خطورة اصابتهم بهذه النوع من السرطان ، الا أن هذه الخطورة ليست بالدرجة التي يتعرض لها من يشربون الكحول ويدخنون بكثرة ، هنالك ايضاً اختلافات اقليمية ، فأعلى نسب للاصابة بسرطان المريء توجد في الصين وشمال ايران ، والجنوب الافريفي ، والجنوب الشرقي من امريكا بالاضافة الى مناطق معينة في اوربا الغربية .
علامات واعراض سرطان المريء :
ان اول اعراض الاصابة بسرطان المريء هي في معظم الحالات صعوبة بلع الاغذية الصلبة في البداية ثم الاغذيه الطرية والسوائل ، علماً بأن الشعور بهذه الصعوبة في أي وقت يعني عادة أن السرطان في مرحلة متدقمة ، ولذا فان من الاهمية بمكان ابلاغ الطبيب عن اية صعوبة في البلع عند حدوثها ، واجراء الاستقصاءات اللازمة لها بصورة فورية وشاملة .
تشخيص سرطان المريء :
ان الكشف المتعلق بتحديد سرطان المريء على انه السبب في صعوبة البلع او المشاكل الاخرى يبدأ بفحص التاريخ الصحي للمريض بالتفصيل ، بما في ذلك السن ، والنظام الغذائي وعادات التدخين وشرب الكحول والامراض السابقة ايضاً مع العلم بأن الفحص الشامل يتضمن كذلك صور الاشعة وفحوصاً اخرى .صور الاشعة السينية :يقوم المريض ببلع محلول الباريوم الذي يظهر بوضوح في صور الاشعة السينية ، وتتم مراقبة تدفق الباريوم عبر المريء من خلال سلسلة من صور الاشعة السينية التي يتم اخذها ، ومن خلال هذه الصور يمكن عادة تحديد ما اذا كانت الصعوبة في البلع لدى المريض سببها الورم او مشكلة اخرى في وظيفة بطانة عضلة المريء ، بيد انه لا يمكن تحديد ما اذا كان الورم المشتبه به خبيثاً او حميداً من الاشعة السينية فقط .تنظير المريء والعينة :يعطى المريض مسكناً خفيفاً ، ويخدر البلعوم من اجل اتاحة المجال للطبيب لادخال منظار المريء ، وهو عباره عن أنبوب مرن ، عبر ابلعوم الى المريء ، وهذا المنظار مزود بأجهزة ليفية بصرية تتيح للطبيب مشاهدة الجزء الداخلي من المريء .وإذا ما تمت مشاهدة مناطق يشك بها ، فانه يمكن للطبيب عندئذ أن يدخل ملقطاً صغيراً للغاية عبر الانبوب لاخذ خزعة ( عينة ) " هي عبارة عن الحصول على قطعة صغير من النسيج " بغية فحصها مجهبرياً لتقصى وجود الخلايا السرطانية ، وبالنظر لانه لا يمكن دائماً مشاهدة الاحجام الصغيرة من السرطان ، فانه بامكان الطبيب أن يقوم بغسل المريء بهدف جمع الخلايا المتساقطة من بطانة المريء ثم فحصها مجهرياً لتقصى وجود الخلايا السرطانية ايضاً .صور الاشعة السينية والتصوير المقطعي بالحاسوب للصدر :في حالة اكتشاف سرطان المريء ، يجب اخذ صور بالاشعة السينية للصدر وكذلك تصويره مقطعياً بالحاسوب لمعرفة ان كان السرطان قد انتشر الى أعضاء اخرى في الجسم .
علاج سرطان المريء :
يعتمد علاج سرطان المريء على موضع الورم ويمكن استخدام الجراحة او المعالجة الاشعاعية او كليهما في علاج سرطان المريء ، مع العلم بانه قد يضاف العلاج الكيميائي الى العلاجات الاخرى في بعض الاحيان .
الجراحة :
إذا ما كان السرطان موجوداً في الجزء السفلي من المريء ، ( أكثر من الثلث في الحالات كافة ) . فان الجراحة تعتمد في العادة كخيار العلاج ، وبواسطتها يتم استئصال الجزء السفلي من المريء والجزء العلوي من المعدة . وحتى يتمكن المريض من الاكل بصورة طبيعية مجدداً ، فانه يتم وصل المري والمعدة معاً من خلال سحب جزء من المعدة الى الأعلى . كما تستخدم الجراحة لاستئصال بعض أنواع السرطان في الجزء العلوي من المريء . واذا ما كان سحب المعدة الى الاعلى بما يكفي للتوصيل بين المعدة والمريء أمراً غير ممكن ، فانه يمكن استبدال الجزء المستأصل من المريء بأنبوب يتم تصنيعه من جزء القولون او الامعاء الدقيقه .وفي بعض الاحيان ، يتعذر عملية الاستئصال كما خطط لها اذا ما تبين وقت العملية ان السرطان منتشر أكثر مما ينبغي ، وفي هذه الحالة يمكن تثبيت أنبوب صناعي بعد العملية لدى المرضى من اجل أن يستعيدوا قدرتهم على البلع بعد الجراحة .
