زائر
لندن: اسامة نعمان واشنطن: وندي أورنت*
تتلاحق الأنباء عن فيروسات الانفلونزا بشكل دراماتيكي، خصوصا بعد ارسال عينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية لعام 1957 الى مختلف مناطق العالم «بطريق الخطأ». واثار هذا التطور شتى انواع الاجتهادات العلمية، بل حتى نظريات المؤامرة التي تزعم ان هناك ايادي خفية تحرك لعبة الحياة والموت على
واضافة الى عينات الانفلونزا الآسيوية التي ارسلت الى آلاف المختبرات مع اجهزة للاختبارات الطبية، والتي حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تسرب فيروسها وتفشي عدواه القاتلة، هناك فيروس انفلونزا الطيور الذي حذر الخبراء من احتمال انتقاله من شخص مصاب الى آخر، بل ومن احتمال تحوره لدى تلاقيه بفيروس انفلونزا خاص بعدوى البشر. واخيرا هناك الفيروس الذي يصنعه علماء اميركيون وبريطانيون مختبريا من جينات فيروس الانفلونزا الاسبانية لعامي 1917 و1918 .
سطح الارض. الا ان خبراء بريطانيين اكدوا لـ«الشرق الاوسط» ان مخاطرها العينات تظل ضئيله
* عينات قاتلة
* ويصف خبراء الصحة الاميركيون فيروس الانفلونزا بأنه «ذكي» لقدرته على البقاء والتكيف والديمومة، ويعتبر تيم يوكي الباحث في علوم الاوبئة في مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها في اتلانتا في جورجيا، الانفلونزا بأنها «ام الأمراض»، رغم استخفاف الناس بها، ويقول انها بدأت اخيرا تحتل مركز الاهتمام. وهناك ثلاثة ملامح تحدد مخاوف العلماء من الانفلونزا: قلة احتياطات اللقاحات المضادة للفيروسات المعروفة منها، وانتشار انفلونزا الطيور، وتوقع ظهور فيروس جديد تماما.
ومع مخاطر فقدان عينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية لعام 1957 القاتل التي ارسلتها «خطأ» شركة اميركية، تبدو تكهنات العلماء حول خطر انتشار فيروس جديد، ربما يتحور نتيجة تراكب الفيروس البشري للانفلونزا مع فيروس انفلونزا الطيور وتفشيه كوباء عالمي قريبا، وكأنها في طريقها للتحقق.
وكانت شركة «ميريديان بيو ساينس» المتعاقدة مع «كلية علماء الامراض الاميركية» أرسلت هذه العينات من فيروس "اتش2أن2اليابان»H2N2Japan . وترسل الشركة دوما عينات طبية مع اجهزتها الا ان عملها هذه المرة وصف بأنه «غير حكيم» من قبل منظمة الصحة الدولية. ولو لم يكتشف احد الفنيين في مختبر علمي الخلط بين طقم لجهاز فحص طبي مع تلك العينات من الفيروس، لربما ظل الامر مكتوما، ولما اعلن اي شيء عن الفيروسات التي ارسلت في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. ولما اعلن ايضا عن فقدان عينات قيل انها كان موجهة الى لبنان والمكسيك، هذا ناهيك عن عينات اخرى لدى مئات المختبرات داخل الولايات المتحدة التي تقول منظمة الصحة العالمية انها لا تعلم ان كانت قد دمرت ام لا.
* خطأ فادح
* وفي لندن قال البروفسور جون أوكسفورد الخبير البارز في الفيروسات ان عملية ارسال عينات فيروس الانفلونزا الآسيوية «خطأ فادح» من الناحية الطبية. واضاف اوكسفورد الذي يعمل في المستشفى الملكي في لندن ومستشفى سانت بارهولميو ويشرف على مختبرات شركة «ريتروسكرين فايرولوجي» الطبية في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط»: «اني سعيد لأن مختبري لم يتسلم مثل هذه العينات». واضاف ان من الوارد تماما ارسال عينات من الفيروسات الخطرة مثل «سارس» و«ايبولا» بالبريد في طرود محكمة. وقال اوكسفورد ان «على أي شخص، حتى داخل المختبرات، يقل عمره عن 37 عاما ان لا يتعامل معها لعدم وجود حصانة له ضد المرض». الا انه قلل من مخاطر المرض واضاف انه لا يتوقع ان يقع الفيروس في اياد ارهابية وهو لا يعتبر خطيرا جدا بحيث يمكن توظيفه كسلاح بيولوجي.
وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول سلامة عملية حفظ عينات الفيروسات داخل المختبرات في بريطانيا، قالت الدكتورة زبيدة الاعظمي الاستشارية في الميكروبيولوجيا في مستشفى نورث ميدلسيكس في لندن، ان قواعد السلامة الصحية في بريطانيا ازدادت صرامة تحسبا من وقوع العينات بيد الارهابيين وتوظيفها في هجمات بيولوجية، واضافت ان معرفة مواقع هذه العينات قد تقتصر على عدد ضئيل من الفنيين دون الاطباء والاختصاصيين، ولذلك فهي آمنة.
كما قلل خبراء اميركيون وكنديون من مخاوف هذا الفيروس. ويقول ايرل براون الباحث في جامعة اوتاوا الكندية ان ثلاجات اغلب المختبرات الرفيعة تخزن عينات من هذا الفيروس الذي يستخدم في الاختبارات الدورية. من جهته يقول جاريد شوارتز العالم في الميكروبيولوجيا وعلم الجراثيم بكلية علماء الامراض الاميركية، ان الفيروس ليس «أكثر دمارا» كما تصفه الانباء مقارنة بأي فيروس آخر، حيث أنه اخضع، كما هي العادة، لعمليات مختبرية قللت من فاعليته الجرثومية، ولم يحدث ان وقع احد ضحية له لدى احتكاكه بالعينات او بأجهزة الفحص.
المخيف حقا انه لا توجد لدى اكثر سكان العالم اي مناعة ضد فيروس هذا النوع القديم من الانفلونزا الذي يمكن ان يقع في أيدي مجموعة او دولة ارهابية . ويهلك كل عام آلاف الاشخاص بسبب الانفلونزا، الا ان هذا المرض يظهر كوباء كل دورة زمنية. ويقول العلماء ان وقت ظهور فيروس جديد منه قد حان أوانه، بعد ان كان قد ظهر في القرن الماضي ثلاث أو أربع مرات كوباء جارف. وكانت الانفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1919 الأكثر فتكا اذ قتلت 50 مليون شخص، وأصابت حوالي 30 في المائة من سكان الأرض.
ثم ظهر فيروس «اتش2 إن2» عام 1957 وظل يغزو الارض 11 عاما حتى ظهور فيروس انفلونزا هونغ كونغ عام 1968 الذي يرمز له «اتش3 أن2»H3N2 . واغلب الناس لديهم مناعة للجزء «ان2» من تركيب الفيروس الا انهم لا يملكون مناعة كاملة ضده.
* فيروس مصنع
* التخوف الآخر الذي يطرحه العلماء هو احتمال انتشار غير مقصود لفيروس مصنع يعكف العلماء على انتاجه بعد نجاح ابحاثهم في التعرف على التركيب الجيني لسلالات من فيروس الانفلونزا الاسبانية الذي احتفظت المختبرات بعينات منها، من بدايات القرن الماضي، في الانسجة وفي بقايا من جسم امرأة مصابة من قبائل الاسكيمو كان جسمها شبه متجمد في الاسكا.
وستكون الاصابة بهذا الفيروس مدمرة من دون حدود ! ويقول جيفري تاوبنبيرغر الباحث في علم الجراثيم في معهد الباثولوجي التابع للجيش الاميركي ان العلماء اتخذوا منذ سنوات قرارا لا يتسم بالحكمة ابدا، هو دراسة التركيب الجيني للانفلونزا الاسبانية التي ضربت الجبهة الغربية في الحرب الاولى، وتمكنوا من التعرف على التركيب الجيني لخمس سلالات للفيروس من اصل ثمانية وهم يعملون على تصنيع الفيروس. وقد صنعت سلالات مختبرية من جيناته ادت الى هلاك فئران اصيبت بها داخل المختبرات.
ويقول بيتر جاهرانغ رئيس الباحثين في المعهد القومي للحساسية والامراض المعدية ان هذه الابحاث مدهشة حقا الا انها خطرة كذلك «انها تشبه عملية للتحقق من تسرب للغاز بحمل شعلة لانارة موضعه». وحذر من احتمال وقوعه بيد الارهابيين.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
* إرسال العينات نقص خطير في الكفاءة
* لزم الاعلام البريطاني الصمت تجاه «الخطأ» غير المقصود الذي وقع فيه الاميركيون بارسال عينات من فيروس انفلونزا 1957 الآسيوية الى دول العالم، في الوقت الذي ترددت فيه انباء لم تؤكدها السلطات الصحية او تنفيها عن ظهور خمس حالات لاصابات مميتة بمرض شبيه بالانفلونزا في لندن. وبينما وصف الخبراء عملية ارسال شركة «ميريديان بايوساينس» الاميركية لعينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية بأنه خطأ وعمل غير حكيم ، قال اختصاصيون بريطانيون من اصل عربي لـ«الشرق الاوسط» بأن هذه العملية تشير في ادنى تقدير، الى «نقص خطير في الكفاءة» لدى شركة تتعاقد مع هيئة علمية اميركية معروفة، وهي «جريمة» من الناحية العملية.
