موانع الحمل الدائمة..والمؤقتة..رؤية طبية وفقهية..

زائر


تطلب بعض الأخوات وسيلة منع حمل دائمة " كاستئصال الرحم..او ربط الانابيب الدائم.. وغيرها".... وذلك نظرا لعدم رغبتها في الحمل بتاتا.. ولعدم قدرتها على تحمل الموانع المؤقتة..

وهنا على الطبيب أو الطبيبة مراعاة الأحوال التالية:

أ- الناحية ا لشرعية:

لابد من أن يلم الطبيب والطبيبة بالقاعدة الفقهية المنظمة لهذه العملية.. وعدم التساهل في إجراء التعقيم بناء على طلب المريضة فقط. بل أن أهم واجب أيضا شرح الحكم الشرعي للمريضة..
واليكن نص قرار المجمع الفقهي الذي يمثل الدول الإسلامية كافة في دورته الخامسة :

يحرم استئصال القدرة على الإنجاب في ا لرجل و المرأة، وهو ما يعرف بالإعقام، أو التعقيم ما لم يدع إلى ذلك الضرورة بمعاييرها الشرعية. وتسمح الشريعة بالتعقيم حسب الشروط التالية:

أ‌-إذا تعرضت حياة المرأة أو صحتها للخطر إذا هي حملت.
ب- أن تكون الوسائل المؤقتة لمنع الحمل غير مناسبة لها.
ج- أن يقرر ذلك أهل الاختصاص من الأطباء.

ب- الناحية الطبية :-

كما قلنا سابقا أن تقدم الطب العلاجي في السنوات الماضية أدى إلى تحسن الحالة الصحية للمرأة وقدرتها على الحمل والولادة بحيث أصبح من النادر جدا أن تجد إلا في حالات قليلة أن الحمل والولادة ذا تأثير مباشر على حياة الأم.. ولربما أمكن السماح بإجراء التعقيم في أحوال محدودة مثال على ذلك:

1- حالات أمراض القلب والتي كانت مصحوبة على وجه الخصوص بهبوط في القلب.
2- حالات الفشل الكلوي.
3- حالات الأمراض السرطانية الخبيثة.
4- انفجار الرحم بشكل لا يسمح بالحمل مستقبلا.

5 - تعدد القيصريات السابقة :
يقوم كثير من الأطباء بعملية التعقيم عند وجود أربع قيصريات سابقة أو أكثر عند المريضة وينصح بها الأطباء بل ويفرضها البعض على مرضاه ويتطلب النصح هنا أن يكون الطبيب أمينا مع مرضاه.. ومن خلال كثير من الدراسات والبحوث يبدو واضحا إمكانية تحمل المرأة في بعض الحالات لخمسة وستة قيصريات وأكثر.. خاصة في هذه الأيام حيث أصبحت الرعاية الطبية المتقدمة متوفرة ومتاحة للجميع. أما في الماضي فقد كانت الكفاءات الطبية العالية قليلة، والرعاية الطبية والتقنية الجراحية لم تصل إلى ما هي عليه الآن فكانت نسبة التهابات ما بعد القيصرية والمضاعفات منها كثيرة.. وبالتالي كانت نسبة الإلتصاقات الداخلية أكثر وكذلك كانت نسبة تلوث الجرح الداخلي وضعف المنطقة وزيادة قابلية الشق الذي في الرحم للانفجار. كما أن وعي السيدات وسهولة الوصول إلى مراكز طبية جيدة جعل من نسبة المضاعفات أقل من السابق بالاضافة الى عدم توفر دراسات كافية تثبت او تنغي بناء على اسس احصائية مقارنة ..
أن عمل التعقيم الجراحي اي ربط الانابيب لا مانع من اجراءه اذا كانت السيدة قد انجبت العشرة فما فوق من الأطفال وبلغ سنها الاربعين أو أكثر ورغبت هي وزوجها في ذلك.

مضاعفات التعقيم:

1-الحمل مجددا اذ أن لكل عملية نسبة فشل وما تشاءون الا ان يشاء الله ..
2-اضطرابات في الدورة الشهرية والام معها .
3-الام في اسفل البطن متفاوتة في الحدة نتيجة حدوث احتقان بالحوض..
4-تأثير نفسي وخطير اذ تشعر المرأة عندنا بانها قد فقدت جزءا من قدراتها الانثوية وربما اثر هذا على علاقتها الزوجية ... والأخطر عودتها ومطالبتها بايجاد طريقة للحمل مجددا خاصة اذا استغل الزوج هذا كسبب للزواج ثانية! .. ومن هنا جاء التحريم لانه عليم بالنفوس وبعباده ..

ج- الناحية الاجتماعية:

قرار التعقيم يمكن أن يتخذ بسهولة دون إدراك لعواقبه البعيدة.. ففي مجتمع كالمجتمع السعودي تحبذ العائلة كثرة الإنجاب كما أن فطرة المرأة تميل إلى الإنجاب والأمومة.. لذا فكثيرا ما نجد حالات لسيدات قمن بهذه العملية عن رضى.. وبعد مضي سنوات عدن باحثات عن سبيل لإعادة تسليك الأنابيب وفتحها كي يحملن من جديد.. وقد يتخذ الزوج من هذا التعقيم ذريعة للزواج وإنجاب الأبناء وقد يحدث لا قدر الله وفاة أحد الأبناء.. فيرغب الزوجان في الإنجاب من جديد.. كل هذه أمور على غاية من الأهمية ونواجه بها في الحياة العملية يوميا.

كما أن اتخاذ القرار من قبل المرأة أثناء أو قبل الولادة قد لا يكون حكيما إذ أن المرأة في المراحل الأخيرة من الحمل أو الولادة تكون تحت تأثير ضغوط نفسية وصحية كثيرة مما يجعلها توافق على عدم خوض هذه المعاناة مجددا فتقبل بالتعقيم حتى إذا انتهت المعاناة وعادت المرأة إلى حالتها الطبيعية ومرت السنون عادت نادمة وباكية وطالبة شتى الحلول للحصول على طفل.

موانع الحمل المؤقتة:

مواقف الفقهاء:
أباح معظم الفقهاء استخدام وسائل منع الحمل المؤقتة بشروط أهمها:

1-الحفاظ على صحة المرأة، وعلى صحة أولادها من كثرة الحمل، وتتابعه، والتأثير على الرضيع والأطفال.

2-أن يكون بالمرأة مرض يمنع من الحمل حتى يزول ذلك المرض.

3-أن يكون قرار تنظيم النسل حسب تقدير الزوجين، وتشاور ورضى منهما معا، وأن لا يكون ناتجا عن خوف الفقر.
وهنا أقف عند هذه الفقرة.. لأؤكد أهمية رضى الطرفين..

إذ أنني أعرف حالات كثيرة تأتي فيها المرأة طالبة تركيب اللولب أواستعمال الحبوب دون معرفة الزوج.. وهذه المواقف بحاجة إلى كثير من الأمانة وعدم وضع أي مانع إلا برضي الطرفين..

4-أن لا يكون استخدام وسائل منع الحمل ضارا بالمرأة (أو بالرجل عند استخدام وسائل للرجل)، وهذا يتطلب إجراء فحص شامل للمرأة للتأكد من خلوها من أي عارض طبي يحول و استعمال منع الحمل.

5-أن لا يكون هناك ضغط معنوي أو مادي من الدولة أو المجتمع أو الهيئات الطبية.

6-أن تكون وسيلة المنع مؤقتة غير دائمة.

منقول من موقع طبي..
 

زائر
بارك الله فيك موضوع شــــــــــــــــــــامل ......