الدكتور محمد ادلبي
طبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأشياء المهمة جداً لصحة الحاج هي أن يعرف "فصيلة دمه" وتسجيل نوع فصيلة الدم في جواز السفر، لأن معرفتها تفيد في حالات الطوارىء، سواء كان ذلك بنقل دم من الحاج إلى أخيه الحاج المصاب، أو أن الحاج نفسه احتاج إلى نقل دم من الغير، وعلى الحاج أثناء زيارته للطبيب قبل السفر إلى الأراضي المقدسة أن يوضح لطبيبه إذا كان يعاني "دوار السفر" وله أربعة أنواع: دوارالبحر، دوار الطائرة، دوار القطار، دوار السيارة، وهو يحدث بسبب اهتزاز القنوات الداخلية الموجودة في كل أذن داخلية والتي تتحكم في توازن
الإنسان، ويهمنا في حالة الحجاج بصفة خاصة دوار البحر ودوار الطائرة، وأعراض
الإحساس بالدوخة والغثيان والقيء،ولو أصيب الحاج بالبرد والإنفلونزا،فإنه ...
يزيد من الإحساس بالدوار، وعلاج دوار البحر يكون بالراحة وتناول كميات قليلة
من الطعام ولكن على
فترات متكررة، أما في حالة السفر "بالطائرة"
فننصح بمضغ قطعة من اللبان أثناء الطيران، لأن عملية
المضغ تفتح القناةالتي توصل الأذن بالأنف وتساعد على حفظ توازن الإنسان.
التطعيم قبل السفر..
و"التطعيم" كذلك مهم جداً جداً.. وذلك لسبب ضروري وهو أن الحج مؤتمر إسلامي عالمي يأتي إليه البشر من
كل بقاع الدنيا ومن كل قارات الدنيا، وبالطبع تنتشر الكثير من الأمراض المعدية في كثير من أنحاء الكرة الأرضية،
وأثناء أداء مناسك الحج ليست هناك حواجز ولا فواصل بين البشر، بل الكل يتزاحم ويلتصق ويتواجد في مكان
واحد في توقيت واحد، مما قد يعرض الحاج للإصابة بأي مرض، وإذا كانت بعض الأمراض قد اكتسبت شهرة
التطعيم قبل السفر إلى الحج مثل "الحمى الشوكية"، فإن هناك أمراضاً أخرى كثيرةوخطيرة قد تنتقل للحاج مثل
التهاب الكبد الفيروسي، والحمى الصفراء، والكوليرا والتيفوئيد، والإنفلونزا.. وأمراض أخرى كثيرة، ولكننا سنذكر
تطعيمات الأمراض الأكثر انتشاراً في موسم الحج.من أهم التطعيمات في الحج هو التطعيم ضد "الحمى
الشوكية"، والمعروف بالالتهاب السحائي.. والتطعيم ضد "الكوليرا" مهم جداً، لأنه مرض معد جداً.
حقيبة الأدوية
وكذلك، فإن حقيبة الأدوية من الأساسيات المهمة للحاج من أجل صحته وحياته،وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن
موسم الحج هو موسم "الزحام" الرهيب والتواجد في مكان محدود في توقيت محدد مما يسهل نقل العدوى بين
الحجاج، هذا بالإضافة إلى أن الزحام الشديد أثناء الحج قد يؤخر المساعدة الطبية ووصول الطبيب أو سيارات
الإسعاف في الوقت المناسب، مما قد يهدد صحة الحاج،ولذلك فمن الضروري أن تكون معه حقيبة الأدوية الخاصة
به، واللازمة له بناءً على نصيحة الطبيب المعالج له قبل سفره.ومحتويات حقيبة الأدوية نبدأها بالأدوات مثل:
الترمومتر الطبي، كوب بلاستيك لغسيل العين أو غير ذلك، رباط ضاغط، شاش طبي معقم، قطن معقم، علبة
بلاستر طبي، قطع قطن مغطاة بشاش من الجهتين مستديرة "غيار للعين"، زجاجة بها قطع من الشاش أوالقطن
المشبع بزيت القرنفل توضع فوق الأسنان المؤلمة التي تكون عادة مسوسة أو بها تجويف، فرشاة الأسنان
والمعجون،والبلاستر الطبي الصغير للجروح الصغيرة.أما بالنسبة للمراهم فتؤخذ أنبوبة مرهم للحروق
واللسعات، ومرهم لحساسية الجلد، ومرهم مضاد حيوي سواءً لعين أو للجلد.. وأيضاً ما يحدده الطبيب من
زجاجة محلول كغسول للعين، أو مضمضة للفم والأسنان، زجاجة سبرتو أبيض، زجاجة صبغة يود، زجاجة بيتادين
مطهر للجروح، زجاجة نشادر، وما يضيفه الطبيب.أما زجاجات النقط فقد يحددها الطبيب للأنف والفم والعين،
ولعلاج القيء، ولتنبيه التنفس، أما الأقراص فعلى الحاج أن يأخذ معه أقراص سوء الهضم، أقراص مغص، أقراصاً
مسكنة مثل الإسبرين، أقراص علاج البرد، أقراصاً لعلاج الحساسية، أقراصاً للإمساك، أقراصاً مخفضة للحرارة،
وأقراصاً فوارة، هذا بالإضافة إلى "الكبسولات" التي يحددها الطبيب لعلاج الالتهابات والأعراض البسيطة التي قد
تصيب الحاج.. وأفضل وقاية للحاج هو تجنب الزحام قدر المستطاع حتى لا تنتقل إليه عدوى قد يحتاج علاجها إلى
ضرورة الانتقال إلى المستشفى. أما الحجاج الذين يأخذون أدوية لعلاج بعض الأمراض المزمنة التي يعانونها، فلا يجب عليهم إيقافها لأي سبب من
الأسباب أو من تلقاء أنفسهم إلا بناءً على مشورة من الطبيب المعالج.
