زائر
قبل فترة قصيرة كنت في مجلس عزاء، وبحكم طبيعة المجلس والمناسبة التي جئت من أجلها فقد اتخذت مجلسي صامتاً إلا ببعض الكلمات المواسية التي تقال في مثل هذه المناسبات.
فجأة تحول المجلس من عزاء إلى ما يشبه العيادة النفسية.. فانهالت عليّ اسئلة من المعزين؛ عن الفصام الاكتئاب وأعراض الأمراض النفسية، وكل شخص لديه مشكلة ما فهل هي مرض نفسي؟ وسألني أحد الحضور كيف أعرف بأني مريض نفسي...؟؟ وهو سؤال يستحق التوقف.. كيف يعرف الشخص بأنه مريض نفسي؟.
المؤسف في الأمر بأن المرضى النفسيين والذين يعانون من أمراض نفسية صعبة، مثل الفصام والهوس الاكتئاب الشديد لا يدركون بأنهم مرضى نفسيين.. بل غالبا ما يرفضون هذه الفكرة تماما، ويغضبون إذا ما قال لهم أحد ذلك، بل ربما أصبحوا عنيفين.. قد يؤذون أنفسهم أو الآخرين إذا ما نعتهم أحد بهذا المرض، أو طلب منهم قريب طلب المساعدة من المختصين في الأمراض النفسية.
يأتي هنا سؤال كيف أعرف بأن ابني أو ابنتي مريض أو مريضة نفسية؟.. هنا يختلف الوضع، وللأسف مرة أخرى، فإن كثير من الناس لا يعرف الأمراض النفسية بحكم قلة الوعي، فربما رأى شخص شخصا من أقاربه يتصرف بصورة غير طبيعية، ويتجاوز هذا الأمر ظنا منه بأن هذا التصرف والسلوك أمر طارىء ولا أهمية له.. وربما تكرر هذا التصرف ولا يقابل بما يستحق من الاهتمام من قبل الأهل. وعند تكرار مثل هذه التصرفات والسلوك الغريب، ويستشري المرض ويصبح من الصعب تحمل المريض وسلوكه المزعج وتصرفاته الغريبة الأطوار، عندئذ يبدأ الأهل والأقارب بأخذ الخطوات الأولى لمعرفة ماذا أصاب هذا الإنسان الذي تغير وأصبح مثيرا للقلق والخوف والإزعاج لمن يحيطون به. ربما كان رد فعل أكثر الناس في مجتمعنا هو طلب العلاج من المعالج الشعبي، بواسطة القراءة وأحيانا بطرق غير مقبولة إنسانيا مثل الضرب المبرح والاعتداء البدني على المرضى النفسيين، مثل الكي في الرأس وما قد يترتب عليه من التهابات، خاصة إذا كان الأمر بطريقة بدائية "وهذا أكثر ما يحصل"، ويؤثر بشكل كبير على صحة المريض النفسي، الذي قد يُضاف ألم عضوي إلى ألمه النفسي، يعقد الأمر بدلا من إن يساعد على الشفاء.
المرض النفسي، قد يكون "مثله مثل المرض العضوي" بسيطا فيمر على الإنسان دون إن يتنبه إليه، فمثلا قد يمر على أي شخص فترة من الكآبة، لكن لا تكون بشكل مرض، فيتجاوزها الإنسان دون إن يحتاج إلى مساعدة من أي نوع كان.. لا الذهاب إلى عيادة نفسية وأخذ علاج نفسي سواء كان دواء أو علاجا عن طريق الجلسات النفسية بطرق العلاج النفسي غير الدوائي المختلف. كذلك قد يتعرض الشخص إلى حالات من القلق ولكن لا تصل إلى الدرجة المرضية التي تحتاج العلاج.
إذاً متى يذهب الشخص إلى العيادة النفسية أو يذهب بقريبه إلى العيادة النفسية؟.
