ماذا تعرف عن مرض فصام الشخصية

زائر
لم يحظ مرض بالجهل والتستر والخرافة كما حظي به مرض فصام العقل (فصام الشخصية كما يتعارف عليه الناس خطأً). فالعامة يسمونه جنوناً وأنصاف المثقفين يسمونه فصام الشخصية لأن المريض لديه شخصيتين ينتقل من واحدة إلى الأخرى!!.

أعتقد أن الوقت قد حان لكي نتعرف على مرض فصام العقل الذي نتوقع أن 1% من الناس مصابين بهذا المرض. أي أن في دولة عدد سكانها سبعين مليون مثل مصر نتوقع ان يكون هناك 700000 مريض. وللأسف تدل الاحصائيات أن عددا هائلاً منهم لا يتلقون أي رعاية طبية. فما هو مرض فصام العقل؟

الفصام هو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل مثل التفكير والإدراك والمشاعر والسلوك.
كيف تتعرف على المرض:
عندما تلاحظ أحد الأعراض التالية على أحد أحبائك لمدة تزيد عن ستة أشهر فسارع باستشارة الطبيب النفسي (وكلما كان التشخيص أسرع كلما كانت النتائج أفضل):

• الانعزال عن الناس وحب الوحدة.

• عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي بشكل واضح.

• التحدث مع نفسه منفرداً وكأنه يتحدث إلى شخص بجانبه. والضحك منفرداً. (التحدث مع النفس بصوت عالي! عادة يمارسها الكثير من الناس ولكن نقصد هنا أنه يتحدث إلى صوت لأن المريض في الواقع يسمع صوتاً غير موجود ويمكن أن يحدثك ما الذي يسمعه).

• الإيمان بمعتقدات غريبة وخاصة الشكوى من الناس أنهم يتآمرون عليه أو يكرهونه ويكيدون له المكائد.

• تصرفات غريبة كأن يخرج في الشارع ويمشي لمسافات طويلة أو يرتدي ملابس غير مناسبة أو يقف لفترة طويلة.

• كلامه يصعب فهمه أو تسمع منه كلام غير مترابط وغير منطقي.

• برود عاطفي حيث لا يتفاعل مع الأحداث من حوله أو يضحك في مواقف محزنه او يبكي في أوقات مفرحة.

هذه الأعراض في الواقع لا تظهر جميعها على المريض بل اثنين او اكثر منها.

من يمكن أن يصاب بالفصام؟

الحقيقة أنه لا يوجد أحد محمي من الإصابة بهذا المرض الخطير. فقد يصيب أي شخص كائنا من كان. ولكن هناك مجموعة من الناس يعتبرون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم:

• من له قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض.مثل أب أو أخ. مع أن الفصام ليس مرضاً وراثياً بالكامل إلا أن الوراثة تلعب دوراً مهماً فيه.

• من يتعاطى المخدرات وخاصةً الحشيش. خاصةً إذا كان التعاطي في وقت مبكر من العمر (أي حوالي الخامسة عشرة).

• من يعيش في أسرة مضطربة حيث يفرض أحد الأبوين رأيه على البقية أو تكثر فيها النزاعات بين أفراد الأسرة. (عامل محفز للمرض)

• مواليد فصل الشتاء أو من حدث لهم مضاعفات أثناء ولادتهم يبدون استعداداً أكثر للإصابة بالمرض. على الرغم أن هذا العامل مازال يدور حوله جدل كثير.

أسباب الفصام

لا يعرف العلماء سبباً واضحاً للإصابة بالفصام. لكن هناك دلائل قوية تشير إلى اضطراب بعض النواقل العصبية وخاصة مادة (الدوبامين) في الفواصل بين الخلايا العصبية في مناطق معينة في الدماغ المسؤولة عن تشكيل المعتقدات والعواطف وإدراكنا لما حولنا. كما رصد العلماء تغيرات في تركيب الدماغ في هذه المناطق.

هل يمكن علاج الفصام؟

مرض الفصام له درجات مختلفة من الشدة. فبعض المرضى يأتيهم المرض على شكل هجمة واحدة أو أكثر. ومع العلاج, يعود المريض إلى الحالة الطبيعية تماماً بين الهجمات, وهؤلاء نسبة قليلة من المرضى. والأغلب أنهم يصابون بالمرض على شكل هجمات أيضاً ومع العلاج يعودون إلى مستوى قريب من الطبيعي, حيث تزول معظم الأعراض التي أصيبوا بها في البداية, ولكنهم يفضلون العزلة وتتدهور بعض مهاراتهم الاجتماعية والشخصية. ونسبة قليلة أخرى يشتد بهم المرض, خاصة إذا تركوا من غير علاج لفترة طويلة, حتى يصعب التعايش معهم فيضطرون إلى الإقامة في المستشفى فترات طويلة.