وقال احد الاختصاصيين لـ«الشرق الاوسط» لم يشأ ذكر اسمه انه لو كان هو نفسه الشخص الذي ارسل واحدة فقط من هذه العينات لتم «حصاره» بتهمة معاونة الارهابيين العرب والمسلمين. واشار الى ان الاميركيين اصبحوا متهمين، شاءوا أم أبوا، بهجومين ارهابيين بيولوجيين في غضون الخمسة اعوام الاولى من القرن الحادي والعشرين، الاول هجمات الجمرة الخبيثة التي كان مصدرها اميركي ولم يتوصل احد اليه حتى الآن، رغم انها صورت كارهاب اسلامي، والثاني ارسال عينات من فيروس الانفلونزا القاتل الى مختبرات حول العالم كـ«نماذج» للاختبار. * الإنفلونزا تتغير جينيا كل عام * هناك صنفان من الانفلونزا: «إيه» و«بي»، والأول ينقسم إلى أنواع ثانوية تستند إلى نوعين من البروتينات الأساسية تكون موجودة على سطح الفيروس: النوع الأول هو «هيماغلوتينين» ولديه 13 نوعا فرعيا، والثاني «نيرومينيديس» وله 9 أنواع فرعية. وبعض هذه الأنواع تصيب البشر وبعضها الآخر تصيب الطيور وجميعها تصيب الخنازير. ويتغير مرض الانفلونزا كل سنة مع تطوير الناس لجهاز المناعة لديهم، الذي يقاوم نوعا محددا منها. ويثير المخاوف وجود لقاح للفيروسات التي تصيب البشر فقط، ولا توجد لقاحات مضادة لفيروسات اخرى. وتشرف منظمة الصحة الدولية على جمع معلومات عن انتشار سلالات الانفلونزا في 110 مراكز قومية تقع في 83 بلداhttp:www.ashaqaawsat.mdetais.asp?setin=14&isse=9640&atie=294524
[eft][eft]
تتلاحق الأنباء عن فيروسات الانفلونزا بشكل دراماتيكي، خصوصا بعد ارسال عينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية لعام 1957 الى مختلف مناطق العالم «بطريق الخطأ». واثار هذا التطور شتى انواع الاجتهادات العلمية، بل حتى نظريات المؤامرة التي تزعم ان هناك ايادي خفية تحرك لعبة الحياة والموت على
واضافة الى عينات الانفلونزا الآسيوية التي ارسلت الى آلاف المختبرات مع اجهزة للاختبارات الطبية، والتي حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تسرب فيروسها وتفشي عدواه القاتلة، هناك فيروس انفلونزا الطيور الذي حذر الخبراء من احتمال انتقاله من شخص مصاب الى آخر، بل ومن احتمال تحوره لدى تلاقيه بفيروس انفلونزا خاص بعدوى البشر. واخيرا هناك الفيروس الذي يصنعه علماء اميركيون وبريطانيون مختبريا من جينات فيروس الانفلونزا الاسبانية لعامي 1917 و1918 .
سطح الارض. الا ان خبراء بريطانيين اكدوا لـ«الشرق الاوسط» ان مخاطرها العينات تظل ضئيله
* عينات قاتلة
* ويصف خبراء الصحة الاميركيون فيروس الانفلونزا بأنه «ذكي» لقدرته على البقاء والتكيف والديمومة، ويعتبر تيم يوكي الباحث في علوم الاوبئة في مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها في اتلانتا في جورجيا، الانفلونزا بأنها «ام الأمراض»، رغم استخفاف الناس بها، ويقول انها بدأت اخيرا تحتل مركز الاهتمام. وهناك ثلاثة ملامح تحدد مخاوف العلماء من الانفلونزا: قلة احتياطات اللقاحات المضادة للفيروسات المعروفة منها، وانتشار انفلونزا الطيور، وتوقع ظهور فيروس جديد تماما.
ومع مخاطر فقدان عينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية لعام 1957 القاتل التي ارسلتها «خطأ» شركة اميركية، تبدو تكهنات العلماء حول خطر انتشار فيروس جديد، ربما يتحور نتيجة تراكب الفيروس البشري للانفلونزا مع فيروس انفلونزا الطيور وتفشيه كوباء عالمي قريبا، وكأنها في طريقها للتحقق.
