زائر
الإنسان جسد وروح، فكما للجسد وعكاته للروح وعكاتها. والطب النفسي لا يقل أهمية عن الطب العضوي، ولكنه ما زال في صراع مع قلة الوعي والتقدير في المجتمع. صحيح أن صورة الطبيب النفسي أفضل مما كانت عليه من قبل، ولكن العقبات لا تزال موجودة بطريق الفرد الذي يحتاج إليه. سواء كانت عقباته الشخصية، أو عقبات فرضها عليه المجتمع.
فما هذه العقبات؟ وما حقيقة المخاوف التي تراود الناس حول الطب النفسي والطبيب النفسي والأدوية النفسية؟ وهل لعب الإعلام العربي دوراً في الإساءة إلى صورة الطبيب النفسي؟
تقول الأخت فايزة ر. لا أرى أي مشكلة في زيارة الطبيب النفسي، وعندي ثقة كبيرة به قد تزيد على ثقتي بالأطباء العضويين، ولن أتردد أو أخجل من ذلك، وأمي تردد دائماً (مثل ما الجسد يتعب النفس تتعب). وعن دور الأفلام في تشويه صورة الطبيب النفسي تقول لقد لعبت الأفلام والمسلسلات دورا كبيرا في ذلك وجعلت من الطبيب النفسي مسخرة. لكن إيمان المالكي لها رأي آخر إذ تقول بصراحة: نعم سأتحرج من مراجعة الطبيب النفسي ولو احتجت إليه فساجد صعوبة في مفتاحه أهلي بذلك وسأتسبب لهم بالشعور بالذنب تجاهي، ولكن هذا لا يعني عدم اقتناعي بالطبيب النفسي فتخصصه رائع ويخدم المجتمع بشكل كبير وفعال، كما أن طريقة الطبيب النفسي في الحوار والتعامل مختلفة ومتميزة، ولكن الناس لا يقدرونه حق التقدير ويفسرون هدوءه وسكينته في التعامل بأنه معقد وهذا كله يعود إلى قلة الوعي، وعن دور وسائل الإعلام خصوصا الأفلام والمسلسلات في تشويه فكرة الناس عن الطب النفسي ترى إيمان بان المسلسلات الحالية اختلفت وأصبحت تقدم الطبيب النفسي في إطار ايجابي ومحترم وهو الأقرب للواقع، أما الأدوية النفسية فليس لدى فكرة عن حقيقة الإدمان عليها ولكن ثقتي بالطبيب تجعلني أثق بالدواء الذي يصرفه لي.
السرية التامة هي الشرط:
وتشترط د.ع.أ. السرية التامة في التعامل مع الأطباء النفسيين وعدم معرفة أحد بأنها تراجع الطبيب النفسي والسبب وراء ذلك المجتمع الذي تقول إنه سينظر لها وكأنها غير طبيعية أو مجنونة أما عن تأثير الأفلام والمسلسلات فهي لم تسئ للطبيب بقدر ما أساءت للشخص الذي يراجع الطبيب النفسي وصورته بالمعتوه أو المجرم.
وتؤيد سارة الفايز مبدأ السرية وتضيف قائلة: ومراجعة الطبيب النفسي بالنسبة لي أمر عادي لا أعلنه لأنه من خصوصياتي ولا أتحرج منه عند أهلي، كما أعتقد أن الطبيب النفسي قد يتأثر بمجال عمله على مر الزمن وتتغير نفسيته للأسوأ ويصبح معقداً ولكن هذا الأمر لا يعتبر عقبة لأن من يريد زيارة طبيب سيسأل عنه أولا، أما الأدوية النفسية فلا أعتقد أنها تسبب الإدمان إذا استخدمت ضمن توصية الطبيب مقداراً ومدة، والأمراض النفسية موجودة ولا يستطيع أحد إنكار ذلك ولكن هناك أمور لا أعتبرها أمراضاً، بل جزء من شخصية الإنسان مثل العصبية والبكاء الكثير والارتباك.
