زائر
بقلم د.خالص جلبي
يتشكل الدماغ البشري من ثلاث الدماغ السفلي, ونشترك فيه مع الحيوانات الزاحفة, وفيه مراكز الحياة والبلع ونبض القلب والتنفس و الجنس, والقسم الثاني هو المخيخ وفيه مركز التوازن ونشترك فيه مع الطيور.
ولكن الدماغ الجديد, أي المخ هو ميزة الإنسان, ولقد نما كثيراً وتعتبر الفصوص الجبهية مركز الشخصية والنضج والحكمة وضبط النفس.
ويختلف الدماغ الذي يشبه الجوزة بين شقيه فالنصف الأيمن مسؤول عن الحدس والموسيقى والإبداع والشق الأيسر عن الكلام والتحليل العقلي.
وقشرة المخ رقيقة بحدود 3 ملمترات, ولونها رمادي وتتكاثف فيها الخلايا العصبية التي يطلق عليها النورنات.
أما لب الدماغ فهو أبيض, وتمشي فيه الكابلات العصبية بمليارات الحبال الدقيقة, ويسبح الدماغ في سائل حلو خلاف الدم الحامض, ومحتويات الأمعاء القلوية.. وكان العرب فيما سبق يقولون في أمثالهم عن العربي الذي ضرب الآخر على رأسه: فلما ضربته بالسيف على هامه قال قب, فلما ذقت سيفي كان حلواً فعرفت أني قتلته!.
والدماغ يعمل كوحدة متكاملة, وهذا الترابط هو خلف الوعي والإدراك الذاتي, وحتى يعمل مع بعض فهناك ارتباط بين النورنات.
والسيالة العصبية لها ميزتان أنها تسري مثل الكهرباء عبر استطالات تخرج من جسم الخلية العصبية, ولكنها عند نقطة الاتصال تتفاعل مع الخلية الأخرى بطريقة كيمياوية بواسطة أكثر من أربعين مادة كيمياوية تم التعرف عليها حتى الآن, بما هو أعقد من أي لغة على الأرض.
وهكذا فنحن حينما نبصر أو نسمع أو ندرك فإن هذا يتم بطريقتين كيمياوية وكهربية, والاتصالات بين الخلايا العصبية غير مفهوم حتى الآن وربما ستحتاج الدراسات العصبية أكثر من ألف سنة حتى تحل هذا اللغز الذي يزداد تعقيداً مع إماطة اللثام عن بعض أسراره.
والنورون الواحد له أكثر من ألف ارتباط وفي مكان محدد من منطقة عصبية محددة أخرى, ومن خلايا بوركنج في المخيخ تخرج أكثر من مائة ألف ارتباط من الخلية الواحدة.
وحتى يمكن استيعاب هذه الحقيقة فإن دماغ الدودة مثلاً فيه 23 خلية عصبية نورون, ويقول الدكتور أنور حمدي في كتابه “الدماغ إبداع وإعجاز” إن إمكانيات الاتصالات بين خلايا الدودة تحتاج إلى كمبيوتر متوسط السرعة يحسب لمدة 13 مليون سنة, فكيف بالنورونات في دماغ النملة وهي 250 أم دماغ النحلة وفيها 900 نورون؟.
وإذا نقلنا هذا القياس إلى خلايا الدماغ البشري البالغ عددها 300 مليار فلن ننهي مهمتنا عن إمكانيات الاتصالات قبل 175 مليار مليون سنة, لأن كمية الاتصالات تقفز فوق الجوجول.
وإذا كانت مدينة هونج كونج تعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً, فطول الطرقات 1465 كم في مساحة لا تتجاوز 1076كم مربع, فإن مساحة الدماغ البشري 2322 سم مربع وطول المحاور الاسطوانية مائة ألف كم.
“فتبارك الله أحسن الخالقين”.
يتشكل الدماغ البشري من ثلاث الدماغ السفلي, ونشترك فيه مع الحيوانات الزاحفة, وفيه مراكز الحياة والبلع ونبض القلب والتنفس و الجنس, والقسم الثاني هو المخيخ وفيه مركز التوازن ونشترك فيه مع الطيور.
ولكن الدماغ الجديد, أي المخ هو ميزة الإنسان, ولقد نما كثيراً وتعتبر الفصوص الجبهية مركز الشخصية والنضج والحكمة وضبط النفس.
ويختلف الدماغ الذي يشبه الجوزة بين شقيه فالنصف الأيمن مسؤول عن الحدس والموسيقى والإبداع والشق الأيسر عن الكلام والتحليل العقلي.
وقشرة المخ رقيقة بحدود 3 ملمترات, ولونها رمادي وتتكاثف فيها الخلايا العصبية التي يطلق عليها النورنات.
أما لب الدماغ فهو أبيض, وتمشي فيه الكابلات العصبية بمليارات الحبال الدقيقة, ويسبح الدماغ في سائل حلو خلاف الدم الحامض, ومحتويات الأمعاء القلوية.. وكان العرب فيما سبق يقولون في أمثالهم عن العربي الذي ضرب الآخر على رأسه: فلما ضربته بالسيف على هامه قال قب, فلما ذقت سيفي كان حلواً فعرفت أني قتلته!.
والدماغ يعمل كوحدة متكاملة, وهذا الترابط هو خلف الوعي والإدراك الذاتي, وحتى يعمل مع بعض فهناك ارتباط بين النورنات.
والسيالة العصبية لها ميزتان أنها تسري مثل الكهرباء عبر استطالات تخرج من جسم الخلية العصبية, ولكنها عند نقطة الاتصال تتفاعل مع الخلية الأخرى بطريقة كيمياوية بواسطة أكثر من أربعين مادة كيمياوية تم التعرف عليها حتى الآن, بما هو أعقد من أي لغة على الأرض.
وهكذا فنحن حينما نبصر أو نسمع أو ندرك فإن هذا يتم بطريقتين كيمياوية وكهربية, والاتصالات بين الخلايا العصبية غير مفهوم حتى الآن وربما ستحتاج الدراسات العصبية أكثر من ألف سنة حتى تحل هذا اللغز الذي يزداد تعقيداً مع إماطة اللثام عن بعض أسراره.
والنورون الواحد له أكثر من ألف ارتباط وفي مكان محدد من منطقة عصبية محددة أخرى, ومن خلايا بوركنج في المخيخ تخرج أكثر من مائة ألف ارتباط من الخلية الواحدة.
وحتى يمكن استيعاب هذه الحقيقة فإن دماغ الدودة مثلاً فيه 23 خلية عصبية نورون, ويقول الدكتور أنور حمدي في كتابه “الدماغ إبداع وإعجاز” إن إمكانيات الاتصالات بين خلايا الدودة تحتاج إلى كمبيوتر متوسط السرعة يحسب لمدة 13 مليون سنة, فكيف بالنورونات في دماغ النملة وهي 250 أم دماغ النحلة وفيها 900 نورون؟.
وإذا نقلنا هذا القياس إلى خلايا الدماغ البشري البالغ عددها 300 مليار فلن ننهي مهمتنا عن إمكانيات الاتصالات قبل 175 مليار مليون سنة, لأن كمية الاتصالات تقفز فوق الجوجول.
وإذا كانت مدينة هونج كونج تعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً, فطول الطرقات 1465 كم في مساحة لا تتجاوز 1076كم مربع, فإن مساحة الدماغ البشري 2322 سم مربع وطول المحاور الاسطوانية مائة ألف كم.
“فتبارك الله أحسن الخالقين”.