زائر
في الرابع عشر من آذار عام 1985 اتصلت امرأة بالشرطة، كانت تعيش فيهذا المنزل في جورجيا وتحدثت بصوت مرتعد.
رجل شرطة :
هاتفتني امرأة كانت تقول بأنهم سمعوا صراخ فتاة وكان عالياً، وكأنأحداً يحاول الاعتداء عليها أو ما شابه، كانت تصرخ بصوت لم يسمعوا بمثله حدته منقبل.
وفيما كانت الشرطة تهرع إلى المبنى سمعوا اتصالاً ثانياً ترافق هذهالمرة مع أنين ضحية على وشك الموت.
وعندما وصلت الشرطة كانت الضحية "بليندا وود" التي اتصلت وسُمع أنينهامنذ لحظات قد فارقت الحياة.
رجل شرطة :
دخلنا المطبخ أولاً حيث وجدنا جثة الآنسة وود كانت ممدة على ظهرهاوجهاز الهاتف على الأرض بقربها، كانت تسبح في بركة من الدماء، آنذاك لم نعرف عددالجروح التي أصيبت بها ولا ماهيتها.
وبدأ المحققون يجمعون الأدلة محاولين تصور من ارتكب هذه الجريمةالنكراء.
محقق :
ثم دخلنا غرفة النوم متتبعين آثار الأقدام، كان فراشها ملطخاً بالدماءأيضاً، كان واضحاً أن الهجوم الأول بدأ في غرفة نومها وبتدقيق النظر وجدنا سكين صيدقرب سريرها، كان ملوثاً بالدماء حتى منتصف النصل، وكانت هناك بصمات أصابع موجودةعلى مقبض الباب.
وفيما كانت الشرطة تتحرى وتدقق حصل شيء غير متوقع استرعىانتباههم.
محقق :
كنت في غرفة النوم عندما سمعت تعليقاً من أحد رجال الشرطة يقول إنهلاحظ إن البناية تتعرض لحريق، وأول شيء خطر في باله هو ماذا لدينا الآن، أيعقل أنيحرق أحد المبنى.
وخلال دقائق كان اللهب يأكل المبنى.
محقق :
وعندما خرجنا للشرفة رأينا النار تأتي من الشقق التي تقع تحتنا،وعندما وصلنا إلى الأرض كان المبنى كله قد اشتعل.
وإلى أن تمت السيطرة على الحريق كان المبنى قد دُمر والدلائل التيجُمعت قد أكلتها النيران، دُمرت البصمات الموجودة على السكين في غرفة النوم، وكل ماتبقى هو جسد بليندا المتفحم، الذي غطته أجزاء من السقف المنهار.
وبدت يداها تحاولان الوصول إلى الهاتف لتقوم بالاتصال، وفيما بعدأُخذت بقايا جثة بليندا إلى الطبيب الشرعي، الدكتور "جوزيف بورتون".
جوزيف بورتون :
وضعنا الجثة في كيس معقم وأتينا بها للتشريح في مارييتا وحواليالعاشرة والنصف من صباح الرابع عشر من آزار مارس، رأيت بليندا وود للمرة الأولى،وعندما شرحت الجثة عرفت أنها تعرضت لطعنة في الظهر تحت كتفها الأيمن بسكين طولها ستبوصات ولا يتعدى عرضها البوصة، وقد اخترقت السكين الظهر وخرجت من صدرها قرب الضلعالثاني وكسرته من الأمام.
لاحظ الدكتور بورتون أن أظافر يديها اليمنى أقصر من اليسرى ما يدل علىأنها تستعمل اليد اليمنى أكثر، هذا التفصيل الصغير سيكون له بالغ الأثر في مجرياتالتحقيق فيما بعد، لكن سؤالاً ظل من دون جواب، من قتل "بليندا" الأم البالغةالثلاثين من العمر التي لديها ولدان؟
بعد ظهر ذاك اليوم استطاع مفتشوا الحرائق تعيين المكان الذي سببالحريق وكان في شقة في الطابق الأول، بالقرب من دائرة حريق كبيرة في الفراش وجدواقارورة للمواد القابلة للاشتعال ملقاة على الأرض، ما يدل على أن هذه المادة أدت إلىاشتعال الحريق منذ البداية.
اعتقلت الشرطة الشاب "دونالد كاتشينز" الذي كان يستأجر الشقة، وهوتقني في مستشفى في السادسة والعشرين من العمر، وأُحضر إلى مكتب الشرطة واتهم بإشعالالمبنى.
محقق :
ما إن بدأ الحريق من وسط فراشه حتى بدأت ومعي باقي المحققين نتساءلترى هل كان الحريق قد افتعل لإخفاء دليل الجريمة.
أصبح "دونالد كاتشينز" المشتبه الأول في مقتل "بليندا وود".
