مراحل تطور الجنين

زائر
مراحل تطور الجنين
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم انشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين(14) ثم انكم بعد ذلك لميتون} (المؤمنون 12- 15).
إن خلق الإنسان ونموه من اعظم معجزات وقدرات الله سبحانه وتعالى حيث يمر بمراحل معقدة ودقيقة جداً فتبارك الله احسن الخالقين.
يحتاج حدوث الحمل الى بويضة ناضجة سليمة من الأم وحيوان منوي سليم من الأب حيث يحدث التلقيح داخل قناة فالوب.
حيث يحتوي الحيوان المنوي الناضج على نصف العدد المقرر من الصبغيات (الكروموسومات) في الشفرة الوراثية حيث إن عددها في الانسان الطبيعي هو 46ولذلك يكون عدد الكروموسومات في الحيوان المنوي الناضج هو 23كروموسوماً وكذلك نفس العدد بالنسبة للبويضة الناضجة واحد فقط من هذا العدد مخصص لجنس المولود. يوجد نوعان من الحيامن الناضجة قسم منها يحمل كروموسوما انثوياً يرمز له بحرف (x) والقسم الآخر يحمل كروموسوما ذكريا يرمز له بالحرف (y) وتحمل البويضات الناضجة نوعاً واحداً من الكروموسوم الجنسي هو (x). ان (x) اكبر حجما ووزنا من (y) ونسبة تواجد هذين النوعين في السائل المنوي مستوية تقريباً.
إن جنس الجنين يتقرر لحظة التحام الحيوان المنوي بالبويضة الناضجة. ان الرجل وحده هو المسؤول عن جنس الجنين ولا دخل للمرأة باي شكل من الأشكال في تحديد نوعية جنس الجنين.. يحدث الاخصاب داخل قناة فالوب ومن ثم تنتقل البويضة الملقحة الى الرحم حيث تنغرس داخل بطانة الرحم وتبلغ مدة الحمل من تاريخ أول يوم لآخر دورة شهرية اربعين اسبوعاً ويصبح الجنين مكتمل النمو بنهاية الاسبوع 37وقد تمتد فترة الحمل الى 42اسبوعاً.
تتميز مرحلة نمو الجنين بالسرعة والتحولات الجذرية حيث تتضاعف البويضة المخصية لتصل الى حوالي 200مليون خلية ويتضاعف وزنها الى بليون ضعف وتتحول الى نظام حيوي معقد.
وتنقسم مراحل النمو الى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الخلوية الجرثومية (النطفة).
2- المرحلة الأمبريونية.
3- المرحلة الجنينية.
المرحلة الخلوية (الجرثومية)
أو النطفة
بعد حوالي 30ساعة من الاخصاب يحدث انقسام الخلية الأولى لينتج عنه خليتان وبعد 30ساعة أخرى تنقسم الخليتان الى اربع تكون مشابهة في تركيبها كل منها يحتوي على 23زوجاً من الصبغيات (الكروموسومات) ولكنها ليست متطابقة نظرا لعدم تماثل مادة السيتوبلازم المحيطة بنواة كل خلية ويستمر انقسام الخلايا ليصل عددها الى مائة خلية في نهاية الأسبوع الاول حيث تتجمع مع بعضها في نهاية الاسبوع كتلة كروية تسمى بلاست سيست وتبدأ هذه الخلايا بالتمايز لتأخذ اشكالاً ووظائف خاصة. تشكل مجموعة من هذه الخلايا الجزء الداخلي الذي يتطور منه الجنين فيما بعد بينما المجموعة الأخرى تشكل جهاز الحماية والغذاء وهي المشيمة التي توفر كل ما يلزم للمضغة لاستمرار الحياة. تنغرس العلقة في جدار الرحم بعد حوالي ستة أيام من الاخصاب وتتجه لاستثارة الافرازات الهرمونية يصبح الجزء الخارجي لجهاز المشيمة قادراً على امتصاص الدم والمواد الغذائية وتحريرها الى العلقة، تتعلق العلقة بشكل أقوى بجدار الرحم وتصبح عملية التغذية والتنفس أفضل بالنسبة للمضغة.
المرحلة الأمبريونية أو الجنينية
غير المتميزة
تمتد هذه المرحلة من اسبوعين الى ثمانية اسابيع بعد الاخصاب، يتسارع التمايز بين الخلايا حيث يبدأ تكوين الاعضاء الحيوية وكذلك اجزاء الجسم الرئيسية. تواجه عملية الانغراس في جدار الرحم بعض المخاطر حيث تنجح معظم خلايا العلقة في الانغراس اما الخلايا التي تفشل في الانغراس فيحتمل ان تكون قاصرة او تحاول الانغراس في مكان خاطئ.
المرحلة الثالثة مرحلة
الجنين المتميزة
تتحول في هذه المرحلة المضغة الى جنين وتبدأ من الاسبوع التاسع وحتى اكتمال نمو الجنين بنهاية الاسبوع السابع والثلاثين وتتميز هذه المرحلة عن سابقتها بعدة اوجه حيث تتكون معظم اجزاء الجسم في المرحلة، اما في هذه المرحلة فتتنامى هذه الاعضاء بسرعة كبيرة ويتكامل بناؤها حيث تصل سرعة النمو الطولي اقصى مدى لها.
