لقاح التهاب الكبد B

زائر
أسئلة وأجوبة تتعلق بالدراسة المجراة مؤخرا "لقاح التهاب الكبد "باء" المأشوب وخطر الإصابة بالتصلب المتعدد" والتي نشرها هيرنان وآخرون في مجلة طب الأعصاب، 2004

لماذا تطفو على السطح مجدداً قضية وجود صلة بين لقاح التهاب الكبد باء وبين التصلب المتعدد؟

إن مسألة الدور المحتمل للقاح المضاد لالتهاب الكبد باء في الإصابة بالتصلب المتعدد تطرح مرة أخرى نتيجة للدراسة الجديدة التي نشرت مؤخراً (هيرنان وآخرون، مجلة طب الأعصاب، 2004)، والتي تبعث أسئلة سبق وطُرحت قبل عشر سنوات.
ما طبيعة هذه الدراسة الجديدة؟

إن هذه الدارسة الاسترجاعية تستخدم قاعدة البيانات الخاصة ببحوث الممارسة العامة في المملكة المتحدة لتحديد كل المرضى البالغين المصابين بالتصلب المتعدد، ومقارنة التطعيمات المجراة أثناء السنوات السابقة مع التطعيمات المجراة لمجموعة من المرضى البالغين غير المصابين بالتصلب المتعدد والمستخدمين في ضبط الدراسة. ومن بين 713 مريضاً يشتبه في إصابتهم بالتصلب المتعدد تم استبعاد 275 مريضاً لأن تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد كان غير صحيح أو غير مؤكد، أو كانت ملفاتهم غير كاملة أو توقفت عملية متابعتهم نتيجة لوفاتهم. أما الملفات الخاصة بالمرضى المتبقين البالغ عددهم 438 مريضاً فقد تم تحليلها لتحديد تاريخ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بالتصلب المتعدد. وبعد ذلك ركز المؤلفون على 163 مريضاًُ ممن خضعوا للمتابعة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات في قاعدة البيانات الخاصة ببحوث الممارسة العامة، وذلك قبل التاريخ المفترض لظهور الأعراض الأولى عليهم. وبتحليل هذه الملفات البالغ عددها 163 ملفاً لاحظ المؤلفون أن غالبية المرضى (152163، 93.3٪) لم يكن قد تم تطعيمهم ضد التهاب الكبد "باء". أما النسبة القليلة من المرضى الذين كان قد تم تطعيمهم ضد التهاب الكبد "باء" (11163، 6.7٪) فقد كانت مع ذلك أعلى ثلاث مرات (أي 3.1، نطاق الثقة 95٪ ، 1.5- 6.3) من نسبة المرضى المستخدمين في ضبط الدراسة (391604، 2.4٪). وإذا ما أمكن تعميم هذه الملاحظة على السكان فمن الممكن أن يدل ذلك على أن التطعيم ضد التهاب الكبد "باء" يلعب دوراً في الإصابة بالتصلب المتعدد.
كيف تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة؟

تتسم كل الدراسات بخصائص يمكن أن تسفر عن نتائج مختلفة. ومن خصائص الدراسة التي أجراها هيرنان وآخرون أنهم استخدموا فيها ملفات طبية قام بتجميعها ممارسون عامون بينما اعتمدت الدراسات الأخرى على معلومات مقدمة من المرضى لتحديد تاريخ التطعيم وتاريخ بداية ظهور أعراض التصلب المتعدد. وإذا لم يتم تسجيل بعض التطعيمات في ملفات الممارسين العامين فإن ذلك يفضي إلى تحريف النتائج. وثمة قيد آخر هو أن التطعيم ضد التهاب الكبد "باء" لا يوصى به في إنكلترا إلا لفئات معينة تتعرض لخطر شديد (المهنيون الصحّيون ومن يسافرون إلى مناطق يتوطنها المرض والمصابون بخلل وظائف الكبد أو الكلى والعاهرات ومدمنو المخدرات) ولا يمكن أن تمثل الفئات السكانية المشمولة في دراسات أخرى. واضطر المؤلفون إلى استبعاد عدد كبير من الملفات الطبية التي كانت إما ناقصة وإما غير واضحة، مما أدى إلى قصر الملاحظات على عدد قليل جداً من المرضى (أحد عشر مريضاً فقط ممن تم تطعيمهم ضد التهاب الكبد "باء"). ويكفي أن يقع أي خطأ في تحديد حالة التطعيم أو مواعيده أو في تحديد مواعيد بداية ظهور الأعراض لدى عدد قليل جداَ من المرضى فحسب لكي تخلص دراسة هيرنان، مثلما في الدراسات السابقة، إلى أنه لا يوجد أي تلازم بين التطعيم ضد التهاب الكبد "باء" وبين الإصابة بالتصلب المتعدد. وثمة فرق آخر هو أن دراسة هيرنان تشمل مدة اختطار أطول (ثلاث سنوات) تتجاوز المدة التي تشير إليها بيانات رصد الآثار الدوائية الضارة في فرنسا.
هل توحي هذه الدراسة بأن التطعيم ضد التهاب الكبد "باء" يمكن أن تسرّع بظهور التصلب المتعدد بين مرضى معينين معرضين للخطر؟