وترى مي الزامل أن نظرة المجتمع الخاطئة للطبيب النفسي لن تمنعها من مراجعة الطبيب النفسي عند الحاجة ولكن ستجعلها تخفي هذا الأمر عن الآخرين لأنهم على غير الوعي الكافي لتقبله، أما الأهل فهم متفتحون جداً تجاه هذا الأمر ولا توجد مشكلة معهم. ولا أرى أن الطبيب النفسي معقداً أبداً، بل هو إنسان متفهم وحواره مريح يجعل الشخص يتلكم بدون قيود، ولكن أعتقد أن بعضهم من شدة التعمق في الدراسات النفسية وممارستها ممكن أن ينعكس ذلك على شخصيته سلباً.
وشهد شاهد من أهلهم:
أما سارة العميقان وهي طالبة تخصص علم نفس فتقول: ليس لدي مشكلة في مراجعة الطبيب النفسي ولكنها مشكلة عند أهلي وفضيحة عند الناس، وعن الطبيب النفسي تقول انه ممكن أن يتأثر بقراءاته عن الأمراض النفسية على مر الزمن، وعن الأفلام والمسلسلات فقد أثرت على صورة الطبيب النفسي كثيرا وصورته بأنه مجنون وموسوس، والأدوية النفسية أخاف منها مجنون وموسوس، والأدوية ولو احتجت مراجعة الطبيب النفسي فلن أتناول الأدوية التي يصفها لي أبدا.
وتؤكد الهنوف الخزيم أنها لا تجد مشكلة في مراجعة الطبيب النفسي مع الأهل أو مع المجتمع، فإحدى معارفها تتعالج عند الطبيب النفسي والناس من حولها متقبلون للمسألة تماماً، أما الأدوية النفسية فهي غير مقتنعة بها أبداً فالعقاقير للجسد وليست للروح. أما الأفلام فهي شوهت صورة الطبيب والمراجع أيضا.
والوضع مختلف بالنسبة للجازي العبدالكريم التي تقول: شقيقتي أخصائية نفسية، وكان لذلك دور في رفع مستوى الوعي لأسرتنا حول الطب النفسي، وبالنسبة لأهلي لن يمانعوا ولكن سيسالون ويناقشوني عن أسباب طلبي للمراجعة النفسية، لأنها قد تكون أوهاما، والمسلسلات والأفلام فيها تعد على الطبيب النفسي ولكنها لا تؤثر، ولدي تخوف بسيط من الأدوية النفسية ولكنها تعتمد أولا وأخيراً على الطبيب. وتتفق معها حول الأدوية م.ر قائلة: أنا ضد الأدوية أساساً ولا أتناول حتى المسكنات، من الممكن أن أراجع الطبيب النفسي وأستفيد من خلال الجلسات فقط دون اللجوء للأدوية. فأنا ضد الأدوية بكافة أنواعها.
الشباب أكثر جرأة:
أما بين الشباب فإن عقبة الأهل ليست موجودة عند الشباب فلديهم مساحة من الحرية أكبر بكثير من الفتاة بطبيعة الحال تخوله من زيارة الطبيب النفسي دون إخبار الأهل.
يقول وليد الشهري أنا لا احتاج أساساً إلى مراجعة الطبيب النفسي فلدي القدرة على السيطرة على النفسي ومعرفة مخاوفي ومشاكلي والتعامل معها بالعقل، وهذه نعمة أحمد الله عليها، ولكني أرى أن الأشخاص المحتاجين للطبيب النفسي هم المصابون بأمراض نفسية حقيقية مثل الفصام وغيرها من الأمراض التي لا تحضرني أسماؤها أما الذي بعاني من القلق أو الأرق أو الخوف والارتباك فإني أرى من السخافة أن يعتبر نفسه مريضا ويفكر في الذهاب للطبيب، أما الأفلام فقد شوهت صورة الجلسات النفسية خصوصاً إذا كانت المريضة امرأة، وصورت الأمر بالمسخرة غير المقبولة، أما الأدوية النفسية فأعتقد أنها لا تسبب الإدمان في تركيبتها ولكن الإدمان عليها قد يكون نفسياً.
