كل ما يتعلق بالصداع

زائر
الأسباب يعد الصداع من أبرز الأعراض المرضية التي تصيب الإنسان، وتتعدد شدته وأنواعه من فرد إلى آخر. وطبقاً لما نشرته جمعية الصداع الأمريكية فإن 90% من مرضى الصداع يشكون نوعاً واحداً وهو الصداع التوتري الذي يحدث نتيجة لآلام في المفاصل وتوترات في عضلات الرأس والرقبة وله أسباب متعددة، حتى التغيرات التي تطرأ على القوام تؤدي نفسها إلى الإصابة بهذا الصداع. ومن أسباب الصداع التوتري بين الناس التوتر النفسي والشد العصبي المصاحب للحياة اليومية في العمل وقيادة السيارات والضوضاء والأضواء الساطعة في المدينة والمشاجرات التي تتم في المنزل، كل هذا قد يصيب عضلات الرقبة والمضغ بتوتر دائم ينعكس على الشخص في صورة صداع متكرر. إن طبيعة العمل نفسه وعدد ساعاته لها دور في إحداث بعض الخلل في الفقرات العنقية، وتعد الأعمال المكتبية من أكثر الأعمال التي يصاب أصحابها بالتغير في القوام بالصور التي تؤدي إلى اضطرابات في مفاصل الرقبة وعضلاتها. ومن هذه الأعمال التي تؤدي إلى الصداع اليومي، الكومبيوتر، ميكانيكا السيارات التي يقف العامل فيها أسفل السيارة المرتفعة على حامل، وأعمال الخياطة والسكرتارية. إن الأوضاع التي نتخذها في أثناء حياتنا اليومية أيضاً لها تأثير على حدوث الصداع التوتري مثل النوم على وسادة عالية، كذلك إذا كانت الرقبة والرأس في وضع غير مستقيم مع الجسم في أثناء النوم، من قبيل النوم في السيارة أو الطائرة يؤدي إلى إحداث ضغوط على فقرات الرقبة. ووضع الجلوس أيضاً له دور هام في إحداث الصداع، من عدمه، فطبقاً لنوع الكرسي يكون بروز الرأس على الكتفين، كذلك إذا كان التلفزيون أو الكمبيوتر على أحد جانبي الفرد في أثناء المشاهدة وليس في مواجهته، فبعد فترة من المشاهدة تحدث الآلام نتيجة تقلصات في عضلات الرقبة في الجانب الموجود فيه التلفزيون. إن بروز الرأس عن مستوى الكتفين يزيد من وزن الرأس على العنق مرة كل مسافة بوصة واحدة عن مستوى الكتفين،مما يؤدي مع طول المدة إلى تآكل في غضاريف أسفل الرقبة. والضوء عامل مؤثر في إحداث الصداع، فالضوء القوي الذي تستخدمه المحلات التجارية له دور هام في إحداث الصداع اليومي نتيجة لضغوطه على العينين وأيضاً الطالب الذي يستذكر دروسه لأكثر من ساعة يجب ألا يأتي الضوء من أمامه حتى لا ينعكس ثانية من أوراق الكتاب على عينيه، خصوصاً إذا كان الورق لامعاً كما يجب عدم المذاكرة في السرير والضوء آت من أحد الجانبين فقط. وملابسنا اليومية لها دور هام في إحداث الصداع، (فالبالطو) الثقيل على أكتاف المسن على سبيل المثال يشكل حملاً على عضلات الرقبة والكتفين، وياقة القميص المحكمة برباط العنق عند الرجال تمنع مرور الدم بالكمية المطلوبة إلى المخ، وهذا النوع يشكو صاحبه من الصداع بعد مرور أكثر من ساعة ويذهب صداعه بعد خلعه لملابسه، كذلك مشدات الصدر الضيقة عند السيدات تعد أحد أسباب الصداع التوتري. إن الضغوط النفسية تؤثر في اضطرابات عضلات الوجه، بينما تؤثر الضغوط البدنية على عضلات الرقبة، وفي