هناك أمراض مثل القلق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري أو الرهاب "الخوف المرضي" بشتى أنواعه "الرهاب الاجتماعي، وهو من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في المملكة العربية السعودية، والرهاب البسيط أو ما يعرف بالرهاب المحدد مثل الخوف من السفر بالطائرة، أو الخوف من المرتفعات، وكذلك رهاب الساح، وهو الخوف من الذهاب إلى خارج المنزل دون شخص يثق به". عندما يعاني الشخص من مثل هذه الاضطرابات ويكون ذلك بشكل يؤثر على حياة الشخص من نواح عدة مثل العمل أو الدراسة أو الحياة الاجتماعية مثل الاختلاط بالآخرين والانعزال. لا شك عند هذا الحد من شدة الاضطراب فإن الشخص يجب أن يذهب ويطلب المساعدة من المختصين في الطب النفسي وعلم النفس الاكلينكي والمتخصصين في هذا الفرع من علم النفس والذي يقدم مساعدة كبيرة لكثير ممن يعانون من هذه الاضطرابات النفسية. إن الذهاب إلى العيادة النفسية من قبل الشخص نفسه في مثل هذه الاضطرابات أمر في غاية الأهمية، وبالتأكيد سيجد من يساعده ويجد من يغير كثيرا في ما يعاني منه من آلام نفسية واختلالات في مناح حياته المختلفة، علمية، عملية واجتماعية.
بالنسبة للأهل الذين يعاني أحد أبنائهم أو بناتهم من اضطراب عقلي "أي أن يكون المريض غير مدرك لمرضه كما في الفصام أو الهوس أو الاكتئاب الشديد". فإن على الأهل عدم التأخر وأخذ الأمور بجدية خاصة إذا بدر من الابن أو الابنة سلوك شاذ، غريب، فليس هناك ضير من استشارة طبيب نفسي، فهنا إذا لم يكن هناك فائدة من الاستشارة فإنه لن يكون ضررا منها. وكثير من الأبناء كان يمكن أن يتحسنوا لو بدأ الأهل علاجهم في بداية المرض قبل إن يستفحل ويستشري ويصبح من الصعب علاجه
فجأة تحول المجلس من عزاء إلى ما يشبه العيادة النفسية.. فانهالت عليّ اسئلة من المعزين؛ عن الفصام الاكتئاب وأعراض الأمراض النفسية، وكل شخص لديه مشكلة ما فهل هي مرض نفسي؟ وسألني أحد الحضور كيف أعرف بأني مريض نفسي...؟؟ وهو سؤال يستحق التوقف.. كيف يعرف الشخص بأنه مريض نفسي؟.
المؤسف في الأمر بأن المرضى النفسيين والذين يعانون من أمراض نفسية صعبة، مثل الفصام والهوس الاكتئاب الشديد لا يدركون بأنهم مرضى نفسيين.. بل غالبا ما يرفضون هذه الفكرة تماما، ويغضبون إذا ما قال لهم أحد ذلك، بل ربما أصبحوا عنيفين.. قد يؤذون أنفسهم أو الآخرين إذا ما نعتهم أحد بهذا المرض، أو طلب منهم قريب طلب المساعدة من المختصين في الأمراض النفسية.