ويوافقه الرأي عبدالرحمن الذي يرى أن نصف المرضى النفسيين داؤهم هو الوهم، فيما عدا الأمراض النفسية المعقدة التي تستلزم معالجة وهي واضحة أما الإعلام والأدوية فليس لدي فكرة عن أثرهما على عزوف الناس عن المراجعة النفسية وهذا يعكس قلة الوعي حول هذه الأمور.
ويقول محمد النقاش أتمنى زيارة الطبيب النفسي ولو لمرة واحدة لأن عندي بعض العوارض مثل القلق والاكتئاب ولكني لم أفعل بسبب أني أجد صعوبة في التحدث عن نفسي أمام شخص غريب وخوفي من أن أسحب في دائرة الإدمان على الأدوية النفسية وخصوصاً المنومة لأني أجد صعوبة كبيرة في النوم. ومحمد الحجلي أفادنا بأنه لو طلب احد أبناؤه مراجعة طبيب الأسنان فلن يهتم أما إذا طلب مراجعة الطبيب النفسي فهي مصيبة مخيفة بالنسبة له فلديه تصور قوي بأن الأمراض النفسية لا شفاء منها وسيظل المريض يحتاج لمراجعة الطبيب مدى حياته، ولا شك أن الإعلام مقصر كثيراً في التوعية عن الطب النفسي والأمراض النفسية وأقصد بذلك البرامج أما الأفلام فهي غير مؤثرة كما أعتقد.
ورأي للمختصين:
وبعرضنا الآراء السابقة على الأخصائية النفسية سميرة تركستاني علقت عليها قائلة: لا شك أن زيارة الطبيب النفسي لا يزال يكتنفها العديد من المخاوف والعقبات، ولكن هذه العقبات أخف كثيراً من ذي قبل ولعلنا بذلك نتجه نحو الصورة السليمة للطبيب النفسي، فالناظر إلى العيادات النفسية المزدحمة بالمرضى والمراجعين وإلى المجتمع الذي يعج بمستحقي الرعاية النفسية يجد أننا قطعنا نصف الطريق نحو الوعي الكامل بالقضايا النفسية.
ويمكن تلخيص الأسباب في عزوف البعض عن مراجعة الطبيب النفسي فيما يلي:
- لدى بعض الناس خوف وصعوبة من التحدث أمام الطبيب والمصارحة المطلقة حتى مع نفسه.
- بعض الناس لا يدرك أن ما يمر به حالة مرضية لها علاجها ويعتقد أن هذه شخصيته.
- بعضهم يلجا لتجاهل الأعراض والهروب من مواجهتها ظناً منه أن مراجعة الطبيب سيزيد من المشكلة ولن يحلها وهذا خطأ كبير.
- هناك تصور كبير عند بعضهم أن زيارته للطبيب النفسي لن تخلو من تناول الأدوية النفسية التي يخشاها الكثير ظناً منهم أنها مدمنة أو عدم قناعتهم أساساً بها، وذلك من منطلق أن العقاقير تداوي الأعضاء المحسوسة وليس النفس غير المحسوسة وهذا غير صحيح.
- قصور الإعلام العربي بكافة أشكاله عن مناقشة القضايا النفسية وطرحها بالصورة السليمة وتقديم الطب النفسي في الإطار الايجابي كما هو عليه فعلاً.
- قصور التوعية الكافية حول العوارض النفسية وطرق معالجتها خصوصاً مع الأهل فتوعية قطبي الأسرة (الأم – الأب) كفيلة بتوعية الأسرة، وتوعية الأسرة كفيلة بتوعية المجتمع بأسره.