حالة مصاحبة الضغوط البدنية للضغوط النفسية يكون التأثير أكبر في إحداث الصداع، وقد يؤثر ذلك على مجموعة ثالثة من العضلات وهي عضلات المضغ فكثيراً ما يضغط الإنسان علىأضراسه الخلفية سواء في قيادة السيارة خصوصاً عند الضغط على الفرامل أو في كتم الغيظ عند الانفعالات النفسية أو قضم الأظفار عند بعض الناس. ومضغ اللبان وتقشير اللب يساعدان على اضطرابات عضلات المضغ وزيادة حدة الصداع عند الشخص الذي يشكو من الصداع، نتيجة اضطرابات في مفصل الفك وعضلات المضغ. وتراكم العوامل النفسية مع البدنية مع عدم مراعاة تصحيح وضع القوام عند القيام بالأعمال اليومية، يمكن أن يؤدي إلى صداع مزمن إذا اشتكى صاحبه مرة كل يومين لمدة ستة أشهر. لحدة البصر وطول القامة دور مهم في إحداث الصداع لاسيما عند الطلاب في أثناء المذاكرة أو الذين يقومون بأعمال كتابية، خصوصاً إذا لم يراعوا منسوب المكتب مع الكرسي في أثناء القراءة، فالطالب الذي يلبس نظارة للقراءة ويكون طويل القامة، ويداوم على المذاكرة ويكون الكتاب على مكتب قصير بالنسبة له، يشكو دائماً من الألم في العنق والآلام بين عظمتي اللوح أعلى الظهر. والانزلاق الغضروفي العنقي، وخشونة الفقرات العنقية العليا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف عضلات العنق واضطرابات بها، وتكون النتيجة الصداع المزمن. ويكثر الصداع دائماً بعد الإصابات، التي تنتج مثلاً عن حوادث السيارات فميكانيكية وضع الرأس- الرقبة- على الصدر يعرضها إلى هزة كبيرة في أثناء التصادم، مما يتسبب في إحداث تهتك بأربطة الرقبة ومفصل الفك مما يؤدي إلى صداع شديد وألم بالرقبة. والإمساك المزمن يعد واحداً من أسباب الصداع ويشكو صاحبه من الصداع الشديد خصوصاً إذا طالت فتراته. وهناك ما يسمى بالصداع الجنسي الذي يحدث غالباً بعد العملية نتيجة للتهيج العصبي وتأثيره على أوعية المخ التي تنقبض مسببة صداعاً شديداً. وهناك نوع من الصداع قد يحدث بين الرياضيين ويسمى بالصداع الرياضي، وينشأ هذا النوع بين الرياضيين خصوصاً في أوقات المسابقات الرياضية واحتدام المنافسة ويرجع أيضاً إلى التوتر العصبي الشديد خوفاً من الخسارة وغالباً ما تنتهي نوبة هذا الصداع بنهاية المسابقة. و قد توصل باحثون أمريكيون مؤخراً إلى اكتشاف يمكن أن يساعد على فهم أعمق لأسباب آلام الصداع التي لم يتم التوصل بعد إلى أسباب قاطعة لها، والتي تتنوع بين أسباب نفسية، ضغوط، غذاء، وغيرها من الأسباب الأخرى، وقد تم التوصل لهذه النتائج بعد إجراء تجارب عدة على إحدى المتبرعات التي كانت تعاني من آلام الصداع النصفي الذي يعاودها مرة أسبوعياً أو كل اسبوعين، حيث خضعت لعملية رسم للمخ (بالبوزيترون) لدراسة تغيرات تدفق الدم في مخها، ويعتقد العلماء أن الاضطرابات التي تحدث في انسياب الدم في المخ تلعب دوراً مهماً في التسبب بآلام الصداع الحاد، نظراً لأنها تحدث على فترات متقطعة، وتجدر الإشارة إلى أن آلام الصداع بالنسبة للسيدة المتطوعة كانت تتفاقم عندما تجلس طويلاً أمام شاشة