متلازمة الحرمان من الأم

Dr Marwa Ibrahim

أخصائي نسائية وصحة أمومة وطفولة
متلازمة-الحرمان-من-الام.jpg
التعريف

يعود مصطلح الحرمان من الأمهات إلى المحلل النفسي (جون بولبي) حول تأثير فصل الرضع والأطفال الصغار عن أمهاتهم.

كان يعتقد أن الارتباط بين الطفل ومقدم الرعاية يجب أن يحدث على الأقل في السنوات الثلاث الأولى من الحياة على وجه الخصوص

أطلق على هذه الفترة اسم الفترة الحرجة للتعلق

تقوم نظرية بولبي على ان

• الحرمان من الأم هو فشل الطفل في تكوين ارتباط في السنوات الخمس الأولى من حياته، مما يؤدي إلى آثار نفسية سلبية خاصة في مرحلة البلوغ

• فشل في النمو يظهر عند الرضع والأطفال الصغار ويظهر على شكل مجموعة من العلامات والأعراض والسلوكيات، والتي ترتبط عادةً بفقدان الأم أو غيابها أو إهمالها، وتتميز بعدم استجابة الطفل للبيئة والأشخاص المحيطين به و في كثير من الأحيان الاكتئاب مع حدوث تأخر شديد في النمو، وتأخر النمو العقلي والعاطفي، والمشاكل السلوكية نتيجة لفقدان أو غياب أو إهمال الأم أو مقدم رعاية أساسي آخر.

متلازمة الحرمان من الأم هي شكل من أشكال الفشل في نمو الاطفال اقل من عامين ناتجا عن الإهمال الاسري وخاصة الام (المتعمد أو غير المتعمد) بمعني اخر فشل غير عضوي في النمو العقلي والبدني، وهو شكل من أشكال الفشل في النمو يؤثر على الرضع والأطفال الصغار فحالات كثيرة من فشل النمو عند الرضع والأطفال الصغار (أقل من عامين) ليست ناجمة عن المرض، بل معظم هذه الحالات ناتجة عن الفقر، وإساءة معاملة الأطفال، او انشغال الام او غيابها لأي سبب، او اختلال التفاعل مع مقدم الرعاية، وإساءة معاملة الأطفال، والجهل الأبوي بشأن رعاية الطفل المناسبة

** وعلي ذلك يُعرَّف الفشل في النمو عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين على أنه الفشل في اكتساب الوزن المناسب، وفشل النمو الخطي (اكتساب الطول )، والفشل في تحقيق بعض أو كل مراحل النمو والتطور الذهني والعضلي

في متلازمة حرمان الأم يكون التفاعل والاتصال الجسدي الذي يُلاحظ عادةً بين الأم والرضيع غائبًا أو مشوهًا

تتضمن العوامل التي قد تسهم في الإصابة بمتلازمة حرمان الأمهات ما يلي :

  • صغر سن الوالدين (الآباء المراهقين )
  • الحمل غير المخطط له أو غير المرغوب فيه
  • وفاة الأم
  • تقدير جنس الطفل الخطأ!
  • انخفاض الوزن عند الولادة
  • وجود تشوهات خلقية
  • عدم إرضاع الأطفال من الثدي
  • الأطفال المصابين بأمراض مزمنة
  • الأطفال المصابون بالشلل الدماغي أو مشاكل عصبية اخري
  • مرض الأم قد يكون من مضاعفات ما بعد الولادة او اصابتها بمرض مزمن أو المرض العقلي للأم، بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة
  • غياب الأب أو مجموعة الدعم مثل العائلة والأصدقاء، إلخ ؛
  • انخفاض مستوى تعليم الأم
  • انخفاض مستوي الحالة الاجتماعية والاقتصادية
  • انخفاض مستويات التعليم (خاصة الفشل في إكمال المدرسة الثانوية)

*يمكن أيضا أن يحدث الحرمان عندما - يعيش الطفل في بيئة مؤسسية حيث لا توجد لديه أم بديلة رئيسية ولا يوجد تفاعل كاف مع شخصية الأم - يعيش مع والدته أو أم بديلة دائمة، حيث لا يتلقى رعاية كافية ولذلك فإن الطفل يصبح غير قادر على التفاعل مع شخصية الأم على الرغم من حقيقة أنها احيانا تكون موجودة ومستعدة لتقديم الرعاية الكافية - هذا العجز بسبب انقطاع العلاقات المتكرر مع الام بسبب انشغال الام الدائم او عدم تواجدها باستمرار في حياة الطفل وعدم اتصالها معه بدنيا وروحيا

تؤدي العوامل السابقة الي مرور الطفل بعدة مراحل :

# مرحلة الاستجابة للانفصال عن الام او الحرمان الحرمان وتشمل الاحتجاج، البكاء والضيق الحاد عند فقدان الأم وبذل الجهود لاستبدالها بجهود محدودة وهي قدرات الطفل

# مرحلة اليأس وهو حدوث الشعور بالعجز والانسحاب وتناقص الجهود لاستعادة الأم

# مرحلة الانفصال و هنا "يستقر" الطفل ويقبل الرعاية من أي شخصية بديلة متاحة

* يلزم لحدوث متلازمة الحرمان من الام وجود قدر معين من النضج والوعي الدماغي للطفل كي يستطيع التأثر بغياب الأم وبالتالي لا تظهر المتلازمة في

