أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
من قصص الــ Fbi
زائر
قضية غوتي (1)
تضم مدينة نيويورك مجموعة من العصابات المتوحشة، وللحصول على المالوالسلطة لجأ أعضاؤها إلى العنف، فقتلوا كل من اعترض الطريق.
وكان جون جوتي من أشرس الأعضاء المنظمة للجرائم، أراد بسط سيطرته علىمدينة نيويورك فكان على الـ"FBI" وضع حد له.
كان جون جوتي طموحاً قوياً لا يعرف الرحمة، كان يقتل بطريقة عنيفة،ويؤدي دور المشاهير مع وسائل الإعلام، ودور الهر والفأر مع الـ"FBI".
أطلق عليه باتن دون ما من شيء كان يوقفه حتى الضرائب المرتفعة.
أماجون كاسترون الرئيس السابق لمكتب الـ"FBI" في نيويورك، عندما تبوأجوتي السلطة عام 1985 كانت الجرائم المدبرة تطال معظم الأعمال الشرعية، وكلعبةالشطرنج كانت البيادق الصغيرة تغطي رؤساء الجرائم، فكان على الـ"FBI" خرق المنظمةدفاعهم للقبض على ملكهم.
تعتبر نيويورك مقر الجرائم المدبرة في أميركا، إذ لجأت العائلات الخمسالتي تعتبر قوام مافيا نيويورك إلى التهويل والتخريب والقتل وإلحاق الفساد فيالاتحادات العمالية والابتزاز والتسلل في الصناعات الرئيسية للمدينة.
أما التنازع بين العائلات المجرمة فكان على اتحاد ما أو صناعة ما،ولكن سرعان ما كانت تحل هذه النزاعات بطريقة عنيفة.
وفي السبعينيات ظهرت عائلة جامبينوا، كأكثر العائلات المجرمة عنفاًوأكثرها سلطة في البلاد.
وبانتهاء هذا العقد قررت الـ"FBI" أن الوقت قد حان لوضع حد للعنف.
نظم مكتب نيويورك خمس فرق مهمتها التحري عن العائلات المجرمة والإيقاعبها، وعين التحري جروس ماو لمراقبة الفرقة المسئولة عن الإيقاع بعائلة جامبي.
عمد المكتب إلى تنظيم فرق هدفها العائلات المجرمة والانكباب علىمكافحة مشكلة الجرائم في نيويورك، وفي عام 1980 شكلنا هذه الفرقة متخذين من الإيقاعبعائلة جامبينوا في السجن هدفاً لنا.
اتخذ ماو زعماء عائلة جامبينوا هدفاً له كالرئيس أول كاستلان ونائبهميدل لاكروشي.
استلما كاستلانوا زعامة العائلة عام 1976 بعد موت كارلوس كامبينلأسباب طبيعية.
وكانت الـ"FBI" تستهدف أيضاً أكبر القادة تستهدف أكبر القادة سلطة فيالعائلة، كجون جوتي الذين كانوا يتحكمون بمجموعة من المسلحين وينفذون يومياًالجرائم باسم العائلة.
لقد اقترفت جماعات كاستيلانوا الجرائم الحالية، أما كاستيلانوا شخصياًفلم يفعل شيئاً، لذا كان القبض عليه محالاً، وبحسب معلومات الـ"FBI" كان التسلسلالهرمي لعائلة جامبينوا محكماً للغاية، إذ كان جيش العائلة مؤلفاً من خمسين قائداًيتحكمون بأكثر من ثلاثمائة جندي.
كانت هذه العائلة بمثابة مجتمع سري يصعب على الغرباء خرقه إلا عبرعدسات كاميرات المراقبة.
ولكن القانون الفيدرالي للابتزاز قد أقر بأن الذي يحث على الجريمةيعاقب تماماً كالذي ينفذ الجريمة بنفسه، ولمتابعة التسلسل الهرمي لعائلة جامبينوابنجاح، كان على الـ"FBI" التقاط أحاديثهم على آلات التسجيل، وهم يتناقشون فيالجرائم.
كان على ماو وفريقه العمل بصبر ووفق منهجية تخولهم الولوج إلى بنية آلجامبينوا المعقدة، وللوصول إلى هذا الهدف، تطلب الأمر أعواماً عديدة.
حاول المسئولون استقصاء المعلومات بالتحدث إلى سكان الجوار حيث كانتالجرائم مسيطرة.
قلة من الناس رغبوا بالتحدث، فقط الذين يعيشون بالداخل يستطيعونالإفصاح عن هوية السماسرة الفاعلين في العائلة، لذا اقتضى الأمر زيادة عدد الشهودوالمخبرين المتعاونين.
معظمهم كانوا من المجرمين الصغار الذين قرروا التعامل مع الحكومة منأجل ضمان عدم ملاحقتهم أو إصدار الأحكام الطويلة بسجنهم، مهما كانت الدوافع فقدزودوا المسئولين بأمر كانوا يجهلونه، إنه الباب السري للولوج إلى عمليات آلجامبينوا الإجرامية.
كان كاستيلان يدير العائلة كما يدير شركة.
استعمل الاتحادات لإحكام سيطرته على الصناعات المتعددة في نيويورك.
يعتبر لويس شيريروا رئيس مكتب الـ"FBI" خبيراً في مجال الجريمةالمدبرة.
إن إحكام السيطرة على الاتحادات العمالية في نيويورك يعتبر من أخطرالأعمال التي قام بها آل جامبينوا إذ مارسوا تأثيراً جماً على اتحاد مفرغي ومحمليالمراكب، والاتحادات الصناعية والتجارية، وسائقي الشاحنات، فبسيطرتهم على الاتحاداتالتجارية، تمكن آل جامبينوا من التحكم بالبناء، وكذلك كان تأثيرهم كبيراً على مركزبيع الثياب ما شكل مدخولاً مالياً كبيراً للعائلة.