الكمبيوتر، مما جعل الباحثين يصنعون أمام نظرها هدفاً متصلاً بجهاز كمبيوتر في أثناء عملية رسم المخ. وبعد مضي نصف ساعة من عملية رسم المخ، شعرت المتطوعة بآلام حادة في وسط ومؤخرة رأسها، وأخبرت الباحثين أنها تشعر كما لو كان شخص ما يدق على رأسها بمطرقة، حيث تحول الألم إلى صداع نصف كامل، ويرى الدكتور (دوجرب) ، (وودز) من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن نتائج رسم المخ تؤكد النظرية التي تقول إن تدفق الدم في المخ ينقص أثناء مهاجمة آلام الصداع النصفي للمريض. إحصائيات أشارت الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة (هوبكنس) إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على شهادات علمية يعانون من آلام ونوبات الصداع بصورة أكثر ممن هم دونهم علماً. ويرى الباحث (بريان شوارتز) المتخصص في علوم الصحة البيئية إن الصداع الناتج عن التوتر هو من الأنواع المعروفة والمشهورة التي لها تأثير كبير على المجتمع. فالأشخاص المصابون بالصداع عادة ما يتغيبون عن العمل، وإذا عملوا فإن قدرتهم على مواصلة العمل تتأثر بذلك وتضعف، ويضيف الباحث(شوارتز) أن الدراسة التي أجريت على حوالي 13.345شخصاً واستمرت عاماً كاملاً قد هدفت إلى مراقبة حدوث حالات الصداع العارضة وحالات الصداع المزمنة الناتجة عن التوتر، وأظهرت أن حوالي 38.3% من أولئك الذين أجريت عليهم الدراسة طابقوا المعايير الدولية التي تشير إلى تعرضهم للإصابة بالصداع العارض، كما أظهرت أن الصداع العارض الناتج عن التوتر يصيب النساء أكثر من الرجال حيث وصلت نسبة انتشاره بين النساء إلى 46.9% بينما وصلت بين الرجال إلى 42.3% وذلك عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 39 عاماً، وبينت الدراسة أيضاً انخفاض هذه المعدلات كلما تقدم الشخص في العمر وارتفاع نسبتها بين الأشخاص الأكثر تعلماً. فقد اتضح أن نسبة الإصابة بين النساء الحاصلات على درجات علمية بلغت 48.9%، بينما كانت بين الرجال 48.5%، من ناحية أخرى قال الباحث شوارتز إن ما نسبته 8.3% من المصابين بالصداع العارض يقولون إنهم يبقون في منازلهم ولا يتوجهون إلى أعمالهم بسبب الإصابة بالصداع، في حين أن حوالي 43.6% قالوا إنهم كانوا أقل إنتاجاً بسبب إصابتهم بنوبات الصداع، ليس فقط في أعمالهم ولكن في حياتهم الشخصية أيضاً. الشقيقة يصف الأطباء صداع الشقيقة بأنه أشد ألماً من صداع الإجهاد من العمل. فآلام الشقيقة تصاحبها أعراض مثل الخفقان والعجز عن التفكير أو حتى تحريك الرأس من شدة الألم، وقد يصاحبها الغثيان والقيء وعدم تحمل الضوء، وربما وخز ضعيف في اليدين والقدمين، وحساسية غير عادية للروائح والأصوات مما يؤدي إلى تقلب في المزاج وتهيج مفرط. ويستمر الصداع لمدة أربع ساعات، وقد يمتد إلى ثلاثة أيام إذا لم تتخذ التدابير لتسكينه. ورغم انتشار هذا الصداع بصورة كبيرة بين الناس (إذ يكفي أن نعلم أن أكثر من ثلاثة وعشرين مليون أمريكي يعانون منه)، إلا أن أسبابه ما زالت غير دقيقة التحديد، وما زال هناك جدل