زائر
قال تعالى(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شي شهيد)
علم الأشعة علم حديث ، فقط ما يزيد عن المائة عام وتحديداً منذ نوفمبر 1895م عندما كان العالم الفيزيائي وليام رونتجن يقوم بإجراء بعض التجارب على المصعد والمهبط ولاحظ أثناء التجارب وجود وميض على الورقة الحساسة المستخدمة للتجارب . ومنذ ذلك الحين بدأ يفكر في شي مجهول امكنه وأطلق عليه الأشعة الغير مرئية X-AY . وأعاد التجارب مراراً وبعد ثمانية أسابيع فقط وبالتحديد في 28121895م حصل على أول صورة شعاعية ليد زوجته على ورقة حساسة . ومنذ ذلك بدأ هو ومجموعة آخرين في إجراء أبحاث مركزة على فيزياء الأشعة ونشرت هذه الأبحاث في مارس 1896م ومايو 1897م . وهي موجات كهرومغناطيسية لها صفات الموجات من حيث طول الموجة ، سرعتها ، وترددها السرعـــة = التردد x طول الموجـــة
وتنتج هذه المواد من وجود فرق جهد بين المصعد والمهبط في أنابيب مفرغة من الهواء تعرف بأنبوبة الأشعة وتخرج على شكل حزمة مخروطية ثم تنتشر في المحيط حسب التوجيه.
ثم توالت الأبحاث الكثيرة بسرعة فائقة وتم اكتشاف الألواح المقوية والتي تحول الأشعة
السينية الى وميض ضوئي يكون أكثر تأثيراً في الأفلام الحساسة التى نستقبل عليها الأشعة . وتوالت الأبحاث العلمية حيث عرفت وجربت مادة الوسيط المعتم وهي تلك المواد التي تعطي الأجهزة والأعضاء ظلاً معتماً وتعرف في اللغة الدارجة بالصبغة . ومن هنا بدأ لفظ الأشعة يتداول كثيراً حتى أصبح علم الأشعة يدرس في مدارس الطب إبتداءاً من عام 1907م . وتوالت الأحداث واستخدمت الأشعة السينية للتصوير التشخيصي في حرب امريكا ضد اسبانيا عام 1906م حيث تم تصوير العظام والرصاص . زمن المعلوم بداهةً أن الجسم البشري يحتوي على ثلاث مكونات أساسية : العظام ، الأنسجة الرخوة ، والهواء فالعظام توهن موجات الأشعة وتمنعها من الوصول الى الفلم الحساس وبالتالي تسمى " معتمة للأشعة " والأنسجة الرخوة توهن بعض موجات الأشعة وتنفذ البعض الآخر من موجات الأشعة الى الفلم الحساس وبالتالي تسمى " نصف معتمة للأشعة ، أما الهواء فلا يوهن موجات الأشعة وتنفذ من خلاله الى الفلم الحساس فلذلك بسمى " غير معتم للأشعة " .
لقد تنوعت المواد المعتمة للأشعة السينية " الوسيط المعتم " وتخصصت لكل أجهزة الجسم وذلك لأغراض التشخيص والتي منها على سبيل المثال :
الوسيط المعتم للجهاز الهضمي ( مادة كبريتات الباريوم - مادة القاستروجرافين ) .
الوسيط المعتم للجهاز البولي ( وسيط معتم دموي يذوب في الماء مثل مادة اليويوجرافين ، سلاسل الكونري ) .
الجهاز الدوري والأوعية الدموية ( وسيط معتم دموي يذوب في الماء مثل مادة الأمونيباك ) .
الحيز تحت العنكبوتي للحبل الشوكي والمخ ( وسيط معتم غير أيوني يذوب في الماء مثل مادة الأمونيباك ) .
القصبة والشعب الهوائية ( وسيط معتم مثل مادة الهيتراست ) .