لقد عرف كاستيلانوا كيف يتحكم بمصالحه، وعرف أيضاً كم أن الحكمبالترهيب والتهويل أمر مهم، كان لديه عصابة اشتهرت بقتل الناس، وتقطيع الأجساد، وكلما هنالك من الأعمال المروعة، وكان كاستيلانوا رجل فظاً مع أنه لقب برجل الأعمالالنبيل، وبأقل من ثانية واحدة كان يقتل أياً كان.
كان الوصول إلى آل كاستيلانوا أمراً بالغ الصعوبة، فمنزله محصن يحميهحراس مسلحون بصورة مستمرة إضافة إلى نظام الإنذار المتطور.
لم يكن رجال الـ"FBI" يملكون دليلاً على أن كاستيلانوا يدير الجرائممن منزله، ومن دون هذا الدليل لم تكن المحكمة لتأذن للـ"FBI" لاستعمال أجهزة تنصتداخل المنزل.
نزل رجال الـ"FBI" إلى الشوارع متمنين التوصل إلى حلقة ضعيفةلاستغلالها كفرض من العائلة مثلاً يكون غير محصن بوسائل المراقبة الإلكترونية.
وعلموا بواسطة المخبرين عن جماعة من آل جامبينوا يترأسها جون جوتيتعمل في منطقة كوينز متخذاً مركزها الرئيسية في ناد اجتماعي خاص يدعى نادي بيرجنللرماية والصيد.
كان بعض مخبري الـ"FBI" مقربين من آنجلوا روجيريوا وهو أحد قادة جوتي.
تابع
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
زائر
قضية غوتي (2)
وبرغم أن هذه العصابة عرفت بأنها أكثر عصابات آل جامبينوا سوءاً فقدكان رجال الـ"FBI" على يقين بأنهم وجدوا الحلقة الضعيفة في جماعة جوتي.
السبب هو أن جوتي كان لديه قائد يدعى آنجلوا روجيريوا يدير يومياًعمليات جوتي، اعتبر أنجلوا هدفاً رائعاً؛ لأنه أولاً ناشط ومتورط بالعديد منالجرائم، وثانياً كان ثرثاراً كبيراً وينشر الإشاعات.
شكل ماو على الفور فرقاً للمراقبة ورصد كل شخص يدخل نادي بيرجن.
عرف رجال الـ"FBI" أن جون جوتي ورجاله كانوا يعمدون إلى الخطف وسرقةالسيارات والابتزاز والمغامرة غير الشرعية للحصول على الأموال للعائلة.
أبلغ المخبرون بأن روجيريوا كان يناقش أعمال العائلة عبر هاتف ابنتهإذ اعتقد أن الخط المسجل باسمها لن يكون عرضة لتنصت الـ"FBI".
لم يكن أخذ الموافقة للتنصت على هاتف بالأمر السهل، فكان على رجالالـ"FBI" إقناع القاضي الفيدرالي بأن الهدف مرتبط بجرائم، وأن من شأن التنصت التوصلإلى أكثر من دليل، إضافة إلى أنه يجب إيقاف الآلة في حال لم تكن الأحاديث عنالجرائم.
كان أقوال المخبرين كافية لإقناع القاضي الفيدرالي في أواخر العام 1981 بوجود مراقبة هاتف ابنة روجيريوا.
وجد ماو وفريقه طريقة لدخول عائلة جامبينوا.
اعتبر التنصت على هاتف روجيريوا من أنجح عمليات التنصت عبر تاريخالـ"FBI".
أما الأحاديث التي التقطتها الـ"FBI" فكانت كافية لإدانته، علمالمخبرون أيضاً أن روجيريوا قد ترأس اجتماعات في منزله مع رجال جامبينوا فاستعملماو وفريقه هذا الدليل لتبرير وضع الميكرفون داخل منزل روجيريوا.
تسلسل رجال الـ"FBI" إلى داخل المنزل ووضعوا آلة التنصت داخل غرفةالطعام، وغادروا من دون ترك أي أثر.
إن نجاح المافيا وقف على قدرة بقائها على مسافة خطوة واحدة من تنفيذالقانون، كان ماو ورجاله يجهلون أن شرطياً مرموقاً كان يعمل لحساب جامبينوا, ومعأنه كان يجهل التفاصيل، إلا أنه سرب معلومات لأفراد العائلة عن التحريات وعملياتالمراقبة الإلكترونية.
وجن جنون آنجلوا روجيريوا لمعرفة أن منزله مراقب، فاكتشفوا بنفسه ولكنعبثاً.
أرسل بطلب خبير ليقوم بالبحث بنفسه عن آلات التنصت؛ لأنه لم يقتنعالبتة.
أمر روجيريوا بالكشف على آلات الهاتف، وعندما سمعت الـ"FBI" علمواأنهم في مأزق.
عمدوا إلى إطفاء جهاز التنصت داخل المنزل على الفور لإفشال التحريات. فلو كشف الأمر لذهبت أسابيع من العمل الشاق سداً، ولكان الفريق أرسل إلى الجاد رقمواحد، ولما كان هناك من هدف أكثر جدلية من روجيريوا.
حضر الرجل مع أحدث الآلات الإلكترونية الموجودة ليقوم بعمله.
وبعد يومين من تفتيش المنزل بكل دقة، كان جاهزاً لإطلاع روجيريوا علىما وجد.
اعتقل رجال الـ"FBI" الرجل الذي قام بتفتيش منزل روجيريوا لإيجاد آلةالتنصت بعد يومين، لكنهم صعقوا بما سمعوا.