حول تلك الأسباب، إلا أنه من المؤكد أن هناك أكثر من سبب لهذا الصداع، ومعظم الآراء تربطه بالمواد الكيميائية وبعض المواد الطبيعية التي تسبب تحفيز وتهيج المخ مما ينتج عنه الصداع. كما أن هناك آراءاً تؤكد أن هناك أموراً أخرى في أسلوب الحياة لا يلتفت إلى تغييرها الإنسان تؤدي إلى صداع الشقيقة. ومن فرضيات أسباب هذا النوع من الصداع الفرضية التي تقول: إن 20% من هذا الصداع سببه الغذاء، إذ يعتقد أن هناك بعض المواد الكيميائية الموجودة طبيعياً أو مضافة للأغذية يتعدى تأثيرها على شعيرات المخ وأوعيته الدموية فيوسعها ويسبب الصداع. فمن تلك الأغذية الطبيعية الجبن والمكسرات والبيتزا. ومن الأغذية التي تضاف لها كيماويات اللحوم المعاملة بأملاح النيترات، والشاي، والقهوة، والشوكولاتة، لوجود الكافين بها، والأغذية المتخمرة والمخللات، وتوضع على رأس قائمة هذه الأغذية الأطعمة التي يضاف إليها ملح (أحادي جليوتاميت الصوديوم) (MSG) . و قبل الاسترسال في الحديث لابد أن نؤكد أن هذه مجرد فرضية لا ترقى حتى اليوم للقطع واليقين، وربما تكون صحيحة، وربما تكون بعض، أو كل هذه الأغذية مسبباً فعلياً للشقيقة. فإن كنت ممن يشكو من صداع الشقيقة، فالأمر بيدك لأنه ما عليك إلا أن تثبت أو تنفي مثل هذا الكلام.. كيف؟.. إن الأمر بسيط ولكنه يحتاج إلى ربط وصبر.. وهاك الطريقة: كلما جاءتك الشكوى من صداع الشقيقة أمسك بورقة وقلم ثم سجل: - تاريخ ووقت حدوث الصداع. - الأعراض قبل الصداع و المصاحبة له وبعده. - وصف دقيق للألم وشدته. - كيف عالجته سواء بمسكنات (نوعها) أو بغيرها. - ما الأطعمة التي تناولتها قبل الصداع، (سجل كل الأطعمة التي تناولتها خلال الساعات العشر السابقة للصداع حتى وقت حدوثه)، وكميتها ودرجة حرارتها، وطريقة طبخها وإعدادها. - النشاطات أو الضغوط التي مارستها أو تعرضت لها خلال اليومين السابقين للصداع حتى حدوثه. - كلما عاودك الصداع، أمسك بالورقة والقلم وأعد تسجيل ما سبق, بعد عدة مرات حاول الربط بين أنواع الأغذية التي تكرر أكلك لها قبل الصداع وحدوث الصداع.. كذلك أنواع الضغوط أو النشاطات.. ثم قبل الحكم استشر طبيبك فيما توصلت إليه وتابع معه حقيقة استنتاجك.. إذا وجدت أن فرضية العلاقة بين الغذاء والشقيقة حقيقية، فأبعد تلك الأغذية من قائمة طعامك، واستشر اختصاصي الأغذية عن البدائل لها. يعتقد باحثون في جامعة هوبكنز أنهم توصلوا إلى اكتشاف مصدر الألم في الشقيقة، مما يؤدي إلى اختلاف النظرة التقليدية المتعلقة بتوسيع أو تضييق الأوعية الدموية الموجودة في مؤخرة الرأس، والتركيز بدلاً عن ذلك على التغييرات داخل السحايا (طبقة النسيج الواقي المغطية للدماغ). ويشير البحث - الذي تضمن تفرسات طيفية للمرضى في منتصف وقت الصداع- إلى طريقة أكثر تأكيداً لتشخيص الشقيقة التي مازال الجدل ثائراً حولها. فهو يعطي العلماء طريقة مستقيمة أيضاً للحكم على العلاج من أجل أنواع الصداع العامة التي يعانيها الملايين على نطاق العالم. قدمت الدراسة خلال اجتماعات الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في تورنتو بكندا من قبل عالم الأعصاب في هوبكنز الدكتور (ماركو بابا قالو) الذي ترأس فريق البحث. جاء المرضى في الدراسة إلى هوبكنز في منتصف هجمة الشقيقة الموثقة تماماً وحددوا بالضبط موقع صداعهم على الرسم البياني. من ثم تلقوا حقنة (آي في) IVالخاصة ببروتين بلازما الدم العام (الزلال)، بالإضافة إلى نظير مشع. وقد أخذ خبراء الأشعة تفرسات طيفية (صورة مقطعية بالحاسوب لبث فوتون مفرد) للرأس في 3 ساعات و 10دقائق وقد استمرت الإجراءات نفسها لعدة أيام لاحقة، وبعد أن خفت الصداعات كخط قاعدي. وفي أثناء الالتهاب الذي يحدث مع الشقيقة، يقول (بابا قالو): تصبح الأوعية الدموية في السحايا نفوذية عادة للجزيئات مثل الألبومين (الزلال) من ثم تلتقط التفرسات الطيفية تسرب الزلال إلى داخل الأنسجة المحيطة. وأظهرت الصورة رقعاً منتشرة ساطعة ـ علامة التهاب- في مناطق في السحايا لاءمت الأماكن تماماً، حيث قال المرضى إنهم شعروا بالصداع، وبذلك تم وصل الشذوذات في السحايا بالألم. لكن لم يثبت أن الالتهاب نفسه هو السبب المباشر لألم السحايا، وإنما يعتقد الباحثون بأنه يأتي من نشاط عصبي غير عادي. كما أظهرت دراسات الحيوانات التي أجريت في أماكن أخرى أن التنبيه الكهربائي للعصب الثلاثي التوائم -العصب الرئيس المؤدي من الدماغ إلى الرأس والوجه- يتسبب في التهاب السحايا. وعلى عكس الالتهاب الذي يحدثه الرضخ أو العدوى، فإن هذا الالتهاب (العصبي المنشأ) ينشأ من كيماويات.. (نيوروببتايدس) nepeptides التي تفرزها نهايات الأعصاب. ويؤكد الباحثون أن (نيوروببتايدس) هي التي تحدث الالتهاب، لكنها أيضاً تجعل مستقبلات الألم المجاورة حساسة في السحايا التي ترسل رسالة الألم. يقول الباحثون إن السبب واحد، لأن أعراض صداع الشقيقة السيئ تماثل تلك التي توجد في التهاب السحايا، الالتهاب البكتيري أو الفيروسي للسحايا: الصداع النابض، الغثيان والحساسية للضوء والصوت. وفي حين أن العمل عبارة عن دراسة صغيرة رائدة، فإن الصور الطيفية توصل بشكل لاينكر موقع الألم بالسحايا ولا يجد الباحثون طريقة أخرى لتفسير شيء كهذا. ورغم جميع البحوث التي أجريت على الشقيقة، إلا أن هذا الاضطراب يبقى مبهماً، حيث إن للعلماء تفسيرات غير مكتملة. وتشير الآراء التقليدية إلى أن هناك اضطراباً يشبه الصرع في (مركز القدح) في ساق الدماغ يشغل العصب الثلاثي التوائم الذي يرسل شعباً إلى الوجه، وفروة الرأس، وإلى العضلات المحيطة بالأوعية الدموية في الرأس وإلى السحايا. ومن المحتمل أن بعض الأعراض الأخرى التي يحس بها بعض الناس مع الشقيقة، مثل الخدر أو الوخز أو الاضطرابات البصرية، أنها تشمل مناطق من الدماغ، فضلاً عن السحايا، كما يقول (بابا قالو). ذكرت مجلة «نيتشرميديسن» الطبية البريطانية أن عدداً من الباحثين البريطانيين قد اكتشفوا أن أحد أنواع الصداع المزمن الشائعة قد يكون ناجماً عن شذوذ في بنية الدماغ الفيزيائية، حيث أكد باحثو وحدة أبحاث الصداع في معهد لندن لعلم