العلاج الاشعاعي :
ان الغرض من العلاج الاشعاعي هو تدمير الخلايا السرطانية بشل قدرتها على الانشطار ، ويمكن استخدام العلاج الاشعاعي بمفرده لمعالجة الاورام في الجزء العلوي من المريء ، وتخفيف الاعراض مثل الالم والصعوبة في البلع . كما يمكن استخدام العلاج الاشعاعي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم واحياناً بعد الجراحة للقضاء على الجزء الباقي من الاورام التي تعذر استئصالها بالجراحة ، علماً بان استشاري علاج الاورام الاشعاعي هو وحده الذي يقرر اعطاء العلاج قبل الجراحة او بعدها .ومن التأثيرات الجانبية للعلاج الاشعاعي التفاعلات الجلدية . والغثيان والتقيؤ والشعور بالتعب ايضاً لكن هذه التأثيرات بعد الانتهاء من العلاج .
العلاج الكيميائي :
تسبب العقاقير الكيميائية المضادة للسرطان تلفاً في الخلايا السرطانية يفوق التلف في الخلايا الطبيعية ، مع العلم بان الطبيب يوازن في العادة موازنة دقيقة بين الجرعة وعدد مرات اعطائها بحيث يكفي العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية ، ولكن ليس بالقدر الذي يتلف الخلايا السليمة ، هذا وان الخلايا المنشطرة الطبيعية منها والسرطانية هى الاكثر تأثراً بالعقاقير الكيميائية .ويستخدم العلاج الكيميائي في الوقت الحالى فقط لتخفيف الاعراض لدى المرضى الذين عولجوا جراحياً او بالاشعة من سرطان المريء ولكن المرض عاودهم او تبين انتشار السرطان لديهم في اعضاء الجسم الاخرى ، ويمكن ان يستخدم هذا العلاج مع الجراحة والعلاج الاشعاعي في الوقت ذاته ، اما القرار المتعلق بوقت استخدام العلاج الكيميائي ، فانه يعود عادة الى استشاري علاج الاورام المشرف على الحالة .هذا وتجدر الاشارة الى انه تبين من الدراسات التي اجريت أن استخدام العلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي لعلاج المرضى يتحملونها معاً ، يعطي نتائج افضل من استخدام العلاج الاشعاعي بمفرده في معالجة المرضى غير المؤهلين للجراحة .تشتمل التأثيرات الجانبية الشائعة ، للعلاج الكيميائي على الغثيان والتقيؤ وتساقط الشعر وتناقص قدرة الدم على التخثر وكذلك زيادة احتمال الاصابة بالالتهابات والتقرحات في الفم ، مع العلم بأن معظم هذه التأثيرات يختفي حال ايقاف العلاج ، هذا وتتفاوت التأثيرات الجانبية للتفاوت في قدرة الافراد على تحمل العلاج .احتمالات التحسن في حالات مرضى سرطان المريء :ان المعدل الاجمالي للشفاء التام في حالات مرضى سرطان المري هو في حدود 8 % ، اما اذا شخص السرطان في مرحلة موضعية ( بدائية ) ، فان هذا المعدل يقترب من 20 % ، لكن نسبة الحالات التي يتم تشخيصها في مراحل مبكرة هي 25 % فقط .التطلعات المستقبلية :لا شك أن الامل في المستقبل يتركز على الاكتشاف المبكر للسرطان ، وما برح اخصائيو السرطان في العالم يعملون على تحسين الوسائل التشخيصية ، واكتساب مزيد من المعرفة حول طبيعة السرطان المبكر او حده الادنى علاوة على تقصي أساليب جديدة لعلاج سرطان المعدة والمريء على وجه الخصوص واضافة العلاج الكيميائي للاشكال العلاجية الاخري .هذا وينبغي توعية الشعب السعودي عموماً والعاملين في العناية الصحية حول الحاجة لاكتشاف المرض مبكراً من خلال التعرف على الحالات المحفوفة بمخاطر كبيرة للاصابة بسرطان المريء او المعدة .
منقووووووووووووووووول