هل الوزن الزائد بعد الولادة مشكلة يمكن حلها؟

زائر
هل الوزن الزائد بعد الولادة مشكلة يمكن حلها؟


ما سيقوله الباحثون من جامعة هارفارد في عدد (نيسان) القادم من المجلة الأميركية للطب الوقائي، موجه للأمهات اللاتي وضعن طفلهن حديثاً حول محاولاتهن إنقاص وزن الجسم.

ومفاده أن المشي بدلاً من الجلوس لمشاهدة البرامج التلفزيونية، هو ما سيُمكن الأمهات الحديثات من سهولة التخلص من الكيلوغرامات التي أُضيفت إلى أجسامهن أثناء فترة الحمل. وهي زيادة في الوزن لا ضرورة لها أن تبقى بعد ولادة الجنين. وتظل عملية التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة مشكلة لدى الكثيرات. لكن تبني برنامج سليم من التغذية والرياضة البدنية كفيل بتحقيق ما تصبو إليه كل امرأة في الشكل والوزن.

ـ المشي أحد الحلول:
تقول الدكتورة إميلي أوكن، الباحثة الرئيسة في الدراسة أن فترة السنوات التي لدى المرأة فيها قابلية للحمل هي مدة زمنية تحمل خطورة أن تُصاب المرأة فيها بالسمنة وزيادة الوزن. وتغير السلوكيات في مرحلة مبكرة ما بعد الولادة، مثل تناول الطعام أو مشاهدة التلفزيون أو المشي، يُمكنها أن تُقلل من خطورة تراكم الوزن في مختلف مناطق جسم المرأة.

وتابع الباحثون من كلية طب هارفارد في بوسطن في دراستهم (التي شملت 900 امرأة) عادات وسلوكيات التغذية ومشاهدة البرامج التلفزيونية وممارسة رياضة المشي خلال السنة الأولى التالية للولادة. وتبين للباحثين أن السيدة التي تمشي بانتظام يومياً ستكون فرصتها أعلى في التخلص من زيادة الوزن فترة الحمل. وإذا كانت المرأة تقضي أوقاتاً أقل في مشاهدة البرامج التلفزيونية أو تتناول كمية أقل من الدهون المتحولة ستتخلص أيضاً من الوزن الزائد بوقت أقل. ويجب الابتعاد عن الدهون المتوفرة في الكيك وغيره من المعجنات المخبوزة أو في المقرمشات والمقليات وغيرها.

ولاحظ الباحثون أن المشي لمدة نصف ساعة يومياً، أو التقليل من مشاهدة التلفزيون لمدة ساعتين يومياً عن الحد المعتاد للمرأة، أو التقليل إلى حد كبير من تناول الدهون المتحولة، هو ما سيُسهل أمر التخلص من الزيادة في الوزن.

كما أن الباحثين قارنوا بين كل من المشي لنصف ساعة يومياً وبين تقليل مشاهدة التلفزيون ساعتين يومياً، ووجدوا أن الفرصة أكبر مع المشي للتخلص من حوالي 6 كيلوغرامات خلال السنة الأولى ما بعد الولادة. في حين أن مجرد تقليل ساعات مشاهدة التلفزيون بمقدار ساعتين يومياً يُساعد على فقدان حوالي 4 كيلوغرامات فقط.

لكنهم أيضاً لاحظوا من تحليل نتائج البحث أن التأثيرات لهذه العناصر الثلاثة هي تأثيرات تراكمية. بمعنى أن اجتماع اتباع الأم لبرنامج مشي يومي، مع تقليل عدد ساعات مشاهدة البرامج التلفزيونية، وتقليل تناول الدهون المتحولة والأغذية المحتوية عليها، سيكون ذا تأثير مضاعف في تسهيل خفض الوزن والتخلص من تلك الكيلوغرامات المُضافة إلى الجسم أثناء فترة الحمل للعودة إلى الوزن الطبيعي قبل الحمل.