لقد طلب من روجيريوا آلاف الدولارات لقاء عمله، ولكن أياً من آلاته لمتكن تعمل، فخدع بذلك روجيريوا.
لحسن الحظ أنه أخبر روجيريوا بأن منزله بات نظيفاً الأمر الذي منحالـ"FBI" فرصةً ليس فقط لأن آلات التنصت خاصتهم لم تكشف، بل لأن روجيريوا سوف يشعربالارتياح أكثر وهو يتحدث في منزله، فأطلق العنان لنفسه عبر ميكرفونات الـ"FBI".
شيئاً فشيئاً استطاعت الـ"FBI" الاقتراب من التسلسل الهرمي لعائلةجامبينوا.
كانت الأحاديث الملتقطة بالنسبة إلى رجال الـ"FBI" بمثابة منجم منذهب.
التقى روجيريوا بشركائه، فعلمت الـ"FBI" بأمر صفقة هيروين يرأسهاروجيريوا وأجين الأخ الأصغر لجون كاتري.
وزع روجيريوا وأوجين في غضون ستة أشهر ما يفوق خمسين كيلوا جراماً منالهيروين في نيويورك وحدها.
سجلت الـ"FBI" أدق التفاصيل على آلة التسجيل.
تابع ..
زائر
قضية غوتي (3)
كان للمافيا قانون نافذ المفعول أن المتاجرة بالمخدرات أمر ممنوع،وعقابها الموت من دون استئناف ولا محاكمة.
لم يحصل روجيريوا على الإذن من رئيسه للمتاجرة بالمخدرات، لقد كانيدرك عواقب فعلته.
علمت الحكومة أن ملف روجيريوا وأوجين بات كبيراً، ففي أيلول سبتمبرعام 1983 اتهما بترأس شبكة توزيع هيروين كبيرة وانتهاك القانون.
مع أن كل المتهمين كانوا من جماعة جون جوتي إلا أن اسم هذا الأخير لميرد في الأحاديث المسجلة.
ولكن سرعان ما سيجد كاستيلانوا أن رجال جوتي يتاجرون بالمخدرات بمجردتوجيه الاتهام، ولم يكن الكشف عن عملية الهيروين هو المعلومة المهمة الوحيدة التيكشفها رجال الـ"FBI"، وقبل اتهامه بقضية الهيروين اجتمع روجيريوا مع بعض الجنود،وأخبرهم كيف كان يتوجه مع جون جوتي إلى منزل بول كاستيلانو كل يوم أحد لعقد اجتماععائلي.
كان أنجلوا يقدم تقريراً مفصلاً عن كل ما كان يحدث في منزل بول، كناعلى علم بما يحدث في العائلة عبر فم أنجلوا الكبير، وفي اليوم التالي يتبدل الجنود،وكذلك نكشف كل ما يدور في عائلة جامبينوا، عن طريق أنجيلوا روجيريوا وجون جوتي وبولكاستيلانوا.
بعد الاستماع إلى حديث روجيريوا المسجل أصبح لدى رجال الـ"FBI" سببوجيه لمراقبة منزل كامب دينوا وبول كاستيلانوا.
تطلب الولوج إلى منزل كاستيلانوا تخطيطاً ومنهجية محكمة إلى أن توصلرجال الـ"FBI" إلى الدخول ووضع آلات التنصت.
بعدها بدءوا بتسجيل الأحاديث التي تورط بول كاستيلانوا كرئيس لعائلةجامبينوا، والرجل الذي أشرف على العديد من العمليات اللا قانونية، والتي كلفت الذينيدفعون الضرائب ملايين الدولارات سنوياً.
وكان كاستيلانوا يلتقي بأكبر قادته ثقة لمناقشة أمور العمل، وكشفتالـ"FBI" عن هوية أحد هؤلاء القادة وهو ساني الملقب بـ "سام الثور".
كان يرمز لقبه كان رجل قوياً وعدوانياً وكان ملاكماً ورافع أثقال،وكان أيضاً ركيزة العائلة.
كان جالفانوا يجني الأموال من الصناعة البنائية، إضافة إلى كونه شاركفي العديد من الجرائم.
ولكن أكثر ما كان يجيده هو القتل.
ومع أن الـ"FBI" استمرت بالتحري عن القادة النافذين في العائلة أمثالجون جوتي وسام الثور إلا أن أنظارهم كانت موجهة نحو الرئيس.
عام 1985 وبعد مرور سنتين من مقاضاة روجيريوا أوقف كاستيلانوا معالعديد من رؤساء عائلات نيويورك بتهمة الابتزاز الفيدرالي وحياكة عشرات المؤامرات،وبعد إطلاق سراحه بكفالة ظل كاستيلانوا يدير شئون العائلة وتمحور همه حول الدعوةالموجهة ضده من الحكومة.
أما جون جوتي فكان يواجه بدوره مشاكل قانونية إذ ألقي القبض عليه منقِبَل مكتب المحامي الأمريكي بعد القيام بتحريات مستقلة مع نائبه نيلدي لاكروتشيبتهمة القيام بالعديد من عمليات الابتزاز.
ولكن أطلق سراح دولا جروتشي وجوتي بكفالة مما سمح لها بالاستمراربأعمالهما الإجرامية.
بعد مرور بضعة أشهر توفي دولا جروتشي بداء السرطان، كانت الـ"FBI" قدوضعت آلات التنصت في غرفته فسمعت الحديث الذي دار بينه وبين جارتي وروجيريوا اللذينجاءا لزيارته.
