زائر
أخيالقارئ أنا على يقين أنك سوف تشتاق لتعرف الإجابة عن هذا السؤال لكي تحمي نفسك من الإصابة بالمرضالنفسي فالوقاية خير من العلاج ، ولئن نقي أنفسننا من المرض النفسي بتجنب مسبباته أفضلمن علاجه بعد وقوعه ، يقول علما ءالنفس: إن هناك ظروفا ومواقف تقرب الإنسان العاديإلى المرض النفسي ، متى ما كان هذا الإنسان لديه الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرضهذي الأمور هي :
1. الحياة الرتيبة والملل ، كثير من الناس يسخر حياته للعملويجعل متعته فيه ، وعندما يتقاعد أو لايكون لديه عمل كالإجازات والعطل يصاب بهمشديد لأنه يجد متعته في العمل ، أما المتعة فلا يحسب لها حسابا ، فيعتقد هذاالإنسان أن المرء يجب ألا يضيع وقته بدون فائدة وهذا تفكير خاطئ فوقت الإنسان يجبأن يمضيه في العمل والمتعة ، لأن الأوقات التي يتمتع فيها الإنسان تشحذ نشاطهفيستجمع قواه و طاقته التي استهلكها في عمله لتعود مرة أخرى أكثر حيوية و نشاطاوإنتاجا.
2. الانعزال عن الناس :إن الإنسان مدني بالطبع كما قال ابن خلدون: فهو لايستطيع أن يعيش وحده مهما حاول ،بل إنه إذا عاش وحده فإنه هيأ نفسه للمرض النفسي وصار قريبا منه ، الناس يساعدبعضهم بعضا في التغلب على مايواجههم من مشكلات ، فإذا كان الإنسان لديه صديق صدوقفهذه تجارته في الحياة ، لأن من يقدم لك النصيحة الصادقة النابعة من تجربة وخبرةكمن يقدمها لك على طبق من ذهب ، وكثير من الناس يجدون الحلول لمشاكلهم لدى من يثقونفيهم من أقاربهم وأصدقائهم العقلاء أو المختصين بعلم النفس0
3. الفراغ : إذا وجد الإنسان نفسه فارغابدون عمل كان قريبا من المرض النفسي ، فالإنسان يفترض فيه أن تكون حياته مليئةبالنشاط والحيوية ولا مجال فيها للفراغ المدمرالذي يفتح له أبواب الشر ويجعله يفكرفي ارتياد أماكن مشبوهة تعمل على تدميره 0
4. عدم الإفصاح والتنفيس عن الانفعالاتالنفسية : فبعض الناس كتوم لايدرى مافي داخله , من هنا كانت المرأة أكثر صحة نفسيةمن الرجل لأنها تعبر عما في نفسها بالدموع يقول بعض العلماء: إن عمر المرأة أطول منعمر الرجل بعشر سنوات على الأقل لأن المرأة تعبر عن انفعالاتها فتخف حدة التوتروالغضب ، وتعود إلى وضعها الطبيعي 0 والتنفيس الانفعالي أسلوب من أساليب العلاجالنفسي 0، لذا فإنه إذا أساء إليك شخص ما فيجب عليك أن تناقش هذا الأمر معه أو معمن تثق به من أصدقائك لأن كتمان الانفعال معناه دمار للنفس ، من مظاهر كتمالانفعالات حديث الشخص أثناء النوم 0
5. عندما لايكون الانسان راضيا عن عمله ،ورضا الإنسان عن عمله أساس من أسس الصحة النفسية ، لأن العمل يملآ فراغ الإنسان ،ويشعره بقيمته عند الناس مما يرفع من مستواه الإيجابي عن نفسه ويحقق له السعادة ،ونحن نلاحظ بعض الناس الذين يتقاعدون عن عملهم وتزول عنهم الأضواء فلا أحد يسألعنهم نجدهم فريسة للملل والاكتئاب ، كما أن الإنسان الذي لايتفاعل مع عمله ولايبدعفيه نجده دائما ملولا متبرما وكما يقول المثل العامي: ( نفسه في خشمه) عندها يكونهذا الإنسان فرصة لشبح الإصابة بالأمراض النفسية 0