وكانت شركة «ميريديان بيو ساينس» المتعاقدة مع «كلية علماء الامراض الاميركية» أرسلت هذه العينات من فيروس "اتش2أن2اليابان»H2N2Japan . وترسل الشركة دوما عينات طبية مع اجهزتها الا ان عملها هذه المرة وصف بأنه «غير حكيم» من قبل منظمة الصحة الدولية. ولو لم يكتشف احد الفنيين في مختبر علمي الخلط بين طقم لجهاز فحص طبي مع تلك العينات من الفيروس، لربما ظل الامر مكتوما، ولما اعلن اي شيء عن الفيروسات التي ارسلت في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. ولما اعلن ايضا عن فقدان عينات قيل انها كان موجهة الى لبنان والمكسيك، هذا ناهيك عن عينات اخرى لدى مئات المختبرات داخل الولايات المتحدة التي تقول منظمة الصحة العالمية انها لا تعلم ان كانت قد دمرت ام لا.
* خطأ فادح
* وفي لندن قال البروفسور جون أوكسفورد الخبير البارز في الفيروسات ان عملية ارسال عينات فيروس الانفلونزا الآسيوية «خطأ فادح» من الناحية الطبية. واضاف اوكسفورد الذي يعمل في المستشفى الملكي في لندن ومستشفى سانت بارهولميو ويشرف على مختبرات شركة «ريتروسكرين فايرولوجي» الطبية في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط»: «اني سعيد لأن مختبري لم يتسلم مثل هذه العينات». واضاف ان من الوارد تماما ارسال عينات من الفيروسات الخطرة مثل «سارس» و«ايبولا» بالبريد في طرود محكمة. وقال اوكسفورد ان «على أي شخص، حتى داخل المختبرات، يقل عمره عن 37 عاما ان لا يتعامل معها لعدم وجود حصانة له ضد المرض». الا انه قلل من مخاطر المرض واضاف انه لا يتوقع ان يقع الفيروس في اياد ارهابية وهو لا يعتبر خطيرا جدا بحيث يمكن توظيفه كسلاح بيولوجي.
وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول سلامة عملية حفظ عينات الفيروسات داخل المختبرات في بريطانيا، قالت الدكتورة زبيدة الاعظمي الاستشارية في الميكروبيولوجيا في مستشفى نورث ميدلسيكس في لندن، ان قواعد السلامة الصحية في بريطانيا ازدادت صرامة تحسبا من وقوع العينات بيد الارهابيين وتوظيفها في هجمات بيولوجية، واضافت ان معرفة مواقع هذه العينات قد تقتصر على عدد ضئيل من الفنيين دون الاطباء والاختصاصيين، ولذلك فهي آمنة.
كما قلل خبراء اميركيون وكنديون من مخاوف هذا الفيروس. ويقول ايرل براون الباحث في جامعة اوتاوا الكندية ان ثلاجات اغلب المختبرات الرفيعة تخزن عينات من هذا الفيروس الذي يستخدم في الاختبارات الدورية. من جهته يقول جاريد شوارتز العالم في الميكروبيولوجيا وعلم الجراثيم بكلية علماء الامراض الاميركية، ان الفيروس ليس «أكثر دمارا» كما تصفه الانباء مقارنة بأي فيروس آخر، حيث أنه اخضع، كما هي العادة، لعمليات مختبرية قللت من فاعليته الجرثومية، ولم يحدث ان وقع احد ضحية له لدى احتكاكه بالعينات او بأجهزة الفحص.
المخيف حقا انه لا توجد لدى اكثر سكان العالم اي مناعة ضد فيروس هذا النوع القديم من الانفلونزا الذي يمكن ان يقع في أيدي مجموعة او دولة ارهابية . ويهلك كل عام آلاف الاشخاص بسبب الانفلونزا، الا ان هذا المرض يظهر كوباء كل دورة زمنية. ويقول العلماء ان وقت ظهور فيروس جديد منه قد حان أوانه، بعد ان كان قد ظهر في القرن الماضي ثلاث أو أربع مرات كوباء جارف. وكانت الانفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1919 الأكثر فتكا اذ قتلت 50 مليون شخص، وأصابت حوالي 30 في المائة من سكان الأرض.
ثم ظهر فيروس «اتش2 إن2» عام 1957 وظل يغزو الارض 11 عاما حتى ظهور فيروس انفلونزا هونغ كونغ عام 1968 الذي يرمز له «اتش3 أن2»H3N2 . واغلب الناس لديهم مناعة للجزء «ان2» من تركيب الفيروس الا انهم لا يملكون مناعة كاملة ضده.