نقلا عن مجلة اليمامة-العدد 1886 - السبت 15 ذو القعدة 1426 هـ
in14;أخوكم: mahthaiin14;
فما هذه العقبات؟ وما حقيقة المخاوف التي تراود الناس حول الطب النفسي والطبيب النفسي والأدوية النفسية؟ وهل لعب الإعلام العربي دوراً في الإساءة إلى صورة الطبيب النفسي؟
تقول الأخت فايزة ر. لا أرى أي مشكلة في زيارة الطبيب النفسي، وعندي ثقة كبيرة به قد تزيد على ثقتي بالأطباء العضويين، ولن أتردد أو أخجل من ذلك، وأمي تردد دائماً (مثل ما الجسد يتعب النفس تتعب). وعن دور الأفلام في تشويه صورة الطبيب النفسي تقول لقد لعبت الأفلام والمسلسلات دورا كبيرا في ذلك وجعلت من الطبيب النفسي مسخرة. لكن إيمان المالكي لها رأي آخر إذ تقول بصراحة: نعم سأتحرج من مراجعة الطبيب النفسي ولو احتجت إليه فساجد صعوبة في مفتاحه أهلي بذلك وسأتسبب لهم بالشعور بالذنب تجاهي، ولكن هذا لا يعني عدم اقتناعي بالطبيب النفسي فتخصصه رائع ويخدم المجتمع بشكل كبير وفعال، كما أن طريقة الطبيب النفسي في الحوار والتعامل مختلفة ومتميزة، ولكن الناس لا يقدرونه حق التقدير ويفسرون هدوءه وسكينته في التعامل بأنه معقد وهذا كله يعود إلى قلة الوعي، وعن دور وسائل الإعلام خصوصا الأفلام والمسلسلات في تشويه فكرة الناس عن الطب النفسي ترى إيمان بان المسلسلات الحالية اختلفت وأصبحت تقدم الطبيب النفسي في إطار ايجابي ومحترم وهو الأقرب للواقع، أما الأدوية النفسية فليس لدى فكرة عن حقيقة الإدمان عليها ولكن ثقتي بالطبيب تجعلني أثق بالدواء الذي يصرفه لي.
السرية التامة هي الشرط:
وتشترط د.ع.أ. السرية التامة في التعامل مع الأطباء النفسيين وعدم معرفة أحد بأنها تراجع الطبيب النفسي والسبب وراء ذلك المجتمع الذي تقول إنه سينظر لها وكأنها غير طبيعية أو مجنونة أما عن تأثير الأفلام والمسلسلات فهي لم تسئ للطبيب بقدر ما أساءت للشخص الذي يراجع الطبيب النفسي وصورته بالمعتوه أو المجرم.
وتؤيد سارة الفايز مبدأ السرية وتضيف قائلة: ومراجعة الطبيب النفسي بالنسبة لي أمر عادي لا أعلنه لأنه من خصوصياتي ولا أتحرج منه عند أهلي، كما أعتقد أن الطبيب النفسي قد يتأثر بمجال عمله على مر الزمن وتتغير نفسيته للأسوأ ويصبح معقداً ولكن هذا الأمر لا يعتبر عقبة لأن من يريد زيارة طبيب سيسأل عنه أولا، أما الأدوية النفسية فلا أعتقد أنها تسبب الإدمان إذا استخدمت ضمن توصية الطبيب مقداراً ومدة، والأمراض النفسية موجودة ولا يستطيع أحد إنكار ذلك ولكن هناك أمور لا أعتبرها أمراضاً، بل جزء من شخصية الإنسان مثل العصبية والبكاء الكثير والارتباك.