تم تسجيل صوت جارتي وهو يتحدث عن خوفه بأن يقوم كاستيلانوا بقتله هوورجويريوا بسبب تسجيل حديثهما حول المخدرات، وبسبب قيادة الـ"FBI" إلى منزلكاستيلانوا، كل ما أراده الرئيس هو الحصول على تسجيلات الـ"FBI" ووعد ديلا كروتشيجوتي بأنه سيفعل كل ما بوسعه لحمايته.
شكل ولاء ديلا كروتشي لجوتي شرخاً في العائلة، إذ كان يحتال علىالرئيس رافضاً تسليم التسجيلات لكاستيلانوا وهكذا انقسمت عائلات جامبينوا إلىقسمين.
في أوائل كانون الأول ديسمبر من عام 1985 مات نيل ديلا كروتشي الرئيسالثاني لعائلة جامبينوا بداء السرطان في منزله.
في السادس عشر من كانون الأول ديسمبر بعد مرور أسبوعين على موت ديلاكروتشي توجه كاستيلانوا ونائبه الجديد تومي بيلوتي إلى مطعم أنيق في مدينة منهاجنللعشاء مع بعض الشركاء.
وما إن خرجا من السيارة حتى اقترب منهما بعض الرجال وبدءوا بإطلاقالرصاص.
لم يعرف كاستيلانوا وبولوتي ما الذي أصابهما إذ ماتا على الفور.
تعرف الـ"FBI" تماماً أن المسئول عن رئيس العائلة يكون عادة الشخصالمرشح لتبوء قيادة العائلة.
جرت العادة أن تدفع المافيا للرئيس الجديد جزية كعربون احترام، وبعدأسبوعين على عملية القتل شهد رجال الـ"FBI" موكباً يضم أعضاء عائلة جامينوا المهمينوهم يدخلون نادي بيرجن للرماية والصيد للاجتماع بجاني..
كان على ماو ورجاله إعادة تنظيم هجومهم على عائلة جامبينوا إذ أصبحجون جوتي الرئيس الجديد للعائلة.
جمع رجال الـ"FBI" تاريخه الإجرامي راسمين كيفية صعوده إلىالسلطة.
حوال العام 1970 أصبح جون جوتي شريكاً لعائلة جامبيني واستحوذ علىإعجاب الرئيس عام 1973 بقتله الرجل الذي خطف وقتل أحد أقرباء كارلوس كامبينوا.
وعقاباً على فعلته سجن جوتي سنتين، ومن ثم أطلق صراحه فإذا به يستحوذعلى احترام العائلة، وبدأ القيام بصفقات الاحتيال والمراهنة لجني الأموال للعائلة.
ذاع صيته في الجوار، إذ كان يقيم الحفلات سنوياً لمناسبة الاستقلال فيالرابع من تموذ يوليو مع الألعاب النارية.
عين التحري جورج جابرييل في فرقة ماو، الذي سرعان ما أصبح خبيراً بجونجاتي.
كان يساعد النساء العجائز اللواتي هن بحاجة إلى المساعدة، ويهب المالالذي في جيبه عرف جيوارد باسم روبي نيد، وبهذه الطريقة عزز مكانته، ولكن كيف حصلعلى هذا المال؟ حصل عليه بالقتل والسلب، والتميز بالأسعار والرشوة والتحكم بأعمالليس له الحق بالتحكم بها.
أما الرجل الآخر له فستعرفه عندما لا يحبك، فإنك ستموت، أعني لا مجالللرحمة ستموت.
وجد جوتي نفسه يدير شبكة إجرامية تفوق ملايين الدولارات مؤلفة منأشخاص لا يعرفهم، كان عليه تعلم الكثير.
وبمراقبتهم له والتنصت عليه تمكن التحري جابرييل وباقي رجال الـ"FBI" من التعرف إليه أكثر.
كان على جون جوتي بعد تسلمه رئاسة العائلة التعرف إلى نوعية الأعمالمن كان يسيطر على الصناعات؟ من يجمع الأموال؟ ومن أية اتحادات؟ طلب من قادته إعطاؤهلائحة باسم الجنود الموزعين على الفرق، ليتعرف إلى عدد الذين تحويهم عائلتهوهويتهم.
كان جوتي لا يزال يعاني من مشاكل قانونية على الرغم من أنه كانالرئيس.
بعد ستة أشهر على تسلمه قيادة العائلة أرسل إلى السجن بانتظار محاكمتهبتهمة الاحتيال والمراهنة بالقروض، ولكن السجن لم يكن يعيقه فمن زنزانته أصدر جوتيأمراً بالقتل والضحية روبرت ديبرناردوا الشريك الأقرب لجوتي.
أما مقتل ديبر ناردوا فدبره روجيريوا الذي كان ينتظر محاكمته بتهمةترويج المخدرات عام 83.
كان روجيريوا من القلائل الذين وصلوا إلى جون في السجن فأخبره أنروبرت ديفيرناردوا يتحدث بالسوء عنه في غيابه، غياب الرئيس.
يقول: إن جون غير جدير بمنصب الرئيس وإنه يجب تعيين شخص آخر، والدافعهو أن روجيريوا كان مديناً لروبرت بأموال يتهرب من دفعها.
وباسم جوتي طلب روجيريوا من جرافانوا المقلب بالثور تنظيم الجريمة.
في حزيران يوليو لعام 1986 ظهر ديليرناردوا في اجتماع عقد في مكتبجرافانوا للبناء.
كان الجميع يتصرفون كالعادة، فلم يشك ديليرناردوا بشيء.
ومن الخلف أطلقت الرصاصة في رأسه.
أما جثته فلم يعثر عليها أبداً.
تابع
زائر
تابع قضية غوتي (4)
أما الـ"FBI" علمت بموته من خلال المخبرين، كانوا يعرفون أن رجال جوتيهم وراء موته، ولكن ينقصهم الدليل.
