زائر
الراحة النفسية تتحقق بالتفاؤل
من سنن الله في الكون السيرُ في الأرض للعبرة والعظة، قال تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ..." (يوسف: من الآية 109).
فإن كنت تبحث عن الراحة النفسية والطمأنينة؟ وإن كنت ترغب أن تعيش دون علة نفسية أو ضجر أو ملل؟ وإن كنت تحب ألا تعاني صراع الشهوة والجاه وحب المال؟ اقرأ تجربتي تلك..
ثم أدعو الله أن يجمعنا في الجنة..
- فلقد علمتني الحياة أن معايشة البلاء قبل وقوعه يعجِّل بميلاده قبل موعده، ويزيد من عمر الأحزان والآلام.. فأتعهد ألا أعايش بلاءً قبل وقوعه معايشةَ همٍّ وحزنٍ ومأساةٍ.
- وعلمتنى الحياة أن الماضي بين حالين: إما شهوة حققْت من ورائها متعةً.. أين هي الآن؟! وإما مأساة عايشْتها في حيينها، وإن مَن قبلي خرجوا جميعًا من الدنيا- محسنها ومسيئها- فما أحسَّ المحسن بتعب وشقاء قط، وما أحسَّ المسيء بنعيم ومتعة قط..
فأتعهد أن أضبط هوى نفسي وشهوتها، وأن أصبر لحظات الألم والمعاناة حتى إذا كشفها الله جعلتُها مجردَ تجربةٍ؛ لأن من الظلم أن أعانيَها بعد زوالها ذكرياتٍ وهمّاً وخيالاًَ.
- وعلمتني الحياة أن ندرةَ المال وقلتَه لا يبرران خوفًا أو قلقًا أو توترًا؛ ولذا اعتقدت أن المال كنفس الإنسان يطردُه تارةً ويرده تارةً أخرى إلى أن يؤذن له بالرحيل..
فأتعهد ألا أحزن أو أغتمَّ لفوات كسب أو قلة مال، وألا أفرح بكثرته وإقباله؛ فهو بضاعة نجمعها ليرثَها غيرُنا ونُسأل نحن عنها يوم القيامة.
- وعلمتني الحياة أنه في ساعة واحدة تَهدم ما بناه غيرك في سنوات.. فأتعهد ألا أنفرد برأي دون مشورة وتفكير عميق، وألا أنفذه إلا في بناء وتشييد لا هدم ولا تخريب.
- وعلمتني الحياة ألا اقول هذه مثاليات فأعجز، ولكن أقول هذا هو الشكل الطبيعي الذي ينبغي أن تكون عليه الحياة.. فأتعهد أن أعمل بمضمون هذه الحكمة.
- وعلمتني الحياة أنه ما خلِّد ذكر امرئ بطول عمره، وإنما بطيب سيرته وعظيم تضحيته..
فأتعهد أن أتخفف من ثقل الأرض والمال والدنيا والأهل؛ إخلاصًا لله وطمعًا في رضوانه وجنته، وأن أرد الإساءة بالإحسان، وأن يكون جزاء من أحسن إليَّ إحسانًا جميلاً.