جوزيف بورتون :
طلب مني المحققون والمدعي العام إلقاء نظرات على المشتبه به دونالدكاتشينز، قال إنه أصيب بجروح ويريدون أن أتفحصها وأن آخذ منه عينة دم لمعرفة ما إذاكان قد احتسى مشروباً، رأيت على ساعده الأيسر عدة خدوش، بعضها مستدير ومحاطة ببعضالجروح وكأن أحداً ما حاول إمساك ساعده، كان ذلك ساعده الأيسر وإذا كان يواجهالضحية وهي تستعمل يدها اليمنى مع أظافرها القصيرة لما كان بإمكان يدها اليمنى أنتترك تلك الخدوش المستديرة على ساعديه من دون أن تترك أظافرها أي آثار لأنهاقصيرة.
والمثير في الأمر أن ساعديه كانا مصابين بحروق من الداخل تحت الكوعوكأنه خدش جراء الارتطام بصفحة صلبة أو جراء الوقوع على صفحة من الأسمنت.
عاد الدكتور بورتون إلى مسرح الجريمة ليرى إن كان بإمكان كاتشينز تسلقالمسافة ما بين الدور الأول الذي يسكن فيه والدور الثالث حيث تسكن بليندا كما قدرتالشرطة.
جوزيف بورتون :
قلت للملازم موريس استطيع تسلق المبنى فتسلقت وتمسكت باللوحةالأسمنتية على الطابق الأول وقفت هناك وأظهرت لهم بذلك أنني أستطيع الوصول بسهولةإلى الطابق الثالث وفعلت، ثم وصلت إلى شرفة بليندا لربما عالج الباب بمفك أو سكينلفتحه، وهكذا دخل السيد كاتشنز الشقة بسهولة، تسلقت الألواح التي كانت هناك ثم هبطتبنفس الطريقة ثم لاحظت أن ساعي أصيب بخدوش، ولحظة رأيتها كان الأمر بمثابة وميض،فقلت في نفسي هذه هي نفس الخدوش على ذراع دونالد كاتشينز التي صورت يوم قُتلتبليندا في الرابع عشر من مارس عام 1965.
حضر كاتشينز إلى المحكمة وهو يعتقد أن السلطات لا يمكنها أن تدينه لكنعندما وقف الدكتور بورتون كشاهد كان لديه مفاجأة للمتهم.
جوزيف بورتون :
أحضرت قطعة من اللوح الموجود في الشقة، ومررت ساعدي عليه أمام القاضيوهيئة المحلفين وانتظرت بضع دقائق فأصيب بخدوش شبيهة بتلك الموجودة في الصور التيأُخذت لدونالد كاتشينز عندما قتلت بليندا كنا دائماً نبحث عن دليل الإدانة، وفي هذهالحالة كان هذا هو دليل الإدانة.
تشرين الأول عام 1985 حوكم دونالد كاتشينز وأدين بتهمتين إحراق المبنىوقتل بليندا وود، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
رجل شرطة :
هاتفتني امرأة كانت تقول بأنهم سمعوا صراخ فتاة وكان عالياً، وكأنأحداً يحاول الاعتداء عليها أو ما شابه، كانت تصرخ بصوت لم يسمعوا بمثله حدته منقبل.
وفيما كانت الشرطة تهرع إلى المبنى سمعوا اتصالاً ثانياً ترافق هذهالمرة مع أنين ضحية على وشك الموت.
وعندما وصلت الشرطة كانت الضحية "بليندا وود" التي اتصلت وسُمع أنينهامنذ لحظات قد فارقت الحياة.
رجل شرطة :
دخلنا المطبخ أولاً حيث وجدنا جثة الآنسة وود كانت ممدة على ظهرهاوجهاز الهاتف على الأرض بقربها، كانت تسبح في بركة من الدماء، آنذاك لم نعرف عددالجروح التي أصيبت بها ولا ماهيتها.
وبدأ المحققون يجمعون الأدلة محاولين تصور من ارتكب هذه الجريمةالنكراء.
محقق :
ثم دخلنا غرفة النوم متتبعين آثار الأقدام، كان فراشها ملطخاً بالدماءأيضاً، كان واضحاً أن الهجوم الأول بدأ في غرفة نومها وبتدقيق النظر وجدنا سكين صيدقرب سريرها، كان ملوثاً بالدماء حتى منتصف النصل، وكانت هناك بصمات أصابع موجودةعلى مقبض الباب.
وفيما كانت الشرطة تتحرى وتدقق حصل شيء غير متوقع استرعىانتباههم.
محقق :
كنت في غرفة النوم عندما سمعت تعليقاً من أحد رجال الشرطة يقول إنهلاحظ إن البناية تتعرض لحريق، وأول شيء خطر في باله هو ماذا لدينا الآن، أيعقل أنيحرق أحد المبنى.
وخلال دقائق كان اللهب يأكل المبنى.
محقق :
وعندما خرجنا للشرفة رأينا النار تأتي من الشقق التي تقع تحتنا،وعندما وصلنا إلى الأرض كان المبنى كله قد اشتعل.
وإلى أن تمت السيطرة على الحريق كان المبنى قد دُمر والدلائل التيجُمعت قد أكلتها النيران، دُمرت البصمات الموجودة على السكين في غرفة النوم، وكل ماتبقى هو جسد بليندا المتفحم، الذي غطته أجزاء من السقف المنهار.