يتكامل نمو الجنين وفق جدول وتسلسل معروف، ففي بداية الشهر السابع تبدأ حركات اطراف الجنين ويفتح فمه ويغلقه ويحرك رأسه وتتضح معالم الوجه مثل مقدمة الرأس، الجفون، الانف والشفة السفلى وفي نهاية الشهر الرابع ينمو الجزء الأسفل من الجسم ويستطيع الجنين تحريك الذراع او الساق بقوة حيث تشعر الأم بهذه الحركات بشكل واضح.
يظهر جلد الجنين في الشهر الخامس بالاضافة الى اصابع اليدين والرجلين ويصبح اكثر نشاطا وحيوية ويختار اوضاعا مفضلة داخل الرحم وفي نهاية الشهر السادس يتكامل بناء العيون والجفون وتظهر طبقة خفيفة من الشعر على الرأس كما تلاحظ حركات التنفس غير المتنظمة، تتكامل اجهزة الجنين وظيفياً في نهاية الشهر السابع بشكل يستطيع معه الحياة لو حدثت ولادة مبكرة بالرغم من كونه حساساً جدا للامراض المعدية مما يتطلب عناية مركزة في حاضنة خاصة خلال الشهرين الثامن والتاسع حيث يتطور الجلد وتتضح وظائف العديد من الاجهزة كالرئتين والكلى والجهاز المناعي.
حياة الجنين
داخل الرحم
يعتمد الجنين كلياً في نموه وبقائه حياً داخل الرحم على دم الأم عن طريق المشيمة وهذه الحياة أشبه ما تكون بالحياة الطفيلية ولذلك فإن جهازه الهضمي والتنفسي عاطلان عن العمل.
تكون رئة الجنين خالية من الهواء ولذلك فهي غير منتفخة وبالرغم من عدم وجود دورة دموية صغرى أي دورة دموية في الرئتين إلا أن الأوعية الدموية اللازمة موجودة. في دورة الجنين الدموية يذهب الدم القادم من الجسم إلى الأدين الأيمن وبعد ذلك يدخل الأدين الأيسر ويذهب الدم إلى الدورة الدموية الكبرى. تنسد الفتحة بين الأدينين بعد الولادة مباشرة وفي بعض الحالات القليلة تبقى هذه الفتحة وتعرف بوجود ثقب في القلب وقد تحتاج إلى تدخل جراحي.
وفضلاً عن كون حياته طفيلية في داخل الرحم فإنها بحرية أيضاً حيث يكون مغموراً بالسائل الامنسيوسي ويبتلع الجنين منه كمية قد تصل إلى ثلاث لترات، يغطي جسم الجنين بمادة شحمية تحميه من التأثير المستمر لسائل الامنيون على جلده.
يسمى غائط الجنين العق حيث يبدأ بالتكوين من الشهر السادس وهو عبارة عن مادة كثيفة لونها أصفر بسبب وجود المادة الصفراء التي تفرز من كبد الجنين. يتكون العق من بعض المواد المكونة لسائل الأمنيون الذي ابتلعه بما في ذلك خلايا الجلد والشعر.
تبدأ الكليتان بوظائفهما الطبيعية ويبدأ افراز البول بين الشهر السادس والسابع، ومن الطبيعي أن ينسكب البول في سائل الأمنيون ولا يوجد خطر على الجنين من ذلك لأن السائل الأمنيون في تبدل مستمر.
لا ينتج الجنين أي طاقة حرارية ولذلك فإن حرارة جسمه مكتسبة من حرارة جسم الأم ولذلك عندما تصاب الأم بحمى عالية كالاصابة بالانفلونزا فإن تلك الحرارة تنتقل إلى الجنين مباشرة وهو لا يستطيع تحمل الحرارة العالية مدة طويلة خلال الشهر السابع يبدأ الجنين بامتصاص أصابعه وقد تظهر آثار ذلك على أحد أصابع يده بعد الولادة.
يقوم الجنين بمحاولات تنفسية صدرية ولا يستطيع سائل الأمنيون دخول القصبة الهوائية لأن لسان المزمار مقفل، ينام الجنين ويصحو من نومه وأثناء نومه يتخذ أوضاعاً مختلفة.
يحصل أكبر معدل في زيادة وزن الجنين بعد الأسبوع 32من الحمل وعلى الأخص خلال الاربعة أسابيع الأخيرة ويتوقف نمو الجنين قبل أيام من ولادته وذلك لأن المشيمة تشيخ.
إن قدرة الله سبحانه وتعالى عظيمة وتمر مراحل نمو الجنين بمراحل دقيقة جداً يصعب على العقل البشري إدراكها. قد تحدث العيوب الخلقية نتيجة لحدوث اضطرابات في الصبغات الوراثية أو نتيجة التعرض لمؤثرات أثناء تكوين الجنين في المراحل الأولى كالتعرض لبعض الأمراض الفيروسية والجرثومية أو الإشعاع أو الأمراض المزمنة أو العقاقير الطبية الضارة في بداية الحمل.
 

زائر
موضوع قيم ..

بارك الله فيك
 

زائر
مـوضــوع قيم
شـــكرا لك
 

زائر
مراحل تكوبن الجنين بالصورة
 

زائر
سبحان الذي يرزق العباد من حيس لا يدرون ولا يعلمون انه يعلم ما تظهرون وما تخفون ويعلم