ـ وزن ما بعد الولادة:
ومن الضروري أن تكون طموحات الأم واقعية بعد الولادة حول كيفية تحقيق التخلص من الوزن الذي اكتسبته في فترة الحمل. لأن تلك الكيلوغرامات تراكمت خلال تسعة أشهر لضرورة تمكين جسم الأم من تحمل واجبات الحمل وتغذية الجنين لنموه بشكل صحي، وهي أمور لا مجال للتهاون فيها. لذا لا يجب أن تتوقع الأم أن تفقد تلك الزيادة في الوزن بين ليلة وضحاها.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنه ليس من الصحي خسارة أكثر من حوالي كيلوغرام خلال أسبوع واحد. هذا بالإضافة إلى أن الحمل بذاته يترك آثاراً على جسم المرأة، مثل ارتخاء البطن واتساع الحوض، من الصعب بوجودها أن يعود جسمها إلى سابق شكله قبل الحمل.

والفارق بين الرضاعة من عدمه، أن الأم المرضعة تفقد بعملية الإرضاع، حوالي 500 سعرة حرارية يومياً. لذا لو كانت الأم غير مرضعة، فإن من الممكن تقليلها من كمية الطاقة التي تتناولها يومياً في وجباتها الغذائية.

وتعتبر كمية 1200 سعرة حرارية يومياً أقل كمية يُمكن للمرأة أن تتناولها من طاقة الوجبات الغذائية كي تبقى في حالة صحية مقبولة. في حين أن المعدل الطبيعي لحاجة المرأة من طاقة الغذاء، مع نشاطها اليومي المعتاد، هو حوالي 1800 إلى 2000 سعرة حرارية. لذا فإن فقدان نصف كيلوغرام أسبوعيا يتطلب قطع حوالي 500 كالوري يومياً مع ممارسة الرياضة البدنية المتوسطة. هذا كله مع الأخذ بعين الاعتبار توفير ما تتناوله المرأة يومياً من أطعمة لحاجات جسمها الأساسية من المعادن والفيتامينات وخاصة الكالسيوم.

لذا فإن ترتيب برنامج غذائي هو أمر ضروري لتحقيق خفض متواصل ومنسجم مع حاجات جسم المرأة بكمية لا تضر بها ولا بجسمها. يتم فيه ضبط كمية مقاربة من 1800 كالوري، إلا إذا كانت الأم تُرضع طفلها فعليها إضافة حاجتها إلى 500 كالوري، التي ستفقدها يومياً مع الرضاعة الطبيعية. وكذلك تحقق تأمين حوالي 350 ملليغراماً من الكالسيوم التي سيستهلكها طفلها من حليبها، إضافة إلى حاجتها اليومية هي نفسها. ما يعني أن تتناول 1000 ملليغرام كالسيوم يومياً. هذا إن لم تكن دون سن العشرين من العمر. لأنها إذا كانت لا تزال في سن المراهقة فعليها تناول 1300 ملليغرام من الكالسيوم يومياً. وهذا أمر قلما يتنبه البعض له.

ويجب أن تهتم بالحديد لتحقيق تزويد الجسم بحوالي 15 ملليغراما منه يومياً. ويبقى عليها أن تُولي جانب التمارين الرياضية الاهتمام اللازم. وذلك كي تحقق مجموعة من الغايات، والتي أهمها أولاً تقوية عضلات أسفل الحوض وعضلات جدار البطن، وأيضاً تقليل احتمالات الإصابة بسلس البول وتدني قدرات التحكم في إخراجه عند حالات التوتر أو الضحك أو غيرها مما يحصل فيه ارتفاع في ضغط داخل البطن. وثانياً للإبقاء على بنية قوية للعظم وإكساب المفاصل والعضلات قواماً رشيقاً متناغماً.

إن عودة الجسم إلى وزنه وشكله ورشاقته في الحركة ممكنة بعد الولادة، لكنها تتطلب اهتماماً وصبراً ومتابعة.


الشرق الأوسط
 

زائر
شكرا لك اختي العزيزة الملاك الوردي على الموضوع القيم
جزاك الله كل الخير