6. التطرف والمثالية : لاأحدكامل في هذه الحياة والكمال من صفات المولى- سبحانه وتعالى- ، وكلنا لنا أخطاء قدتكون صغيرة وقد تكون كبيرة وليس العيب أن تخطيء إنما العيب أن تستمر على الخطأولاتستفيد من أخطائك ، أما إذا رمنا المثالية والكمال فإننا نعرض أنفسنا للأمراضالنفسية لأننا دائما سنحاسب أنفسنا عن كل زلة أو خطأ مهما كان تافها كما أن النقدالجارح باستمرار قديؤدي إلى المرض النفسي كالرهاب الاجتماعي ، كما أننا إذا أردناالغير أن يكونوا مثاليين فهذا لايمكن وقديتفرق الناس من حولنا ونخسر بذلك أعزالأصدقاء وخسارة الأصدقاء أعظم من خسارة الأموال ، لأن الصديق إذا خسرته لن يعودأما المال فيمكن أن يعود بتغيير نشاطك التجاري 0
7. عندما نعاني من المشاكلالزوجية : علاقة الزوج بزوجته عنصر مهم في استقرار الحياة النفسية ومتى ما كثرتالمشاحنات والمشادات الكلامية كنا بذلك كمن يفتح الباب على مصراعيه لنصاب بالأمراضالنفسية ،فامرأة متزوجة زوجها كثير السفر وعندما يسافر تصاب بالأرق وعدم النوم والقلق ثم تحول ذلك إلى أصابتها بالخوف المرضي فصارت تخاف من الصراصير ، وتنتجالمشكلة الزوجية من سوء فهم لمراد أحد الزوجين مثلا عندما يقول الزوج لزوجته سوفنذهب هذا اليوم لزيارة أهلي ، وترد الزوجة بأنها متعبة ولا تستطيع الذهاب هذااليوم، وتقترح على زوجها تأجيل الزيارة ليوم آخر ، ولكن الزوج غير المتفهم لظروفزوجته يزمجر ويغضب ويعتقد أن زوجته لاتريد الذهاب لأهله ، فتبدأا لمشكلة 0
8. عندما تنقلب الوسيلة إلى غاية : الإنسان يكد ويكدح فيحصل على المال ليكون هذا المالوسيلة لسعادته في الدنيا والآخرة وهذه هي الغاية من جمع المال، ولكن المشكلة عندماتنقلب هذه الوسيلة إلى غاية ويكون الإنسان همه الوحيد جمع المال على حساب راحتهوأعصابه ، ويصبح الحال حينئذ أن المال أصبح مصدر شقاء لهذا الرجل ولعائلته وأضربعلى ذلك مثلا أن بعض الأغنياء يقتر على عائلته ولاينفق عليهم بسخاء ، بل إنهميفتقرون إلى أبسط الأشياء وهو مشغول عنهم في مؤسسته أو شركته ، فلم يكن هذا المالالذي يملكه هذا الإنسان مصدر سعادة له ولأولاده بل مصدر تعاسة وشقاء 0
والخلاصةأنه مامن شخص في هذه الحياة إلا ويكون معرضا لكل ماسبق ذكره أو بعضا من هذه المواقف، وليس معنى ذلك أن كل محبط ممكن أن يصاب بالمرض النفسي أو كل من شعر بالفراغ فهوعرضة للإصابة بالمرض النفسي ، إنما هذه العوامل السابقة تتفاعل مع استعداد الشخصللمرض النفسي كأن يكون في أسرته اثنين أو ثلاثة مصابين بمرض نفسي ، فالوراثة معالبيئة المحبطة أو الضاغطة تسبب الأمراض النفسية وقانا الله وإياكم منها 0
*منقول بتصرف منكتاب الطب النفسي معناه وأبعاده للدكتورمحمدمحمدخليل ص135-140 .
1. الحياة الرتيبة والملل ، كثير من الناس يسخر حياته للعملويجعل متعته فيه ، وعندما يتقاعد أو لايكون لديه عمل كالإجازات والعطل يصاب بهمشديد لأنه يجد متعته في العمل ، أما المتعة فلا يحسب لها حسابا ، فيعتقد هذاالإنسان أن المرء يجب ألا يضيع وقته بدون فائدة وهذا تفكير خاطئ فوقت الإنسان يجبأن يمضيه في العمل والمتعة ، لأن الأوقات التي يتمتع فيها الإنسان تشحذ نشاطهفيستجمع قواه و طاقته التي استهلكها في عمله لتعود مرة أخرى أكثر حيوية و نشاطاوإنتاجا.