الغذاء الصحي
يجب أن يكون غذاء الحاج متنوعاً موفراً لاحتياجاته من السعرات الحرارية والبروتينات والدهون والكربوهيدرات
والفيتامينات والمعادن والسوائل، فالبروتينات هي المادة الأساسية للأنسجة والخلايا وهي توجد في اللحوم
والبيض والأسماك واللبن والجبن، كما توجد أيضاً البروتينات النباتية في البقول مثل الفول واللوبيا والعدس،
والكمية التي يحتاجها الفرد في اليوم من البروتينات تقدر بـ100جرام أي ما يوازي حوالي 300 جرام من اللحم
المطهو، والبروتينات لا تسبب أية أضرار للشخص السليم، وهناك بعض الأمراض التي تحتم على المريض أن
يقلل من كمية البروتينات التي يأكلها مثل: الفشل الكبدي وأمراض الكلى والنقرس.. ولكن المهم جداً بالنسبة
للحاج هو التأكد من سلامة اللحوم وخاصة أنها تفسد بسرعة، واللحم الفاسد معروف بلونه البنفسجي ورائحته
الكريهة وناعم وطري ويقطع بالأصابع بسهولة، أما اللحم السليم فيتميز بلونه الأحمر الزاهي ورائحته العادية
ومتماسك.. وعلى الحاج ألا يأكل أية لحوم مشكوك في جودتها أو مصدرها.
أما الأغذية التي تمنح الحاج الطاقة والنشاط فهي النشويات والسكريات، وهي تؤدي إلى امتلاء البطن، مثل:
الخبز، والأرز،والبسكويت، والعسل الأبيض، أما الفيتامينات فأفضل مصادرها هي الكبد والخميرة والقمع والذرة
والفواكه، فمثلاً نحصل على فيتامين (أ) من البيض واللبن والجزر والخضروات، وعلى فيتامين (ب) المركب من
القمح والذرة والشعير واللحوم وفيتامين (س) من الليمون والبرتقال والجوافة، وفيتامين (د) من أشعة الشمس،
وأيضاً (المعادن) مهمة جداً لصحة الحاج، حيث يمكن الحصول على الكالسيوم من اللبن، والحديد موجود في
القمح والذرة والشعير والكبد والكلاوي والبيض، أما الصوديوم، فيوجد في ملح الطعام العادي،
وينصح الحجاج بتناول الخضروات والفواكه الطازجة وشرب السوائل باعتدال، لأهميتها البالغة للصحة.
أن أفضل الأطعمة للحجاج هي سلطة الخضروات الطازجة والخضروات المطهوة والبطاطس والأرز
والبقول المطهوة واللحوم والأسماك والدجاج والخبز والفواكه، والابتعاد قدر المستطاع عن الأغذية المحفوظة
والمعلبات، لأنها تحتوي على المواد الحافظة والكيماويات وهي من مسببات أمراض القلب والسرطان.
وأخيراً.. مهم جداً على الحجاج أن يقوموا بغلي اللبن جيداً إذا كان غير مبستر، وطهو اللحوم جيداً وغسل
الخضروات الطازجة جيداً وإضافة الليمون والخل إليها، وتسخين الخبز قبل تناوله، وتجنب تناول المعلبات
المحفوظة، إلا في حالة الضرورة، وأثناء رحلة الحج يفضل تناول المياه المعدنية، أو يغلي الماء جيداً ثم يترك ليبرد
قبل شربه، ويفضل تناول العصائر كالبرتقال والليمون الطبيعي والاعتدال في تناول المياه الغازية..
وحجاً مبروراً للجميع إن شاء الله