في آب أغسطس لعام 1986 بعد شهرين على ديليرناردوا تمثل جوتي أمامالمحكمة بتهمة الاحتيال والمراهنة بالقروض الموجهة إليه منذ سنتين.
لم يكن جوتي الهدف الرئيسي لهذا الاتهام كان الهدف الإيقاع بنائبالرئيس نيل ديلا جروتشي، لم تكن قضية جوتي بهذه الخطورة، ولكن محامياً أمريكياًطموحاً وجد بها فرصة للإيقاع برئيس عصابة.
مع أن القضية لم تكن تستدعي وجود ماو إلا أنه أرسل جورج جابرييللمراقبة المحاكمة، وخلال الاستراحة وجد جابرييل نفسه وجهاً لوجه أمام خصمه.
قلت له: أقدم لك نفسي، أدعى جورج جابرييل، وأعمل بمصلحة الـ"FBI" فيفرقة جروس ماو، قال لي: أخبرني أنني سأكون في المنزل بعد ستة أسابيع سوف أقضي عليه،فأجبته: حسناً سأبلغه، وإذا فعلت هذا سأكون هناك لأهنئك على صنيعك.
في الثالثة عشر من آذار مارس عام 1987 برء جوتي من جميع تهمه.
وفى جورج جابرييل بوعده، فبعد إعلان الحكم ذهب جابرييل إلى نادي بيرجنللرماية والصيد في كوينز.
حيث كان جوتي يقيم حفلة لمناسبة براءته، وقام بتهنئته.
بنظر الصحافة والناس والمدعي العام، بدا جون جوتي شخصاً لا يمكنالمساس به.
بخروجه من السجن، استعاد جون جوتي صورته كشخص مرموق، فكان يقصد أفخمالمطاعم، والملاهي مرتدياً أثمن الثياب، كانوا يلقبونه بالدون الأنيق.
أما الآن وبعد إطلاق سراحه فقد أصبح لقبه الدون تافلوا، لقد سقطت كلالتهم عنه، فخمته وسائل الإعلام، واعتبرته الضحية التي قهرت الحكومة.
أما الآن فقد جاء دور ماو لرفع دعوى ضد جوتي.
أمتعض كثيراً عندما أراهم يحترمون رجلاً كهذا، بالنسبة إلي ليس إلاسفاحاً وقاتلاً، إنه لا يؤمن بحكومتنا ولا بالتصويت، ولا بمفهوم العائلة، إنه قاتلكيف يمكنكم احترام هذا الرجل.
ولرفع دعوى ضد جوتي كان على ماو إيجاد المكان الذي يدير منه أعماله،فآلات التنصت التي وضعتها الـ"FBI" في نادي بيرجن للرماية والصيد لم تكن مفيدة، إذمنذ تسلمه الرئاسة لم يعد جوتي يمضي هناك وقتاً طويلاً، واعتمد الفريق بأكمله علىالمخبرين لمعرفة المكان الذي يعقد فيه اجتماعاته المهمة.
استغرق الأمر ثمانية أشهر حتى توصلوا إلى كشف مراكز جوتي الجديدة.
حول جوتي نادي الرافي نايت الاجتماعي إلى مركز له، كان هذا لفتة رمزيةمن قِبَل جوتي، إذ كان رافي نايت لنيل لاكوروتشي.
وهنا كان جوتي يجتمع بقادته لإدارة أعمال العائلة.
استأجر رجال الـ"FBI" شقة في شارع رافي نايت، حيث وضعت كاميرا كبيرةلرصد كل من يدخل ويخرج من الناس.
في شباط فبراير لعام 1988 حصلت الـ"FBI" على موافقة المحكمة لوضع آلاتالتنصت في نادي رافي نايت.
كان من الصعب جداً سماع الأحاديث بوجود ثلاثين أو أربعين شخصاً فيالغرفة.
وكانت توضع في النادي تسجيلات تبعث ضجيجاً كبيراً، فتعذر سماعالأحاديث.
كان على الـ"FBI" تسجيل أوامر جون جوتي لإدانته كرئيس لعائلة جونبينوا.
آلات التنصت لم تفي بالمطلوب، لقد شك جوتي بأن الـ"FBI" تتنصت عليه،فوجد أساليب ذكية لمنعهم.
لقد اشتهر جون جوتي بما نسميه المشي والتحدث عندما كان يريد التحدثسرياً مع شخص، فأعمال الإصابة لم تكن تتداول أمام الجميع، يحدث أن أمور قائد ماالتحدث مع رئيسه حينها كان جون جوتي يأخذ هذا الشخص ويخرج معه بعيداً لتجنب ما إنكانوا التنصت عليه.
مهما فعل رجال الـ"FBI" كانت العصابة تترصد بهم حتى أنهم توصلوا أنيسخروا منهم.
عندما كنت أجلس في السيارة خارج رابي نايت، كانوا يضربون كل سيارة فيالطريق بعنف، وهم يقولون: نعلم أنكم هنا، وأنكم لا زلتم تحاولون، وستظلون تحاولون،كان علينا أن نتحملهم.
أصدر جوتي أمراً آخر بالقتل لم تستطع التقاطه آلات الـ"FBI" للتنصت،هذه المرة كانت الضحية ليني لينيتوا الجندي التابع لجامبينوا والذي كان ولاؤه لجوتيأمراً مشكوكاً به.
شعر جوتي بأن مليتوتي بات يهدد إدارة العائلة، فقد كان شريكاً مقرباًلبول كاستيلانوا وتوني بوليتوا ووافق سام الثور على الإشراف على الجريمة، لأنه شعربأن بيلوتي كان يحاول الانتقال إلى قسم الصناعة البنائية.
