ماذا تعرف عن الدسلكسيا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لأهمية هذا الموضوع نقلته اليكم وأرجو الأستفاده منه

هل أنت مصاب بـ «الدسلكسيا»

عرفت الدول الغربية خاصة أمريكا وبريطانيا مرض «الدسلكسيا» قبل غيرها من الدول بنحو 100 عام, وأصبح لديها عيادات طبية وتعليمية لعلاجه، وصدرت قوانين وإجراءات لمنح الرعاية الملائمة لمن يتم تصنيفهم بأنهم يعانون «الدسلكسيا».
إن كلمة «دسلكسيا Dysexia» كلمة يونانية الأصل، وتعني صعوبة في قراءة الكلمات وخاصة تعلم التهجئة الصحيحة والتعبير عن الأفكار كتابة، وتسمى أحيانًا «عسر القراءة». وتظهر في الطلاب الذين يتلقون تعليمًا مدرسيًا عاديًا ولا يظهر لديهم أي تأخر في الموضوعات الدراسية الأخرى. ويقدر عدد الناس الذين يصابون بهذه الحالة بـ 10٪ من السكان، ومظاهرها وأسبابها كثيرة، وهو الأمر الذي أدى إلى تسميتها بـ «المرض الخفي» وإلى اختلاف بين وجهات نظر الأطباء حوله، فالبعض منهم يرفض هذا المرض نهائيًا ولا يعترف به بسبب شدة تباين الأعراض من شخص لآخر.
وعادة تظهر علامات المرض قبل سن التعلم مثل: تأخر النطق، وصعوبة في تنفيذ بعض الأعمال، وطريقة استعمال بعض الأدوات، وصعوبة التركيز، والوقوع في أخطاء إملائية غريبة كنسيان الحروف، أو الخلط بينها أو وضعها في غير مكانها بصورة متكررة، وصعوبة في التخطيط، وتخبط في تلقي المعلومات الشفهية، وقلة المثابرة، وضعف الثقة بالنفس. وأكثر المصابين بهذا المرض غالبًا ممن يستخدمون اليد اليسرى ويتميزون بقدر كبير من الذكاء يفوق المستوى الذي يدل عليه عملهم، وتظهر هذه الحالة «الدسلكسيا» في الذكور عادة أكثر من الإناث، والغريب أن المريض بهذا المرض قد يكون بارعًا جدًا في استخدام الكمبيوتر.
وقد أظهرت تجربة أن غالبية الذين يعانون «الدسلكسيا» والذين درسوا في إحدى العيادات البريطانية في لندن كانوا يتمتعون بذكاء فوق المتوسط، الأمر الذي جعلهم يحبطون عند مواجهتهم للقراءة مع العلم أن قدراتهم العقلية ساعدتهم بشكل جيد على أداء التجارب مع التدريس العلاجي المقدم لهم.
وهذا يؤكد أن مريض «الدسلكسيا» يمكنه التعلم بالمساعدة والتدريب الطويل، ويمكنه أن يكون ناجحًا جدًا وعادة ما يكون لدى هؤلاء أسلوب مختلف جدًا في التعامل مع المشكلات وحلّها بطرق إبداعية. وجدير بالذكر أن الكثير من هؤلاء الذين يعانون «حالات الدسلكسيا» كانوا مشاهير وعلماء وعباقرة ومنهم «أينشتاين» و«دافنش» و«أديسون».
وفي بلادنا العربية يتعرض الكثير من الأطفال الذين يعانون «الدسلكسيا» إلى السخرية من زملائهم بسبب عدم قدرتهم على القراءة كباقي زملائهم في الصف. والمشكلة أن الأسرة والمعلمين والمعلمات لا يراعون وضع المنتمين إلى هذه الفئة، ويتهمونهم بالكسل أو التخلف مما يؤثر على نفسياتهم وينعكس ذلك على توافقهم الاجتماعي بصورة كبيرة فتزداد الحالة تقدمًا ويترسخ في أذهانهم أنهم أغبياء وهم ليسوا كذلك. وهذه القصة أوردتها «وداد الكواري» في أحد أعداد صحيفة الشرق القطرية وهي حالة كثيرًا ما نشاهدها هنا وهناك تقول فيها:
«رسب أحد الأطفال للمرة الثانية فما كان من والده إلا أن قيده بالحبال في حوش الدار وأوسعه ضربًا ثم تركه عرضة للسخرية والتعليقات من قبل أخوانه وأطفال الجيران طيلة النهار، ولم يذرف ذلك الطفل الذي تجاوز عمره الرابعة عشرة من عمره دمعة واحدة، وكأنه اعتاد على هذا النوع من العقاب، وكان يراقب المشاهدين بعيون متحجرة، هذا الهدوء الذي غلف تصرفاته في ذلك اليوم والأيام التي تلته كاد يدفع بوالده للجنون، بل إنه ما فتئ يردد أمامه وأمام الجميع أن هذا الولد بليد الإحساس لا يشعر ولا يقدر قيمة التضحيات التي فعلها من أجله، بل لا يشعر بأي ذنب فيما سببه من خيبة أمل لوالديه» وتضيف: «وأغلب الظن أن هذا الولد سيتجاوز هذا الفشل وسينجح في إعالة نفسه بشكل ما عندما يكبر، وقد ينجح أيضًا لكنه أبدًا لن ينسى هذه القسوة، ولن يغفر لوالديه لحظة الانكسار تلك، وما علم هؤلاء الأهل أن ابنهم كان يعاني من مرض اسمه «الدسليسكيا»، وليس ذنب هذا الطفل أن والديه لم يعلما بمرضه فهو أيضًا يعاني نفس المشكلة، فهو يعيش حياته طبيعيًا يلعب ويلهو ويشارك أقرانه اللعب دون ظهور ما ينبئ بحدوث مشكلة، بل إنه طبيعي جدًا في الحفظ والتذكر».
وفي المملكة الكثير من الحكايات التي يرويها الآباء والمعلمون والأمهات عن بعض الأبناء الذين تجاوز عمرهم العشرين عامًا وهم مازالوا في المرحلة المتوسطة أو لم يتجاوزوا الأول الثانوي، وتظهر عليهم علامات «الدسلكسيا» ننعتهم بالغباء ونحن لا نعلم أن هناك مشكلة مرضية يعانونها. وقد كان يمكنهم تجاوزها لو كان لدى أهلهم الإلمام الكافي بطريقة التعامل مع هذه الحالة.
مظاهر المرض
هناك بعض المظاهر وليست كلها التي إن وجدت فإنه قد تكون «دسلكسيا» ومنها:
- تناقضات بين مقدرة الطفل وإنجازاته الواقعية، مثل أن يظهر الطفل بمظهر المتفوق لكنه في الحقيقة يعاني صعوبة القراءة والتهجئة أو الحساب.
- الارتباك بين اليمين واليسار، ومن الملاحظ أن الطفل يكون متحيرًا في التمييز بين اليمين واليسار، أو تحديد الاتجاهات.
- صعوبة في العمل بالأشياء بالترتيب مثل الأعداد من 1 - 100 أو من 100 - 1 حيث تجد أنه لا يستطيع أن يعد الأرقام بالترتيب وكذلك تسميع الحروف الأبجدية.
- صعوبة في التتابع البصري حيث يترك حرفًا أو كلمات أو أسطرًا في أثناء القراءة أو يقرأ نفس السطر مرتين.
- صعوبة ظاهرة في القراءة الجهرية لأنه إما أن يكون خجولاً أو ضعيف الثقة بالنفس.
- كتابة الأحرف أو الكلمات أو الأرقام معكوسة، كأن يكتب «رطم» بدلاً من كلمة «مطر» و«حير» بدلاً من «ريح» أو يكتب الأرقام معكوسة مثل «34» بدلاً من «43».
- صعوبة في التهجئة «الإملاء»، كأن يكتب «حذر» بدلاً من «حضر» وكلمة «قطب» بدلاً من «كتب».
- صعوبة في الحساب أو الرياضيات وذلك بسبب ضعفه في التسلسل والذاكرة قصيرة المدى.