  • الأطفال الخدج
  • المولود لأول أسبوعين
  • الطفل المتخلف بشدة

مضاعفات متلازمة الحرمان من الأم:

  • الهجر والميل للانطواء والانعزال عن المحيطين
  • تأخر النمو
  • سوء التغذية الحاد
  • التأخر العقلي والنفسي
  • سوء المعاملة للمحيطين والعدوانية
  • الاضطرابات العصبية
  • الاكتئاب
  • الانحراف السلوكي

علامات تظهر على هيئة الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي من الام

  • هيئة عشوائية غير منظمة
  • ملابس غير نظيفة
  • عدم وجود الطعام الكافي والشعور بالجوع

_ يظهر الفشل في النمو عند الرضع والأطفال الصغار على شكل مجموعة من العلامات والأعراض والسلوكيات الجسدية، والتي ترتبط عادةً بفقدان الأم أو غيابها أو إهمالها، وتتسم بعدم الاستجابة للبيئة والميل للعزلة
الأعراض تشمل ايضا النمو الخطي المتناقص أو الغائب ("السقوط" على مخطط النمو)

التشخيص

* التقييم الدقيق من قبل الطبيب هو الخطوة الأولى. يمكن استخدام الفحص البدني والتاريخ الطبي والاختبارات المعملية البسيطة لاستبعاد الأمراض الطبية الرئيسية كسبب.

* سيقوم الطبيب بفحص مخطط نمو المريض جيدا.
يلاحظ قلة الوزن أقل من النسبة المئوية الخامسة، أو مع ملاحظة معدل غير كافٍ لزيادة الوزن والتطور العقلي والجسدي

* يجب على الطبيب إشراك أفراد الأسرة و حتي مؤسسات الخدمة الاجتماعية لمساعدة الأم.

* يجب زيادة تغذية الطفل تدريجياً إلى 150 سعرة حرارية / كجم / يوم.

* إذا كان الطبيب قلقًا بشأن سلامة الطفل أو لم ينجح العلاج، فقد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى.

خطة العلاج

يعد علاج الفشل في النمو مهمة رئيسية تتطلب مساهمة فريق متعدد التخصصات بما في ذلك الأطباء وخبراء التغذية والأخصائيين الاجتماعيين والمتخصصين في السلوك والممرضات الزائرين.
تتوفر العديد من البرامج للآباء الصغار، والآباء غير المتزوجين، والآباء الذين يعانون من مشاكل أخرى.
يجب أن تتم الإحالات في أقرب وقت ممكن إلى البرامج المناسبة.
مساعدة أفراد الأسرة الممتدة على إدراك وجود مشكلة وتجنيد مساعدتهم سيوفر دعمًا متزايدًا للأم والرضيع.

تعتمد فعالية العلاج على

  • عمر الطفل
  • الأعراض السريرية
  • شدة المشكلة
  • نوع ومدة الحرمان
  • مدى كفاية التدابير العلاجية المتاحة

توقعات تحسن الحالات

- مع الاهتمام والرعاية الكافيين، من المتوقع الشفاء التام ومع ذلك، فإن الإهمال الشديد بما يكفي للتسبب في فشل النمو يمكن أن يؤدي لوفاة الاطفال إذا استمر عدم النمو والتطور في الوزن واكتساب المناعة.

- يجب توجيه الاباء للاتصال بمقدمي الرعاية الصحية إذا كان الطفل لا يبدو أنه ينمو أو يتطور بشكل طبيعي، وأن يوجهو ايضا لطلب النصيحة من مقدمي الخدمة إذا كانو لا يستطيعون معرفة كيفة الاعتناء بطفلهم بشكل صحيح، أو إذا كانت الام مصابة بالاكتئاب أو الحزن أو مشاكل أخرى خشية ان يؤذي اطفالها بسب عدم قدرتها علي الاعتناء الكافي بهم.

- قد يؤدي اصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة والأمراض العقلية الأخرى إلى شعور الاهل باليأس وعدم القدرة على رعاية أطفالهم بشكل صحيح، ولكن هناك موارد ومساعدة متاحة - فلا عيب في طلب المساعدة.

الوقاية

  • يجب بذل محاولة لمنع الانفصال للحفاظ على المنزل والقدرة علي تربية الابناء في جو يسوده الهدوء والسلام النفسي والكفاية العاطفية
  • منع نتائج الانفصال الذي لا مفر منه من خلال دور رعاية جيدة التخطيط
  • إضفاء الطابع الإنساني على مؤسسات الرعاية الصحية ودور الايتام
  • تنظيم الأسرة لتجنب حدوث الحمل الغير مخطط له او غير المرغوب فيه
  • التعليم جزء مهم لحياة الانسان عامة فهو يطور من تفاعل الابوين ومعرفتهم من كيفية الاعتناء بأطفالهم وتوفير التواصل المادي والمعنوي لهم
  • يتم تصميم برامج التدخل المبكر خصيصًا لتجميع الموارد اللازمة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فشل في النمو بأن تساعد الاباء لتثقيفهم واعطائهم معلومات عن كيفية العناية بالأطفال وتقديم الرعاية المادية والمعنوية لهم
المصادر