لا، فنتائج الدراسة التي أجراها هيرنان لا توحي بأن التطعيم يمكن أن يسرّع بظهور التصلب المتعدد. أولاً، كان متوسط العمر أثناء ظهور الأعراض الأولى للتصلب المتعدد مماثلاً لمتوسط عمر من خضعوا للتطعيم ضد التهاب الكبد "باء" ومن لم يخضعوا له. ثانياُ، كانت نسبة المرضى الذين أصيبوا بالتصلب المتعدد خلال الأشهر الاثني عشر التالية للتطعيم قريبة منها لدى من استخدموا لضبط الدراسة (1.8٪ و1.0٪ على التوالي). والفرق الوحيد الجلي يتعلق بالفترة الممتدة بين 12 شهراً و36 شهراً بعد التطعيم. وبهذا فإن هذه الدراسة تتفق مع كل الدراسات الأخرى التي لم تحدد زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد في السنة التالية للتطعيم ضد التهاب الكبد "باء"، مثلما أشارت إليه بيانات رصد الآثار الدوائية الضارة في فرنسا.

هل توحي هذه الدراسة بأن التطعيم ضد التهاب الكبد باء يمكن أن يتسبب في الإصابة بالتصلب المتعدد؟

تنطوي دراسة هيرنان على قيود تحول دون امتداد نتائجها لتشمل عامة السكان: فهي تعتمد على تحليل عدد صغير للغاية من المرضى الذين جرى تطعيمهم (11) والذين يتعرضون لعوامل اختطار فيما يخص التهاب الكبد "باء". وتتناقض هذه الدارسة مع استنتاجات دراسات وفرق استعراض أخرى عديدة خلصت إلى أنه لا توجد أية صلة بين الإصابة بالتصلب المتعدد وبين التطعيم ضد التهاب الكبد "باء". وعلى الرغم من أنه قد تشوب بعض هذه الدراسات الأخرى عيوب منهجية فإن علينا أن ننظر إلى دراسة هيرنان في سياق الدراسات النافية الأخرى.
هل تتوافق نتائج هذه الدراسة مع نتائج الدراسات الأخرى؟

لا، فلا توجد من بين الدراسات العديدة السابقة أية دراسة سلطت الضوء على زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بعد التطعيم ضد التهاب الكبد "باء". وبهذا يجب اعتبار دراسة هيرنان جزءاً غير متوقع من المعضلة في مجموعة بيانات تدعم مأمونية التطعيم ضد التهاب الكبد "باء".

هل يمكن أن تكون الاختلافات بين هذه الدراسة والدراسات السابقة ناجمة عن اتّباع منهجية مختلفة؟

لتحديد إمكانية ما إذا كانت النتائج غير المتوقعة التي خلصت إليها هذه الدراسة ناجمة عن المنهجية المتبعة أم لا طبقت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها المنهجية ذاتها على مجموعة بيانات أمريكية كبيرة (VSD)، عن طريق استخدام البيانات الطبية أو البيانات التي يقدمها المرضى (دي ستيفانو ف، المؤتمر الدولي العشرون بشأن الوبائيات الدوائية، بوردو، آب أغسطس 2004). وتؤكد ملاحظاتهم أن الملفات الطبية كثيراً ما لا تحتوي إلا على جزء من المعلومات المتاحة للمرضى، ولاسيما فيما يتعلق بتطعيمهم! وهذه الدراسة الأمريكية قامت بتحليل 276 مريضاً و599 من الأشخاص المقابلين المستخدمين في ضبط الدراسة ولم تفلح في تحديد أي تلازم بين التطعيم المضاد لالتهاب الكبد "باء" وبين الإصابة بالتصلب المتعدد في أي وقت خلال السنوات الخمس التي تلي التطعيم. وتعزز هذه البيانات الشك في وجود عوامل محيرة في دراسة هيرنان، بما في ذلك تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر وتحليل بيانات مرضية قد تكون غير وافية وكذلك صغر عدد المرضى المختارين.
ما هي نتائج هذه الدراسة فيما يتعلق باللقاحات الأخرى؟

باتباع النهج ذاته المستخدم فيما يخص لقاح التهاب الكبد "باء" توصل هيرنان وزملاؤه إلى نفس نسبة المرضى (6.1٪) والمرضى المستخدمين في ضبط الدراسة (6.0٪) ممن تم تطعيمهم ضد الأنفلونزا خلال السنوات الثلاث السابقة. ويتفق ذلك مع دراسات أخرى تظهر أن التطعيم ضد الأنفلوانزا ليس له أي تأثير فيما يتعلق بالإصابة بالتصلب المتعدد. ولاحظ المؤلفون أن نسبة المرضى الذين تم تطعيمهم ضد الكزاز (التيتانوس) (11.7٪) أثناء السنوات الثلاث السابقة كانت أقل كثيراً من نسبة المرضى المستخدمين في ضبط الدراسة (17.4٪). ومع ذلك فإن قيود الدراسة لا تجعل من الممكن الإيحاء بأن التطعيم ضد الكزاز (التيتانوس) يمكن أن يكون له أثر يقي من الإصابة بالتصلب المتعدد.