- صعوبة النقل من السبورة إما بسبب ضعف التهجئة أو بسبب ضياع النقطة التي وصل إليها في السبورة، ولا يستطيع القراءة للمعلومات المكتوبة على السبورة البيضاء اللامعة (ويجب أن نلاحظ أن هذا العارض قد يعتقد البعض أن سببه ضعف النظر، فيحال الطالب إلى الوحدة الصحية أو لمراجعة الطبيب فيؤكد أن نظره سليم).
- صعوبة في التنظيم والنشاط الروتيني، حيث إذا وضع له جدول أعمال يومي كأداء واجب المدرسة، تنظيم الغرفة، الاتصال بصديق، مشاهدة التلفاز، قد لا يستطيع تأديتها حسب جدول زمني محدد له أو يترك بعضًا منه.
- صعوبة كبيرة في تنفيذ تعليمات أكثر من واحد، كأن يأمره والده بريّ حديقة المنزل ثم الذهاب إلى محل الأواني المنزلية المجاور، ثم إحضار والدته من عند الجيران لأنه لا يستطيع تنفيذها مرتبة.
متى وجدت هذه المظاهر أو بعضها في طفل من الأطفال فهذا يحتم على والده أو معلمه عرضه على أحد الأطباء المتخصصين في «الطب التطوري» ولا أعلم حقيقة هل هذا القسم متوفر في المستشفيات لدينا في المملكة العربية السعودية أم لا؟
ولعل على وزارة التربية والتعليم ممثلة في قسم التربية الخاصة ووزارة الخدمة الاجتماعية والجهات التي تهتم بمثل هذه الحالات أن تقوم بدور فاعل في التوعية بالمرض ومظاهره والمسارعة بإنشاء أقسام في المستشفيات تعنى بالحالات المرضية وتشخصها، كما أنه من الضروري جدًا إنشاء «مركز للدسلكسيا» في المملكة لعمل المسوحات الميدانية اللازمة لهذه الحالات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات الأخرى لتقديم الرعاية المناسبة لهؤلاء، ومن الضروري جدًا أن يتم تكثيف التوعية للأسر والمعلمين، وخصوصًا معلمي الصفوف الأولية والمرشدين الطلابيين في المدارس لكي يعوا هذه الظاهرة ويرصدوها في المراحل السنية المبكرة حتى يتم التمكن من تحسين القدرات الكتابية والإملائية لديهم، خصوصًا وأن من يصاب بهذا المرض يمكنه اللحاق بزملائه متى وجد الرعاية والاهتمام وتمت مساعدته على اجتياز مشكلته.
ومن الجدير بالذكر أن هنالك مراكز متخصصة في دول شقيقة مثل «الرابطة الكويتية للدسلكسيا».
وقد أطلق عليها اسم «مركز محمد الخرافي للدسلكسيا» الذي دعم المركز ونشاطاته بتبرعات سخية من خلال إيجاد وسائل علاجية، وتشخيص للحالات، وتدريب للخبرات الفنية للعمل بالمركز. وهناك أيضًا «قسم الطب التطوري» في مستشفى الصباح بالكويت والذي يهتم بتشخيص هذه الحالات وتقديم العلاج لها.
ويجب أن يتحلى المعلمون وأولياء الأمور بالكثير من الصبر وطول البال وإعطاء وقت ملائم لهؤلاء في الامتحان وحل الواجبات المنزلية وتخفيف الأعباء عنهم وعدم إعطاء مواد كثيرة وتقوية الثقة بالنفس وتفهم خصوصيات من يعانون من هذه المشكلة التي يمكن تجاوزها بالصبر وطول البال وتفهم هذه الحالة

المقال منقول من مجلة المعرفه لكاتب ناصر محمد العمري
 

زائر
لا اعتقد ان هذا المرض لة علاقة بمستوى التعليم ..


شكرا لك