وبدت يداها تحاولان الوصول إلى الهاتف لتقوم بالاتصال، وفيما بعدأُخذت بقايا جثة بليندا إلى الطبيب الشرعي، الدكتور "جوزيف بورتون".
جوزيف بورتون :
وضعنا الجثة في كيس معقم وأتينا بها للتشريح في مارييتا وحواليالعاشرة والنصف من صباح الرابع عشر من آزار مارس، رأيت بليندا وود للمرة الأولى،وعندما شرحت الجثة عرفت أنها تعرضت لطعنة في الظهر تحت كتفها الأيمن بسكين طولها ستبوصات ولا يتعدى عرضها البوصة، وقد اخترقت السكين الظهر وخرجت من صدرها قرب الضلعالثاني وكسرته من الأمام.
لاحظ الدكتور بورتون أن أظافر يديها اليمنى أقصر من اليسرى ما يدل علىأنها تستعمل اليد اليمنى أكثر، هذا التفصيل الصغير سيكون له بالغ الأثر في مجرياتالتحقيق فيما بعد، لكن سؤالاً ظل من دون جواب، من قتل "بليندا" الأم البالغةالثلاثين من العمر التي لديها ولدان؟
بعد ظهر ذاك اليوم استطاع مفتشوا الحرائق تعيين المكان الذي سببالحريق وكان في شقة في الطابق الأول، بالقرب من دائرة حريق كبيرة في الفراش وجدواقارورة للمواد القابلة للاشتعال ملقاة على الأرض، ما يدل على أن هذه المادة أدت إلىاشتعال الحريق منذ البداية.
اعتقلت الشرطة الشاب "دونالد كاتشينز" الذي كان يستأجر الشقة، وهوتقني في مستشفى في السادسة والعشرين من العمر، وأُحضر إلى مكتب الشرطة واتهم بإشعالالمبنى.
محقق :
ما إن بدأ الحريق من وسط فراشه حتى بدأت ومعي باقي المحققين نتساءلترى هل كان الحريق قد افتعل لإخفاء دليل الجريمة.
أصبح "دونالد كاتشينز" المشتبه الأول في مقتل "بليندا وود".
جوزيف بورتون :
طلب مني المحققون والمدعي العام إلقاء نظرات على المشتبه به دونالدكاتشينز، قال إنه أصيب بجروح ويريدون أن أتفحصها وأن آخذ منه عينة دم لمعرفة ما إذاكان قد احتسى مشروباً، رأيت على ساعده الأيسر عدة خدوش، بعضها مستدير ومحاطة ببعضالجروح وكأن أحداً ما حاول إمساك ساعده، كان ذلك ساعده الأيسر وإذا كان يواجهالضحية وهي تستعمل يدها اليمنى مع أظافرها القصيرة لما كان بإمكان يدها اليمنى أنتترك تلك الخدوش المستديرة على ساعديه من دون أن تترك أظافرها أي آثار لأنهاقصيرة.
والمثير في الأمر أن ساعديه كانا مصابين بحروق من الداخل تحت الكوعوكأنه خدش جراء الارتطام بصفحة صلبة أو جراء الوقوع على صفحة من الأسمنت.
عاد الدكتور بورتون إلى مسرح الجريمة ليرى إن كان بإمكان كاتشينز تسلقالمسافة ما بين الدور الأول الذي يسكن فيه والدور الثالث حيث تسكن بليندا كما قدرتالشرطة.
جوزيف بورتون :
قلت للملازم موريس استطيع تسلق المبنى فتسلقت وتمسكت باللوحةالأسمنتية على الطابق الأول وقفت هناك وأظهرت لهم بذلك أنني أستطيع الوصول بسهولةإلى الطابق الثالث وفعلت، ثم وصلت إلى شرفة بليندا لربما عالج الباب بمفك أو سكينلفتحه، وهكذا دخل السيد كاتشنز الشقة بسهولة، تسلقت الألواح التي كانت هناك ثم هبطتبنفس الطريقة ثم لاحظت أن ساعي أصيب بخدوش، ولحظة رأيتها كان الأمر بمثابة وميض،فقلت في نفسي هذه هي نفس الخدوش على ذراع دونالد كاتشينز التي صورت يوم قُتلتبليندا في الرابع عشر من مارس عام 1965.
حضر كاتشينز إلى المحكمة وهو يعتقد أن السلطات لا يمكنها أن تدينه لكنعندما وقف الدكتور بورتون كشاهد كان لديه مفاجأة للمتهم.
جوزيف بورتون :
أحضرت قطعة من اللوح الموجود في الشقة، ومررت ساعدي عليه أمام القاضيوهيئة المحلفين وانتظرت بضع دقائق فأصيب بخدوش شبيهة بتلك الموجودة في الصور التيأُخذت لدونالد كاتشينز عندما قتلت بليندا كنا دائماً نبحث عن دليل الإدانة، وفي هذهالحالة كان هذا هو دليل الإدانة.
تشرين الأول عام 1985 حوكم دونالد كاتشينز وأدين بتهمتين إحراق المبنىوقتل بليندا وود، وحكم عليه بالسجن المؤبد.