تجويف الرحم وقنوات فالوب ( وسيط معتم زيتي مثل مادة الليبيدول ) .
وتتابع التطور السريع للأشعة بتطور أنواع الألواح المقوية وكذلك القساطر المختلفة الملائمة للأوعية الدموية . وتلا ذلك استخدام الأفلام المتتابعة وأفلام السينما وبخاصة لتصوير القلب والأوعية الدموية . وفي أواخر الخمسينات ادخل الفحص النظري بالأشعة " التنظير الشعاعي " ومن ثم الفحص التلفزيوني ذو البعدين ثورة حقيقية في الأشعة .
ومع أن علم الأشعة علم حديث إلا أن التطورات فيه كانت هائلة وهي بمثابة ثورات طبية تشخيصية مفيدة للبشرية وساعدت في تشخيص كثيراً من الأمراض المجهولة ومنها :
إدخال الأشعة المقطعية المحورية بالحاسب الآلي أواخر السبعينات وبداية الثمانينات .
إدخال وسائل تصوير جديدة ، منها الإشعاعي مثل التصوير بالنظائر المشعة " الطب النووي " ومنها غير الإشعاعي مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أواخر السبعينات والتصوير بالرنين المغناطيسي أواخر الثمانينات . وقد كانت الثلاثة وسائل الأخيرة بمثابة ثلاث ثورات في علم الأشعة ( الأشعة المقطعية الحلزونية المحورية بثلاثة أبعاد ) ، ( الموجات فوق الصوتية ذات التدرج الملون بظاهرة دبلر ) ، ( التصوير بالرنين المغناطيسي ) .
إن تقنيات التصوير بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي ليستا ذات طبيعة إشعاعية ، أي خاليتان من أضرار التعرض الإشعاعي ولذا فقد سارتا بخطوات سريعة للتقليل من استخدام تقنيات التصوير بالأشعة السينية وبالتالي من أضرار الأشعة .
ومع أن للأشعة فوائد كثيرة يصعب حصرها إلا أنه في الوقت نفسه يوجد بعض الأضرار المبررة وغير المبررة وتنقسم الأضرار التي تنجم عن الأشعة الطبية حسب الآتــي :
نوع الأشعة المستخدمة - تشخيصية أم علاجية .
كمية الأشعة - الجرعة الإشعاعية .
مكان التعرض ( نوع النسيج المعرض للأشعة ) .
سن المريض المتعرض للأشعة .
ففي المجال التشخيصي يمنع منع باتاً تشعيع الجنين في بطن أمه وبخاصة خلال فترة الحمل الأولى ، ثم يسمح بالتعرض في حدود ضيقة جداً في فترات الحمل الأخيرة إذا دعت الضرورة ( حياة الأم ) للوقوف على نوع المرض ومن ثم علاجه . وبعد الولادة ينصح بتقليل التعرض الإشعاعي لعموم الأطفال لان الخلايا في طور النمو وإحتمالية تأثرها بالإشعاع كبيرة . وفي الكبار البالغين هناك خلايا وأنسجة أكثر حساسية للأشعة من غيرها ومنها : خلايا الخصيتين والمبيضين ، خلايا الثدي ، نخاع العظام الأحمر في الضلوع والعظام المفلطحة ونهايات العظام الطويلة ، خلايا العينين وخاصة عدسة العين والقرنية .
إن خطورة التعرض الإشعاعي تكمن في وقف نمو الخلايا أو إحداث تغييرات في العضيات السيتوبلازمية داخل الخلايا وهنا تكون الخطورة حيث تكون هذه الخلايا عرضة لنمو عشوائي وهو ما يعرف بالأورام السرطانية . ولتلافي مثل هذه المخاطر هناك تقنيات خاصة ووسائل لحماية المرضى والعاملين من أخطار الأشعة مثل استخدام المحددات الرصاصية والدروع الواقية ومقاييس الجرعات الشخصية
منقوووووووووووول