زائر
عام 1985 وفي يوم حار جداً اُستدعيت شرطة نيويورك إلى منزل للتحقيق في جريمة قتل، ما إن دخلوا الشقة حتى اشتموا رائحة قبيحة، قادتهم الرائحة إلى الحمام حيث رأوا مغطساً مليئاً بالماء ويعج بالديدان، وتحت الماء ظهر هيكل ما تبقى من امرأة كانت تسكن هناك، طلبت الشرطة مساعدة الدكتور "مايكل بادن" الطبيب الشرعي.
مايكل بادن :
عندما دخلت الحمام كانت الحرارة خانقة ورائحة الجسد العفن تملأ المكان، وكان هناك ذباب يحوم حول الجثة في الحمام وآلاف الديدان في المغطس تطفو فوق الهيكل العظمي، لم تكن هناك أي أنسجة مما يجعل عملة التشريح مستبعدة عندما رفعنا الجثة للتشريح راودني شعور بأنه لن يكون في استطاعتنا معرفة سبب الوفاة، وما فعلته هو أني جمعت عدداً من الديدان التي كانت تتغذى من لحم هذه المرأة وذهبت إلى في السموم وشرحت له الوضع، وهو عدم وجود أنسجة للتشريح، قد يكون في الأمر جريمة قتل، أو قد تكون وفاتها طبيعية، كان علينا أن ننتظر فسألته إن كان بإمكانه معالجة الديدان، وافق ثم وضع الديدان في الخلاط وتكون لدينا ما يشبه الحساء الكثيف فحصاها فوجد فيها كمية كبيرة من المهدئات، وهكذا حصلنا على سبب الوفاة الحقيقي.
يبدو أن هذه المرأة التي عاشت هنا وحيدة بائسة قد وضعت حداً لحياتها بأخذ جرعة كبيرة من الأقراص المهدئة، وقالت مصادر الشرطة إنه لولا الديدان لما عُرف سبب الوفاة.
مايكل بادن :
ككل إنسان شعرت بالغثيان عندما بدأت عملي كطبيب لكنني فكرت وأدركت أن هذه الديدان ستكون مهمة في الكشف عن سبب الوفاة، فهي تخبرنا متى حصلت وما سببها وما إذا كانت الضحية قد ماتت مسمومة، وتخبرنا عن الثقب التي أحدثته الرصاصة أو طالة سكين، إذ هي آخر شاهد على الوفاة.
قد يكشف الطبيب الشرعي عن طريقة حدوث الجريمة والوقت الذي حدثت فيه وسبب الوفاة، لكن سبب القتل قد يبقى غامضاً للأبد في بعض الأحيان.