لقد أدت الثورة الحديثة في الطب النفسي إلى اكتشاف عدد من الأدوية المضادة للفصام والتي تقوم بعمل رائع خلال أيام ولا تسبب أعراض جانبية خطيرة أو أي شكل من أشكال الإدمان. وأهمها الهاليبريدول Haepeid والريسبريدال ispedaوالزيبركسا Zypexaوالسوليان Sian وغيرها.

ما الذي يجب فعله الآن؟

• الرسالة الأكثر أهمية هنا هي توعية المجتمع بهذا المرض. فإذا أصيب أحد أبناءنا بالسعال أو وجع البطن فسنسارع إلى طبيب الباطنية, لكن معظم الأسر يقفون محتارين عندما يرون ابنهم يتكلم مع نفسه أو يؤمن بمعتقدات غريبة أو يفشل في دراسته وينعزل عن الناس. ولقد أدى عدم معرفة الناس بمرض الفصام إلى التأخر عن زيارة الطبيب النفسي وتفاقم مشكلة المريض بدون علاج.

- لا صحة لما يرد عن مرض فصام العقل أن المريض يكون له شخصيتين في جسد واحد. فهذا من ابتداع كتاب السينما. والحقيقة أن المريض يعاني من خلل دماغي يسبب انفصالاً بين العقل والعواطف والسلوك.

• التوعية يجب أن تشمل كل من يتعامل مع الشباب مثل المدرسين والمشرفين الطلابيين ومشرفي النوادي الرياضية, فهم الفئة الأكثر قدرة على معرفة أي تغير هام في سلوك الطالب أو الشاب, واستشارة الطبيب النفسي للتقييم.

• يجب أن نحارب جميعاً الشعور بالوصمة الذي يلاحق المرضى العقليين. يجب أن نفهم أن هناك خللاً في الجهاز العصبي هو الذي أدى إلى هذه المعتقدات والتصرفات الغريبة, وأن العلاج كفيل بإصلاح الخلل كما في كل الأمراض الباطنية المألوفة.

• لابد أن نؤكد على أهمية بناء جو أسري متوازن. حيث أثبتت الدراسات أن معيشة الأطفال في جو أسري متوتر هي (شرارة اشتعال) مرض الفصام لمن هم أصلاً عرضة للمرض. ويحدد العلماء الأجواء الأسرية المرضية بصفات ثلاثة: (1): سيطرة أحد الأبوين على بقية أفراد الأسرة في تسيير شؤونهم. (2): الخلاف المتواصل بين كلا الأبوين على مرأى من الأطفال. (3): توجيه رسائل متناقضة في نفس الوقت للطفل كأن تقول الأم لطفلها إني احبك وفي عينيها أو في تصرفاتها غير ذلك.

ختاماً: مرض الفصام من الأمراض الشائعة والتي لا تشخص ولا تعالج بشكل صحيح في كثير من الأحيان, ومن هنا تأتي الضرورة بالتوعية وتنوير الناس بهذا المرض الخطير والذي يمكن علاجه إلى حد بعيد.

منقول لتعم الفائدة .
 

زائر
موضوع رائع أخ يحيى
5 أعراض موجودة بشخص قريب مني جدا
وأنا كنت حاسه أنه مو طبيعي
وكيف السبيل للخلاص من هذا المرض
أشكرك
 

زائر
موضوع مفيد وفي غاية الأهمية
جزيت خيرا أخي
 

زائر
مشكوووووور اخ يحي على الموضوع الهام .
معلومات قيمه ومفيده .
بارك الله فيك .
ودمت بخير .
وتقبل مروري .
مع تحياتي.
 

زائر
عندنا شخص بالعائله يعاني من هذا المرض ربنا تشفيها يارب لانه هم والدها كان مصاب بالمرض
وكذلك عائلتها مفككه وعانت من عنف قوي وهي صغيره

يارب تشفيها
 

زائر
مشكووووووووووووووور تسلم على الموضوع الرائع
 

زائر
شكرا على الموضوع
 

زائر
اللهم اشفى كل مرييض
فعلا موضووووع رائع اخى العزيز
تحياتى
 

زائر
السلام عليكم

أشكركم على مروركم الطيب وجازاكم الله خيرا .
 

زائر
سلمت أناملك اخي يحيى على هذا النقل الرااااائع والمفيد و ربنا يشافي ويعافي كل مريض
يعطيك ااااالف عافيه تحياااااااااااتي القلبية