يأتي هنا سؤال كيف أعرف بأن ابني أو ابنتي مريض أو مريضة نفسية؟.. هنا يختلف الوضع، وللأسف مرة أخرى، فإن كثير من الناس لا يعرف الأمراض النفسية بحكم قلة الوعي، فربما رأى شخص شخصا من أقاربه يتصرف بصورة غير طبيعية، ويتجاوز هذا الأمر ظنا منه بأن هذا التصرف والسلوك أمر طارىء ولا أهمية له.. وربما تكرر هذا التصرف ولا يقابل بما يستحق من الاهتمام من قبل الأهل. وعند تكرار مثل هذه التصرفات والسلوك الغريب، ويستشري المرض ويصبح من الصعب تحمل المريض وسلوكه المزعج وتصرفاته الغريبة الأطوار، عندئذ يبدأ الأهل والأقارب بأخذ الخطوات الأولى لمعرفة ماذا أصاب هذا الإنسان الذي تغير وأصبح مثيرا للقلق والخوف والإزعاج لمن يحيطون به. ربما كان رد فعل أكثر الناس في مجتمعنا هو طلب العلاج من المعالج الشعبي، بواسطة القراءة وأحيانا بطرق غير مقبولة إنسانيا مثل الضرب المبرح والاعتداء البدني على المرضى النفسيين، مثل الكي في الرأس وما قد يترتب عليه من التهابات، خاصة إذا كان الأمر بطريقة بدائية "وهذا أكثر ما يحصل"، ويؤثر بشكل كبير على صحة المريض النفسي، الذي قد يُضاف ألم عضوي إلى ألمه النفسي، يعقد الأمر بدلا من إن يساعد على الشفاء.
المرض النفسي، قد يكون "مثله مثل المرض العضوي" بسيطا فيمر على الإنسان دون إن يتنبه إليه، فمثلا قد يمر على أي شخص فترة من الكآبة، لكن لا تكون بشكل مرض، فيتجاوزها الإنسان دون إن يحتاج إلى مساعدة من أي نوع كان.. لا الذهاب إلى عيادة نفسية وأخذ علاج نفسي سواء كان دواء أو علاجا عن طريق الجلسات النفسية بطرق العلاج النفسي غير الدوائي المختلف. كذلك قد يتعرض الشخص إلى حالات من القلق ولكن لا تصل إلى الدرجة المرضية التي تحتاج العلاج.
إذاً متى يذهب الشخص إلى العيادة النفسية أو يذهب بقريبه إلى العيادة النفسية؟.
هناك أمراض مثل القلق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري أو الرهاب "الخوف المرضي" بشتى أنواعه "الرهاب الاجتماعي، وهو من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في المملكة العربية السعودية، والرهاب البسيط أو ما يعرف بالرهاب المحدد مثل الخوف من السفر بالطائرة، أو الخوف من المرتفعات، وكذلك رهاب الساح، وهو الخوف من الذهاب إلى خارج المنزل دون شخص يثق به". عندما يعاني الشخص من مثل هذه الاضطرابات ويكون ذلك بشكل يؤثر على حياة الشخص من نواح عدة مثل العمل أو الدراسة أو الحياة الاجتماعية مثل الاختلاط بالآخرين والانعزال. لا شك عند هذا الحد من شدة الاضطراب فإن الشخص يجب أن يذهب ويطلب المساعدة من المختصين في الطب النفسي وعلم النفس الاكلينكي والمتخصصين في هذا الفرع من علم النفس والذي يقدم مساعدة كبيرة لكثير ممن يعانون من هذه الاضطرابات النفسية. إن الذهاب إلى العيادة النفسية من قبل الشخص نفسه في مثل هذه الاضطرابات أمر في غاية الأهمية، وبالتأكيد سيجد من يساعده ويجد من يغير كثيرا في ما يعاني منه من آلام نفسية واختلالات في مناح حياته المختلفة، علمية، عملية واجتماعية.
بالنسبة للأهل الذين يعاني أحد أبنائهم أو بناتهم من اضطراب عقلي "أي أن يكون المريض غير مدرك لمرضه كما في الفصام أو الهوس أو الاكتئاب الشديد". فإن على الأهل عدم التأخر وأخذ الأمور بجدية خاصة إذا بدر من الابن أو الابنة سلوك شاذ، غريب، فليس هناك ضير من استشارة طبيب نفسي، فهنا إذا لم يكن هناك فائدة من الاستشارة فإنه لن يكون ضررا منها. وكثير من الأبناء كان يمكن أن يتحسنوا لو بدأ الأهل علاجهم في بداية المرض قبل إن يستفحل ويستشري ويصبح من الصعب علاجه