قتل ميلوتي رمياً بالرصاص تحت إشراف جرافان، ومن ثم نقل جثته ولم يعثرعليها أيضاً.
علمت الـ"FBI" بالجريمة من المخبرين، ولكن مرة أخرى لم يكن هناك مندليل قوي لإلقاء القبض على جوتي.
لقد كان جوتي يأمر بقتل الناس تحت نظر الـ"FBI".
بلغت لعبة الهر والفأر ذروتها وكذلك الضغط على الـ"FBI" لمنعه منتنفيذ جرائم أخرى.
عرف ماو أن هناك شيئاً ما وأكد أن جوتي سيتكلم، ولكن الـ"FBI" كانتتجهل المكان.
وفي كانون الأول ديسمبر لعام 1988 عرف ماو أن الوقت قد حان لوقفالتسجيل والتجمع.
كنا نعلم أننا اقتربنا من الهدف كنا نرى هؤلاء الرجال على الفيديويدخلون ويخرجون كنا قريبين جداً، لكن في الوقت عينه بعيدين كل البعد عن أهدافنا.
صحيح أن آلات التنصت قد أطفئت، إلا أن فريق الـ"FBI" لم يستسلم،توصلوا إلى مخبر روى لهم كيف كان جوتي يتصرف في الاجتماعات.
كان يطبق فجأة الطاولة ليذهب إلى رواق وراء النادي عندما يكون في حديثمهم مع أحدهم.
كان عادة يغيب عشر أو خمس عشرة دقيقة، مؤكد أنه كان يدبر مكيدةلأحدهم.
وفي رواق هادئ كهذا، كان بإمكان الـ"FBI" وضع آلات تنصت تمكنهم منالتقاط الأحاديث وللحال استفاد الفريق من هذه الفرصة.
وفي تشرين الأول أكتوبر من العام 1989 وضع رجال الـ"FBI" آلات تنصت فيالرواق، فسجلوا أحاديث جوتي مع العديد من أعضاء عائلة جامب ديف.
كان هذا دليلاً ضد جوتي ولكنه لم يكن الدليل الذي يقضي عليه للأبد.
كان يجتمع برجاله في مكان آخر في البناية، كان يشعر فيه بالراحةوالأمان.
وفي خريف عام 1989 عرف رجال الـ"FBI" من المخبرين بوجود مكان آخريقصده جوتي في البناية ذاتها.
كانت نيتي سيرالي أرملة وكان زوجها يهتم بشئون النادي، وحتى بعد موتهبقيت في الشقة التي كانا يعيشان فيها، والتي تقع فوق النادي بشقتين، من الواضح أنجوتي كان يستعمل هذه الشقة للتباحث بأعمال العائلة الدقيقة.
كان الدخول إلى شقة السيدة سيرالي مشكلة، إذ نادراً ما كانت تغادرها.
وفي الوقت الذي كان يحاول فيه فريق العمليات في الـ"FBI" إيجاد طريقةوصلت إليه معلومات مفادها أن السيدة سيرالي ستغادر المدينة لمناسبة ما يسمى بعيدالشكر.
هذه هي الفرصة التي كان ينتظرها رجال الـ"FBI" الذين انطلقوا للعمل.
تسللوا إلى الشقة في الليل، ووضعوا أجهزة التنصت.
تابع
زائر
قضية غوتي (5)
في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبر عام 1989 التقط أول حديث مسجل فيشقة السيدة سيرالي، كان واضحاً تماماً وتحدث فيه كل المشتركين بحرية، كانوا يتحدثونبطريقة مباشرة من دون رموز أو إشارات لغوية، كالتي كانوا يستعملونها عادة عندمايشكون بوجود آلة تنصت.
لمدة أسابيع ظل رجال الـ"FBI" يستمعون إلى الأحاديث التي تجري فيالشقة.
وفي الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر حصلوا على الفرصة التي طالماانتظروها، في هذا اليوم التقى جوتي ونائبه فرانك كاشيوا في الشقة، وخلال الحديثالمتشعب ترك جوتي دليلاً يدينه فيما بعد.
كان يشرح عن ابتزاز الاتحادات العمالية وجرائم أخرى إضافة إلى أنه كانيتحدث كيف أمر بقتل العديد من الأشخاص، في تلك الليلة لم يصدق رجال الـ"FBI" الذينكانوا يراقبون جوتي ما كانوا يسمعونه.
ما صدمهم أكثر هو أنهم سمعوا جوتي يتحدث عن سومي جرافا دام حديثهبشأنه أكثر من ساعة.
قال: إن سومي أصبح جشعاً يجني أرباحاً طائلة من صفقات مواد البناء،وأصبح ناشطاً جداً في العائلة، متجاهلاً سلطة جوتي، وقال أيضاً: إن جريمتين أمربتنفيذهما مردهما ضمان مصالح سامي الشخصية.
وبحسب قول جوتي فإن سامي قد ورطه بمقتل ديبر ناردوا وميليتوا.
خلال هذه الخطبة اعترف جون بجريمتين، اعترف بأنه أمر بقتل روبرتديبرناردوا ولو ميليتوا، أمر بقتلهما بعد إلحاح جرافانا، وتحدث عن لويي ديبونواالذي سيأمر بقتله وهو شريك آخر لسامي، وتحدث جون عن تحكمه بالاتحادات العمالية وعنالمال الذي كان يجنيه من العمليات غير القانونية، كان هذا أفضل تسجيل لنا عبرالمراقبة الإلكترونية.
بعد تسجيل بعض الأحاديث أطفأت آلة التنصت في الشقة في أيار مايو لعام 1990، وهكذا انتهت أخيراً سنوات الانتظار بالنسبة إلى ماو وفريقه، لقد حصلوا علىأفضل دليل يمكن تصوره وهو جون جوتي نفسه.