وترى مي الزامل أن نظرة المجتمع الخاطئة للطبيب النفسي لن تمنعها من مراجعة الطبيب النفسي عند الحاجة ولكن ستجعلها تخفي هذا الأمر عن الآخرين لأنهم على غير الوعي الكافي لتقبله، أما الأهل فهم متفتحون جداً تجاه هذا الأمر ولا توجد مشكلة معهم. ولا أرى أن الطبيب النفسي معقداً أبداً، بل هو إنسان متفهم وحواره مريح يجعل الشخص يتلكم بدون قيود، ولكن أعتقد أن بعضهم من شدة التعمق في الدراسات النفسية وممارستها ممكن أن ينعكس ذلك على شخصيته سلباً.
وشهد شاهد من أهلهم:
أما سارة العميقان وهي طالبة تخصص علم نفس فتقول: ليس لدي مشكلة في مراجعة الطبيب النفسي ولكنها مشكلة عند أهلي وفضيحة عند الناس، وعن الطبيب النفسي تقول انه ممكن أن يتأثر بقراءاته عن الأمراض النفسية على مر الزمن، وعن الأفلام والمسلسلات فقد أثرت على صورة الطبيب النفسي كثيرا وصورته بأنه مجنون وموسوس، والأدوية النفسية أخاف منها مجنون وموسوس، والأدوية ولو احتجت مراجعة الطبيب النفسي فلن أتناول الأدوية التي يصفها لي أبدا.
وتؤكد الهنوف الخزيم أنها لا تجد مشكلة في مراجعة الطبيب النفسي مع الأهل أو مع المجتمع، فإحدى معارفها تتعالج عند الطبيب النفسي والناس من حولها متقبلون للمسألة تماماً، أما الأدوية النفسية فهي غير مقتنعة بها أبداً فالعقاقير للجسد وليست للروح. أما الأفلام فهي شوهت صورة الطبيب والمراجع أيضا.
والوضع مختلف بالنسبة للجازي العبدالكريم التي تقول: شقيقتي أخصائية نفسية، وكان لذلك دور في رفع مستوى الوعي لأسرتنا حول الطب النفسي، وبالنسبة لأهلي لن يمانعوا ولكن سيسالون ويناقشوني عن أسباب طلبي للمراجعة النفسية، لأنها قد تكون أوهاما، والمسلسلات والأفلام فيها تعد على الطبيب النفسي ولكنها لا تؤثر، ولدي تخوف بسيط من الأدوية النفسية ولكنها تعتمد أولا وأخيراً على الطبيب. وتتفق معها حول الأدوية م.ر قائلة: أنا ضد الأدوية أساساً ولا أتناول حتى المسكنات، من الممكن أن أراجع الطبيب النفسي وأستفيد من خلال الجلسات فقط دون اللجوء للأدوية. فأنا ضد الأدوية بكافة أنواعها.
الشباب أكثر جرأة:
أما بين الشباب فإن عقبة الأهل ليست موجودة عند الشباب فلديهم مساحة من الحرية أكبر بكثير من الفتاة بطبيعة الحال تخوله من زيارة الطبيب النفسي دون إخبار الأهل.
يقول وليد الشهري أنا لا احتاج أساساً إلى مراجعة الطبيب النفسي فلدي القدرة على السيطرة على النفسي ومعرفة مخاوفي ومشاكلي والتعامل معها بالعقل، وهذه نعمة أحمد الله عليها، ولكني أرى أن الأشخاص المحتاجين للطبيب النفسي هم المصابون بأمراض نفسية حقيقية مثل الفصام وغيرها من الأمراض التي لا تحضرني أسماؤها أما الذي بعاني من القلق أو الأرق أو الخوف والارتباك فإني أرى من السخافة أن يعتبر نفسه مريضا ويفكر في الذهاب للطبيب، أما الأفلام فقد شوهت صورة الجلسات النفسية خصوصاً إذا كانت المريضة امرأة، وصورت الأمر بالمسخرة غير المقبولة، أما الأدوية النفسية فأعتقد أنها لا تسبب الإدمان في تركيبتها ولكن الإدمان عليها قد يكون نفسياً.