إذا كانت نتائج هذه الدراسة نتائج ممثلة لعامة السكان فماذا ستكون الفرضية البيولوجية عندئذٍ؟

إذا كانت نتائج هذه الدراسة ممثلة لعامة السكان فسيلزم إيجاد فرضية تتوافق مع زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد في المدة التي تتراوح بين 12 شهراً و 36 شهراً بعد تطعيم المرضى البالغين ضد التهاب الكبد "باء". ولا يتسق هذا الفاصل الزمني مع وجود أثر غير محدد يلاحظ خلال الأسابيع التي تلي التطعيم ويترتب على اللقاحات أو موادها المساعدة. وبهذا سيكون من الضروري تخيل دور سببي للمستضد HBsAg، ولكن هذا أمر غير مرجح بسبب عدم وجود صلة بين العدوى بالتهاب الكبد "باء" والإصابة بالتصلب المتعدد. أما الدور المحتمل للألومنيوم والثيوميرسال الموجودين في لقاح التهاب الكبد "باء" فيدحضه عدم وجود تأثير للقاحي الكزاز (التيتانوس) والأنفلونزا في الدراسة ذاتها. وهكذا فلا توجد حالياً أية فرضية بيولوجية يمكن أن تفسر ملاحظات هذه الدراسة.

إذا تم تعميم نتائج هذه الدراسة هل سيعني ذلك اتهام المواد المساعدة أو المضافات التي تحتوي عليها اللقاحات المضادة لالتهاب الكبد "باء"؟

لا. فلو كانت نتائج هذه الدراسة قابلة للتعميم على عامة السكان ودلت على زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد خلال الفترة الممتدة من 12 شهراً إلى 36 شهراً بعد التطعيم فلن يمكن أن يقتضي ذلك ضمناً أن هذا الخطر يتعلق بالألومنيوم أو الثيوميرسال، لأن هذين العنصرين موجودان أيضاً في لقاحي الكزاز (التيتانوس) والأنفلونزا، ولم يتم تحديد أية صلة بينهما وبين زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد لا في دراسة هيرنان ولا في أية دراسة سابقة.
إذا كانت نتائج هذه الدراسة ممثلة لعامة السكان فما هو أعظم خطر محتمل يتهدد من يتم تطعيمهم ضد الكبد "باء"؟

إذا كانت نتائج هذه الدراسة ممثلة لعامة السكان فينبغي توقع أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد خلال السنوات الثلاث التي تعقب التمنيع ضد التهاب الكبد "باء" لدى المرضى البالغين يمكن أن تزيد 3.1 مرة، وبهذا، على سبيل المثال، يزداد المعدل من نحو مريض واحد لكل 000 100 إلى ثلاثة مرضى لكل 000 100. ولكن قيود هذه الدراسة وبيانات مأمونية اللقاح التي تراكمت في جميع أنحاء العالم تشير إلى أن هذا السيناريو غير محتمل.

هل ستؤدي نتائج هذه الدراسة إلى تعديلات في التوصيات المتعلقة بالتطعيم ضد التهاب الكبد "باء"؟

لم يشكك مؤلفو هذه الدراسة، ولم تشكك المقالة الافتتاحية المصاحبة لها، في أهمية التطعيم ضد التهاب الكبد "باء". وقد عُرضت بالفعل النتائج الأولية لنتائج هذه الدراسة على الملأ منذ أكثر من عام مضى. وعلى الرغم من أن من المبكر للغاية لجميع السلطات الصحية أن تخلص إلى استنتاج بشأن المسألة فإن أياً منها لم يعرب عن نيته تعديل توصياته فيما يخص التطعيم ضد التهاب الكبد "باء"، وهو تطعيم حقيقته الطبية أهم كثيراً من الخطر النظري الذي لم يثبت حتى الآن. ومن الضروري تسليط الضوء على أنه، بصرف النظر عن العوامل التي أدت إلى الملاحظة التي توصل إليها هيرنان، فإن هذه الدراسة لا تتعلق إلا بتمنيع المرضى البالغين المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد "باء". وخلال العشرين سنة الماضية تراكمت قرائن تؤيد مأمونية تمنيع المواليد والرضع والأطفال والمراهقين ضد التهاب الكبد "باء".

دمتم بعافيه
 

زائر
جزاك الله الخير ..
 

زائر
تسلم اخي موفق
شكرا على مرورك الكريم