بعد بضعة أشهر رفع رجال الـ"FBI" دعوى ضد جوتي، وشارفت الدعوى ضدالتسلسل الهرمي لعائلة جون دينوا على الانتهاء.
وفي الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر، أي بعد مرور سنة على حديث جوتيالشهير قصد التحري جورج جابرييل مع رجلين نادي رابي نايت الاجتماعي، كان هدفهمتوقيف جون جوتي، وسامي جرافانوا وفرانك لوكاشو.
كان جنود الدعم في الخلف، وعلى مسافة قريبة أو هذا ما اعتقده جابرييل.
عندما دخلت النادي لتوقيفهم، كانوا قد طلبوا لتوهم القهوة، وعن غيرقصد دخلت مع شريكي، وأحد رجال الشرطة إلى النادي متقدمين عناصر الفريق الآخرين، كناعلى مسافة دقيقة من الجميع، عندها دخلنا في العمل التقليدي، أنتم محاصرون، ونظرناإلى الخلف فلم نجد أحداً هناك، لم نواجه أية مشكلة، إذ انصاع الجميع لأوامرنا، أماجون وسامي فقد طلبا الإذن بشرب قهوتهما، فأجبت عنه هيا لدينا متسع من الوقت قبل أننغادر.
في هذه الأثناء سأل جوتي جابرييل عن التهم الموجه إليه، فسرد لهالقائمة، وأخبر جوتي عن الأحاديث المسجلة، خصوصاً التي دارت في البواق والشقة،حينها لاذ جوتي بالصمت.
بعد بضعة أيام وفي جلسة التحقيق الأولية استمع المتهمون إلى مقتطفاتمن تسجيلات الـ"FBI" خصوصاً الجزء المتعلق بسامي جرافان.
سمع حديث جوتي اللاذع عنه.
للمرة الأولى في حياته أحس جون جوتي بالحرج، أراد لو يختفي، احمر وجهسامي كان أسخن من مفرقعة نارية، وبقي ينظر أحدهما إلى الآخر، وكانا يقولان: ماذايجري هنا؟ وبعد سماعه الشريط عرف جرافانوا أنه لن يستطيع التعايش مع جون جوتي وعلىأحدهما قتل الآخر عند خروجهما من السجن.
وبعد سماع التسجيل اكتشف جرافانوا خطة جوتي الدفاعية باتهامه بالقتل،فبدا كالرجل المهزوم.
وفي الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر عام 1991 قرر جرافانوا التعاونمع الـ"FBI" وأخبره كل ما يعرفه عن عائلة جامبين.
سرد كل التفاصيل الناقصة عن التسجيلات، والتي تشرح كيف نفذ بالاشتراكمع جوتي باسم عائلة جامبينوا وكيف بقي على مسافة من القانون.
كان جرافانوا يرشوا هيئة المحلفين، ويرشوا شرطياً مهماً مهمته تزويدجوتي بالمعلومات، أما بالنسبة لهيئة المحلفين والشرطي، فقد حكمت المحكمة عليهمبالسجن.
وأخيراً علم جابرييل كيف استطاع جوتي أن يفلت من براثن القانون.
كان جوتي طليقاً رغماً عن الجميع، كان يردد: لقد هزمت المحكمة، لميطالوني بشيء، أما الحقيقة فهي أن سامي جرافينوا دفع لأحد أعضاء الهيئة ستين ألفدولار لإلغاء القضية، وهكذا ربح.
أما السؤال الذي احتاج إلى جواب فكان حول مقتل كاستيلانوا وتوصلتالـ"FBI" عبر جرافانوا إلى كشف الحقيقة.
وبدأت بذور مقتل كاستيلانوا تظهر عندما اتهم روجيريوا وجوتي بشبكةتوزيع المخدرات عام 1983 إذ لم يعد ممكناً أن تبقى هذه العملية بمنئاً عن الرئيس.
علم كاستيلانوا أن قضية الحكومة ترتكز على تسجيلات الـ"FBI" لروجيريوا، وجن جنون كاستيلانوا، وأراد أن يسمع التسجيلات، وهكذا بدأت الأحداثتتضاعف.
عام 1984 سلمت التسجيلات إلى الدفاع، وسمع جميع المدعى عليهم، ومحاموالدفاع كل اعترافات أنجلوا حول ترويج المخدرات واستعمال منزل كاستيلانوا واجتماعاتالتخطيط للجرائم وغيرها، وطلب كاستيلانوا من روجيريوا نسخة عن الشرائط بصفتهالرئيس.
كان ديلا كروشي يكبح جماح التوتر بين روجيريوا و كاستيلانوا إلى أنسقطت الحواجز كلها بعد موته.
بعد موت ديلا كروشي ببضعة أيام دعى كاستيلانوا قادته إلى اجتماع.
وحل تومي بيلوتي مكان ديلا كروشي نائباً للرئيس، والأسوأ هو أنكاستيلانوا قد أعلن بأن رجال جوتي سينحلون وسينخرطون في فرق أخرى.
استمع كاستيلانوا أخيراً إلى تسجيلات روجيريوا إنها قضية مهمة بالنسبةللحكومة، وبعد انتهاء المحاكمة على كل الأحوال، لن يكون هناك على الأرجح الكثير منرجال جوتي.
كان جوتي غاضباً إذ كان يعلم بأنه الهدف.
وعلى التذمر في صفوف الجنود، بأن كاستيلانوا كان مشغولاً عن العائلةبمشاكله القانونية، واعتقد البعض بأنه كان يجمع الكثير من المال لنفسه، ولا يوزعهعلى الجنود والقادة.