2. الانعزال عن الناس :إن الإنسان مدني بالطبع كما قال ابن خلدون: فهو لايستطيع أن يعيش وحده مهما حاول ،بل إنه إذا عاش وحده فإنه هيأ نفسه للمرض النفسي وصار قريبا منه ، الناس يساعدبعضهم بعضا في التغلب على مايواجههم من مشكلات ، فإذا كان الإنسان لديه صديق صدوقفهذه تجارته في الحياة ، لأن من يقدم لك النصيحة الصادقة النابعة من تجربة وخبرةكمن يقدمها لك على طبق من ذهب ، وكثير من الناس يجدون الحلول لمشاكلهم لدى من يثقونفيهم من أقاربهم وأصدقائهم العقلاء أو المختصين بعلم النفس0
3. الفراغ : إذا وجد الإنسان نفسه فارغابدون عمل كان قريبا من المرض النفسي ، فالإنسان يفترض فيه أن تكون حياته مليئةبالنشاط والحيوية ولا مجال فيها للفراغ المدمرالذي يفتح له أبواب الشر ويجعله يفكرفي ارتياد أماكن مشبوهة تعمل على تدميره 0
4. عدم الإفصاح والتنفيس عن الانفعالاتالنفسية : فبعض الناس كتوم لايدرى مافي داخله , من هنا كانت المرأة أكثر صحة نفسيةمن الرجل لأنها تعبر عما في نفسها بالدموع يقول بعض العلماء: إن عمر المرأة أطول منعمر الرجل بعشر سنوات على الأقل لأن المرأة تعبر عن انفعالاتها فتخف حدة التوتروالغضب ، وتعود إلى وضعها الطبيعي 0 والتنفيس الانفعالي أسلوب من أساليب العلاجالنفسي 0، لذا فإنه إذا أساء إليك شخص ما فيجب عليك أن تناقش هذا الأمر معه أو معمن تثق به من أصدقائك لأن كتمان الانفعال معناه دمار للنفس ، من مظاهر كتمالانفعالات حديث الشخص أثناء النوم 0
5. عندما لايكون الانسان راضيا عن عمله ،ورضا الإنسان عن عمله أساس من أسس الصحة النفسية ، لأن العمل يملآ فراغ الإنسان ،ويشعره بقيمته عند الناس مما يرفع من مستواه الإيجابي عن نفسه ويحقق له السعادة ،ونحن نلاحظ بعض الناس الذين يتقاعدون عن عملهم وتزول عنهم الأضواء فلا أحد يسألعنهم نجدهم فريسة للملل والاكتئاب ، كما أن الإنسان الذي لايتفاعل مع عمله ولايبدعفيه نجده دائما ملولا متبرما وكما يقول المثل العامي: ( نفسه في خشمه) عندها يكونهذا الإنسان فرصة لشبح الإصابة بالأمراض النفسية 0
6. التطرف والمثالية : لاأحدكامل في هذه الحياة والكمال من صفات المولى- سبحانه وتعالى- ، وكلنا لنا أخطاء قدتكون صغيرة وقد تكون كبيرة وليس العيب أن تخطيء إنما العيب أن تستمر على الخطأولاتستفيد من أخطائك ، أما إذا رمنا المثالية والكمال فإننا نعرض أنفسنا للأمراضالنفسية لأننا دائما سنحاسب أنفسنا عن كل زلة أو خطأ مهما كان تافها كما أن النقدالجارح باستمرار قديؤدي إلى المرض النفسي كالرهاب الاجتماعي ، كما أننا إذا أردناالغير أن يكونوا مثاليين فهذا لايمكن وقديتفرق الناس من حولنا ونخسر بذلك أعزالأصدقاء وخسارة الأصدقاء أعظم من خسارة الأموال ، لأن الصديق إذا خسرته لن يعودأما المال فيمكن أن يعود بتغيير نشاطك التجاري 0
7. عندما نعاني من المشاكلالزوجية : علاقة الزوج بزوجته عنصر مهم في استقرار الحياة النفسية ومتى ما كثرتالمشاحنات والمشادات الكلامية كنا بذلك كمن يفتح الباب على مصراعيه لنصاب بالأمراضالنفسية ،فامرأة متزوجة زوجها كثير السفر وعندما يسافر تصاب بالأرق وعدم النوم والقلق ثم تحول ذلك إلى أصابتها بالخوف المرضي فصارت تخاف من الصراصير ، وتنتجالمشكلة الزوجية من سوء فهم لمراد أحد الزوجين مثلا عندما يقول الزوج لزوجته سوفنذهب هذا اليوم لزيارة أهلي ، وترد الزوجة بأنها متعبة ولا تستطيع الذهاب هذااليوم، وتقترح على زوجها تأجيل الزيارة ليوم آخر ، ولكن الزوج غير المتفهم لظروفزوجته يزمجر ويغضب ويعتقد أن زوجته لاتريد الذهاب لأهله ، فتبدأا لمشكلة 0
8. عندما تنقلب الوسيلة إلى غاية : الإنسان يكد ويكدح فيحصل على المال ليكون هذا المالوسيلة لسعادته في الدنيا والآخرة وهذه هي الغاية من جمع المال، ولكن المشكلة عندماتنقلب هذه الوسيلة إلى غاية ويكون الإنسان همه الوحيد جمع المال على حساب راحتهوأعصابه ، ويصبح الحال حينئذ أن المال أصبح مصدر شقاء لهذا الرجل ولعائلته وأضربعلى ذلك مثلا أن بعض الأغنياء يقتر على عائلته ولاينفق عليهم بسخاء ، بل إنهميفتقرون إلى أبسط الأشياء وهو مشغول عنهم في مؤسسته أو شركته ، فلم يكن هذا المالالذي يملكه هذا الإنسان مصدر سعادة له ولأولاده بل مصدر تعاسة وشقاء 0
والخلاصةأنه مامن شخص في هذه الحياة إلا ويكون معرضا لكل ماسبق ذكره أو بعضا من هذه المواقف، وليس معنى ذلك أن كل محبط ممكن أن يصاب بالمرض النفسي أو كل من شعر بالفراغ فهوعرضة للإصابة بالمرض النفسي ، إنما هذه العوامل السابقة تتفاعل مع استعداد الشخصللمرض النفسي كأن يكون في أسرته اثنين أو ثلاثة مصابين بمرض نفسي ، فالوراثة معالبيئة المحبطة أو الضاغطة تسبب الأمراض النفسية وقانا الله وإياكم منها 0
*منقول بتصرف منكتاب الطب النفسي معناه وأبعاده للدكتورمحمدمحمدخليل ص135-140 .