ويوافقه الرأي عبدالرحمن الذي يرى أن نصف المرضى النفسيين داؤهم هو الوهم، فيما عدا الأمراض النفسية المعقدة التي تستلزم معالجة وهي واضحة أما الإعلام والأدوية فليس لدي فكرة عن أثرهما على عزوف الناس عن المراجعة النفسية وهذا يعكس قلة الوعي حول هذه الأمور.
ويقول محمد النقاش أتمنى زيارة الطبيب النفسي ولو لمرة واحدة لأن عندي بعض العوارض مثل القلق والاكتئاب ولكني لم أفعل بسبب أني أجد صعوبة في التحدث عن نفسي أمام شخص غريب وخوفي من أن أسحب في دائرة الإدمان على الأدوية النفسية وخصوصاً المنومة لأني أجد صعوبة كبيرة في النوم. ومحمد الحجلي أفادنا بأنه لو طلب احد أبناؤه مراجعة طبيب الأسنان فلن يهتم أما إذا طلب مراجعة الطبيب النفسي فهي مصيبة مخيفة بالنسبة له فلديه تصور قوي بأن الأمراض النفسية لا شفاء منها وسيظل المريض يحتاج لمراجعة الطبيب مدى حياته، ولا شك أن الإعلام مقصر كثيراً في التوعية عن الطب النفسي والأمراض النفسية وأقصد بذلك البرامج أما الأفلام فهي غير مؤثرة كما أعتقد.
ورأي للمختصين:
وبعرضنا الآراء السابقة على الأخصائية النفسية سميرة تركستاني علقت عليها قائلة: لا شك أن زيارة الطبيب النفسي لا يزال يكتنفها العديد من المخاوف والعقبات، ولكن هذه العقبات أخف كثيراً من ذي قبل ولعلنا بذلك نتجه نحو الصورة السليمة للطبيب النفسي، فالناظر إلى العيادات النفسية المزدحمة بالمرضى والمراجعين وإلى المجتمع الذي يعج بمستحقي الرعاية النفسية يجد أننا قطعنا نصف الطريق نحو الوعي الكامل بالقضايا النفسية.
ويمكن تلخيص الأسباب في عزوف البعض عن مراجعة الطبيب النفسي فيما يلي:
- لدى بعض الناس خوف وصعوبة من التحدث أمام الطبيب والمصارحة المطلقة حتى مع نفسه.
- بعض الناس لا يدرك أن ما يمر به حالة مرضية لها علاجها ويعتقد أن هذه شخصيته.
- بعضهم يلجا لتجاهل الأعراض والهروب من مواجهتها ظناً منه أن مراجعة الطبيب سيزيد من المشكلة ولن يحلها وهذا خطأ كبير.
- هناك تصور كبير عند بعضهم أن زيارته للطبيب النفسي لن تخلو من تناول الأدوية النفسية التي يخشاها الكثير ظناً منهم أنها مدمنة أو عدم قناعتهم أساساً بها، وذلك من منطلق أن العقاقير تداوي الأعضاء المحسوسة وليس النفس غير المحسوسة وهذا غير صحيح.
- قصور الإعلام العربي بكافة أشكاله عن مناقشة القضايا النفسية وطرحها بالصورة السليمة وتقديم الطب النفسي في الإطار الايجابي كما هو عليه فعلاً.
- قصور التوعية الكافية حول العوارض النفسية وطرق معالجتها خصوصاً مع الأهل فتوعية قطبي الأسرة (الأم – الأب) كفيلة بتوعية الأسرة، وتوعية الأسرة كفيلة بتوعية المجتمع بأسره.
نقلا عن مجلة اليمامة-العدد 1886 - السبت 15 ذو القعدة 1426 هـ
in14;أخوكم: mahthaiin14;