وبدأ جوتي بالتخطيط، فتح ثلاثة من أصل أربع عائلات مافيا بشأنروجيريوا أراد أن يعرف ما إذا كانوا سينظرون في اتجاه آخر إذا حدث شيء لكاستيلانوا،فأجابت العائلات بأنها لن تتدخل، استعان جوتي ببعض الجنود للتخطيط للضربة، وكانهناك شخص على وجه الخصوص من عائلة جامبينوا يشكل دعماً أساسياً لإنجاح الضربة.
أرسل روجيريوا ليسأل سامي جرافان ما إذا كان يريد الاشتراك في قتلكاستيلانوا.
وافق قرافان، كان يعلم بالشرخ الموجود في العائلة، كما كان يعلم بأنجوتي كان قوياً كفايةً ليقتل الرئيس.
وعندما وافقت العائلات على البقاء جانباً عرف سامي أن اللعبة الذكيةتتطلب دعم جوتي.
عين جوتي فريقاً من خمسة عناصر من عائلة جامبينوا للتخطيط لقتلكاستيلانوا، لقبوا أنفسهم بقبضة الخمسة، فضرب رئيس مافيا أكبر عائلة يعتبر مهمةرائعة.
كان على قبضة الخمسة إيجاد كاستيلانوا بعيداً عن أتباعه، وكانوايدركون تماماً أن كاستيلانوا موضوع تحت المراقبة القانونية المستمرة لذا يجب أنيضرب في مكان يتعذر على الـ"FBI" اللحاق به.
ولم تسنح لهم الفرصة إلا في أواسط كانون الأول ديسمبر لعام 1985 إذطلب كاستيلانوا من خمسة من قادته لقاءه على العشاء في مطعم سبارلس في وسط مدينةمنهاجن.
كان واحد من هؤلاء القادة من بين القبضة الخمسة، وقبل ليلة من الضربةاجتمعت قبضة الخمسة في مكتب جرافانوا للبناء.
عُيِّنَ أربعة قناصين اثنان لسائقه، ونائبه تومي بولوتي.
.. التخطيط للجريمة بدقة، وفي السادسة عشر من كانون الأول ديسمبراجتمعوا في باحة تبعد ميلاً عن تبعد ميلاً عن سبارلس، وكان القناصون الأربعة يرتدونالثياب نفسها، يعتمرون القبعات الروسية السوداء، ويرتدون المعاطف فاتحة اللون، حتىإذا ما شاهدهم أحداً فإنه سيتذكر ثيابهم وليس وجوههم.
كان على القناصين الأساسين التجمع أزواجاً خارج مطعم سبارلس، أماأنجلوا روجيريوا فكان أحد عناصر الدعم الأربعة الذي كان عليه سد طرق الفرار.
وبالنسبة إلى جوتي وجرافان فكان عليهما مراقبة الطريق حتى المرآةمستعدين لإطلاق الرصاص إذا اقتضى الأمر، وإذا حدث أي خطأ أو ضلوا في الطرق فعليهمحينئذ التوجه إلى مطعم سبارلس وإطلاق النار حتى يقتل كاستيلانوا وبيلوتي.
وبغض النظر عمن سيعترض طريقهم يجب أن يموت كاستيلانوا وبيلوتي.
أخذ القناصون أمكنتهم، أما جوتي وجرافان فسرعان ما وجدا المركزالمؤاتي وهو مرآب عند نقطة التلاقي بين أسفل الشارع والمطعم فانتظرا بالسيارة.
وتأخر كاستيلانوا ربما زوده أحد بمعلومات بشأن مؤامرة قتله، وفيالحديث مع جوتي نظر جرافانوا إلى شماله وذعر لما رآه.
رأى سيارة سوداء بداخلها بيلوتي وإلى جانبه كاستيلانوا.
وللحظة واحدة اعتقد جرافانوا وجوتي بأنهما رأوهما، وعلى الضوء الأخضرانطلقت السيارة.
وتقدم جرافانوا لقد حان الوقت.
وما إن أوقف بيلوتي السيارة حتى انطلق القاتلون.
وقتل بوي كاستيلانوا وتوني بيلوتي، أصيب كل واحد منهما بست رصاصات.
وبحسب جرافانوا اجتاز جوتي الشارع بالسيارة بجانب الجثتين الممددتينعلى الرصيف، وكان عليه التأكد من أن كاستيلانوا قد مات.
وهكذا وضع تقرير جرافانوا المفصل أخيراً حداً للتخمينات.
وكجزء من مقايضة الدعاوى شهد جرافانوا ضد رئيسه الأسبق، واعترف بأنهكان لديه ضلع في تسع عشرة جريمة، وقضى جرافانوا مدة خمسة أعوام في السجن، ليدخلطواعية في برنامج حماية الشاهد.
وفي الثاني من نيسان أبريل عام 1991 حكم جوتي بخمس جرائم، من بينهاجريمة كاستيلانوا وبيلوتي.
كما وجد مذنباً في جرائم أخرى كإعاقة سير القانون، والابتزاز ورشوةشرطي، وقاض والمراهنة وسرقة مؤلفات الآخرين، والتهرب من الضريبة والقتل المتعمد،وسيقضي جوتي حياته في السجن بعيداً عن مستمعيه ومعجبيه، وعن ثيابه الباهظة، وأناقتهالأخاذة.
وفي السنوات الأخيرة لقي العديد من أعضاء العصابات مصير جوتي.
نقلتها لكم من أحدى الكتب
أتمنى تعجبكم ..
زائر
شكرا كتير على قصصك الي دايما بتمتعينا فيها يسلموووووووووووو
زائر
يعطيكي العافية خيتو mayt
دائما بتجيبي قصص مفيدة ومن الواقع
شكرا كتييييييير
تحياتي