* فيروس مصنع
* التخوف الآخر الذي يطرحه العلماء هو احتمال انتشار غير مقصود لفيروس مصنع يعكف العلماء على انتاجه بعد نجاح ابحاثهم في التعرف على التركيب الجيني لسلالات من فيروس الانفلونزا الاسبانية الذي احتفظت المختبرات بعينات منها، من بدايات القرن الماضي، في الانسجة وفي بقايا من جسم امرأة مصابة من قبائل الاسكيمو كان جسمها شبه متجمد في الاسكا.
وستكون الاصابة بهذا الفيروس مدمرة من دون حدود ! ويقول جيفري تاوبنبيرغر الباحث في علم الجراثيم في معهد الباثولوجي التابع للجيش الاميركي ان العلماء اتخذوا منذ سنوات قرارا لا يتسم بالحكمة ابدا، هو دراسة التركيب الجيني للانفلونزا الاسبانية التي ضربت الجبهة الغربية في الحرب الاولى، وتمكنوا من التعرف على التركيب الجيني لخمس سلالات للفيروس من اصل ثمانية وهم يعملون على تصنيع الفيروس. وقد صنعت سلالات مختبرية من جيناته ادت الى هلاك فئران اصيبت بها داخل المختبرات.
ويقول بيتر جاهرانغ رئيس الباحثين في المعهد القومي للحساسية والامراض المعدية ان هذه الابحاث مدهشة حقا الا انها خطرة كذلك «انها تشبه عملية للتحقق من تسرب للغاز بحمل شعلة لانارة موضعه». وحذر من احتمال وقوعه بيد الارهابيين.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
* إرسال العينات نقص خطير في الكفاءة
* لزم الاعلام البريطاني الصمت تجاه «الخطأ» غير المقصود الذي وقع فيه الاميركيون بارسال عينات من فيروس انفلونزا 1957 الآسيوية الى دول العالم، في الوقت الذي ترددت فيه انباء لم تؤكدها السلطات الصحية او تنفيها عن ظهور خمس حالات لاصابات مميتة بمرض شبيه بالانفلونزا في لندن. وبينما وصف الخبراء عملية ارسال شركة «ميريديان بايوساينس» الاميركية لعينات من فيروس الانفلونزا الآسيوية بأنه خطأ وعمل غير حكيم ، قال اختصاصيون بريطانيون من اصل عربي لـ«الشرق الاوسط» بأن هذه العملية تشير في ادنى تقدير، الى «نقص خطير في الكفاءة» لدى شركة تتعاقد مع هيئة علمية اميركية معروفة، وهي «جريمة» من الناحية العملية.
وقال احد الاختصاصيين لـ«الشرق الاوسط» لم يشأ ذكر اسمه انه لو كان هو نفسه الشخص الذي ارسل واحدة فقط من هذه العينات لتم «حصاره» بتهمة معاونة الارهابيين العرب والمسلمين. واشار الى ان الاميركيين اصبحوا متهمين، شاءوا أم أبوا، بهجومين ارهابيين بيولوجيين في غضون الخمسة اعوام الاولى من القرن الحادي والعشرين، الاول هجمات الجمرة الخبيثة التي كان مصدرها اميركي ولم يتوصل احد اليه حتى الآن، رغم انها صورت كارهاب اسلامي، والثاني ارسال عينات من فيروس الانفلونزا القاتل الى مختبرات حول العالم كـ«نماذج» للاختبار. * الإنفلونزا تتغير جينيا كل عام * هناك صنفان من الانفلونزا: «إيه» و«بي»، والأول ينقسم إلى أنواع ثانوية تستند إلى نوعين من البروتينات الأساسية تكون موجودة على سطح الفيروس: النوع الأول هو «هيماغلوتينين» ولديه 13 نوعا فرعيا، والثاني «نيرومينيديس» وله 9 أنواع فرعية. وبعض هذه الأنواع تصيب البشر وبعضها الآخر تصيب الطيور وجميعها تصيب الخنازير. ويتغير مرض الانفلونزا كل سنة مع تطوير الناس لجهاز المناعة لديهم، الذي يقاوم نوعا محددا منها. ويثير المخاوف وجود لقاح للفيروسات التي تصيب البشر فقط، ولا توجد لقاحات مضادة لفيروسات اخرى. وتشرف منظمة الصحة الدولية على جمع معلومات عن انتشار سلالات الانفلونزا في 110 مراكز قومية تقع في 83 بلداhttp:www.ashaqaawsat.mdetais.asp?setin=14&isse=9640&atie=294524
[eft][eft]