الأعصاب أن حالات الصداع العنقودي قد تكون ناجمة عن النمو المفرط للخلايا السنجابية في الجزء الدماغي الذي يعرف باسم (الهيبوتالموس) ويقع تحت السرير البصري، من جهته قال البروفيسور (بيتر جودسبي) الذي أشرف على الدراسة: إن الاعتقاد السائد حالياً هو أن حالات الصداع الأولى مثل الصداع العنقودي والشقيقة سببها شذوذ دماغي وظيفي ليس له أية علاقة ببنية الدماغ، لكن دراستنا أثبتت خطأ هذا الاعتقاد، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يمهد الطريق أمام ابتكار طرائق علاجية جديدة أكثر فعالية لحالات الصداع المنتظم. إن معظم حالات الصداع المزمنة والمتكررة تكون من نوع شقيقة الرأس أو الصداع التوتري لعضلات الرأس،الذي عادة ما يصاحب الشد العصبي أو الإرهاق والقلق، وصداع الشقيقة معروف منذ زمن بعيد وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي أن هذا النوع كان يصيب النبي صلى الله عليه وسلم فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج حتى إنه في مرض موته كان يعصب رأسه ويقول «وارأساه». وهذا الصداع يصيب مختلف الأعمار وعادة ما تخف حدته بتقدم العمر. علاج الصداع يعتمد على إزالة السبب فإن وجد مثل التهابات الأسنان والجيوب الأنفية أو الحمى الشوكية، بالإضافة إلى توخي الأسباب التي قد تخفف من الصداع وتكراره مثل تجنب الإرهاق الشديد، التغيرات الجوية والأطعمة التي قد تهيج الصداع مثل الشوكولاته والأجبان. وكذلك استخدام التكميد والعلاج الطبيعي لتخفيف التوتر العضلي خصوصاً بمؤخرة الرأس والرقبة. ولكن تبقى الأدوية وخصوصاً في حالات الشقيقة وشبيهاتها الجزء الأساس في العلاج. حيث يكون العلاج على مرحلتين: المرحلة الأولى لعلاج الصداع الحاد، والمرحلة الأخرى لتقليص فرص تكرار النوبات الصداعية. فتستخدم المسكنات مثل الأسبرين وNSAIDS لعلاج الصداع الحاد وفي حالات صداع الشقيقة تستخدم علاجات جديدة من عائلة (التريبتان) مثل( السوماتريبتان) Smatiptan بالإضافة للعلاجات الأولية مثل egtamines بينما تستخدم علاجات أخرى مثل Antidepnessants وBBenkens في الوقاية من تكرر هذه النوبات الصداعية. ونادراً ما يلجأ إلى استخدام العمليات الجراحية عندما لا يستجيب الصداع للأدوية ويكون تأثيره على المريض بالغاً مثل بعض الحالات التي يُلجأ فيها لكيّ العصب الخاص بالموجات الحرارية في مراكز متخصصة.
 

زائر
شكراً أختي العزيزة للإفادة القيمة
بارك الله في جهودك
 

زائر
شكراً اختي الملاك الوردي على ردك الكريم
برعاية الله
 

زائر
ممتاز
 

زائر
أشكر مرورك الطيب أخ عكل
 

زائر
شكراً لك . . ليلي

إلقاء وافي .. سلمت يمناك حلوتي ..

لا تبخلي علينا بالمفيد دوما ..

دمت بكل الحب ..
 

زائر
اشكر حضورك وكلامك العسل اخت فارما
وانشاءالله لن اقصر دوماً معكم
يحميك الرب ويحفظك سالمة
 

زائر
شكرا على كل المواضيع AMA
 

زائر
حياك الله اخت راما
 

زائر
انا اعاني من صداع دائم في مقدمة الرأس ومعه غثيان و سماع اصوات مزعجه داخل اذاني هل من يساعدني بمعرفة نوعه؟